لبنان ٢٤:
2024-11-26@16:41:23 GMT
هوكشتاين وعبد اللهيان في بيروت اليوم: تزامن مثير للاهتمام والغرابة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
اتجهت الانظار بقوة الى حركة الموفدين الدوليين والاقليميين باتجاه لبنان، من محطة وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان، اليوم الى الوسيط في مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين، وصولاً الى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان.
وفي هذا الاطار كتبت" النهار": على نحو متزامن مثير للكثير من الاهتمام والغرابة في آن واحد، يزور اليوم بيروت كل من المنسق الأميركي الخاص بالطاقة والوسيط في مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل أموس هوكشتاين ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وذكرت «البناء» أن عبد اللهيان سينقل للمسؤولين اللبنانيين أجواء ونتائج زيارته الى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتطور العلاقات الايرانية – السعودية وتداعياتها الايجابية على المنطقة ومن ضمنها لبنان وضرورة تلقفها في إيجاد مخارج للأزمات، في مقابل تصاعد وتيرة التصعيد الأميركي الأمني والعسكري في سورية».
وذكرت " اللواء": ان زيارة عبد اللهيان ستكون حافلة، بعضها يتعلق بابلاغ من يلتقيه من المسؤولين بنتائج محادثاته مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والتي يعتبرها الوزير الايراني «بناءة» ومن المرجح ان يشارك في المهرجان الذي تقيمه حركة «أمل» لمناسبة تغييب الإمام السيد موسى الصدر عصر امس في بيروت.
واعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ان الدبلوماسي الاميركي هوكشتاين قد يساعد في موضوع الغاز المصري، والادارة الاميركية ستعطي جوابها اوائل ايلول، وتبلغه الى البنك الدولي، متحدثاً عن نقلة نوعية في موضوع الكهرباء، واحتمالات زيادة ساعات التغذية.
ونفت مصادر ديبلوماسية، وفق " اللواء" ان تكون زيارة تتناول التوسط لانهاء الخلاف الحاصل بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البرية كما تردد على لسان البعض وفي وسائل الإعلام وقالت استنادا إلى ماتبلغته الجهات الرسمية، بأن سبب الزيارة المشاركة في حضور حفل دعا اليه تجمع شركات النفط المشاركة في عمليات التنقيب بالبلوك رقم ٩، لمناسبة البدء بعملية الحفر، ويتخلل الزيارة لقاءات بروتوكولية مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
وذكرت" الاخبار":سيُعقد اجتماع موسّع اليوم في مكتب رئيس الحكومة سيبلّغ خلاله ميقاتي الضيف الأميركي بأن لبنان لا يعتبر أنه يدخل في مفاوضات لترسيم الحدود، وأن ما يريده هو أن تلزم الولايات المتحدة إسرائيل بالانسحاب من كل النقاط التي بقيت تحت الاحتلال، و«ما يجري لا يتجاوز حدود إظهار الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة كما كانت عليه قبل قيام كيان الاحتلال».
ومع أن الموفد الأميركي متفائل بقدرته على إنجاز اتفاق سريع، استناداً إلى ما توصّلت إليه مداولات الأمم المتحدة بشأن التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب. إلا أنه يتعامل بحذر حتى لا يقع تحت الضغط كما حصل في الملف البحري، وهو أبلغ أحد المسؤولين اللبنانيين بأنه «يريد إنجاز الأمر سريعاً، ويرغب بألا يتم تكبيله بشروط كثيرة كما حصل في الملف البحري». ونقل المسؤول اللبناني عن هوكشتين قوله ما معناه بالعربية: «لا تعذّبوني كالمرة الماضية».
غير أن العدو، من جهته، يستهدف من ملف الحدود البرية ترتيبات تنطوي على ضمانات أمنية على طول الحدود، مع تعزيز انتشار القوات الدولية في نقاط محددة. علماً أن العدو يعتبر أن النقاط الـ 13 المتنازع عليها مع لبنان منذ عام 2000، أو تلك التي استجدّت بعد عدوان 2006، لا يمكن حلها وفق النظرة اللبنانية. وهو مؤشر سلبي قد يقود إلى عدم حصول اتفاق سريع. علماً أن لبنان يحتاج إلى تثبيت أحقيته في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهو يرفض المطالعة الإسرائيلية المدعومة أميركياً بأنها أراضٍ سورية.ويتوقّع مطّلعون أن يعمد الجانب الأميركي من خلال جوقة محلية إلى تحويل الأنظار عن الاحتلال الإسرائيلي لهذه المنطقة، برفع مطلب ترسيم الحدود البرية مع سوريا كما يحصل جنوباً، وهو أمر ليس على جدول أعمال المعنيّين بالأمر في بيروت.وأمس، تلقّت قيادة اليونيفل في الناقورة إشعاراً لاستقبال الوسيط الأميركي. وتبلّغت القيادة بأنه سيعرج على الناقورة ويستمع منها إلى التقارير العملانية لمهماتها الميدانية. ومنها سينتقل بالمروحية إلى منصة التنقيب في البلوك الرقم 9 المقابل للساحل الجنوبي، وليس مؤكداً إن كان سيجول بالمروحية على الخط الأزرق كما فعل سابقاً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عبد اللهیان بین لبنان
