الخليج الجديد:
2024-09-10@11:22:17 GMT

هل تلتحق ليبيا بركب التطبيع؟!

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

هل تلتحق ليبيا بركب التطبيع؟!

هل تلتحق ليبيا بركب التطبيع؟

كيف ستتصرف المنقوش في حال تحملت وحدها وزر هذه السياسة التعيسة؟

الاقتراب العربي من الكيان الهجين كان وسيظل من بين أهم أولوياته وأولويات الدول الداعمة له، وفي مقدمتها أمريكا.

الاقتراب من إسرائيل لا يمكن أن يكون حدثا عابرا وجاء عرضا ودون ترتيب أو نية للتماهي مع أجندة التطبيع بدرجة أو أخرى.

ردود الفعل العفوية تركزت حولها ووجهت خطوات الدبيبة حتى الآن السهام صوبها وأبعدتها عنه، وسيكون موقف المنقوش أكثر حرجا إذا أدينت بعد التحقيق.

الدبيبة أذكى من أن يمضي في إقالة المنقوش، وسيكون الخيار لملمة الأزمة بحذر وتأكيد احترام ثوابت الليبيين وأكدتها ردود فعل واسعة، واستمرار إيقاف المنقوش دون إعلان نتائج التحقيق.

* * *

فجأة، وبدون مقدمات، اقتحمت حكومة الوحدة الوطنية، أو لنقل ممثلتها للسياسة الخارجية، ساحة التقارب مع إسرائيل، واجتمعت بممثل الدبلوماسية الإسرائيلية في لقاء غير عارض، حتى مع قبول تبرير خارجية حكومة الوحدة التي قالت إن موضوع الاجتماع كان حول مصير اليهود من أصل ليبي والذين يثار ملف تعويضهم عما خسروه في ليبيا بين الفينة والأخرى.

ينبغي أن ندرك أن الاقتراب العربي من الكيان الهجين كان وسيظل من بين أهم أولوياته وأولويات الدول الداعمة له، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا فإن الاقتراب من إسرائيل لا يمكن أن يكون حدثا عابرا وجاء عرضا ودون ترتيب أو نية للتماهي مع أجندة التطبيع بدرجة أو أخرى.

كما يجب أن ندرك أن الهزال الذي تعيشه الدولة والضعف الذي تعانيه السلطات خير ظرف لتمرير الأجندة الإسرو-أمريكية، إن صح التعبير، فلقد بدر عن العقيد القذافي مغازلة صريحة لإسرائيل عندما اشتدت الأزمة في العام 2011م وشعر بالضعف الشديد، وطلب من ممثله في روما، التي احتضنت الاجتماع الأخير أن يوصل رسالة بأن الانتفاضة في ليبيا قد تهدد إسرائيل، ولم يتخلف حفتر عن هذا المسار، وهو المسار الذي لن يتخلف عنه من يريد التصدر للمشهد وحكم البلاد مع شديد الأسف.

ما يغيب دوما عن عقول الساسة المتنفذين هو الأثر الذي سيعود عليهم قبل غيرهم جراء المضي في هذا المسار، ولو بعد حين، وأزعم أن من بين أسباب الانتفاض على القذافي هو انقلابه على سياسته الثورية الصِدامية ضد الكيان وحلفائه الغربيين، إلى الخضوع للمطالب والشروط المجحفة في لوكربي وغيرها، والتخلي عن شعار محو إسرائيل من الوجود إلى الاعتراف بها من خلال مشاركتها من قبل الفلسطينيين في دولة واحدة هي "إسراطين".

ردود الفعل الواسعة دفعت الدبيبة إلى التراجع عن هذا المسار، وسيكون من العسير إقناع الرأي العام، أو النخبة منه، أن نجلاء المنقوش مضت في تقاربها مع إسرائيل منفردة ودون أن تحيطه علما بذلك!!

ذهاب الدبيبة إلى السفارة الفلسطينية، وإصداره قرار إيقاف المنقوش عن عملها وإحالتها للتحقيق، يؤكد أنه أدرك مخاطر ما وقع، لكنه في المقابل يواجه صعابا في حال قرر التماهي مع موقف الرأي العام الليبي من الاقتراب من الكيان الهجين، فهذا لن يُرضي عرابي أجندة التطبيع الذين يدركون أن الوقت موات جدا لكسر الحواجز، كما يدركون ويدرك الدبيبة وعدد من المتصدرين للانتخابات الرئاسية، أن من يريد أن يعزز فرص فوزه بكرسي الرئاسة عليه أن يجد تخريجة للتطبيع بشكل أو بآخر.

