عربي21:
2024-11-08@01:28:34 GMT

الكيانات الهشة لن تبقى كما هي

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

أغلب الدول العربية مؤهّلة للقسمة على اثنين، وربما أكثر في بعض الحالات، والأمثلة على ذلك كثيرة من ليبيا إلى السودان، مرورا بأغلب الدول التي تحمل جينات قسمتها في دمها.
 
السبب في ذلك يعود إلى أن أغلب الدول العربية محكومة بالحديد والنار، وتتفشى فيها المظالم بسبب ممارسات السلطة، وممارسات أبناء المجتمع ذاته الذين ينقسمون إلى طبقات وطوائف، نصفها حاقد على النصف الآخر إما بسبب الاضطهاد، أو بسبب الطبقية الدينية أو العرقية أو المذهبية أو الاقتصادية والاجتماعية، وهكذا دول تغيب فيها الروح الواحدة، وتتفشى فيها كل هذه الأمراض وسط الفقر والبطالة، وتدخل الأجنبي، قابلة بكل بساطة للانشطار عند أول مناسبة، أو ظرف أو أزمة تستجد في تلك الدول التي لم تؤسس وفقا لرؤية الدولة الموحدة.



بعض الأنظمة يستثمر في كل هذه الأمراض، حتى يثبت أن ما بعده هو الخراب، وبعض الأنظمة تستثمر في كل التناقضات، وتدير هذه التناقضات حتى تستمر دون صداع.

مهمة إصلاح العرب، مهمة شاقة، فالعالم العربي قائم على التصنيفات داخل الدول، ولا يمكن أن تسمع من عربي واحد كلاما متطابقا مع كلام عربي آخر من ذات الدولة، والكلام يبدأ بالسخرية، والتصنيف، فهؤلاء أبناء هذه المدينة يتسمون بكذا وكذا، وأولئك من مدينة ثانية يتسمون بكذا وكذا، والتصنيفات تمتد إلى الجغرافيا، شمال وجنوب، وإلى المذاهب الدينية في بعض الدول، سنّي وشيعي، وإلى التصنيفات الدينية مسلم ومسيحي، وإلى التصنيفات العرقية، عربي وكردي مثلا، واللافت للانتباه أن أغلب دولنا مقامة على أساس تعدد المجموعات، وليس المجموعة الوطنية الموحدة، وكلما قويت مجموعة جارت على بقية المجموعات التي تكون هوية هذا البلد أو ذاك، وربما أخذت بثأرها من مجموعة كانت الأقوى سابقا.

هذا يعني أن أغلب الكيانات هشة وضعيفة، وعلماء المختبرات السياسية والأمنية في العالم يحللون شؤون دول المنطقة ويعرفون كل نقاط الضعف في كل بلد، ولديهم من الخطط والتوصيات لاستثارة نقاط الضعف في تواقيت محددة، ولم يثبت حتى الآن إلا فيما ندر من حالات، قدرة أهل هذه الدول أو تلك على رد كل مخططات الخارج، التي يتشارك بها بعض أبناء الداخل إما غضبا، أو حقدا، أو عمالة للأجنبي، ما دام التمويل يتوفر والدعم قائما.

أغلب العرب يعانون من غياب العدالة في دولهم، والعدالة هنا ليست منحة، ولا هبة، بل هي حق طبيعي، وبدون العدالة بما تعنيه على كل الصعد، لا يمكن أن تبقى دول كثيرة قائمة، حتى بالحديد والنار، لأن المظالم يتأجل انفجارها، لكن التأجيل هنا يعني تراكمها مع فوائدها وتنزلها كفاتورة ثقيلة على هذا البلد أو ذاك حتى بدون التدخل الخارجي في حالات كثيرة.

