ميرنا الهلباوي، كاتبة مصرية، عاشت معظم حياتها في الإسكندرية، درست السياحة والفنادق فى مرحلة دراستها الجامعية، قدمت برامج في الإذاعة المصرية، وتحديداً إذاعة إنيرجى، عُرف عن ميرنا أنها عاشقة للسفر والترحال.. وكان معها هذا الحوار

• لو لم تكوني كاتبة، ماذا كنت ستكونين؟

-هذا سؤال صعب، لأنى أصلا حتى انتهاء الثانوية العامة لم أكن أعلم ماذا أريد، حتى دخلت كلية سياحة وفنادق التي توافقت مع تفكيري وقتها، لكن بشكل عام كنت سأختار مجال الإبداع أو الفن لأنها المنطقة التي أشعر فيها بالكمال وبأنني في مكاني.

 

•هل حقا أردتِ أن تكوني مدربة النادي الأهلي ومنتخب مصر؟

هذا صحيح ؛ فأنا من عائلة كروية جدًا، ولعبت كرة القدم لفترة لكنى لم أكن جيدة بشكل كافٍ ورغم ذلك أردت ان أكون أول امرأة تدرب النادي الأهلي والمنتخب الوطني.

 

•كتبتِ مقال من ٨ سنوات بعنوان أزمة ربع العمر ووصفتِ به كم التخبط والتوهة التى كان عليكِ التعامل معها وقتها، هل مازلتِ تتعاملين مع تلك التوهة حتى الآن؟

- الحقيقة نعم، لازلت أشعر بنفس التوهة بنفس تفاصيلها ومازال يراودني نفس السؤال:

(هو أنا بعمل إيه؟).. أعترف بمشكلة أنى لم أستوعب نجاحي استيعابا كاملا، وأني في حفلات إمضاء كتبي أتجمد للحظات غير مدركة أن هذا الكم من الأشخاص قد نزل من بيته لأجلى حتى يبدو لي الأمر أحيانا أنه غير حقيقي أو ربما تلك أحد مقالب الكاميرا الخفية.

 

 • ما سر النضج النفسي والكتابي الذى حدث لك في السنوات الأخيرة؟

 -أنا دائمًا ما أقول أنا الشخص الثابت فى مكانه هو شخص ميت، وأعتقد أن سر ذلك  النضج  هو كثرة التجارب ونقدي القاسي دائما على نفسى، والسر الأكبر هو محاولات دائمة لتطوير نفسى بنفسي من خلال الخروج من منطقة الراحة في الكتابة عن طريق الحديث عن من هم خارج دائرتي، وقراءة كتب مختلفة، والتجارب الإنسانية في الحياة هي نفسها خير معلم.

أما أول من لاحظه فهو أكيد من الدائرة القريبة مني التي تقرأ الكتب قبل نزولها مثل أصدقائي والعائلة لأنى أثق في حكمهم الصريح والصادق.

 

 •هل حاولت التعلم الأكاديمى عبر ورش كتابة أو ما يشابهها؟

-لا، تلك ليست طريقتى في التعلم، فأنا شخصي تعلم عبر التجربة والخطأ.. إذا أردت تعلم شئ فقم به بنفسك وتحمل نتائجه ثم عدل أخطائك.. تلك هي فلسفتي.

 

 •هل بدأ تِتلمسي كم الإلهام التى تعطيه لبنات كثيرات من جيلك؟

 -كما أخبرتك فأنا مازلت غير مستوعبة لهذا الحب الذى أراه في رسائلهم هم الطيبة لي لدرجة أن هناك فتاة  أرسلت لى(زغرودة) كتهنئة علي كتابي الجديد. يمكن لأنى لا أهدف فى الأساس لتقديم الإلهام فأنا أتعامل بطبيعتى وأكتب ما أريد كتابته بحرية وإذا أثر ذلك فى شخص فهذا فوق ما أتمنى.

 

•هل تضايقك فكرة أن قارئاتك من النساء أكثر من الرجال؟

-إطلاقا، أنا لا أحاول الوصول لشخص أو فئة بعينها، أنا أكتب ما أريد وإذا أحب أحدهم ما أفعل فسأمتن وإذا لم يحدث فلن أتوقف، هنا كالعديد من الرجال الذين يرسلون لي ويطلبون منى ألا أنشر رسائلهم لأن مجتمعنا يضع عبئا نفسياعلي الرجل الذى يظهر مشاعره.

 

• نسبة كبيرة من جمهوركهم مراهقات وبنات صغيرات.. ما شعورك كشخص قادر على الوصول لهذه الشريحة؟

-ذلك الأمر بالتحديد يشعرني بمسئولية كبيرة، فأحيانا أتوقف قبل مشاركة أي شئ على السوشيال ميديا وأفكر في عدم نشره لأنى أعلم أن هنا كبنات تحت السن يتابعونني، ولكنى أعود لأخبر نفسى أنى لم أصل لهم إلا لأني حقيقية وأنى لست مثالية، فأنا أشبههم وأخطئ وأصيب مثلهم ولو لم أكن كذلك لم يكونوا ليحبونني أو يسمعوا لي!.

 

•لماذا تركتِ الصحافة فى عز نجاحك بها؟

-لأنى شخصية ملولة جدا وأحب تعلم أشياء جديدة، فعندما شعرت بالتشبع من الصحافة كان لابد أن أبحث خارج دائرة راحتي عن تجارب جديدة.

 

•هل الشغف وحده كافِ للنجاح؟

-لا طبعا، الشغف لوحده مابيأكلش عيش، الشغف بدون اجتهاد وصبر وتعلم لن ينتج عنه أي نجاح حقيقي أو دائم، وتلك الأمور وحدها بدون شغف تصنع نجاح لكن لا تصنع تميز.

 

•انت تتميزي بإهداءاتك الغريبة على مدار ال٣ كتب؛ يعنى مثلا كتابك الأول قمت بإهدائه للزرافات البيضاء النادرة في تنزانيا. أما كتابك الثاني كونداليني قدمتِ الإهداء لملايين الطيور المشاركة في سباق تايوان المؤلم التي استسلمت في عرض المحيط، وعن كتابك الثالث نجد الإهداء: إلى الأسود التي غفت في النوم كملوك غابة ثم استيقظت لتجد نفسها محتجزة في سيرك مخيف. هل تملك هذه الإهداءات أي دلالات خاصة؟

-نعم، أحب التعبير عن تلك الكائنات الضعيفة التي لا تملك القدرة للتعبير عن نفسها بطريقتي، وأرفض كل الممارسات المؤذية التي يمارسها البشر علي هذه الكائنات المسكينة.

 

•مصطلح (النسوية )أو( الفمينزم) الذى انتشر مؤخرا والذى يهتم كثيرا بحقوق المرأة ويصفه البعض بالتحيز للمرأة؛ لمسنا  فى روحك وشخصيتك وكتاباتك تلك القوة المنحازة لصف المرأة. فهل نستطيع القول أنك نسوية؟

-نعم، ولا أجد مشكلة في ذلك.. ما المشكلة أن أطالب بحقوق المرأة واحترامها؟ هنا كأنماط كثيرة وضعت حول تلك الكلمة لتشويهها لكن النسوية الحقيقة هو المناداة بحق المرأة فى الحياة والمجتمع.

 

السفر

• بدأت شهرتك من كتابك الأول الذى تعلق بالسفر لدرجة كبيرة. ماذا يمثل لك السفر وهل فكرتِ فى عمل قناة على اليوتيوب لتوثيق تجاربك أو لتكوني رحالة حول العالم؟

-السفر نافذتي على العالم وكنت أتخيل الكثير من الأشياء في العالم غير حقيقية حتى رأيتها وشعرت بها من خلال السفر فحسيت أن هناك حياة غير الحياة وأنى صغيرة جدا أمام هذا العالم الكبير، ولكن رغم ذلك فحياة الترحال صعبة جدا لي فأنا شخص متعلق بعائلته وغرفته والدفء هنا ولذا فأطول مدة سفر كانت الأخيرة واستمرت لشهر ونصف، أما عن اليوتيوب فأنا شخص خجول أفضل الاختباء وراء الورقة والقلم.

 

•هل شاركت سفريتك الأخيرة فى كتابك الجديد؟

لا، لأنى أكره تكرار نفسى وأكره أن أكون متوقعة.

 

•كشخص متعلق بمدينته الإسكندرية ووالدته جدا، كيف كانت خطوة الانتقال والاستقرار في القاهرة؟

-أنا قبل القاهرة شخص وبعدها شخص مختلف تماما، القاهرة كانت ضخمة جدا بالنسبة لي ولم يكن لي أصدقاء فى بداياتي بها ولكن القاهرة رغم شخصيتها المتوحشة إلا أنها مثيرة للإعجاب.

 

السنيما

هل عندك نية حقيقية أن تكوني صانعة أفلام أو مخرجة في يوم من الأيام؟

نعم، لأن لدي عقدة تحكم فأنا أحب أن أرى الأمور كما أتخيلها، وربما لذلك اخترت الكتابة لأن الروايات تخرج للعالم كما أراها.

