صدرت حديثًا.. «سر الزعفرانة» رواية للكاتبة السعودية بدرية البشر
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
صدرت حديثاً رواية بعنوان "سر الزعفرانة" للكاتبة السعودية بدرية البشر، والتى سبق أن وصلت روايتها "غراميات شارع الأعشى" إلى القائمة الطويلة فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية فى دورتها لعام 2014.
تقول الدكتورة سلوى العباسي، فى مقدمتها لرواية "سر الزعفرانة" فى هذه الرواية جمعت بدرية البشر بين النزعة الواقعية السحرية والنفس الخرافي تستل الماضى وأثيل قيمه مواريثه الثقافية الحضارية من خواص البيئة السعودية.
في ذكرى ميلاده..سبب اتهام الإذاعي أحمد سعيد بإذاعة بيانات غير حقيقية عام 1967 رئيس الأوبرا يفتتح المعرض السنوي للمواهب التشكيلية
وتضيف الدكتورة سلوى العباسي: رواية الصحراء تجاوب أصداء المدينة "الرياض" إيقاع الرحيل فيها وخبب السرى خطو حثيث إلى البقاء في خدور الخرافة.. تخريب النساء للنساء داخل مجالس عفوية، نضاحة بفنون التسريد مع التعجيب والتصوير. ضروب من محاكاة الفن للفن ومن نسج الأخيلة من عقد الحبل وخيوط المكائد والمغازي، تندد بشرور الجريمة وتلوح بالعقارب وتثأر للموتى والأبرياء.. خرافة نسائية مستحدثة الشكل والمضمون، القصص فيها تتوالد الواحدة من رحم الأخرى وتتناسل الأحداث بواسطة الذاكرة والمخيلة معا، لا فرق. فهما صنوان، بل قناتان تتبادلان رسم خارطة المكان المكتظ بالأشياء والأحياء وأشباه الموتى والغيلان.
وتقول سلوى العباسى: ففى مجالس النساء بدويات وحضريات يتعارفن، يتخاصمن، يتحاببن، يتعاون على شظف العيش ونوائب الدهر، يتصدرن غرف البيوت، أو ينشرن في حقول البرسيم وتحت ظلال الكروم والنخيل أو يتبضعن بسلعهن في الأسواق.
وتضيف سلوى العباسى: يخالط رجع حديثهن "فوح الزباد والقرنفل والزعفران"، ويمازج أصداء تباريحهن "دخان الغارات وقرع الطبول واستغاثات القتلى" فمن ستختار أيها القارئ وسط كل هذا الزخم للرواية وشخصية رئيسية؟ من تكون الراوية العليمية بـ"السر وما أخفى؟" هل هي الأمة المملوكة زعفرانة الأمية العارفة بفنون التطبب والتداوى بالأعشاب؟ أم هي الصبية "نفلة" زهرة الجبل العالية البدوية اليافعة، الطلعة، ابنة قرية "السبعية" التائهة، المشردة الباحثة عن معنى الهوية والقيمة والمعنى؟
وتقول سلوى العباسى: يبدو أسلوب الكاتبة أيضا مشوق بالغ الاشتهاء والصفاء يستدرجك بمهارة وانسياب إلى إماطة برقع التخريف والتعجيب والتسجيل معا، فلا تنتهى الحكاية الواقعية العجيبة دون اكتناه السر بالعقل والروح والقلب في مزاج واحد مركب، وكأنما سرها العجيب "سر الزعفرانة" كامن فيك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رواية العالمية للرواية العربية القائمة الطويلة جائزة البوكر
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 11 من سورة الرعد: “..إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..”.
ذهب المفسرون الى أن التغيير في حال قوم يوقعه الله بهم يحتمل أن يكون من سيء الى حسن أو العكس، لكن السياق يفيد التغير من الحال السيء الى حال أفضل، ويعزز ذلك الآية المتشابهة مع هذه الآية: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الأنفال:53].
لذلك تعتبر هاتان الآيتان من السنن الكونية التي يجري الله الأحداث بموجبها، وتقطعان بأن أحوال الأمم والأقوام ليست أقدارا مكتوبة عليها، بل متغيرة يبدلها الله من حال الى حال، والتغيير مرتبط بتغير نواياها وسلوكاتها.
