عربي21:
2024-07-10@04:27:20 GMT

الكيانات الهشة لن تبقى كما هي

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

أغلب الدول العربية مؤهّلة للقسمة على اثنين، وربما أكثر في بعض الحالات، والأمثلة على ذلك كثيرة من ليبيا إلى السودان، مرورا بأغلب الدول التي تحمل جينات قسمتها في دمها.
 
السبب في ذلك يعود إلى أن أغلب الدول العربية محكومة بالحديد والنار، وتتفشى فيها المظالم بسبب ممارسات السلطة، وممارسات أبناء المجتمع ذاته الذين ينقسمون إلى طبقات وطوائف، نصفها حاقد على النصف الآخر إما بسبب الاضطهاد، أو بسبب الطبقية الدينية أو العرقية أو المذهبية أو الاقتصادية والاجتماعية، وهكذا دول تغيب فيها الروح الواحدة، وتتفشى فيها كل هذه الأمراض وسط الفقر والبطالة، وتدخل الأجنبي، قابلة بكل بساطة للانشطار عند أول مناسبة، أو ظرف أو أزمة تستجد في تلك الدول التي لم تؤسس وفقا لرؤية الدولة الموحدة.



بعض الأنظمة يستثمر في كل هذه الأمراض، حتى يثبت أن ما بعده هو الخراب، وبعض الأنظمة تستثمر في كل التناقضات، وتدير هذه التناقضات حتى تستمر دون صداع.

مهمة إصلاح العرب، مهمة شاقة، فالعالم العربي قائم على التصنيفات داخل الدول، ولا يمكن أن تسمع من عربي واحد كلاما متطابقا مع كلام عربي آخر من ذات الدولة، والكلام يبدأ بالسخرية، والتصنيف، فهؤلاء أبناء هذه المدينة يتسمون بكذا وكذا، وأولئك من مدينة ثانية يتسمون بكذا وكذا، والتصنيفات تمتد إلى الجغرافيا، شمال وجنوب، وإلى المذاهب الدينية في بعض الدول، سنّي وشيعي، وإلى التصنيفات الدينية مسلم ومسيحي، وإلى التصنيفات العرقية، عربي وكردي مثلا، واللافت للانتباه أن أغلب دولنا مقامة على أساس تعدد المجموعات، وليس المجموعة الوطنية الموحدة، وكلما قويت مجموعة جارت على بقية المجموعات التي تكون هوية هذا البلد أو ذاك، وربما أخذت بثأرها من مجموعة كانت الأقوى سابقا.

هذا يعني أن أغلب الكيانات هشة وضعيفة، وعلماء المختبرات السياسية والأمنية في العالم يحللون شؤون دول المنطقة ويعرفون كل نقاط الضعف في كل بلد، ولديهم من الخطط والتوصيات لاستثارة نقاط الضعف في تواقيت محددة، ولم يثبت حتى الآن إلا فيما ندر من حالات، قدرة أهل هذه الدول أو تلك على رد كل مخططات الخارج، التي يتشارك بها بعض أبناء الداخل إما غضبا، أو حقدا، أو عمالة للأجنبي، ما دام التمويل يتوفر والدعم قائما.

أغلب العرب يعانون من غياب العدالة في دولهم، والعدالة هنا ليست منحة، ولا هبة، بل هي حق طبيعي، وبدون العدالة بما تعنيه على كل الصعد، لا يمكن أن تبقى دول كثيرة قائمة، حتى بالحديد والنار، لأن المظالم يتأجل انفجارها، لكن التأجيل هنا يعني تراكمها مع فوائدها وتنزلها كفاتورة ثقيلة على هذا البلد أو ذاك حتى بدون التدخل الخارجي في حالات كثيرة.

