ميرنا الهلباوي: الشغف لوحده مابيأكلش عيش.. وألطف ردّ فعل زغرودة أرسلتها قارئة|حوار
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
ميرنا الهلباوي، كاتبة مصرية، عاشت معظم حياتها في الإسكندرية، درست السياحة والفنادق فى مرحلة دراستها الجامعية، قدمت برامج في الإذاعة المصرية، وتحديداً إذاعة إنيرجى، عُرف عن ميرنا أنها عاشقة للسفر والترحال.. وكان معها هذا الحوار
• لو لم تكوني كاتبة، ماذا كنت ستكونين؟
-هذا سؤال صعب، لأنى أصلا حتى انتهاء الثانوية العامة لم أكن أعلم ماذا أريد، حتى دخلت كلية سياحة وفنادق التي توافقت مع تفكيري وقتها، لكن بشكل عام كنت سأختار مجال الإبداع أو الفن لأنها المنطقة التي أشعر فيها بالكمال وبأنني في مكاني.
•هل حقا أردتِ أن تكوني مدربة النادي الأهلي ومنتخب مصر؟
هذا صحيح ؛ فأنا من عائلة كروية جدًا، ولعبت كرة القدم لفترة لكنى لم أكن جيدة بشكل كافٍ ورغم ذلك أردت ان أكون أول امرأة تدرب النادي الأهلي والمنتخب الوطني.
•كتبتِ مقال من ٨ سنوات بعنوان أزمة ربع العمر ووصفتِ به كم التخبط والتوهة التى كان عليكِ التعامل معها وقتها، هل مازلتِ تتعاملين مع تلك التوهة حتى الآن؟
- الحقيقة نعم، لازلت أشعر بنفس التوهة بنفس تفاصيلها ومازال يراودني نفس السؤال:
(هو أنا بعمل إيه؟).. أعترف بمشكلة أنى لم أستوعب نجاحي استيعابا كاملا، وأني في حفلات إمضاء كتبي أتجمد للحظات غير مدركة أن هذا الكم من الأشخاص قد نزل من بيته لأجلى حتى يبدو لي الأمر أحيانا أنه غير حقيقي أو ربما تلك أحد مقالب الكاميرا الخفية.
• ما سر النضج النفسي والكتابي الذى حدث لك في السنوات الأخيرة؟
-أنا دائمًا ما أقول أنا الشخص الثابت فى مكانه هو شخص ميت، وأعتقد أن سر ذلك النضج هو كثرة التجارب ونقدي القاسي دائما على نفسى، والسر الأكبر هو محاولات دائمة لتطوير نفسى بنفسي من خلال الخروج من منطقة الراحة في الكتابة عن طريق الحديث عن من هم خارج دائرتي، وقراءة كتب مختلفة، والتجارب الإنسانية في الحياة هي نفسها خير معلم.
أما أول من لاحظه فهو أكيد من الدائرة القريبة مني التي تقرأ الكتب قبل نزولها مثل أصدقائي والعائلة لأنى أثق في حكمهم الصريح والصادق.
•هل حاولت التعلم الأكاديمى عبر ورش كتابة أو ما يشابهها؟
-لا، تلك ليست طريقتى في التعلم، فأنا شخصي تعلم عبر التجربة والخطأ.. إذا أردت تعلم شئ فقم به بنفسك وتحمل نتائجه ثم عدل أخطائك.. تلك هي فلسفتي.
•هل بدأ تِتلمسي كم الإلهام التى تعطيه لبنات كثيرات من جيلك؟
-كما أخبرتك فأنا مازلت غير مستوعبة لهذا الحب الذى أراه في رسائلهم هم الطيبة لي لدرجة أن هناك فتاة أرسلت لى(زغرودة) كتهنئة علي كتابي الجديد. يمكن لأنى لا أهدف فى الأساس لتقديم الإلهام فأنا أتعامل بطبيعتى وأكتب ما أريد كتابته بحرية وإذا أثر ذلك فى شخص فهذا فوق ما أتمنى.
•هل تضايقك فكرة أن قارئاتك من النساء أكثر من الرجال؟
-إطلاقا، أنا لا أحاول الوصول لشخص أو فئة بعينها، أنا أكتب ما أريد وإذا أحب أحدهم ما أفعل فسأمتن وإذا لم يحدث فلن أتوقف، هنا كالعديد من الرجال الذين يرسلون لي ويطلبون منى ألا أنشر رسائلهم لأن مجتمعنا يضع عبئا نفسياعلي الرجل الذى يظهر مشاعره.
