بعد شهر من تقديم 57 دولة مذكرات إلى محكمة العدل الدولية أثناء إعدادها لرأيها الاستشاري بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية الذي طلبته الأمم المتحدة في ديسمبر 2022، شارك عمر شاكر، مدير قسم إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، رؤيته بشأن ما هو على المحك بخصوص الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.

وكذلك التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين.
وقد حمل حديثه عنوان «المحاكم الدولية وفلسطين: التحديات والفرص»، الذي استضافته جامعة جورجتاون في قطر حيث يعمل شاكر حاليا زميلا زائرا. وعقب ترحيب حار من عميد جامعة جورجتاون في قطر، دكتور صفوان المصري، قال شاكر مخاطبا جمهورا من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين وأفراد الجمهور، حيث تطرق إلى القضايا القانونية أمام أبرز المؤسسات القانونية في العالم والطريق إلى العدالة والمساءلة في إسرائيل- فلسطين. وعقب الحديث، فتح المجال أمام الجمهور لطرح أسئلته خلال الحوار الذي أداره العميد د. صفوان المصري.
يتطلب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رأي محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده وسياساته وممارساته وتأثيرها على الفلسطينيين وحقوقهم. كما يسعى إلى فهم كيفية تأثير هذه الإجراءات على الوضع القانوني للاحتلال وعواقبه على الدول الأعضاء والأمم المتحدة.
عن هذه التطورات المثيرة يقول عميد جامعة جورجتاون في قطر صفوان المصري: «لقد أصبحت قضية حقوق الإنسان مسيسة إلى حد كبير، مما أضر بها كثيرا. وبينما تبقى السياسة دائما حزبية، في حين أن حقوق الإنسان عالمية ويجب أن تكون مصونة عالميا. والسيد عمر شاكر هو مدافع عن حقوق الإنسان معترف به عالميا، ووجوده في حرمنا الجامعي يوفر لطلاب جامعة جورجتاون في قطر فرصة فريدة للتواصل مع ممارس مخضرم بخبراته ومكانته»، مضيفا: «إن دعوة الجمهور إلى محاضرته تؤكد إيماننا بأن العدالة حقيقة واقعة وليست مفهوما مجردا».
وقدمت المحاضرة، التي تناولت أيضا المساعي القانونية الدولية الأخرى التي تهدف إلى معالجة مخاوف حقوق الإنسان في السياق الإسرائيلي الفلسطيني، لجمهور الحضور لمحة عن التحديات الناجمة عن المساءلة القانونية عن انتهاكات القانون الدولي وفرص ملاحقة منتهكي تلك الحقوق.
وقال شاكر: «أمام أبرز المحاكم في العالم فرصة غير مسبوقة لمعالجة الجهود المستمرة منذ عقود لإعادة صياغة القواعد الأساسية للقانون الدولي، وضمان عدم وجود جدار يمنح الجناة حصانة من العقاب بسبب ما يرتكبونه من انتهاكات جسيمة ضد الضحايا وحقوقهم– ولا يمكن أن تكون المخاطر أكبر».
من خلال دوره كزميل زائر، يقوم شاكر أيضا بتدريس فصل دراسي برصيد ساعة معتمدة واحدة بعنوان «أقوى من السيف؟ تحدي حقوق الإنسان للفصل العنصري الإسرائيلي» يوفر من خلاله للطلاب الفرصة لاستكشاف دور العمل في مجال حقوق الإنسان في حالات النزاع الذي طال أمده وفي تحدي القمع المنهجي. كما يقدم ورشة عمل للطلاب المهتمين بالدعوة حول «تقصي الحقائق والتوثيق في مجال حقوق الإنسان» في وقت لاحق من نفس الأسبوع.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة جورجتاون محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية الأمم المتحدة حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

وقفات احتجاجية في جنيف تطالب بتعويض الشعوب الأفريقية عن سنوات الاستعمار الغربي

شهدت مدينة جنيف، بالتزامن مع الدورة 48 بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمحدّد خلال الفترة من 20 إلى 31 يناير الحالى، وقفات سلمية وفعاليات حقوقية على هامش الاستعراض الدورى الشامل، إذ جسّدت تلك الفعاليات صوتاً موحداً ضد التحديات التى تواجه الملف الحقوقى فى مختلف بقاع الأرض، رافعين أصواتهم للمطالبة بالعدالة وتعويض الشعوب عن الأضرار التى لحقت بها نتيجة الاستعمار، وعلى رأسها رفض تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، فضلاً عن رفض المعايير المزدوجة فى السياسة الدولية التى تؤدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية.

