صحيفة البلاد:
2025-03-29@12:00:53 GMT

بين رد الجميل ونكران المعروف

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

بين رد الجميل ونكران المعروف

تواجه الإنسان في مسيرة حياته العديد من المواقف الإيجابية والسلبية، والعاقل من يتعامل معها بحكمة وصبر واحتساب، والحكايات والمواقف التي تأتي ضمن بعض مقالاتي، ليست من نسج الخيال، بل هي من صميم الواقع، والحكاية التي سأوردها في هذه المقالة يرويها من أثق في صدق حديثه.

يقول الراوي :(في السبعينات الهجرية تعرفت على أحد الجيران من دولة عربية مجاورة، وكان للجيرة آنذاك منزلة رفيعة وشأن عظيم، فما أن يسكن بجوارك شخص جديد ، إلا ويُقابل من الجيران بالترحيب والإكرام تأسّياً بالحديث :(ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).

ومع مرور الوقت توطّدت العلاقة بيني وبينه، ولضائقة مالية حلت به، استقرضني مبلغاً من المال فأعطيته تحقيقاً لمبدأ الجيرة وحسن الظن، ولم أطالبه “بسند” استحياءً وعلى أمل أنه سيكتب السند لأنه حق شرعي في مثل هذه الحالة، وقد سلمته القرض نقداً لأن المصارف كانت في تلك الفترة قليلة جداً وقلة من يتعامل معها، ومعظم المواطنين مخزوناتهم المالية في بيوتهم.
انتهت المدة التي وعدني بالتسديد خلالها، إلا أنه لم يبر بوعده، وبدافع الخجل والاستحياء والتذكير، قلت له: ترى موعد القرض حل من فترة؟ قال لي: أبشر خلال فترة وجيزة وهي عندك.

غبت في مهمة عمل وبعد عودتي فوجئت أنه سافر هو وأسرته إلى بلده، فسألت ابني :هل سأل عني جارنا فلان؟ قال: لا، لكنني علمت أنه سافر وسلم البيت لمالكه. قلت في نفسي لعله علم بغيابي وسيرسلها لي فيما بعد.
بعد مرور شهرين على سفره دون أن أتلقى خلالها رسالة منه، ولعدم معرفتي بعنوانه، ذهبت لأحد جماعته، بطلب تزويدي بعنوانه فاعتذر لعدم معرفته، لكنه قال أنه سيسافر قريباً، قلت له: سأكتب له رسالة تسلمها له وتأتيني بردها منه أو يتصل بي، وفعلاً حررت له رسالة وجاءني ردها مع المرسول شفاهياً تضمن نكرانه للقرض وأقسم يميناً أمام المرسول وأمام إبنه بأنه لم يقترض مني أي مبلغ، فرفعت يدي إلى الله ودعوته أن يأخذ لي حقي منه إن عاجلاً أو آجلاً فهو حسبي ونعم الوكيل؟.

وبعد مرور ثلاثة أشهر من رده لي، فوجئت بأحد جماعته ومعه شاب وقال لي هذا ابن جارك فلان أرسله إليك ومعه مبلغ القرض الذي استدانه منك ويطلب منك العفو والسماح لأن والده حصل عليه حادث وأصيب جرائه بشلل رباعي وهو بين الحياة والموت.
أخذت مبلغي وسامحته لوجه الله ودعوت له بالشفاء.
خاتمة:
عدم الاغترار بالمظاهر الخلابة لأنها ليست مقياساً في تقييم الإنسان فكثيراً من المظاهر الخادعة تظهر ما لا تبطن، والله يمهل ولا يهمل وبعض العقوبات يعجّل بها الله في الدنيا قبل الآخرة، وخاصة ما كان منها (ظلماً).
وبالله التوفيق.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«الشيخ خالد الجندي»: مصر البلد الوحيد في العالم التي سمعت كلام الله مباشرةً (فيديو)

فسر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مطلع سورة الطور، حيث قال الله تعالى: "والطور.. وكتاب مستور.. في رقٍّ منشور" (الطور: 1-3).