والأدهى والأمر هو تداخل الأدوار، فمن يراقب الحكومات مثلا، من النواب، تجده موظفا يقدم الخدمات للحكومات ويحصل على المقابل، وهذه القاعدة تنطبق على بقية السلطات في أغلب الدول، فلا سلطة في حدودها أصلا، ولا سلطة تترك سلطة ثانية وتعتقها لتؤدي مهماتها، والخاسر الوحيد هو الإنسان، حين لا تكون حقوقه مضمونة لدى السلطة التي يلجأ إليها لسبب أو آخر، مثل السلطة القضائية في بعض الدول، والسلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية.

ما يمكن قوله هنا إن أغلب الدول العربية مؤهلة للقسمة على اثنين، أو قل ثلاثة، أو أربعة ربما، ما دامت شروط الاستدامة غير متوفرة، والبنية هشة وضعيفة ومحملة بالأمراض الوراثية، ولا يبدو في الأفق أن أحدا يدرك منسوب الخطر القائم اليوم، برغم كل المؤشرات التي نراها.

الهندسة الوراثية للعالم العربي، أشد خطرا من كل الحروب الخارجية، فهذه الهندسة تدرك أسرار جينات المنطقة، ولديها القدرة على إعادة الرسم والصياغة كلما أرادت ذلك.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربية العدالة العرب عدالة انقسامات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

استطلاع: أغلب الناخبين بأميركا يرون الديمقراطية "مهددة"

خلصت بيانات لاستطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء من "إديسون ريسيرش" إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الناخبين قالوا إن الديمقراطية الأميركية مهددة.

وتعكس هذه النتيجة قلقا عميقا تواجهه البلاد بعد حملة مثيرة بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب.

وتشير البيانات إلى أن الديمقراطية والاقتصاد من أهم القضايا بالنسبة للناخبين، إذ أشار نحو ثلث المشاركين إلى كل منهما، يليهما الإجهاض والهجرة بنسبة 14 بالمئة و11 بالمئة على الترتيب.

وأظهر الاستطلاع أن 73 بالمئة من الناخبين يعتقدون أن الديمقراطية في خطر، مقابل 25 بالمئة فقط قالوا إنها آمنة.

وتعكس هذه الأرقام جزءا بسيطا من عشرات الملايين من الأشخاص الذين صوتوا، سواء قبل يوم الانتخابات أو اليوم، كما أن النتائج الأولية قد تتغير خلال الليل مع استطلاع آراء المزيد من الأشخاص.

وينظر 44 بالمئة من الناخبين إلى ترامب بشكل إيجابي، مقارنة مع 46 بالمئة في استطلاعات مشابهة أجريت في 2020 عندما خسر أمام الرئيس الحالي جو بايدن.

وينظر 48 بالمئة من المشاركين إلى هاريس بإيجابية، مقارنة مع 52 بالمئة لبايدن في 2020.

وكانت هاريس تعتمد على إقبال كبير من قبل الناخبات للتعويض عن ضعف تأييدها بين الرجال.

وتظهر استطلاعات الرأي بعد التصويت أن النساء شكلن 53 بالمئة من الناخبين، دون تغيير إلى حد كبير عن 52 بالمئة في استطلاعات الرأي بعد التصويت في 2020.

وشهد السباق نحو البيت الأبيض أحداثا غير مسبوقة، إذ تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحب الرئيس جو بايدن فجأة لتدخل نائبته هاريس المنافسة لكن يصعب التكهن بنتيجته حتى بعد إنفاق مليارات الدولارات خلال شهور من الحملات الانتخابية المحمومة.

وأدلى ترامب بصوته قرب منزله في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وسبق أن زعم دون دليل فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2020 أمام بايدن، وهاجم مؤيدوه مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير 2021.

وقال ترامب للصحفيين "إذا خسرت الانتخابات، وإذا كانت انتخابات عادلة، فسأكون أول المعترفين بخسارتي"، من دون الخوض في التفاصيل.

ووردت أنباء عن وجود أعطال تقنية في عملية إحصاء الأصوات بمقاطعة كامبريا بولاية بنسلفانيا، ووافقت محكمة محلية على طلب من مسؤولين انتخابيين بتمديد ساعات التصويت لساعتين مساء اليوم.