 

• ما نوعية القصص التى تستهويك في السنيما؟ وهل هي مختلفة عن القصص التى تستهويك فى الحياة؟

نحن كبشر عبارة عن حكايات ولذا فالقصص التى تستهوينى فىا لأفلام هي نفسها ما تستهوينى فى الحياة، وهي القصص الإنسانية..القصص التى تحكى حكايات البشر بصدق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كاتبة مصرية

إقرأ أيضاً:

مغنون بلا أغنية .. أصوات تصنعها المصادفة والميديا

أصوات كثيرة ولدت أو على أقل وصف اشتهرت خلال الأشهر الماضية، إما بفعل برنامج تليفزيونى، أو بمشاركة أحد النجوم أغنية هنا أو هناك، لكن السؤال الذى يفرض نفسه، هذه الأصوات فرضت نفسها فعرفتها الجماهير، لكن هل يمكنها أن تؤرخ لنفسها بأغان جديدة ذات قيمة فنية، إننا حقاً أمام مشكلة غنائية كبرى تولدت عبر السنوات الماضية، وهى أنك تعرف مغنياً بلا أغنية، وذلك أن شهرته على «السوشيال ميديا» بسبب مقطع ما أو حفلة غنى فيها أغنية لأحد المشاهير من رواد الغناء، أو شارك مطرباً شهيراً معاصراً «كليب» ما أو حفلة ما، نماذج ذلك كثيرة لكن من بينها المطربة أسماء لمنور التى عرفتها منذ وصولها القاهرة قادمة من المغرب وألتقينا معاً بنقيب الموسيقيين حلمى أمين، وكان ذلك أيام شغله لهذا المنصب، وسهل لها الغناء فى القاهرة، وبعدها شاركت المطرب «كاظم الساهر» قصيدة «المحكمة» وكذلك الأمر مؤخراً مع المطربة، سهيلة بهجت التى شاركت أيضاً كاظم فى حفله الأخير بمصر، وقد التقيت أيضاً بسهيلة وكان حاضراً بيننا الموسيقار هانى شنودة وغنت لنا رائعة عبدالوهاب وأم كلثوم «دارت الأيام» وأعجبنا بأدائها، وما بين أسماء لمنور وسهيلة بهجت، ظهر صوت المطربة «بلقيس» صاحبة الأداء المبهر، لكن الخليج أخذها، وهى ابنة الملحن الفنان وعازف العود الكبير أحمد فتحي، وقد ظهرت عبر التاريخ الغنائى القريب والبعيد نماذج كثيرة لأصوات ظهرت واشتهرت بأغنية أو بفعل برنامج أو لقاء أو تصريح صحفى، ثم لا نسمع إبداعاً لهم، لتتردد أسماؤهم فترة وجيزة من الزمان لتأتى أسماء لمطربين جدد يفعلون نفس الفعل، يشتهرون بموقف أو ربما بأغنية، وتتواصل ساقية الغناء والشهرة بهذا الشكل.

ومن بين نماذج تلك الأصوات التى اشتهرت بأغنية واحدة تقريباً عاشت أصواتهم بفعل شهرة لا بفعل غناء، صوت المطربة هدى زايد أو هدى السنباطى أو حتى الفنان سعد عبدالوهاب الذى لم نسمع له ألحاناً أو غناء بعد ما قدمه عمه عبدالوهاب بألحان ولحن هو لنفسه بعض الألحان، ثم ظل أكثر من نصف قرن لا نسممع له غناء جديداً، رغم أنه قال لى قبل رحيله إنه يمتلك العديد من الألحان الجديدة لحنها لنفسه لم تظهر للنور ولم يسجعلها، وكما كان الأمر مع المطرب كمال حسنى الذى غنى «غالى عليه» من ألحان الموجى وكان منافساً للفنان عبدالحليم حافظ، وما بين الماضى والحاضر ظهرت أسماء لمطربين ومغنين اشتهروا أكثر ما اشهرت له أعمالهم، ولعلنا هنا نجيب على سؤال من هو المغنى؟!.. هو لا شك الذى يغني، فإن لم يغنى المغنى أعمالاً يسجلها فى قائمة الشرف والجمال الغنائى فلا يكون مغنياً، إنما هو صوت خارج نطاق الخدمة، وفى انتظار تفعيله ليعرفه الناس بأعماله أكثر مما يعرفونه باسمه أو بشكله أو بمجرد أغنية أو مشاركة.

مقالات مشابهة

  • مغنون بلا أغنية .. أصوات تصنعها المصادفة والميديا
  • دوبلير «الجولانى»
  • تفاصيل مرعبة في واقعة مقتل عروس على يد زوجها صعقًا بالكهرباء بكفر الدوار
  • »ﺷﻔﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ« ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺣﺴﺎب اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ
  • سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • القانون للضعفاء
  • فى حوار مفتوح..رؤساء النقابات يشكرون محافظ أسوان للجهود الملموسة بقطاعات العمل