كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": مع انتهاء العقد الموقع بينها وبين الدولة اللبنانية، هل أنهت شركة» الفاريز ومرسال» مهمتها ولم تعد معنية بالنقاش اللبناني الدائر؟ أم أنّ وزارة المالية بصدد التقدم بطلب تجديد التعاقد معها لغايات متعلقة بالمعلومات التي أوردتها في التقرير؟
تجزم مصادر مالية أنّ لا مجال للتجديد ولا لزوم له لأنّ الشركة قدمت ما توافر لديها وأودعته الجهة المعنية، ولو وجد من يتحدث عن حاجة للتعاقد معها مجدداً لأنّ تقريرها لم يأت بما يبنى عليه، فهل لأنّ مصرف لبنان حجب عنها المستندات التي تدعم معطياتها وما توصلت إلى معرفته؟ سبق وقالت الشركة إنّ عملها الجدي لم يبدأ إلا حين تسلمت المستندات اللازمة من رياض سلامة وهذا ما أكده الحاكم بالإنابة وسيم منصوري بالقول إنّ المجلس المركزي سبق وأخذ قراره بتسليمها كل ما تطلبه.

ويندرج في أساس اللغط المستجد، الخلط بين المعطى القضائي والسياسي. من وجهة سياسية فإنّ المطلوب احالة الملف إلى جهة قضائية لتباشر تحقيقاتها بشأن ما ورد فيه. بدأ التصويب على مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات المتهم بتمييع التحقيق، لكن هناك رأياً قضائياً يرفض تحميله المسؤولية، وتؤكد مصادر قضائية رفيعة «انّ الأفضل لو يصار إلى توزيع التقرير على عدة جهات نسبة إلى مضمونه وما يقتضيه. يمكن أن يحوّل إلى مجلس النواب لطلب تحقيق برلماني حول التغطية السياسية التي تأمنت لسلامة والطبقة السياسية التي استفادت من اجراءاته المالية، خاصة وأنّ التقرير أظهر أنّ كل القوى السياسية تقريباً استفادت منه ومن هندساته. كما يمكن إحالته إلى التفتيش المركزي لما يتضمنه من حديث عن انتهاكات لموظفي الدولة حيث يفترض بالتفتيش المركزي اعداد التقرير اللازم عنهم لملاحقتهم، وإلى النائب العام الإستئنافي في بيروت لأنّ دعاوى المصارف مقدمة في الأساس أمام هذه الجهة القضائية ولأن مركز مصرف لبنان هو بيروت ولو أنّ رغبة «التيار» بتحويل الملف إلى القاضية غادة عون.وفي شق من مضمونه، يرتبط التقرير بديوان المحاسبة لوجود عقود وصفقات بحاجة إلى اعادة المحاسبة بشأنها، وبالتالي المنطق يقول، والحديث للمصدر القضائي، إنّ توزيع التحقيق على الجهات المعنية كل حسب اختصاصة نسبة للجرم المرتكب من شأنه أن يسرّع اظهار النتائج، وذلك لا يكون بقصد التمييع، بينما اذا سلم إلى جهة قضائية واحدة فيمكن لهذه الجهة أن تتعرض للضغط أو الإبتزاز بما يؤثر على الملف. تعدد الجهات القضائية من وجهة نظر المصادر القضائية، سيحقق عنصر المنافسة للوصول إلى النتيجة ومنع التلكؤ ويؤمن فتح الملف بشكل قانوني. ويتساءل المصدر القضائي الرفيع: لماذا لا تتخذ الطبقة السياسية قراراً بإحالة التقرير إلى المجلس العدلي المتخصص بالجرائم التي تمس بأمن الدولة ونحن أمام تهم تمس بأمنها من الناحية المالية والإقتصادية».اضف إلى كل ذلك وجود نقطة بالغة الأهمية ومن شأنها أن تضع حداً لكل النقاش الدائر حيث اشترطت الشركة في العقد الموقع معها عدم استخدام اسمها كمصدر في أي تحقيق قضائي، فإذا ما تمّ الادعاء بموضوع الكهرباء مثلاً فلا يكون بالإستناد اليها كمصدر وانما اعتماد الرقم الذي خرجت به، أي استحالة استخدام المعلومات في اطار محاكمات والا يمكن للشركة أن تدّعي على الدولة اللبنانية.وكما في القضاء كذلك في السياسة، شكّل التقرير محطة خلافية جديدة بين «التيار» ورئيس المجلس نبيه بري عبر عنه المعاون السياسي علي حسن خليل بمطالبته البدء من وزارة الكهرباء بينما يصر «التيار» على فتح ملفات مصرف لبنان وكشف أسماء المستفيدين من هندسات سلامة وامتيازاته المختلفة. وعلى ضفة خلاف الطرفين تتوقف مصادر الحاكم بالانابة عند رده «المؤسساتي» حيث أبدى «استعداده للمساهمة في تسهيل كل ما هو مؤسساتي وضمان حسن سير التحقيق»، لكن هل يفي مثل هذا الكلام بغرض الطامحين إلى بلوغ النكايات السياسية مداها انطلاقاً من التدقيق الجنائي؟ وهل يكون القضاء هو الضحية والحلقة الأضعف؟ ومن سيؤمن المخرج المناسب للإشكالية الواقعة بين القضاء والسياسة؟
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

