كيف تتعامل مع الحرائق؟ خبير إدارة أزمات يجيب
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
كشف شوقي عبد الكريم، خبير إدارة الأزمات، الطرق المثلى للتعامل مع الحرائق، قائلا إن الأخطار الناتجة عن الحرائق تتفاقم بسبب عدم معرفة الطرق المثلى للتعامل معها.
حرائق الغابات في اليونان تلاحق الحيوانات (فيديو) اليونان تُعلن ضبط 79 شخصًا على خلفية حرائق الغاباتوأوضح عبد الكريم في مداخلة تلفزيونية أنه يمكن السيطرة على الحرائق وتقليل خسائرها بالتعامل معها على الوجه الأمثل وبمواد الإطفاء التي تُناسب كل حريق.
وأشار خبير إدارة الأزمات، إلى أن تكرار نشوب الحرائق يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات المناخية المصاحبة لفصل الصيف، مطالبًا بضرورة الإبلاغ عن الحرائق في الوقت المناسب حتى وإن كانت هذه الحرائق صغيرة وسرعة التصرف السليم.
وتابع "أحيانا التصرفات الخاطئة تتسبب في زيادة الحريق، فالحرائق لا تتم بشكل عشوائي لأنها تحتاج إلى عناصر الحريق الممثلة في المادة المشتعلة والأكسجين الموجود في الهواء والحرارة، ولا بد من التركيز على ضرورة إبعاد المصدر الحراري عن الأكسجين وتكون لدى المواطن ثقافة تجنب الحرائق خصوصا في الصيف، فكلما زادت درجات الحرارة زاد معها احتمالات نشوب الحرائق".
ولتجنب حوادث حرائق الماس الكهربائي يجب عمل صيانة دورية، واستخدام أفضل الخامات بالنسبة للأسلاك والقواطع سواء من البرايز أو الفيش وأن تكون مطابقة للمواصفات القياسية، مؤكدا أن أي حريق يمكن السيطرة عليه في البداية شريطة عدم الذعر والخوف، لأن الذعر في الحريق يجعل الثانية دقائق لا تمر.
وأكد أن هناك العديد من الأخطاء التي تسبب الحرائق، وأهمها سوء تخزين المواد القابلة للاشتعال سواء في المنازل أو المصانع أو المخازن خصوصا التي يتم إنشاؤها أسفل العقارات المنزلية والتي تخزن مواد البنزين والكحول.
وأشار إلى أنه يجب على مالكي الوحدات السكنية تركيب أجهزة إنذار ضد الحرائق والاستعانة بوسائل الإطفاء داخل كل وحدة سكنية، خاصة مع وجود توصيلات الغاز الطبيعي في البيوت وكثرة الأجهزة الكهربائية التي تُسبب حملًا وضغطًا كبيرًا على أسلاك الكهرباء، ويجب على ساكني الشقق التأكد من سلامة الأسلاك الكهربائية والصيانة الدورية.
وأوضح أنه يجب على ربات البيوت عند الطهي أو التواجد في المطبخ عدم ارتداء الملابس الفضفاضة التي تُسهل ملامسة النار سريعًا دون أن تنتبه، ولابد من وجود أجزخانة صغيرة تحتوي على إسعافات أولية بسيطة لسرعة العلاج، مع وضع كافة الأشياء القابلة للاشتعال بعيدًا عن أيدي الأطفال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحرائق حريق التی ت
إقرأ أيضاً:
لوموند: حرائق لوس أنجلوس ليست كارثة طبيعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استهجنت صحيفة "لوموند" الفرنسية في مقال لها وصف الحرائق التي شهدتها ولاية لوس أنجلوس الأمريكية بأنها تندرج تحت "الكوارث الطبيعية"، معتبرة أن هذا الوصف ما هو إلا خدعة يستخدمها الإنسان لإعفائه من المسؤولية عن الضرر الذي يلحقه بالكوكب والذي سنكون عاجزين عن مواجهته.
