عربي21:
2025-02-04@00:28:37 GMT

سلام الفرار!

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

لا يمكن التصديق بأنَّ وزيرة خارجية ليبيا، نجلاء المنقوش، قررت لقاء نظيرها الإسرائيلي في روما بقرار شخصي منها، ودون تنسيق مع قياداتها، وأن «لقاء روما» كان «تصرفاً فردياً» وبسبب «نقص الخبرة الدبلوماسية».

لا يمكن تصديق كل ذلك مهما حاولت حكومة عبد الحميد الدبيبة الترويج له الآن، لكن السؤال هنا أكبر من قصة اللقاء.

السؤال هو: لماذا تسعى حكومات مؤقتة، أو رؤساؤها، بدول منقسمة ومضطربة إلى تواصل مع إسرائيل، قبل التواصل الحقيقي مع مكونات تلك الدول نفسها؟

لماذا تسعى حكومة الدبيبة للتواصل مع إسرائيل، والأولى أن يكون التواصل داخلياً من أجل نزع فتيل أزمة تهدد ما تبقى من ليبيا، هذا إذا تبقى شيء هناك من مفهوم الدولة التي دمرها نظام معمر القذافي طوال عقود؟

اليوم تئن ليبيا تحت وطأة الانقسام والسلاح، والتدخلات الخارجية، وباتت ليبيا بعدة رؤوس تدّعي الحكم والسلطة، في حين أوضاع البلاد إلى تردٍّ وتناحر، فأيهما الأهم: السلام الليبي - الليبي، أم السلام الليبي - الإسرائيلي؟

وهذا الأمر لا ينطبق على ليبيا فحسب، بل قبلها السودان، الذي توصل لاتفاق أو سلام أو علاقات مع إسرائيل، سَمِّها ما شئت، وبعدها اندلع قتال مسلح في السودان بين أهم مكونين عسكريين، هذا فضلاً عن صراع سياسي حقيقي بين المجتمع المدني والعسكر.

ما الذي استفاده السودان من العلاقة مع إسرائيل؟ قد يقول البعض إن السودان استفاد رفع العقوبات الدولية والأميركية، واستطاع العودة إلى المجتمع الدولي بمجرد العلاقة مع الإسرائيليين.
حسناً، هذا صحيح، لكن السودانيين يخسرون الآن ما تبقى من بلادهم، المدمرة أصلاً بسبب فترة حكم البشير، وهي أسوأ فترة دون شك؛ لأنها مزجت السيئ والأسوأ، وهو حكم العسكر، فضلاً عن كونهم منتمين للإخوان المسلمين، ولا توجد خلطة أسوأ من ذلك.

وما حدث، بالنسبة للسودان، كان أشبه بعملية تجميلية؛ إذ استطاع استغلال قصة العلاقة مع إسرائيل لفتح الأبواب مع الولايات المتحدة، لكن البلد في صراع عسكري الآن يوشك أن يقضي على كل شيء هناك.

والأمر نفسه يحدث في ليبيا الآن، التي باتت على صفيح ساخن، وقابل للانفجار، وبأشكال متعددة، مما يقول لنا إن السلام الداخلي في السودان أو ليبيا هو أهم من علاقات أو سلام يؤدي إلى فرار وزيرة الخارجية في الحالة الليبية، أو يتلوه اقتتال عسكري مثل السودان.

وبالنسبة للإسرائيليين، فلا شك أن تسريب خبر «لقاء روما» لا يعد دليل رعونة فحسب، بل دليل أزمة لحكومة نتنياهو المتطرفة التي تبحث عن أي خبر إيجابي من أجل تلميع صورتها الداخلية وسط الانقسام الإسرائيلي الحاصل على خلفية التعديلات القضائية هناك.

وعليه، فبعد سلام الشجعان، والأرض مقابل السلام، والاتفاق الإبراهيمي، بتنا الآن أمام سلام الفرار؛ إذ كلٌّ يريد الهروب من أزمته الداخلية بسلام خارجي، من السودان إلى ليبيا، وحتى إسرائيل التي تريد سلاماً بلا تبعات وتنازلات، وإنما صور مجانية.

الأكيد أنه حين يحين سلام حقيقي ستسقط هذه الحكومة الإسرائيلية؛ كونها غير مؤهلة لفعل ذلك.

(الشرق الأوسط اللندنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا المنقوش السودان ليبيا السودان تطبيع المنقوش مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

السيسي وترامب يؤكدان تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون في مجال الأمن المائي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي ترامب على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثماريّة بينهما، والتعاون في مجال الامن المائي، وحرص الرئيسان على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس قد هنّأ الرئيس ترامب مجددًا بمناسبة توليه السلطة رئيسًا للولايات المتحدة لفترة ثانية، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها لدى الشعب الأمريكي واعترافًا بقدراته. 

كما وجه الرئيس الدعوة للرئيس ترامب لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتباحث حول القضايا والأزمات المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مما يسهم في دعم استقرار المنطقة، وكذا للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد.

ومن جانبه، وجه الرئيس ترامب دعوة مفتوحة الى الرئيس لزيارة واشنطن ولقائه بالبيت الأبيض.

كما تناول الاتصال القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، والتأكيد على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثماريّة بينهما، والتعاون في مجال الامن المائي، وحرص الرئيسان على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الاتصال شهد حواراً ايجابياً بين الرئيسين، بما في ذلك حول أهمية الاستمرار في تنفيذ المرحلة الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية وأمريكية، وضرورة تكثيف إيصال المساعدات لسكان غزة. 

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس على أهمية التوصل الى سلام دائم في المنطقة، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يعول على قدرة الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق سلام دائم وتاريخي ينهي حالة الصراع القائمة بالمنطقة منذ عقود، خاصة مع انحياز الرئيس ترامب إلى السلام، وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس ترامب في خطاب تنصيبه بكونه رجل السلام وشدد الرئيس على ضرورة تدشين عملية سلام تفضي إلى حل دائم في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • "السلام مع النفس والمجتمع".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • زيلينسكي يعترف بهول الخسائر التي تكبدتها قواته 
  • العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
  • تناول ناقد للتقارير التي تدعي وجود مجاعة في السودان
  • ليبيا: نُدعم استقرار السودان وملتزمون بالحفاظ على علاقاتنا التاريخية
  • تحقيق السلام والاستقرار .. تفاصيل مكالمة ترامب لـ الرئيس السيسي
  • السيسي وترامب يتوافقان على أهمية استمرار التواصل والتنسيق والتعاون بين البلدين
  • السيسي وترامب يؤكدان تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون في مجال الأمن المائي
  • السيسي يشدد على ضرورة تدشين عملية سلام تفضي إلى حل دائم بالمنطقة
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية