بين رد الجميل ونكران المعروف
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تواجه الإنسان في مسيرة حياته العديد من المواقف الإيجابية والسلبية، والعاقل من يتعامل معها بحكمة وصبر واحتساب، والحكايات والمواقف التي تأتي ضمن بعض مقالاتي، ليست من نسج الخيال، بل هي من صميم الواقع، والحكاية التي سأوردها في هذه المقالة يرويها من أثق في صدق حديثه.
يقول الراوي :(في السبعينات الهجرية تعرفت على أحد الجيران من دولة عربية مجاورة، وكان للجيرة آنذاك منزلة رفيعة وشأن عظيم، فما أن يسكن بجوارك شخص جديد ، إلا ويُقابل من الجيران بالترحيب والإكرام تأسّياً بالحديث :(ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
ومع مرور الوقت توطّدت العلاقة بيني وبينه، ولضائقة مالية حلت به، استقرضني مبلغاً من المال فأعطيته تحقيقاً لمبدأ الجيرة وحسن الظن، ولم أطالبه “بسند” استحياءً وعلى أمل أنه سيكتب السند لأنه حق شرعي في مثل هذه الحالة، وقد سلمته القرض نقداً لأن المصارف كانت في تلك الفترة قليلة جداً وقلة من يتعامل معها، ومعظم المواطنين مخزوناتهم المالية في بيوتهم.
انتهت المدة التي وعدني بالتسديد خلالها، إلا أنه لم يبر بوعده، وبدافع الخجل والاستحياء والتذكير، قلت له: ترى موعد القرض حل من فترة؟ قال لي: أبشر خلال فترة وجيزة وهي عندك.
غبت في مهمة عمل وبعد عودتي فوجئت أنه سافر هو وأسرته إلى بلده، فسألت ابني :هل سأل عني جارنا فلان؟ قال: لا، لكنني علمت أنه سافر وسلم البيت لمالكه. قلت في نفسي لعله علم بغيابي وسيرسلها لي فيما بعد.
بعد مرور شهرين على سفره دون أن أتلقى خلالها رسالة منه، ولعدم معرفتي بعنوانه، ذهبت لأحد جماعته، بطلب تزويدي بعنوانه فاعتذر لعدم معرفته، لكنه قال أنه سيسافر قريباً، قلت له: سأكتب له رسالة تسلمها له وتأتيني بردها منه أو يتصل بي، وفعلاً حررت له رسالة وجاءني ردها مع المرسول شفاهياً تضمن نكرانه للقرض وأقسم يميناً أمام المرسول وأمام إبنه بأنه لم يقترض مني أي مبلغ، فرفعت يدي إلى الله ودعوته أن يأخذ لي حقي منه إن عاجلاً أو آجلاً فهو حسبي ونعم الوكيل؟.
وبعد مرور ثلاثة أشهر من رده لي، فوجئت بأحد جماعته ومعه شاب وقال لي هذا ابن جارك فلان أرسله إليك ومعه مبلغ القرض الذي استدانه منك ويطلب منك العفو والسماح لأن والده حصل عليه حادث وأصيب جرائه بشلل رباعي وهو بين الحياة والموت.
أخذت مبلغي وسامحته لوجه الله ودعوت له بالشفاء.
خاتمة:
عدم الاغترار بالمظاهر الخلابة لأنها ليست مقياساً في تقييم الإنسان فكثيراً من المظاهر الخادعة تظهر ما لا تبطن، والله يمهل ولا يهمل وبعض العقوبات يعجّل بها الله في الدنيا قبل الآخرة، وخاصة ما كان منها (ظلماً).
وبالله التوفيق.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بشأن أموال الصندوق البلدي المستقل .. سؤال من سامي الجميل للحكومة
تقدّم رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل بسؤال إلى الحكومة عبر رئاسة مجلس النواب حول التأخير غير المبرر في توزيع أموال الصندوق البلدي المستقل وعائدات الاتصالات على البلديات واتحادات البلديات.
وطالب الجميّل وزيري المالية والداخلية والبلديات بالإسراع باستصدار مراسيم توزيع هذه الأموال المحصلة أمانة لحساب البلديات واتحاداتها والتي تراكمت عن الأعوام السابقة.
واستند سؤال الجميّل إلى أن" هذه الأموال والعائدات تشكّل الركن الأساس في دعم موازنتها، وأن توفير هذه الأموال يمثّل ضرورة حيوية وملحّة لتتمكّن من القيام بالحدّ الأدنى من المهام الأساسية التي أناطها قانون البلديات بها والمسؤوليات الجسيمة الملقاة على كاهلها في ظل الأزمات المتعدّدة والمتفاقمة التي يمرّ بها لبنان. وذلك في ظل مواجهة السلطات المحلية لأعباء استثنائية وتحديات غير مسبوقة نتيجة الأحداث الأمنية الخطيرة التي شهدها لبنان خلال أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني من العام 2024، حيث اضطرت إلى تقديم خدمات طارئة وتوفير مستلزمات إضافية ضرورية للمواطنين، بما في ذلك تأمين الملاجئ وتجهيزها بالمعدات اللازمة، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للعائلات النازحة، وإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنى التحتية، وتعزيز جهوزية فرق الطوارئ والدفاع المدني، مما ضاعف من حجم النفقات والمتطلبات المالية الملقاة على عاتقها".
اضاف:" إن حرمانها المستمر من الحصول على كامل العائدات المستحقة لها يؤدّي حتماً إلى شلل شبه تام في قدرتها على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في النطاق البلدي، ويهدد بشكل مباشر قدرتها على تأمين رواتب وتعويضات الموظفين في المجالس البلدية واتحاداتها، مما ينذر بأزمة إدارية ومالية واجتماعية وشيكة".