• نسبة كبيرة من جمهوركهم مراهقات وبنات صغيرات.. ما شعورك كشخص قادر على الوصول لهذه الشريحة؟
-ذلك الأمر بالتحديد يشعرني بمسئولية كبيرة، فأحيانا أتوقف قبل مشاركة أي شئ على السوشيال ميديا وأفكر في عدم نشره لأنى أعلم أن هنا كبنات تحت السن يتابعونني، ولكنى أعود لأخبر نفسى أنى لم أصل لهم إلا لأني حقيقية وأنى لست مثالية، فأنا أشبههم وأخطئ وأصيب مثلهم ولو لم أكن كذلك لم يكونوا ليحبونني أو يسمعوا لي!.
•لماذا تركتِ الصحافة فى عز نجاحك بها؟
-لأنى شخصية ملولة جدا وأحب تعلم أشياء جديدة، فعندما شعرت بالتشبع من الصحافة كان لابد أن أبحث خارج دائرة راحتي عن تجارب جديدة.
•هل الشغف وحده كافِ للنجاح؟
-لا طبعا، الشغف لوحده مابيأكلش عيش، الشغف بدون اجتهاد وصبر وتعلم لن ينتج عنه أي نجاح حقيقي أو دائم، وتلك الأمور وحدها بدون شغف تصنع نجاح لكن لا تصنع تميز.
•انت تتميزي بإهداءاتك الغريبة على مدار ال٣ كتب؛ يعنى مثلا كتابك الأول قمت بإهدائه للزرافات البيضاء النادرة في تنزانيا. أما كتابك الثاني كونداليني قدمتِ الإهداء لملايين الطيور المشاركة في سباق تايوان المؤلم التي استسلمت في عرض المحيط، وعن كتابك الثالث نجد الإهداء: إلى الأسود التي غفت في النوم كملوك غابة ثم استيقظت لتجد نفسها محتجزة في سيرك مخيف. هل تملك هذه الإهداءات أي دلالات خاصة؟
-نعم، أحب التعبير عن تلك الكائنات الضعيفة التي لا تملك القدرة للتعبير عن نفسها بطريقتي، وأرفض كل الممارسات المؤذية التي يمارسها البشر علي هذه الكائنات المسكينة.
•مصطلح (النسوية )أو( الفمينزم) الذى انتشر مؤخرا والذى يهتم كثيرا بحقوق المرأة ويصفه البعض بالتحيز للمرأة؛ لمسنا فى روحك وشخصيتك وكتاباتك تلك القوة المنحازة لصف المرأة. فهل نستطيع القول أنك نسوية؟
-نعم، ولا أجد مشكلة في ذلك.. ما المشكلة أن أطالب بحقوق المرأة واحترامها؟ هنا كأنماط كثيرة وضعت حول تلك الكلمة لتشويهها لكن النسوية الحقيقة هو المناداة بحق المرأة فى الحياة والمجتمع.
السفر
• بدأت شهرتك من كتابك الأول الذى تعلق بالسفر لدرجة كبيرة. ماذا يمثل لك السفر وهل فكرتِ فى عمل قناة على اليوتيوب لتوثيق تجاربك أو لتكوني رحالة حول العالم؟
-السفر نافذتي على العالم وكنت أتخيل الكثير من الأشياء في العالم غير حقيقية حتى رأيتها وشعرت بها من خلال السفر فحسيت أن هناك حياة غير الحياة وأنى صغيرة جدا أمام هذا العالم الكبير، ولكن رغم ذلك فحياة الترحال صعبة جدا لي فأنا شخص متعلق بعائلته وغرفته والدفء هنا ولذا فأطول مدة سفر كانت الأخيرة واستمرت لشهر ونصف، أما عن اليوتيوب فأنا شخص خجول أفضل الاختباء وراء الورقة والقلم.
•هل شاركت سفريتك الأخيرة فى كتابك الجديد؟
لا، لأنى أكره تكرار نفسى وأكره أن أكون متوقعة.
•كشخص متعلق بمدينته الإسكندرية ووالدته جدا، كيف كانت خطوة الانتقال والاستقرار في القاهرة؟
-أنا قبل القاهرة شخص وبعدها شخص مختلف تماما، القاهرة كانت ضخمة جدا بالنسبة لي ولم يكن لي أصدقاء فى بداياتي بها ولكن القاهرة رغم شخصيتها المتوحشة إلا أنها مثيرة للإعجاب.
