عربي21:
2025-03-16@10:45:59 GMT

الكيانات الهشة لن تبقى كما هي

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

أغلب الدول العربية مؤهّلة للقسمة على اثنين، وربما أكثر في بعض الحالات، والأمثلة على ذلك كثيرة من ليبيا إلى السودان، مرورا بأغلب الدول التي تحمل جينات قسمتها في دمها.
 
السبب في ذلك يعود إلى أن أغلب الدول العربية محكومة بالحديد والنار، وتتفشى فيها المظالم بسبب ممارسات السلطة، وممارسات أبناء المجتمع ذاته الذين ينقسمون إلى طبقات وطوائف، نصفها حاقد على النصف الآخر إما بسبب الاضطهاد، أو بسبب الطبقية الدينية أو العرقية أو المذهبية أو الاقتصادية والاجتماعية، وهكذا دول تغيب فيها الروح الواحدة، وتتفشى فيها كل هذه الأمراض وسط الفقر والبطالة، وتدخل الأجنبي، قابلة بكل بساطة للانشطار عند أول مناسبة، أو ظرف أو أزمة تستجد في تلك الدول التي لم تؤسس وفقا لرؤية الدولة الموحدة.



بعض الأنظمة يستثمر في كل هذه الأمراض، حتى يثبت أن ما بعده هو الخراب، وبعض الأنظمة تستثمر في كل التناقضات، وتدير هذه التناقضات حتى تستمر دون صداع.

مهمة إصلاح العرب، مهمة شاقة، فالعالم العربي قائم على التصنيفات داخل الدول، ولا يمكن أن تسمع من عربي واحد كلاما متطابقا مع كلام عربي آخر من ذات الدولة، والكلام يبدأ بالسخرية، والتصنيف، فهؤلاء أبناء هذه المدينة يتسمون بكذا وكذا، وأولئك من مدينة ثانية يتسمون بكذا وكذا، والتصنيفات تمتد إلى الجغرافيا، شمال وجنوب، وإلى المذاهب الدينية في بعض الدول، سنّي وشيعي، وإلى التصنيفات الدينية مسلم ومسيحي، وإلى التصنيفات العرقية، عربي وكردي مثلا، واللافت للانتباه أن أغلب دولنا مقامة على أساس تعدد المجموعات، وليس المجموعة الوطنية الموحدة، وكلما قويت مجموعة جارت على بقية المجموعات التي تكون هوية هذا البلد أو ذاك، وربما أخذت بثأرها من مجموعة كانت الأقوى سابقا.

هذا يعني أن أغلب الكيانات هشة وضعيفة، وعلماء المختبرات السياسية والأمنية في العالم يحللون شؤون دول المنطقة ويعرفون كل نقاط الضعف في كل بلد، ولديهم من الخطط والتوصيات لاستثارة نقاط الضعف في تواقيت محددة، ولم يثبت حتى الآن إلا فيما ندر من حالات، قدرة أهل هذه الدول أو تلك على رد كل مخططات الخارج، التي يتشارك بها بعض أبناء الداخل إما غضبا، أو حقدا، أو عمالة للأجنبي، ما دام التمويل يتوفر والدعم قائما.

أغلب العرب يعانون من غياب العدالة في دولهم، والعدالة هنا ليست منحة، ولا هبة، بل هي حق طبيعي، وبدون العدالة بما تعنيه على كل الصعد، لا يمكن أن تبقى دول كثيرة قائمة، حتى بالحديد والنار، لأن المظالم يتأجل انفجارها، لكن التأجيل هنا يعني تراكمها مع فوائدها وتنزلها كفاتورة ثقيلة على هذا البلد أو ذاك حتى بدون التدخل الخارجي في حالات كثيرة.

