كرمت وزارة الثقافة ممثلة في ملتقى الناشرين والموزعين القطريين مجلة جاسم لمشاركتها الفعالة في أنشطة العودة للمدارس التي أقيمت في الفترة من 17 حتى 27 أغسطس الحالي، بمركز غاليريا التجاري – مشيرب، حيث أسهمت المجلة في فعالية جولة المكتبة وتبرع بكتابك إلى جانب إهداء الأصدقاء الزائرين نسخًا منوعة من إصدارات مجلة جاسم.
من جانبه ثمّن السيد رياض أحمد ياسين مدير الملتقى مشاركة مجلة جاسم - مجلة الأطفال الوحيدة في الدولة- والتي تشارك مع الملتقى في كل فعالياته ومعارضه بإصدارتها المتنوعة كما أشاد بدور المجلة التربوي وأسلوبها العصري.
وأبرز الزميل شفيق صالح مدير مجلة جاسم أهمية القراءة للأطفال ومشاركة المجلة في المناسبات المختلفة لدولة قطر كما قدم تعريفًا للمجلة ونشأتها وإصدارها المستمر من مجموعة دار الشرق منذ أكثر من 8 سنوات.
وفي نهاية حفل التكريم قدم السيد مدير الملتقى شهادات شكر وتقدير لكل المساهمين في إنجاح فعالية ركن القراءة بمشيرب.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب
عبدالعزيز بن حمدان الاسماعيلي
a.azizhh@hotmail.com
فارق كبير بين القراءة والمطالعة؛ فالقراءة هي وسيلة للربط بين صوت حروف اللغة وشكل كتابتها وبِنية الكلمات صرفيًا، ونطقها مضبوطة بالشكل وفق قواعد النحو. أما المُطالعة فهي القدرة على الربط بين الألفاظ داخل القاموس ومعانيها داخل السياقات التعبيرية.
وتتم عملية تربية وإنماء المطالعة داخل الأسرة والعائلة النووية الصغيرة والتي تتوسع بالاحتكاك بالمجتمع الأكبر وفي هذه المرحلة يبدأ الإنسان في طفولته بناء قاموسه اللغويّ الخاص، وامتصاص المعاني والمعارف وربطها بالألفاظ من خلال التقليد والمُحاكاة.
ثم يأتي دور المؤسسات الدينية المتمثلة في المساجد ودور العبادة في تهيئة الطفل ومساعدته على الربط بين اللغة والدين من خلال مطالعة الكتب المقدسة وشروحاتها المبسطة وفي هذه المرحلة تتسع قدرة الطفل على توظيف اللغة والربط بين اللغة وعقيدته الدينية. وإذا كان الطفل مسلماً وأتمّ حفظ القرآن يكون قد تحصّل على 12 مليون كلمة غنية، تقف أمامها اللغات الأخرى وخاصة الإنجليزية عاجزة عن منافستها؛ فالمتداول من الإنجليزية، منذ نشأتها لا يتخطى حاجز الـ 2 مليون كلمة. وهي اللغة الأوسع انتشارا فرضها التفوق الاقتصادي والاستعماريّ
ثم تبدأ في النظام المدرسيّ من خلال المطارحات والمناقشات تهيئة اليافعين وصولا إلى التحوّل والانتقال إلى مرحلة أكثر اتساعًا في توظيف اللغة من خلال المطالعة؛ والتي معها تتحول اللغة إلى (أداة للتفكير) و(وعاء للفكر) وهذه المرحلة يسميها علماء التربية والنفس بمرحلة (التفكير باللغة) و(رسوخ الوعي).
وبناء على ما تقدّم فإنَّ المجتمعات لا ترقى ولا تدخل ميدان الإنتاج المعرفيّ إلا بتوظيف المؤسسات الدينية والتعليمية وإتاحة المعرفة الحرة والمطالعة في سائر العلوم باللغة الأمّ.
ولن يستطيع أي مجتمع النهوض من خلال إنكاره للغته والارتكان إلى اللغات الدخيلة أو التعلّم بلغة دخيلة. وإن فعل سيظل تابعًا ومستعمرا فكرياً للأمة التي يدرس بلغتها، وسيكون عاجزًا عن زرع فضيلة الانتماء والتمسك بجذوره الوطنية والعمل على استنهاض أمته من رقدتها إلا بمطالعة تراثها والتفكير بلغتها ولنا في اليابان والصين أنموذج فتعلّم الإنجليزية يكون في المرحلة الجامعية ويكون مقتصرا على نقل التكنولوجيا والمعارف المتقدمة ثم إعادة تسميتها بلغته الأم.