والأدهى والأمر هو تداخل الأدوار، فمن يراقب الحكومات مثلا، من النواب، تجده موظفا يقدم الخدمات للحكومات ويحصل على المقابل، وهذه القاعدة تنطبق على بقية السلطات في أغلب الدول، فلا سلطة في حدودها أصلا، ولا سلطة تترك سلطة ثانية وتعتقها لتؤدي مهماتها، والخاسر الوحيد هو الإنسان، حين لا تكون حقوقه مضمونة لدى السلطة التي يلجأ إليها لسبب أو آخر، مثل السلطة القضائية في بعض الدول، والسلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية.

ما يمكن قوله هنا إن أغلب الدول العربية مؤهلة للقسمة على اثنين، أو قل ثلاثة، أو أربعة ربما، ما دامت شروط الاستدامة غير متوفرة، والبنية هشة وضعيفة ومحملة بالأمراض الوراثية، ولا يبدو في الأفق أن أحدا يدرك منسوب الخطر القائم اليوم، برغم كل المؤشرات التي نراها.

الهندسة الوراثية للعالم العربي، أشد خطرا من كل الحروب الخارجية، فهذه الهندسة تدرك أسرار جينات المنطقة، ولديها القدرة على إعادة الرسم والصياغة كلما أرادت ذلك.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربية العدالة العرب عدالة انقسامات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رئيس «حقوق إنسان النواب»: بيان الحكومة يستهدف جميع التحديات

علق النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، على بيان الحكومة أمام البرلمان اليوم، موضحًا أن بيان رئيس الوزراء معني بتقديم خطة عمل ورُؤية الوزارة الجديدة التي جرى تشكيلها، متابعًا: «المحاور الأربع التي جاءت في البيان حددت ملامح الفترة المُقبلة، من خلال رُؤية واستراتيجية ممنهجة لاستهداف جميع التحديات التي تمر بها مصر».

رؤية استراتيجية لاستهداف التحديات

وشدد «رضوان»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الساعة 6»، مع الإعلامية عزة مصطفى، على قناة «الحياة»، على أن الرؤية الاستراتيجية لاستهداف التحديات، سواء كانت تمس الأمن القومي المصري أو التحديات الاقتصادية التي تمر بها مصر، أو الأزمات الأخرى التي تخص الكهرباء أو الأزمات التي مرت بوزارة التموين، وضبط الأسواق والأسعار والرقابة على التفاوت في الأسعار بين التجار.

هناك علاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية

وأوضح أن ما جاء في بيان رئيس الوزراء، أنه وضع خطة بمدة زمنية 3 أعوام، وهناك فترة ستمر بها السلطة التنفيذية بمُراجعات، خاصة أنه مع انتهاء الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب سيمثل رئيس الوزراء مرة أخرى مع المجلس الجديد الذي سيتم انتخابه في 2026 لعرض ما تم من إنجازات وما يستبقى من استهدافات جاء في برنامجه الذي تم عرضه اليوم، مُتابعًا: «سيكون هناك علاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية، والسلطة التشريعية منوط بها الرقابة على أداء السلطة التنفيذية ومراجعات للبرنامج».

مقالات مشابهة

  • مدينة مكسيكية تحتفل بمئوية سلطة “سيزر”
  • دعمًا للشعب الفلسطيني.. البرازيل تقر اتفاقا للتجارة الحرة مع السلطة الفلسطينية
  • البرازيل تقر اتفاقا للتجارة الحرة مع السلطة الفلسطينية
  • انطلاق مؤتمر «إيجي هيلث» بمشاركة كبرى الكيانات العربية و الأجنبية 10 أكتوبر المقبل
  • من خُد دِي إلى خُد دُول!
  • رئيس «حقوق إنسان النواب»: بيان الحكومة يستهدف جميع التحديات
  • شقيق شيرين عبد الوهاب يطمئن الجمهور على حالتها: ادعوا لها تبقى قوية
  • الجزائر: وصول عدد الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية إلى 34 شخصًا
  • ليبيا.. طريق الانتخابات الرئاسية (المسدود)
  • طقس شديد الحرارة خلال فترات الظهيرة على أغلب مناطق الجمهورية