وعليه فان من يطمحون الى خروج أمتنا من واقعها الحالي المزري، ونهضتها وعودتها الى موقعها الحضاري المجيد الذي كانت عليه، وكانت خلاله في صدارة الأمم، حري بهم أن يتأملوا جيدا في مدلولات هاتين الآيتين.
مما يمكن استخلاصه الحقائق التالية:
1 – إن التعامل الإلهي مع البشر فردي حينما تتعلق المسؤولية عن سلوكاته بذاته، فيحاسبه عما فعل ولا يحمله عاقبة أفعال غيره لأنه ليس له عليه من سلطة، لكنه يحاسب المجتمعات جماعيا عندما تتعلق منتجات الأفراد بالمنتج العام للسلوكات فتصبغ المجتمع بصبغة ذلك السلوك، وتصبح تلك السمة العامة للمجتمع سواء كانت إيجابية أو سلبية مؤثرة على الأفراد وموجهة لسلوكاتهم، مثال على ذلك قوم لوط، اذ لا يعقل أن جميع الأفراد كان لديهم شذوذ جنسي، لكن عوقب الجميع عندما لم يعد الأمر مستنكرا في القيم المجتمعية الجمعية، بل ممارسة مقبولة، ولممارسيه حماية ورعاية من قبل الهيئة الحاكمة، بل وتعاقب من ينتقدها أو يضايق فاعليها (كما نشهده الآن في العالم)، وعندما لم يتصدّ المصلحون لوقفها ولم يستنكرها الصالحون، أصبحت سمة عامة تصبغ المجتمع كله، لذلك أخذ الله المجتمع كله، صالحه وفاسده بالعذاب.
2 – فاسدو المجتمع يحاولون تبرير أفعالهم بأن الله كتب عليهم الضلال، وفي هاتين الآيتين بيان مبطل لادعائهم، وتأكيد على أن ما يصيب الأقوام هو نتاج أعمالهم.
كما بين تعالى في مواضع كثيرة أن الله لا يضل إلا من اختار الضلالة بإرادته وعن سابق عزم وتصميم “سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ” [الأنعام:148].
كما بين أنه تعالى لا يأمر بالمنكر: “وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ” [الأعراف:28]، بل فعل المنكرات هو مما تزينه النفوس الأمارة بالسوء.
3- بناء على ما سبق نتوصل الى أنه لا ينبغي للمؤمنين في زمننا الكالح هذا القعود بانتظار المعجزات، ولا انتظار أن يأتينا الفرج بالاكتفاء بالدعاء، بل علينا الجد والعمل لتغيير هذا الحال الذي ما وصلنا إليه إلا لأن العلماء المصلحين انكفأوا عن أداء واجبهم في التنبيه الى سوء المنقلب، والمؤمنون الصالحون صمتوا عن شيوع المنكرات، وعلى رأسها تقبل أن يحكموا بغير ما أمر به الله، وسكتوا عندما تبين لهم أن قادتها يرفضون الحكم وفق منهج الله، واعترفوا صراحة أنهم ينبذونه ويعتبرونه أرهابا، ويتبعون منهج أعداء الأمة التاريخيين.
ان الحكم بما أنزل الله واجب شرعي، ولا يجوز للحاكم ان كان مؤمنا اتباع منهج غيره، ولا يقبل الله منه ادعاءه بأنه مسلم بمجرد إعلان ذلك طقوسيا على الراية، أوالتظاهر باتباعه من خلال المظاهر الخادعة كالسماح برفع الأذان، او تنفيذ احكام الاعدام بالسيف بدل المشنقة.
الحكم بموجب الشرع يظهر في اتباع ما أمر به الله، وأهمه معاداة من يعادي الدين ويحارب المسلمين، ونصرة إخوانهم في الدين وعدم موالاة من احتلوا ديار المسلمين ولا إلقاء السلم إليهم قبل أن يجلوا عنها.
هل عرفنا الآن لماذا غير الله نعمته التي أنعمها علينا بجعلنا خير أمم البشر، فغيرها الى الأمة الأضعف والتي سلط عليها أراذل البشر الذين كتب عليهم الذلة والمسكنة!؟.
وهل عرفنا أنه لن يزول ذلك، ولن يعيد الله حالنا الى ما كنا عليه من عزة وكرامة، بمجرد الصلاح الفردي وكثرة العبادات، بل بتغيير ما بأنفسنا كمجتمع، من هوان واستكانة لما فرضه الأعداء ووكلاؤهم علينا.