وأخلت السلطات مركزي اقتراع بمقاطعة فولتون في ولاية جورجيا لفترة وجيزة بعد تهديدات زائفة بوجود قنابل.

وألمحت حملة ترامب إلى أنه قد يعلن النصر بنهاية يوم الانتخابات حتى رغم عدم إكمال فرز ملايين الأصوات مثلما فعل قبل أربعة أعوام.

وذكر الرئيس السابق مرارا أن أي هزيمة يُمنى بها لنتحدث إلا نتيجة تزوير واسع مكررا بذلك ادعاءات أطلقها في 2020.

والنتائج النهائية التي تحسم الفائز لن تعلن قبل أيام إذا جاء الفارق بين الأصوات ضئيلا في ولايات محورية كما هو متوقع.

وبغض النظر عمن سيفوز في السباق إلى البيت الأبيض فسيكون الحدث تاريخيا.

فهاريس (60 عاما)، أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، ستصبح إذا فازت أول امرأة وأول أميركية ملونة تنحدر أصولها من جنوب آسيا وجامايكا تصل إلى كرسي الرئاسة.

أما ترامب البالغ من العمر 78 عاما، فولايته الرئاسية السابقة شهدت أول مساءلة مرتين لرئيس في المنصب، كما أنه أول رئيس سابق يدان بتهمة جنائية، وإن فاز فقد يصبح أول رئيس يفوز بولايتين غير متعاقبتين في أكثر من 100 عام.

وأظهرت استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية تقارب المرشحين بشدة في سبع ولايات متأرجحة ستحدد في الأغلب الفائز وهي أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن.

وفي استطلاع أجرته رويترز/إبسوس، ظهرت فجوة كبيرة في مواقف الجنسين من المرشحين، إذ جاءت هاريس في الصدارة بين النساء بنحو 12 نقطة مئوية وتفوق ترامب بين الرجال بسبع نقاط مئوية.

ويعكس هذا التنافس المحتدم استقطابا حادا في الولايات المتحدة ازداد ضراوة خلال الحملة الانتخابية، فاستخدم ترامب لهجة نارية تميل للتهويل، بينما حذرت هاريس من أن حصول ترامب على ولاية ثانية سيقوض أسس الديمقراطية الأميركية.

وثمة معركة أخرى لا تقل أهمية، إذ سيصوت ملايين الأميركيين في معركة شرسة، لكن الطريق ممهد أمام الجمهوريين أكثر في مجلس الشيوخ حيث يدافع الديمقراطيون عن عدة مقاعد في ولايات تميل عادة لتأييد الجمهوريين بينما يبدو التنافس متقاربا للغاية في مجلس النواب.

مقالات مشابهة

  • مرتزِقةٌ مع “إسرائيل”.. بلا خجل
  • الصحة العالمية: مصر من أولى الدول التي طبقت معايير منع ومكافحة العدوى
  • صرخة بيئية.. لبنان يشهد تعدياً على ما تبقى من أنواع حيوانية مهدّدة بالانقراض!
  • وزير الشباب ومحافظ كفر الشيخ يعقدان لقاءً حواريًا مع الكيانات الشبابية
  • نتنياهو يخشى “انتقام بايدن” في ما تبقى من حكمه
  • مصدر لـCNN: أوروبا لم تفاجأ بفوز ترامب.. ولم تعد الأخت الصغيرة الهشة لأمريكا
  • الأرصاد الجوية: اعتدال درجات الحرارة على أغلب مناطق البلاد
  • استطلاع: أغلب الناخبين بأميركا يرون الديمقراطية "مهددة"
  • برلمانية: مصر من أوائل الدول التي تبنت الأجندة التنموية الحضرية الجديدة
  • الضويني: الأزهر يجدد الدعوة لقادة العالم للاتفاق على مبادئ عظمى تضمن التصدي للتحديات التي تفرضها الأزمات