الآثار الإسلامية والقبطية: جارٍ ترميم مئذنة قوصون للحفاظ على التراث
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
قال الدكتور جمال عبد الرحيم عضو اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، إن مئذنة قوصون الأثرية من أهم المآذن الموجودة بمصر وهي من عصر دولة المماليك البحرية وإن أي قرار يخرج بخصوص الآثار الإسلامية لا بد من خروجه من اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية قائلا: «أي قرار بيكون مدروس علميًا وهندسيًا من خلال التربة».
وأضاف عبدالرحيم خلال مداخلة هاتفية لبرنامج مساء dmc: «أن هناك عوامل تعرية على مدار الأيام والسنين، بتتسبب الآثار الإسلامية الموجود داخل الحيز السكني بتتعرض أحيانا للخطر منها مئذنة قوصون الأثرية لأن حدث شروخ، وأن من 40 سنة كان يجب الترميم، والمهندسين اكتشفوا أن هناك شروخا رأسية في المئذنة والذي يؤثر سلبيا على عليها فكان لا بد من علاجها فورًا».
تجميل المظهر الحضاري بالمنطقة اهتمام الدولة بآثارها الإسلاميةوتابع: «أنه تمت إعادة دراسة التربة والمئذنة وبالفعل جارٍ ترميم جميع الشروخ الموجودة، وستستمر حسب رأي المهندسين، وقريبًا سيتم فحص مئذنة الأمير قصون الطاجي مع جامع مسيح باشا، مع جامع السلطان الغوري مع التربة السلطية، في منطقة مقابر سيدي جلال السيوطي، لتجميل المظهر الحضاري لهم وجميل يدل على اهتمام الدولة بأثارها الإسلامية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأثار الاسلامية
إقرأ أيضاً:
صوم نينوي.. جذور تاريخية بين الكنيسة المشرقية والقبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار الاحتفال بصوم نينوي (الباعوثا)، الذي تبدأه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من 10 حتى 13 فبراير من كل عام، تبرز إطلالة تاريخية حول نشأته المثيرة للجدل، والتي تربط بين الشرق الأدنى ومصر عبر قرون من التقاليد الدينية.
جذور في المشرق ووباء القرن السادس
تعود أصول صوم نينوي إلى الكنيسة المشرقية عام 576م، وفقاً للمراجع التاريخية، حيث أُسس خلال فترة مار حزقيال أسقف الزوابي (النعمانية) بمبادرة من مطران باجرمي وأسقف نينوي، كاستجابة لتفشي وباء مدمر في المنطقة. ويروي المؤرخ يوسف حبي في كتابه "مجامع كنيسة المشرق" (1999) أن هذه الخطوة كانت جزءاً من طقس تكفيري لاسترضاء الرب ورفع البلاء.
الكنيسة القبطية والقرن الثالث عشر: أول ظهور موثق
بينما ارتبط الصوم في المشرق بحدث الوباء، تشير الوثائق إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم تتبنَّه رسمياً إلا بحلول القرن الثالث عشر. فبحسب كتاب "سير البطاركة" للأنبا ساويروس بن المقفع (القرن العاشر)، لم يُذكر هذا الصوم في سجلات الكنيسة المصرية قبل ذلك، كما غاب عن قوانين بطاركة مثل الأنبا خريستوذولوس (1047-1077م) والأنبا كيرلس الثاني (1078-1092م)، اللذين حصروا الأصوام المعتمدة في: "الصوم الكبير، الرسل، الميلاد، والأربعاء والجمعة".
القرن الثالث عشر.. البداية الفعلية في مصر
يُعتبر "المجموع الصفوي" للعلامة الصفي بن العسال (نُشر عام 1908) أول وثيقة قبطية تُدرج صوم نينوي كجزء من التقاليد الكنسية، حيث ورد: "صوم أهل نينوي ثلاثة أيام". كما أكدت مصادر لاحقة مثل "الجوهرة النفيسة" ليوحنا بن زكريا بن سباع (القرن الرابع عشر)، و"مصباح الظلمة" لابن كبر (1334م)، على شرعية هذا الصوم كفترة تكفيرية تشبهاً بتوبة أهل نينوي التوراتيين.
لماذا الارتباط بالأنبا أبرام بن زرعة؟
رغم أن بعض المصادر الشفهية تربط صوم نينوي بالبطريرك الأنبا أبرام بن زرعة (القرن العاشر)، إلا أن غياب أي ذكر له في الوثائق المعاصرة له يطرح تساؤلات. فلم يُوثَّق الصوم في كتابات ساويروس بن المقفع ولا في قوانين ذلك العصر، ما يشير إلى أن تبني الكنيسة القبطية له جاء لاحقاً، ربما عبر تفاعل مع التراث السرياني أو كجزء من تطوير المنظومة الروحية في العصور الوسطى.
يكشف تتبع تاريخ صوم نينوي عن مسارين متوازيين: جذر شرقي قديم مرتبط بأزمة وبائية، وتبنٍّ قبطي لاحق في القرن الثالث عشر، ربما تحت تأثير التبادلات الثقافية بين المذاهب المسيحية. وتظل هذه الرمزية الدينية، رغم اختلاف التأريخ، شاهدة على غنى التراث الكنسي وتشابكه عبر الحضارات.