والأدهى والأمر هو تداخل الأدوار، فمن يراقب الحكومات مثلا، من النواب، تجده موظفا يقدم الخدمات للحكومات ويحصل على المقابل، وهذه القاعدة تنطبق على بقية السلطات في أغلب الدول، فلا سلطة في حدودها أصلا، ولا سلطة تترك سلطة ثانية وتعتقها لتؤدي مهماتها، والخاسر الوحيد هو الإنسان، حين لا تكون حقوقه مضمونة لدى السلطة التي يلجأ إليها لسبب أو آخر، مثل السلطة القضائية في بعض الدول، والسلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية.

ما يمكن قوله هنا إن أغلب الدول العربية مؤهلة للقسمة على اثنين، أو قل ثلاثة، أو أربعة ربما، ما دامت شروط الاستدامة غير متوفرة، والبنية هشة وضعيفة ومحملة بالأمراض الوراثية، ولا يبدو في الأفق أن أحدا يدرك منسوب الخطر القائم اليوم، برغم كل المؤشرات التي نراها.

الهندسة الوراثية للعالم العربي، أشد خطرا من كل الحروب الخارجية، فهذه الهندسة تدرك أسرار جينات المنطقة، ولديها القدرة على إعادة الرسم والصياغة كلما أرادت ذلك.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربية العدالة العرب عدالة انقسامات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المنصة الوطنية لبرنامج "نوفى".. 5 مشروعات لـ" التكيف والمرونة وسياسات دعم المناطق الهشة".. فاروق: نهضة غير مسبوقة بالزراعة وإضافة 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية .. صيام: تحديث الري والتصنيع الزراعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الأمن الغذائي أهم التحديات التي تواجة دول العالم الثالث، فى هذا السياق ألقى علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي كلمة خلال فعاليات إطلاق الحوار حول المائدة المستديرة حول تطورات تنفيذ المنصة الوطنية لبرنامج "نوفي"، حيث وجه الشكر الى رئيس الوزراء  الدكتور مصطفي مدبولي على رعايته إطلاق تقرير المتابعة.

كما أشاد "فاروق"  بشركاء التنمية والجهات والمؤسسات التمويلية الدولية المشاركة فى تنفيذ محورى الغذاء والمياه ببرنامج نوفى، خاصة الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (IFAD) ، مثمنا الدور الهام الذى تقوم به تلك المؤسسات من خلال العمل مع الفرق الفنية بوزارة الزراعة . 

تولي  برنامج منصة نوفى الإهتمام بقطاع الزراعة من خلال محور الإرتباط بين قطاعات المياه ، والغذاء والطاقة. شمل برنامج نوفى خمس مشروعات زراعية وفقا لمنهجية وطنية محددة تهدف إلى تحسين التكيف والمرونة الزراعية ودعم المزارعين فى تبنى ممارسات زراعية جديدة مع التركيز على المناطق الهشة والأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية. 

بدوره يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، التعاون مع المؤسسات الدولية مثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وغيرها من الجهات خطوة هامة للعمل على تحقيق الأمن الغذائي ودعم مشروعات مكينة النظم الزراعية وتحديث ألياتها على النحو الذي يساهم في زيادة الانتاج ويقلل الجهد المبذول.

ويضيف"صيام": لازال المزارعون يستخدمون آليات وطرق قديمة ولكن التحديث خلال الفترة الحالية ضرورة هامة لمواكبة تأثيرات وتداعيات تغير المناخ حيث يحتاج المزارع للنصائح المرتبطة بالطقس والمناخ وتوقيات الري وغيرها وصولا إلى كيفية مكافحة الأمراض. علاوة على أهيمية البحث عن قيمة مضافة للمنتجات الزراعية المصرية بحيث تكون لديها القدرة على منافسة الصادرات الزراعية من البلدان الأخري.