السنيما
هل عندك نية حقيقية أن تكوني صانعة أفلام أو مخرجة في يوم من الأيام؟
نعم، لأن لدي عقدة تحكم فأنا أحب أن أرى الأمور كما أتخيلها، وربما لذلك اخترت الكتابة لأن الروايات تخرج للعالم كما أراها.
• ما نوعية القصص التى تستهويك في السنيما؟ وهل هي مختلفة عن القصص التى تستهويك فى الحياة؟
نحن كبشر عبارة عن حكايات ولذا فالقصص التى تستهوينى فىا لأفلام هي نفسها ما تستهوينى فى الحياة، وهي القصص الإنسانية..القصص التى تحكى حكايات البشر بصدق.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كاتبة مصرية
إقرأ أيضاً:
إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل
في قلب كرداسة، هناك شوارع لا تزال تحمل صدى ذكريات الشهيد محمد جبر، مأمور القسم الذي دفع حياته ثمناً لأداء واجبه، لم يكن مجرد ضابط شرطة، بل كان رجلاً من لحم ودم، حمل على كاهله أمانة الوطن وراحته، هكذا يصفه كل من عايشه، هكذا تتذكره أسرته، وكأن روحه لا تزال تُرفرف في كل زاوية من هذا المكان الذي شهد آخر لحظاته.
محمد جبر، ذلك الرجل الذي رسم صورة للمثابرة، كان دائمًا ما يردد بين زملائه: "كلنا في خدمة الوطن، وإذا كان هناك من يتوقع أنني سأخاف، فهو لا يعرفني". كان شامخًا، رغم كل التحديات، يتحمل مسؤولياته بكل شجاعة وهدوء، لم يكن يهاب الصعاب، بل كان يقف دائمًا في الصف الأول ليحمي وطنه وأهله، تمامًا كما تعلم في كلية الشرطة، أن أسمى رسالة هي حماية المجتمع بكل ما يملك.
كان يومًا عاديًا، لم تتوقع أسرة الشهيد محمد جبر أنه سيكون آخر يوم في حياة ابنهم، لكن عندما جاء الصباح، جاء معه خبر الفاجعة، استشهد محمد جبر أثناء دفاعه عن مركز شرطة كرداسة، تلك المنطقة التي شهدت تطورات أمنية خطيرة. وعندما انتقل إلى جوار ربه، كانت الدموع في عيون الجميع، ولكن بقيت هناك ابتسامة حزينة على وجهه، ابتسامة تطمئنهم أنه كان قد أتم مهمته على أكمل وجه. "لم يكن يُخشى عليه، فقد كان البطل الذي يعرف كيف يحمي وطنه بروح عالية".
قالت أسرته في تصريحات سابقة لليوم السابع، بصوت يكاد يخبئه الحزن: "كان محمد هو الحلم الذي لم يكتمل، كان أبًا يُحيي الأمل في قلوب أولاده، وكان زوجًا يعكس أسمى معاني الوفاء. والآن، كلما نظرت إلى أبنائنا، أرى فيهما ملامحه وابتسامته التي لا تموت". لا تستطيع أن تمسك دموعها، لكن في قلبها تنبض مشاعر الفخر بما قدمه زوجها من تضحيات.
لا تكاد الذاكرة البصرية تخلو من صورة محمد جبر، التي تملأ غرفته في منزله ،صورة تعكس شجاعة وقوة رجل لا يعرف الخوف، فقد كانت الخدمة في شرطة كرداسة، في تلك الأيام العصيبة، رحلة محفوفة بالمخاطر. "هو في قلوبنا لا يموت"، هكذا يقول محبيه وهم يعانقون صوره، كانت الكلمات تتردد في حديثهم "محمد لم يكن مجرد اسم، بل كان عنوانًا للشجاعة والصدق، ومع كل فجر جديد، نقول له: أنت في القلب دائمًا".
وبينما يمر الوقت وتظل حكايات الأبطال تتوارث من جيل إلى جيل، يبقى الشهيد محمد جبر رمزًا للصمود والشجاعة. لم يكن مجرد ضابط شرطة، بل كان رمزًا للمسؤولية وحب الوطن. يبقى اسمه في قلب كل من يعرفه، وسيظل ضوءًا يضيء سماء كرداسة وكل مصر، يذكرنا بأن العطاء لا يُقاس بمدة، بل بنبل الهدف والشرف الذي خلفه.
في كل زقاق، وفي كل شارع، تحيا ذكرى محمد جبر، وتبقى قصته شاهدة على أن الشهداء لا يموتون، بل يتجددون في قلوبنا، ويتسابقون مع الزمن ليجعلونا نرفع رؤوسنا بكل فخر.
في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.
مشاركة