زيلنسكي يسعى لأن تكون أوكرانيا إسرائيل ثانية بالنسبة لواشنطن.. ماذا يعني هذا
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا قالت فيه إن الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي قال، الأحد، إنه يعتقد أن واشنطن ستقدم لبلاده ضمانات أمنية مماثلة لتلك التي تتمتع بها "إسرائيل" في علاقتها مع الولايات المتحدة، وهي شراكة دائمة لا تعتمد على الحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض.
ورغم أن الولايات المتحدة استثمرت مليارات الدولارات في المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فإنها لم تضمن إلى متى أو إلى أي مدى سيستمر هذا الدعم.
وقال في مقابلة بثها التلفزيون الأوكراني، الأحد: "مع الولايات المتحدة الأمريكية سيكون لدينا على الأرجح نموذجا مثل إسرائيل، حيث لدينا الأسلحة والتكنولوجيا والتدريب والتمويل وما إلى ذلك".
وأضاف أنه لا يعتقد أن رئيسا أمريكيا جديدا سيعرض مثل هذا الاتفاق للخطر لأن "هذه هي الأمور التي يصوت عليها الكونغرس".
النموذج الإسرائيلي سيمثل حلا وسطا بين عضوية الناتو والنظام الحالي، وهو عبارة عن سلسلة من مشاريع قوانين المساعدات العسكرية لمرة واحدة والتي أقرها الكونغرس.
وبينما تنتظر أوكرانيا جدولا زمنيا ثابتا لعضوية الناتو، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أجريت معه نهاية الأسبوع إنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستتبع "النموذج الإسرائيلي" مع بلاده في هذه الأثناء.
وإليك نظرة على ما يعنيه ذلك:
ما هو "النموذج الإسرائيلي"؟
منذ ستينيات القرن الماضي، وصف الرؤساء الأمريكيون، الواحد تلو الآخر، العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بمصطلحات الدعم القوي والتعاون العميق، تماما مثل "العلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة. وأدى ذلك إلى تنسيق وثيق بين وكالات التجسس الأمريكية والإسرائيلية وساعد إسرائيل على تطوير أحد أكثر الجيوش تقدما من الناحية التكنولوجية في العالم.
على الرغم من أن المساعدات العسكرية الأمريكية تتطلب عادة شراء أسلحة أمريكية الصنع، فقد سُمح لإسرائيل باستخدام بعض هذه الأموال لشراء أسلحة إسرائيلية الصنع، مما ساهم في نمو صناعتها الدفاعية لتصبح قوية. (يتم الآن التخلص التدريجي من هذا الاستثناء الخاص).
وقد زودت الولايات المتحدة "إسرائيل" بمبالغ ضخمة على مر السنين. في عام 2016، على سبيل المثال، أقر الكونغرس اتفاقية مساعدة أمنية مدتها 10 سنوات تعهد فيها بتقديم 38 مليار دولار حتى عام 2028. وأرسلت إدارة بايدن أكثر من 41 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب، وهو ما يتجاوز هذا المبلغ بكثير.
كيف يمكن تطبيق ذلك في أوكرانيا؟
تم تخصيص المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا حتى الآن بشكل ارتجالي حسب الحاجة. وبموجب ترتيب على النمط الإسرائيلي، يستطيع الكونغرس تمرير اتفاقية مساعدات عسكرية طويلة الأجل من شأنها أن تساعد الأوكرانيين في بناء جيشهم على مدى سنوات.
وقال غرانت روملي، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مجموعة بحثية، إن من الممكن أيضا أن يعزز نمو صناعة الدفاع في أوكرانيا من خلال السماح بشراء الأسلحة من الشركات المصنعة الأوكرانية.
وأضاف أن مثل هذه العلاقة ستبعث برسالة قوية إلى روسيا دون توريط الولايات المتحدة في معاهدة رسمية. ومن الأهمية بمكان أن يتجنب هذا البند بندا مثل المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي، والتي تعلن أن أي هجوم ضد دولة أي عضو يعتبر هجوما ضد جميع الأعضاء.
هل سيكون بمثابة رادع لروسيا؟
ويزعم بعض المنتقدين أن هذا لن يحدث، وأن الردع الفعال الوحيد هو عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
وكتب إيان بريجنسكي، وهو الزميل في أتلانتك كاونسل، في مقال له مؤخرا: "إذا تعامل المجتمع عبر الأطلسي مع كييف بحسب النموذج الإسرائيلي، فسوف تُترك أوكرانيا إلى أجل غير مسمى في المنطقة الرمادية من انعدام الأمن التي ترجمت مرارا وتكرارا طموحات بوتين في الهيمنة إلى أعمال العنف".
وقال زعماء غربيون، بمن فيهم الرئيس بايدن، في محاولة لتجنب صراع شامل مع روسيا، إن عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي يجب أن تنتظر حتى نهاية القتال.
كيف تختلف علاقات الولايات المتحدة مع "إسرائيل" وأوكرانيا؟
وفي حين أن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل تستفيد جزئيا من عقود من الدعم القوي من الحزبين في الكونغرس، فمن غير الواضح إلى متى سيوافق المشرعون الأمريكيون على تمويل المجهود الحربي في أوكرانيا.