ومن بين الفعاليات، نظمت مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، بالتعاون مع المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافى «الإيكوسوك»، وقفة سلمية أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف، حملت عنوان «اتحدوا من أجل السلام: التعويضات ليست مالية فقط»، وجمعت مشاركين من مختلف الدول الأفريقية والأوروبية، حيث جدّدوا مطالبهم بتعويضات عادلة عن الاستعمار الذى امتد لأكثر من 140 عاماً، مؤكدين أن هذه المطالب تتجاوز التعويضات المالية لتشمل استعادة الآثار المنهوبة وتعديل المناهج الدراسية التى لا تعترف بحقوق الشعوب المظلومة من الاستعمار.

وأثناء الوقفة، أكد أيمن عقيل، رئيس مؤسسة «ماعت» ونائب رئيس «الإيكوسوك» الأفريقى، أن عام 2025 يمثل فرصة ذهبية لبدء تحقيق هذه المطالب، وتحديداً فى إطار الاتحاد الأفريقى الذى دعا إلى تعويض الشعوب الأفريقية عن مئات السنوات من الاستعمار، مطالباً بضرورة إعادة الاعتبار إلى الحقوق الثقافية والتاريخية للشعوب المتضرّرة، كما شدّد على أهمية رفض دعوات تهجير الفلسطينيين التى تنتهك حقوق الإنسان، مؤكداً أن هذه الدعاوى تتناقض مع قيم الإنسانية وحق الشعوب فى تقرير مصيرها.

وفى سياق متصل، نظم ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان ومركز حقى لدعم الحقوق والحريات، وقفة تضامنية أمام الكرسى المكسور فى ساحة الأمم المتحدة، لمطالبة المجتمع الدولى بالتدخّل الإنسانى لوقف الحروب فى المنطقة، خاصة فى فلسطين، وذلك فى أثناء مناقشة مصر تقريرها أمام آلية الاستعراض الدورى الشامل، كما ندّدت الوقفة بمحاولات تهجير الفلسطينيين. وأكد المشاركون تضامنهم مع مواقف الدولة المصرية الرافضة لهذه المحاولات، حيث شارك فى الوقفة ممثلون عن الجاليات المصرية واليمنية والجزائرية والفلسطينية وبعض الجنسيات الأخرى فى جنيف، ورفعوا لافتات تُندّد بدعاوى التهجير، وأعلنوا تضامنهم مع فلسطين ورفض أى محاولات لتفريغ القضية من مضمونها.

وقال الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصرى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، وأحد المشاركين فى الفعالية، إن هذه الوقفة تأتى فى وقت حاسم لتأكيد وحدة الحركة الحقوقية الدولية فى مواجهة التحديات التى تُهدّد الشعوب المستضعفة، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة سياسية، بل هى قضية حقوقية وإنسانية بالدرجة الأولى: «نرفض بشكل قاطع أى محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى أو تفريغ قضيته من محتواها العادل».

وأشار «ممدوح» لـ«الوطن»، إلى الموقف المصرى الرافض لمخطط التهجير القسرى: «مصر تدرك جيداً أن الإنسانية لا تتجزأ، وأن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى هو التزام أخلاقى قبل أن يكون سياسياً».

كما نظمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فعالية بقصر الأمم المتحدة فى جنيف، تناولت خلالها التقدم المحرز فى تفعيل توصيات الدورة السابقة لاستعراض وضع حقوق الإنسان فى مصر والعراق، حيث أكد علاء شلبى، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن مصر أظهرت إرادة سياسية قوية لتحسين وضع حقوق الإنسان، مع تحقيق تقدم ملحوظ فى عدة مجالات، كما ذكر أن دمج توصيات الاستعراض ضمن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021 يعكس هذا التوجه، فضلاً عن أن هناك تقدّماً ملموساً فى بعض الاستحقاقات، مثل قانون الإجراءات الجنائية الجديد، إلا أن هناك حاجة لتسريع تنفيذ إصلاحات أخرى، خاصة فى قوانين مثل قانون المعلومات وقانون انتخابات المجالس المحلية.

مقالات مشابهة

  • لا تلتزم بالمعاهدات الدولية .. محمد صبحى: القوى العظمى في العالم ظالمة
  • غوتيريش يدعو الحوثيين لاحترام حقوق موظفي المنظمات الدولية
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في شرق الكونغو
  • أحمد شلبي: الهجوم الإعلامي الإسرائيلي لن يؤثر على موقف مصر الثابت في دعم فلسطين
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يطلق نداء لجمع 500 مليون دولار
  • بعد قرار ترامب.. مفوضية حقوق الإنسان تسعى لجمع 500 مليون دولار
  • وقفات احتجاجية في جنيف تطالب بتعويض الشعوب الأفريقية عن سنوات الاستعمار الغربي
  • أمين تنظيم الريادة يشيد بتقرير مصر في ملف حقوق الإنسان أمام الأمم المتحدة
  • عضو بـ«الشيوخ»: تقرير حقوق الإنسان في جنيف يعكس التزام مصر بالمعايير الدولية
  • رئيس لجنة النقل بـ«النواب»: تقرير مصر الحقوقي يعكس التزامها بالمعايير الدولية