مفاوضات صعبة بين لبنان والأمم المتحدة: رفض لاضعاف اليونيفيل
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
كتب علي بردى في" الشرق الاوسط": عشية انتهاء موعد التفويض الحالي للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» في 31 الشهر الجاري، استمرت التباينات حول مشروع قرار أعدته فرنسا لتمديد مهمة هذه البعثة سنة إضافية، ولا سيما حول حريّة تحركاتها في منطقة عملياتها، في ظلّ إصرار على «عدم إضعافها».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية منخرطة في المفاوضات الجارية، وتحدثت شرط عدم نشر أسمائها بسبب حساسية المفاوضات الجارية بمشاركة وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الموجود في نيويورك، أن الأمر «لا يتعلق بتعديل التفويض» الممنوح لـ«اليونيفيل» بل بدور «حزب الله» في «تقويض جهود القوة الأممية» المنتشرة في لبنان بموجب القرار 1701، الذي وسّع مهماتها على أثر «حرب تموز» لعام 2006، علماً بأن انتشارها الأول بدأ على أثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1978.
وبينما رفض بو حبيب «إعطاء أي تصريحات في الوقت الراهن»، بحسب أحد مستشاريه، نفى دبلوماسيون صحة الحديث المتداول إعلامياً عن جهود لنقل تفويض «اليونيفيل» من الفصل السادس إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وتظهر المسودات المختلفة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخ منها أن لا ذكر من قريب أو بعيد للفصل السابع، الذي يجيز استخدام القوة العسكرية لتنفيذ القرارات الدولية.
وقال دبلوماسي في مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط» إن «هدف المفاوضات الجارية هو منع إضعاف اليونيفيل»، رافضاً «اتخاذ خطوة إلى الوراء عن العام الماضي»، حين أصدر القرار 2650 لتمديد مهمة «اليونيفيل» متضمناً لغة تكفل حريّة تحركات أفرادها في منطقة عملياتها، بعد سلسلة من الاعتداءات والحوادث التي تعرضوا لها على أيدي مناصري «حزب الله». وأشار إلى الفقرتين 16 و17 من مشروع القرار باعتبارهما «موضع الخلاف الرئيسي» بعدما طلبت السلطات اللبنانية العودة إلى النصوص التي سبقت القرار 2650 في شأن تحركات «اليونيفيل» والتنسيق مع السلطات اللبنانية المعنية. وحاولت فرنسا، حاملة القلم في ما يتعلق بالمسائل اللبنانية داخل مجلس الأمن، تجاوز هذا الخلاف بإدخال عبارة «يعبر عن تقديره لمواصلة التنسيق مع الحكومة اللبنانية» ضمن الفقرة 16 من مشروعها. وأيدت هذا التوجه بريطانيا، لأن «اليونيفيل تعمل في لبنان وتنسق أصلاً مع السلطات اللبنانية».
وجادل المفاوضون الفرنسيون والبريطانيون والأميركيون بأنهم «لا يريدون تأجيج الوضع القائم في لبنان مما قد يشكل تهديداً لحفظة السلام المنتشرين على الأرض».
ولكن دولاً عديدة، منها الولايات المتحدة، رفضت هذا التعديل مع تعديلات أخرى اعتبرت بمثابة «عودة إلى الوراء» في التفويض الممنوح للقوة الأممية، مؤكدة أنها «لن تؤيد أي نص أضعف من نصوص العام الماضي». بل طلبت «لغة أقوى» في موضوعين، الأول يتعلق بحرية حركة «اليونيفيل» بما يستجيب لـ«التحديات التي تتعرض لها القيود المفروضة عليها» من «حزب الله»، طبقاً لما يورده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقاريره الدورية حول لبنان.
ويتمثل الموضوع الثاني في مسألة قرية الغجر، إذ يحصل «تنسيق وثيق» مع الجانب اللبناني الذي طلب الفقرة 20 التي تنص حالياً على أن مجلس الأمن «يحض بقوة حكومة إسرائيل على تسريع انسحاب جيشها من شمال الغجر والمنطقة المحاذية لها شمال الخط الأزرق، في خراج بلدة الماري، من دون المزيد من التأخير بالتنسيق مع اليونيفيل».
وتخللت المفاوضات اعتراضات أيضاً من الصين وروسيا على مشروع القرار الفرنسي، ولا سيما بعدما طلبت دول ذكر «حزب الله» بالاسم باعتباره الجهة التي تسعى إلى «إضعاف اليونيفيل»، علماً بأن فرنسا استجابت للمطالب الروسية والصينية في هذا الشأن، وسط استمرار الضغوط الأميركية من أجل الإشارة إلى جمعية «أخضر بلا حدود» التي «يستخدمها حزب الله كواجهة لنشاطاته العسكرية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وعند الخط الأزرق، على رغم النصوص الواضحة في القرار 1701 التي تمنع وجود مسلحين أو أسلحة غير مرخصة من السلطات اللبنانية في منطقة عمليات اليونيفيل».