إقرأ أيضاً:
لا تسوية من دون أثمان وتنازلات...هذا ما استنتجه هوكشتاين من زيارته تل أبيب
يكون مخطئا كل من يعتقد أن رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو سيقبل بوقف الحرب، التي كان يخطّط لها منذ العام 2006، والتي أتت ظروفها عن طريق "حرب الاسناد" لتقدّم له على طبق من فضة ما يحتاج إليه من حجج لتنفيذ ما لم يستطع تحقيقه في حرب تموز. فهو عندما أعطى الأمر من نيويورك بتوجيه الضربة القاضية على المقر الرئيسي لـ "حزب الله" في حارة حريك، والتي أسفرت عن استشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله كان يهدف إلى تقويض كل مسعى لفرض هدنة الـ 21 يومًا تمهيدًا لوقف نهائي للنار. يومها وافق لبنان على المقترح الأميركي والفرنسي من دون أي شروط، ولكنه طالب بضمانات دولية لرعاية الحلّ المتفق عليه. ولكن نتنياهو لم يتأخرّ كثيرًا لينسف كل الجسور التي يمكن أن توصل الساعين إلى الاستقرار في المنطقة عبر تهدئة الجبهة اللبنانية عندما تحدّى الإرادة الدولية واستمرّ في حربيه في غزة وفي لبنان.فنتنياهو الذي التقى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أصرّ على شرطيه بالنسبة إلى حرية حركته الجوية عندما يرى أن أمنه الشمالي مهدّد، وكذلك بالنسبة إلى شكل لجنة مراقبة تنفيذ أي اتفاق يمكن التوصل إليه عبر الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل يكون شبيهًا بالاتفاق البحري. وهذان الشرطان سبق للبنان عبر الرئيس نبيه بري الذي يفاوض باسمه وباسم "حزب الله" أن رفضهما جملة وتفصيلًا. ولكن هذا الواقع لن يثني الإدارة الأميركية الحالية، بموافقة ضمنية من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، عن مواصلة مساعيها توصلًا إلى تسوية مقبولة من طرفي النزاع. إلا أن واشنطن تعترف بأنه دون الوصول إلى نتيجة مضمونة عقبات كثيرة ومن بينها وأهمّها أن تل أبيب ترفض أي تسوية لا تأخذ في الاعتبار هاجس أمن المستوطنات الشمالية، يقابلها هاجس لبناني آخر لجهة تعرّض كل مناطقه الجنوبية والبقاعية وفي الضاحية الجنوبية لبيروت لاعتداءات هستيرية متواصلة.
وفي اعتقاد الذين يتواصلون مع هوكشتاين أن المفاوضات التي بدأها في كل من بيروت وتل أبيب على أساس ما ورد في الورقة الأميركية، والتي تعتمد في الأساس على مندرجات القرار 1701 مع بعض الإضافات التجميلية لا يمكن توقّع تذليل ما يعترضها من شروط وشروط مضادة بين ليلة وضحاها، بل يتطلب الأمر القليل من الصبر والإصرار على مواصلة التفاوض من خلال استثمار ما يمكن اعتباره أرضية مشتركة من التوافق الضمني للانطلاق منها كأساس مقبول من الجميع نحو تذليل نقاط الخلاف وتضييق رقعة الخلاف. وهذه المهمة، باعتراف هوكشتاين نفسه، ليست سهلة، بل تتطلب عملًا متواصلًا ومضنيًا.
وإلى أن يحل مكانه رجل الأعمال الأميركي ستيف ويتكوف، الذي سيعينه ترامب كموفد رئاسي إلى المنطقة سيواصل هوكشتاين ما بدأ به، وهو الذي تربطه باللبنانيين كما بالإسرائيليين علاقات تتعدّى إطار مهمته الديبلوماسية. ولكن هذه المثابرة تفرض أن يلاقيها طرفا النزاع بتقديم بعض التنازلات، إذ لا يمكن التوصّل إلى أي تسوية ما لم يبدِ الجميع، وبالأخصّ في الجانب الإسرائيلي، الاستعداد الكافي للتنازل عمّا يعتبره أولوية، وهي تأمين الاستقرار للمستوطنات الشمالية.
أمّا الجانب اللبناني فقد أبدى ليونة ظاهرة كمقدمة لتسوية يجب أن تأخذ في الاعتبار الإطار العام للسيادة الوطنية، أي بمعنى أن إطلاق يد إسرائيل في لبنان بالشكل الذي تطالب به لا يمكن لعاقل أن يقبل به مهما كانت الظروف، ومهما اشتدّ الضغط الميداني. وهذا ما بدا واضحًا في كلام الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمته الأخيرة حين أشار إلى أن نَفَس "المقاومة" طويل، وهي على استعداد لمواصلة القتال إلى قيام الساعة.
وعلى رغم هذه الأجواء الملبدة فإن الرئيس بري، وعلى غير عادته، بدا مرتاحًا لما وصل إليه معلومات من واشنطن عن جدّية قرب التوصّل إلى اتفاق وشيك، مع ميله الشديد إلى أن الحذر واجب حتى "يصير الفول بالمكيول".
المصدر: خاص لبنان24