السؤال المهم جدا هو: كيف ستتصرف المنقوش في حال تحملت وحدها وزر هذه السياسة التعيسة؟ فردود الفعل العفوية تركزت حولها، ويبدو أن الخطوات التي اتبعها الدبيبة حتى الآن وجهت معظم السهام صوبها وأبعدت الكثير منها عنه، وسيكون موقف المنقوش أكثر حرجا إذا تمت إدانتها بعد التحقيق.

أعتقد أن الدبيبة أذكى من أن يمضي في إقالة المنقوش، وسيكون الخيار هو لملمة الأزمة بحذر عبر التأكيد على احترام ما هو ثابت عند الليبيين وأكدت عليه ردود الفعل الواسعة، واستمرار إيقاف المنقوش دون الإعلان عن نتائج التحقيق.

الموقف المتصلب من الكيان الهجين جزء من عقيدة ووجدان كل الليبيين، والشذوذ عنه محدود وضمن شريحة صغيرة، ولولا تجذر هذه العقيدة وهذا الشعور في الليبيين ما وجد ضباط سبتمبر الصغار سبيلا للنجاح والانقلاب على الحكم الملكي؛ الذي برغم مزاياه الكثيرة إلا أنه لم يستطع التعاطي الإيجابي مع الحالة الفكرية والوجدانية التي اجتاحت الشارع الليبي في ستينيات القرن الماضي تأييدا للأنظمة الثورية العسكرية التي رفعت شعار التصدي للكيان واستئصاله، وفي مقدمتها النظام المصري بقيادة جمال عبد الناصر.

في المقابل، فإن الاتجاه العام في السياسات والمواقف العربية، مدعوما بحالة التفكك في المنتظم الرسمي والشعبي، يمكن أن يكون أرضية لتغيير قناعات الكثيرين وتوسيع شريحة المطبعين، لهذا فإنه من غير المتوقع أن ينتهي موضوع الاقتراب من إسرائيل بطي صفحة اجتماع روما الأخير.

*السنوسي بسيكري كاتب وباحث في الشأن الليبي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ليبيا إسرائيل أمريكا التطبيع المنقوش الدبيبة إيلي كوهين الاقتراب من ردود الفعل

إقرأ أيضاً:

الدبيبة يناقش مع «روزماري» تحسين الأوضاع الأمنية في طرابلس

استقبل عبدالحميد_الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، في مكتبه ظهر اليوم الأحد، روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية.

وبحسب بيان حكومة الدبيبة، فإن الطرفين، بحثا التطورات والمستجدات السياسية في ليبيا، وأهمية الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام من أجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين نزيهة وعادلة، وتوحيد الجهود الدولية والمحلية لدعم الاستقرار في البلاد.

كما أطلع الدبيبة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، على الجهود التي تبذلها الحكومة ضمن إطار حملة عاصمةالسلام، التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، بما في ذلك تعزيز الأمن والإفراج عن المحتجزين بشكل غير قانوني، وتعزيز سيادة القانون وتحقيق العدالة.

وأعرب الطرفان، خلال اللقاء، عن أهمية دعم جهود البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار المستدام في ليبيا، وتسهيل عملية الانتقال السياسي من خلال الحوار والمصالحة الوطنية.
وحضر الاجتماع وزيرا الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة والاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، والمكلف بتسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور، ونائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية ستيفاني خوري.

الوسوم«روزماري» الدبيبة تحسين الأوضاع الأمنية طرابلس

مقالات مشابهة

  • الدبيبة: هيئة التدريس الجامعي لها دور في عملية تقدم ليبيا
  • «الدبيبة» يستقبل سفيرة كندا لدى ليبيا
  • العدوان .. الكيان الصهيوني مندهش من ردة فعل الجماهير الاردنية التي تمجد الشهيد ماهر الجازي
  • “اللافي” و”الكوني” يناقشان مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة التطورات السياسية في ليبيا
  • أبو عبيدة: عملية معبر الكرامة تعبر عن ضمير أمتنا والكابوس الذي ينتظر الكيان الصهيوني
  • أبو عبيدة: عملية معبر الكرامة تعبر عن ضمير أمتنا والكابوس الذي ينتظر الكيان الإسرائيلي
  • «الدبيبة» يستقبل وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية
  • الدبيبة يناقش مع «روزماري» تحسين الأوضاع الأمنية في طرابلس
  • عام على فيضانات درنة.. الكارثة التي تحولت منجما للذهب في ليبيا
  • الصغير: بعد زيارة ديكارلو إلى طرابلس الدبيبة أمام خيارين