ورغم أن الديمقراطيين متحدون إلى حد كبير وراء استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فقد انقسم المرشحون الرئاسيون الجمهوريون حول هذه المسألة في مناظرة الأسبوع الماضي. وفي الكونغرس، أعرب بعض الجمهوريين عن غضبهم من الأموال المخصصة لأوكرانيا، ومن غير الواضح كيف يمكن لتسليط الضوء على عام الانتخابات، المقترن بالصراع الذي أظهر علامات قليلة على الانتهاء قريبا، أن يغير توقعات الدعم المستمر.
وتواجه "إسرائيل" وأوكرانيا أيضا تهديدات مختلفة تماما مع وجود جيوش مختلفة تماما.
تمتلك "إسرائيل" جيشا قويا وأسلحة متطورة وترسانة نووية. وأعادت أوكرانيا، التي تخلت عن أسلحتها النووية في التسعينيات، بناء جيشها من المخزونات السوفيتية أثناء قتالها.
إن أعداء إسرائيل ــ الذين يتراوحون بين المسلحين الفلسطينيين وإيران الأكثر تطورا ــ لا يشملون قوة عظمى عالمية مسلحة بأسلحة نووية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة روسيا امريكا روسيا اوكرانيا صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات العسکریة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ترامب يكسر الأرقام القياسية في الكونغرس.. ماذا قال في أطول خطاب؟
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطابًا طويلاً استمر ساعة و40 دقيقة، ليحطم الرقم القياسي لأطول خطاب يلقيه رئيس أمريكي في جلسة مشتركة للكونغرس.
وتجاوز ترامب في خطابه الرقم القياسي السابق الذي سجله الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون في عام 2000، وكان خطاب ترامب مليئًا بالتصريحات المثيرة والجريئة التي شملت قضايا داخلية وخارجية، وكان جزءًا كبيرًا من الخطاب منصبًا على العديد من الوعود والتهديدات التي تطمح لتحقيق حلم "أمريكا العظمة".
أولى التصريحات الكبرى
في بداية الخطاب، لفت ترامب الأنظار بتصريحاته عن الوضع في أوكرانيا، حيث أعلن أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغه بأن أوكرانيا مستعدة للتفاوض مع روسيا بهدف إيقاف الحرب.
كما أشار ترامب إلى أن زيلينسكي مستعد لتوقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة تمنحها حقوق استغلال المعادن النادرة في أوكرانيا، وأضاف ترامب بأن هذه الخطوة ستكون بداية "السلام الدائم" في المنطقة، داعيًا إلى إنهاء الحرب التي وصفها بـ "العبثية".
وأعلن ترامب عن بدء الولايات المتحدة في استعادة قناة بنما، حيث قال إن بلاده قد أبرمت اتفاقًا مبدئيًا مع شركة من هونغ كونغ لبيع ميناءين على طرفي القناة لصالح كونسورتيوم أمريكي. ووصف ترامب استعادة القناة كخطوة ضرورية لتعزيز الأمن القومي الأمريكي.
الطموحات الكبرى
في خطاب مليء بالتفاصيل الطموحة، لم يتردد ترامب في تكرار رغبة بلاده في السيطرة على غرينلاند، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى هذا الإقليم الاستراتيجي من أجل "الأمن العالمي".
وأضاف بأن "أمريكا ستظل تحمي سكان غرينلاند"، مؤكدًا أن واشنطن ستسعى للحصول على الإقليم "بطريقة أو بأخرى"، مؤكدًا أنه سيمكنها من دفع غرينلاند إلى "آفاق جديدة" من النجاح.
وفي سياق طموحات ترامب الفضائية، تطرق إلى خطط لإرسال علم الولايات المتحدة إلى كوكب المريخ، مؤكدًا أن "أمريكا ستغرس علمها في المريخ وغير المريخ" .
تهديدات صارمة
لم يغفل ترامب عن الحديث عن تهديدات أخرى داخلية، حيث تعهد بشن "حرب" على العصابات المكسيكية التي وصفها بأنها تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، وأعاد الحديث عن تصنيف العديد من هذه العصابات ضمن المنظمات الإرهابية. واختتم هذه النقطة بالتأكيد على أن الولايات المتحدة ستقوم بملاحقة هذه العصابات بقوة.
إضافة إلى ذلك، اتخذ ترامب موقفًا حازمًا تجاه كندا وأشار إلى تصعيد الحرب التجارية ضدها، بعدما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية.
كما استهدفت تصريحاته دولًا أخرى مثل البرازيل والهند وكوريا الجنوبية التي اعتبرها تمارس ممارسات تجارية "غير عادلة"، وهدد بفرض تعريفات جمركية إضافية على شركاء تجاريين آخرين، مؤكدًا أن هذه الرسوم ستخلق فرص عمل وتدر عائدات ضخمة، قد تصل إلى "تريليونات الدولارات".
التصعيد السياسي
في جزء آخر من الخطاب، شن ترامب هجومًا لاذعًا على سلفه جو بايدن، حيث وصفه بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة". كما تحدث عن الإنجازات التي تحققت خلال فترة رئاسته السابقة، قائلًا: "الرب أنقذني من أجل أن أجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وأكد أن "الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه"، في إشارة إلى عزم العودة إلى البيت الأبيض.