برلمانية: الحوار الوطني يعكس إرادة الدولة الحقيقية في تعزيز المشاركة السياسية والمجتمعية

أكدت النائبة رشا إسحاق، أمين سر لجنة التضامن وحقوق الإنسان بمجلس الشيوخ، أن اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني الذي عقد بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، يمثل دفعة قوية لمسار التوافق الوطني، ويعزز من تماسك المجتمع المصري في مواجهة التحديات المختلفة، خاصة على مستوى الأمن القومي والسياسة الخارجية، مشيرةً إلى أن مصر تخطو بثبات نحو ترسيخ حوار بناء وشامل يستوعب مختلف الرؤى والتوجهات.

وأوضحت « إسحاق» خلال تصريح لها أن تناول قضايا الأمن القومي ضمن الحوار الوطني يعكس مدى وعي القوى السياسية بمسؤوليتها تجاه الدولة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، مؤكدةً أن القيادة السياسية تعمل وفق رؤية استراتيجية محكمة للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وهو ما يحظى بدعم وتأييد كافة القوى الوطنية.

وأضافت أن الحوار الوطني يعكس إرادة الدولة الحقيقية في تعزيز المشاركة السياسية والمجتمعية، ويؤكد حرص القيادة السياسية على إشراك الجميع في مناقشة قضايا الوطن الكبرى، ما يعزز الاستقرار ويدعم مسيرة التنمية، لافتةً إلى أن التماسك الداخلي والتلاحم بين كافة أطياف المجتمع يمثلان الركيزة الأساسية لمواجهة التحديات.

وثمنت النائبة موقف الحوار الوطني الداعم للقضية الفلسطينية ورفضه لأي محاولات للتهجير القسري، مؤكدةً أن هذا الموقف يأتي في إطار السياسة المصرية الثابتة تجاه دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، ويعكس دور مصر المحوري في المنطقة، سواء عبر جهودها الدبلوماسية أو عبر الدعم الإنساني المستمر للشعب الفلسطيني.

وأكدت أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدًا من التكاتف الوطني، وأن الحوار الوطني يعد نموذجًا ناجحًا لإدارة القضايا الوطنية بروح من المسؤولية والوعي، ما يعزز مناعة الدولة المصرية في مواجهة أي تحديات مستقبلية. 

مقالات مشابهة

  • برلمانية: الحوار الوطني يعكس إرادة الدولة الحقيقية في تعزيز المشاركة السياسية والمجتمعية
  • برلماني: الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية قوة لمواجهة مخططات ترامب
  • مدبولي: انخفاض أعداد المواليد لأقل من 2 مليون نسمة في عام واحد لأول مرة
  • رئيس مجلس النواب يدعو القوى السياسية للاجتماع في إطار ائتلاف إدارة الدولة
  • أزمة رواتب المتقاعدين في كردستان بين قرارات القضاء والمناكفات السياسية
  • أزمة رواتب المتقاعدين في كردستان بين قرارات القضاء والمناكفات السياسية - عاجل
  • القضاء يتسلم من يونيتاد التقرير التحليلي الشامل عن مجزرة سبايكر
  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • نائب محافظ قنا يتابع موقف ملف تقنين أراضي أملاك الدولة