ولم يستبعد دبلوماسي آخر إرجاء التصويت المقرر رسمياً الأربعاء وفقاً لجدول الأعمال الشهري لمجلس الأمن، إلى الخميس، مع احتمال آخر يتمثل بتمديد تقني قصير الأجل لأسبوع أو أسبوعين إفساحاً في المجال أمام المزيد من المفاوضات للتوصل إلى صيغة وسط ترضي غالبية أعضاء مجلس الأمن، وتحول دون استخدام الفيتو ضد مشروع القرار.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السلطات اللبنانیة مجلس الأمن فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الحبتور ينتقد قناة العربية وضيوفها.. منحازون لحزب الله
انتقد رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، الداعم للاحتلال الإسرائيلي، استضافة قناة "العربية" لضيوف يتحدثون بانحياز واضح لـ"حزب الله"، معتبرًا ذلك أمرًا "غريبًا وغير مقبولا".
وقال الحبتور في منشور على حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "كيف نقبل أن يُمدح حزب يسيطر على قرارات دولة بأكملها، بينما القاعدة الدولية الثابتة هي أن مسؤولية الأمن والاستقرار يجب أن تكون حصرًا بيد الحكومات الشرعية؟".
أثناء متابعتي لقناة #العربية، استوقفني أمر غريب وغير مقبول: استضافة ضيوف يتحدثون بانحياز واضح لـ #حزب_الله، وكأن وجود ميليشيا إرهابية مسلحة خارج إطار الدولة أمر طبيعي.
كيف نقبل أن يُمدح حزب يسيطر على قرارات دولة بأكملها، بينما القاعدة الدولية الثابتة هي أن مسؤولية الأمن… — Khalaf Ahmad Al Habtoor (@KhalafAlHabtoor) February 1, 2025
وأضاف: "في كل دول العالم، الأمن القومي مسؤولية الحكومات، وليس الجماعات المسلحة. فكيف أصبحنا نسمع منابر إعلامية في بلدان عربية تمنح الفرصة لمن يروجون لفكرة أن ميليشيا حزبية إرهابية تابعة لأجندات خارجية يمكن أن تكون بديلاً للدولة؟".
وأشار الحبتور إلى أن "هناك متحدثون من دول عربية مختلفة يتصدرون المشهد الإعلامي ويتحدثون بانحياز لأحزاب وميليشيات تعمل على تقويض استقرار دولنا، بدلاً من دعم الحكومات الشرعية والحفاظ على السيادة الوطنية".
واختتم حديثه بالقول: "الإعلام مسؤولية، ومن غير المقبول أن يصبح الحياد مبررًا لفتح المجال أمام من يسعى لشرعنة الفوضى وتقويض الدول. صوتنا يجب أن يكون حازمًا وواضحًا في الدفاع عن مبدأ سيادة الدول على أراضيها، وليس في إعطاء المنابر لمن يريد استبدال المؤسسات الشرعية بالجماعات الإرهابية".
الحبتور يسحب جميع استثماراته
والثلاثاء الماضي٬ أعلن رجل الأعمال الإماراتي، رئيس مجموعة الحبتور ومقرها دبي، إلغاء جميع مشاريعه الاستثمارية في لبنان، مشيرًا إلى أن القرار جاء بسبب "الأوضاع الراهنة من غياب الأمن والاستقرار وانعدام أي أفق لتحسن قريب".
اتخذتُ، بالتشاور مع مجلس إدارة #مجموعة_الحبتور، قراراً مؤلماً لم أرغب يوماً في الوصول إليه، لكن الأوضاع الراهنة في #لبنان، من غياب الأمن والاستقرار وانعدام أي أفق لتحسن قريب، دفعتنا إلى اتخاذ الخطوات التالية:
- إلغاء جميع المشاريع الاستثمارية التي كنا نعتزم تنفيذها في لبنان.
-… — Khalaf Ahmad Al Habtoor (@KhalafAlHabtoor) January 28, 2025
وأكد الحبتور أنه يعتزم بيع جميع ممتلكاته واستثماراته في البلاد، كما قرر "الامتناع عن السفر إلى لبنان، سواء لي أو لعائلتي أو لمديري المجموعة".
وأوضح أن "هذه القرارات لم تُتخذ من فراغ، بل جاءت نتيجة دراسة دقيقة ومتابعة عميقة للأوضاع هناك".
ويأتي هذا القرار، بحسب مراقبين، "نكاية بحزب الله"، خاصة بعد أن لوّح الحبتور بهذا الإجراء قبل أيام.
وكشف الحبتور أن استثماراته التي كانت مجمدة في لبنان لسنوات تجاوزت خسائرها 1.4 مليار دولار.
وكان الحبتور قد أرسل خطابًا مفتوحًا العام الماضي إلى الحكومة اللبنانية بشأن نزاع يتعلق بانتهاك اتفاقية الاستثمار الدولية، بعد أن فرضت البلاد قيودًا تمنع مجموعته من تحويل أموالها.
ويُذكر أن مجموعة الحبتور، وهي تكتل عالمي بقيمة مليارات الدولارات، تتراوح اهتماماتها بين الفنادق الفاخرة ومراكز التسوق، وبلغت استثماراتها في لبنان نحو مليار دولار حتى كانون الثاني/ يناير من العام الماضي.