وذكر"وزير الزراعة": نسعى لإعادة النظر فى الأساليب التقليدية والتفكير خارج الصندوق، والتحول نحو التطبيقات التكنولوجية الحديثة والمبتكرة ، وبرامج التحول الرقمى من أجل تعزيز قدرة قطاع الزراعة على الصمود أمام تحديات تغير المناخ ، والعمل على زيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى للشعب المصرى، وتحقيق فائض للتصدير

واشار الى انه تم التعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الإقتصادية والتعاون الدولى في المشاركة بفرقها الفنية مختلفة التخصصات وحضور ممثلى الوزارات والجهات المعنية والقطاع الخاص والبنوك الوطنية للبحث عن الآليات الملائمة لتنفيذ المشروعات المقترح تمويلها ضمن برنامج " نوفى " وتحقيق الإستفادة القصوى من الموارد الطبيعية داخل مصر ولصالح المصريين.

بدوره يقول المهندس حسام رضا، خبير الإرشاد الزراعي، علينا الاستفادة من القروض والمنح المقدمة من مؤسسات التمويل الدولية في تحديث منظومة الري لتقليل الهدر المائي أثناء الري بالغمر مع ضرورة وضع في الاعتبار ما تكاليف تحويل منظومة الري إلى الرش أو التنقيط تحتاج ما يزيد عن 50 ألف جنية للفدان الواحد علاوة عن التركيب المحصولي الذي يناسب هذة الآلية من الري.

وأشار وزير الزراعة إلى الجهود والزيارات الميدانية الإستشارية والإجتماعات الفنية والتى إنبثق عنها موخراً توقيع الإتفاق التمويلى وموافقة لجنة الدين على مشروع ادارة المياه الزراعية فى وادى النيل والمعروف  بمشروع كروان(CROWN)، والذى يموله الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (IFAD) بقيمة 58 مليون دولار، بهدف تحديث البنية التحتية للرى الحقلى وتحسين قدرة الإنتاج الزراعى فى محافظتى المنيا وبنى سويف، والذى من المقترح أن يغطى مساحة تبلغ نحو 30 ألف فدان ويستفيد منه نحو 378 ألف منتفع.

  ويضيف "رضا": علينا توسيع شريحة المستفيدين خاصة أن هذة الأرقام غير كافية علاوة عن أهمية برامج الإرشاد الزراعي في رفع وعي المزارعين في اتخاذ القرارت الزراعية الصائبة في ظل هذا التخبط المناخي ما سبب مشكلات وتراجع في الانتاجية والليمون البلدي التي جاوزت أسعارة لـ120 جينه أكبر دليل. كما طالبنا كثيرًا بأهيمة التصنيع الزراعي لتحقيق قيمة مضافة وذلك ظهر في محصول الطماطم الذي كاد المزارعون أن يتركوه بدون جمع بسبب رخص ثمنه هنا تأتي أهمية التصنيع الغذائي. 

 

في ختام كلمته أشار فاروق إلى أن قطاع الزراعة المصرى شهد نهضة غير مسبوقة خلال العشر سنوات الماضية ، وذلك بفضل الخطط التنفيذية للحكومة وتنفيذ عدد كبير من المشروعات التنموية العملاقة لإضافة  4 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية ، وتنفيذ الإستراتيجيات التى تستهدف زيادة ملموسة فى نمو قطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائى وتوفير حياة كريمة للشعب المصرى مؤكدا على توحيد الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى بما يمكن من تحقيق قفزة إقتصادية كبيرة وتعزيز الإستقرار الإقتصادى والإجتماعي.

 

 

مقالات مشابهة

  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • اليوم.. طقس حار نهارا على أغلب الأنحاء وشبورة كثيفة ورياح مثيرة للرمال
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • تحذير بشأن منخفض جوي وعودة الأجواء الباردة.. اعرف الموعد
  • المنصة الوطنية لبرنامج "نوفى".. 5 مشروعات لـ" التكيف والمرونة وسياسات دعم المناطق الهشة".. فاروق: نهضة غير مسبوقة بالزراعة وإضافة 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية .. صيام: تحديث الري والتصنيع الزراعي
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • حالة الطقس| حرارة مرتفعة على أغلب المناطق.. وموعد انتهاء الموجة الحارة
  • حسام الشاعر: لجنتان لمواجهة الكيانات غير الشرعية وظاهرة حرق الأسعار