العمل والمشاركة في تنمية الوطن
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
في وقت أصبح من الضروري تناول المشاركة في التنميــة الوطنيـــة بشيء من الموضوعية ، الاستراتيجيات والعديد من الأدوات والأساليب التي ظهرت مؤخرا، شعر المواطن بانتمائه لوطنه وتجسيد الولاء لبلاده .
لقد تزايد اقتناع الشباب بالدور الملقى على عاتقهم في أهمية استغلال طاقاتهم وإبداعاتهم وتسخيرها لما فيه الخير والنفع لهم ولمجتمعهم ، فقد جعلوا من الجهود التطوعية أحد أهم البدائل والمسارات التي من خلالها تمكنوا من إثبات ذاتهم وتحقيق الاستقرار النفسي والتغلب على الفراغ والتوجه نحو الشعور بالمسؤولية وتعميق مفهوم المشاركة في التنمية الوطنية .
ذلك الوعي الذي حرّك عقول شريحة لا يستهان بها من الشباب المتحمس للعمل-ولم يجد فرصة عمل رسمية-، أدى إلى ممارسة طرق النجاح بأساليب مختلفة لدى كافة أفراد المجتمع الذين يقومون بأدوار تتصل بمجالات متعددة لخدمة الوطن وإشباع الدافع الذاتي في الحاجة إلى العمل وإتاحة الفرصة لاكتشاف المواهب والابتكارات ،والحق يقال بأن هذا التوجه أثرى معظم الشباب العاطلين عن العمل وأصحاب الهمم العالية المتمتعين بالتفاني والمتميزين بالعطاء والمجتهدين بإخلاص . فكما يقولون (لكل مجتهد نصيب) وحتماً بعد مشيئة الله تعالى ،سوف يصل كل منهم إلى مبتغاه وتحقيق أهدافه بالتوكل على الخالق والاعتماد على النفس بالعزم والإصرار وقوة الإرادة ، ولكن من المعروف أن فاعلية العمل التطوعي وآلية الاستفادة منه تتوقف على وعي الأطراف ذات العلاقة بالتخطيط والتنفيذ والتنسيق والإنتاج والمتابعة.
التعاون مطلوب والإشارة إلى توفير مقومات الاستقرار النفسي إجراء لابد من جعله في قائمة الأولويات لاستثمار الطاقات وتوظيف الإمكانيات. وتبقى القيود والإحباطات شبحاً يهدّد القناعات ،بل عقبة تقف أمام مبادرات الشباب.
إن الإنسان الطبيعي بحاجة دائمة إلى الطموح الذي يدفعه إلى الإمام ،فمن منا لا يريد أن يحقق ما يحلم به ويرنو إليه؟ لكن بحدود حيث الخطط المدروسة والأهداف الواضحة التي تأخذ المبادئ والقيّم الأخلاقية والدينية بعين الاعتبار لأنها جميعها ضمن حقيبة النجاح بعد التوكل على الله عز وجل.
إن الطموح بحدّ ذاته رائع بكل المقاييس إذا أنه يرسم المستقبل بخطوات واثقة تُذلل الصعوبات وتُحاول القضاء على العقبات من أجل الوصول إلى هدف سواء كان بعيداً أو قريب المنال , في النهاية يظل السعي متواصلاً والجهد مطلوباً حتى بلوغ المرام .
فرصة للاستفادة من طموحات المتطوعين والمتطوعات واحترام هويتهم وتقدير جهودهم بكلمة شكر وعرفان ترفع معنوياتهم وتحثهم على البذل فهم يقدمون خدمة للوطن يبتغون بها وجه الله تعالي.
إن عدم الوعي بثقافة العمل التطوعي لدى أصحاب العمل في أغلب الأحيان ،يهدم البنية التحتية التي نسعى في مجتمعنا لجعلها قواعد ترسو عليها المشاركة الفعلية في التنمية الوطنية لأولئك الشباب الذين يتمتعون بالذكاء والحماس والعلم ، فالدعم والتقدير لا يكون ماديا فقط بل ومعنويا أيضاً فالإحساس بالرقي في التعامل يجعل بيئة العمل ذات مناخ إيجابي يعكس الالتزام ويحقق المكاسب للوطن.
قطرة من بحر الحكمة :(لن يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم)
tsfhsa@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
لجنة أهداف التنمية تشرك الشباب في أجندة الاستدامة
دبي: «الخليج»
أكد عبدالله لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة أن قيادة دولة الإمارات تركز على الاستثمار في المواهب الوطنية الشابة لتعزيز مساهمتها في تحقيق رؤى الدولة المستقبلية ودفع جهود التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة مكنت الشباب من المشاركة الفاعلة في رسم الاستراتيجيات وصناعة القرارات، ليكونوا عاملاً محورياً مؤثراً في أجندة الاستدامة وطنياً وعالمياً.
جاء ذلك خلال الاجتماع الرابع للجنة، بحضور مارية حنيف القاسم وكيل الوزارة المساعد لقطاع السياسات والدراسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد، وناصر إسماعيل وكيل الوزارة المساعد لشؤون الرعاية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، والمهندسة علياء عبد الرحيم الهرمودي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة في وزارة التغير المناخي والبيئة، وحسان عبيد المهيري وكيل الوزارة المساعد لقطاع السياسات والدراسات الاقتصادية في وزارة التربية والتعليم، وحنان منصور أهلي مديرة المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
كما شارك في الاجتماع بيرانجير بويل يوسفي، المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات، والمهندسة نوال يوسف الهنائي مدير إدارة طاقة المستقبل في وزارة الطاقة والبنية التحتية، وميواند جبار خيل الرئيس التنفيذي لمبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد، وأعضاء مجلس الشباب الاستشاري لأهداف التنمية المستدامة، وممثلون عن وزارة الداخلية. استعرض الاجتماع مخرجات عمل مجلس الشباب الاستشاري لأهداف التنمية المستدامة في دورته الثانية، ودوره المحوري في دعم صنع القرار، بما يعزز شمول السياسات وتوافقها مع تطلعات أجيال المستقبل.