وأوضح أن "الطور" هو جبل الطور الموجود في جنوب سيناء بمصر، مؤكدًا أنه الجبل الذي تجلى الله له وكلم عنده سيدنا موسى عليه السلام، مما يدل على عظمة مصر ومكانتها الدينية.

كما أشار إلى أن مصر هي البلد الوحيدة في العالم التي سمعت كلام الله مباشرةً، وكانت ملجأً للأنبياء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" (يوسف: 99).

أما عن معنى "كتاب مستور"، أشار إلى أن العلماء فسروها بأنها تشير إلى اللوح المحفوظ، موضحًا أن كلمة "مستور" تعني المكتوب في سطور، كما ورد في بعض التفاسير، مضيفا أن "مستور" في بعض المواضع تعني المحجوب والمخفي، وهو ما يدل على قدسية هذا الكتاب وكونه محفوظًا عند الله.

وأشار إلى أن الآيات الواردة في سورة الذاريات تكشف لنا تفاصيل ما حدث مع قوم لوط، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "قالوا إنا أُرسِلنا إلى قومٍ مُجرمينَ.. لِنُرسِلَ عليهم حجارةً من طينٍ.. مُسَوَّمةً عندَ ربِّك للمسرفينَ" (الذاريات: 32-34).

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن كلمة "مسوّمة" تعني مُعلَّمة، أي أن هذه الحجارة لم تكن عشوائية، بل كانت موجهة بدقة، كل حجر منها معروف وجهته ولمن سيصيب.

وأضاف: "هذه الحجارة كانت ذخيرة موجهة، وكل واحدة منها تحمل رقمًا وعلامة خاصة بها، مما يعني أنها لم تُرسل جزافًا، بل كانت معتمدة ومعدّة خصيصًا لهؤلاء القوم".

وأشار إلى أن قوم لوط لم يتعرضوا لعقوبة واحدة فقط، بل نزلت عليهم عقوبات متتالية. جعل الله عاليها سافلها، فقُلبت مدينتهم رأسًا على عقب، ثم أمطرهم بحجارة من سجيل، وهي حجارة طينية محروقة شديدة العقاب، لم يكن ذنبهم فقط في الفاحشة، بل جمعوا بين مشكلات عقدية تمثلت في الكفر، ومشكلات أخلاقية جسدتها الفاحشة، وسلوكيات اجتماعية سيئة مثل قطع الطريق والاعتداء على الآخرين وعدم توقير الضيفان، لم يكتفوا بذلك، بل حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم، وهذا جعل عقابهم مضاعفًا، فقد جمعوا بين الفساد الديني والفساد الأخلاقي.

مقالات مشابهة

  • في مبادرة الأولى من نوعها.. نساء المنيا يصنعن الخبز البتاو للأسر الأكثر احتياجًا محبة في الله.. سيدات بلنصورة: ولادنا ملقيوش اللقمة في الغربة وربنا سخر لهم اللي ساعدهم وكان لازم نرد الجميل لله| صور
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • حزب الله: لا علاقة لنا بالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان
  • أكسيوس: سلطنة عمان أطلعت واشنطن على الرسالة التي تلقتها من إيران وستسلمها للبيت الأبيض خلال أيام
  • التسامح في العيد.. قيمة العفو والصفح الجميل
  • «الشيخ خالد الجندي»: مصر البلد الوحيد في العالم التي سمعت كلام الله مباشرةً (فيديو)
  • الجميل اكد خلال لقائه السفير الهولندي ضرورة استعادة سيادة الدولة اللبنانية
  • بقيمة 135 مليون يورو.. الرئيس يوافق على قرض من بنك الاستثمار الأوروبي
  • أنباء عن اعتقال حسون المعروف بـمفتي البراميل بسبب دعمه لنظام الأسد
  • هدى الإتربي: دوري في العتاولة 2 رسالة للفتيات التي تبحث عن الشهرة