واستطردت الصحيفة الفرنسية قائلة إنه من المؤكد أن الأخطار الطبيعية موجودة، ولكن خيارات التوسع الحضري والتخطيط العمراني للأراضي والسياسات العامة، والسياق الاجتماعي والاقتصادي هي التي تحولها إلى كارثة، حيث ينشأ التعرض والضعف من القرارات البشرية، فقد قامت سلطات لوس أنجلوس على سبيل المثال مدفوعة بالضغط الديموغرافي، بالبناء على نطاق واسع في المناطق المعرضة للحرائق، مع بناء المنازل على حافة الغابات، وغالبًا ما تكون بإطارات خشبية. وكانت إدارة المياه دائمًا معقدة في هذه المنطقة القاحلة.
ويضاف إلى ذلك حقيقة مفادها بأن الغالبية العظمى من الكوارث، باستثناء الزلازل، تتغذى الآن على ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن أنشطة الإنسان أو تنجم عنها، وأصبحت موجات الحر والفيضانات والجفاف والحرائق والأعاصير أكثر شدة وأكثر تواترا بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية، إن هذا الارتفاع المحموم في درجات الحرارة ناجم عن التركيز المتزايد باستمرار للغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بسبب حرق الوقود الأحفوري.
لقد ظل العلماء يؤكدون هذه الحقائق لمدة ثلاثين عامًا، ومع ذلك، فإن الكوارث الأخيرة تثبت، مرة أخرى، أن الحكومات فشلت في الاستجابة لحالة الطوارئ المناخية وحماية السكان.
حتى في كاليفورنيا، الولاية الغنية المعتادة على الحرائق والتي تعد رائدة في النضال من أجل الدفاع عن الكوكب، ساهم ضعف ضغط المياه في بعض صنابير مكافحة الحرائق في انتشار الحرائق.
وحثت الصحيفة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة السبب الجذري لهذه الكوارث إلا وهو انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وشهدت الانبعاثات في الولايات المتحدة تراجعا في عام 2024، مع ركود شبه كامل (-0.2%)، بيد أن أهداف ثاني أكبر مصدر للانبعاثات في العالم معرضة للانحراف بعد تنصيب دونالد ترامب، الذي يريد سحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ مرة أخرى وإلغاء القيود على المعايير البيئية، حيث عين قطب العقارات بالفعل متشككين في التغير المناخي على صلة بصناعة الوقود الأحفوري في إدارته الجديدة.
واستباقا لهذه التطورات، انسحبت جميع البنوك الأمريكية من تحالف البنوك من أجل الحياد الكربوني، الذي تدعمه الأمم المتحدة. وقد أوقف برنامج مماثل لمديري الأصول أنشطته في أعقاب رحيل شركة بلاك روك العملاقة. وعلى الصعيد العالمي، قد ينتعش الاستثمار في النفط والغاز مرة أخرى هذا العام، في حين من المتوقع ظهور مشاريع ضخمة للتنقيب عن النفط والغاز في البر أو البحر.
ومن أجل حماية هذه الطاقات، التي قام منتجوها بتمويل حملة دونالد ترامب، الرئيس المنتخب، يفضل إيلون ماسك وتيّار "ماجا" المؤيد لترامب تأجيج النيران ونشر المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة والتشكك في المناخ - كما حدث أثناء إعصاري هيلين وميلتون. حيث هاجما رئيسة بلدية لوس أنجلوس وحاكم كاليفورنيا، وكلاهما من الديمقراطيين، وألقوا باللوم، على سياسة التنوع داخل خدمة الإطفاء، والتبرع بمعدات مكافحة الحرائق لأوكرانيا، والحماية المزعومة للأسماك والضفادع على حساب الناس أو التحويل المزعوم للأموال الفيدرالية لإغاثة المنكوبين لصالح المهاجرين.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية ان هذه الأكاذيب لا تسبب ضررا سياسيا وديمقراطيا فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى مزيد من الاستقطاب في المجتمع. وأكدت ان التقاعس عن مكافحة أزمة المناخ قاتل. ويؤدي أيضًا إلى خسارة في الناتج المحلي الإجمالي، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي، والأمراض، والصراعات، والهجرة.
ورغم مشاهد الفوضى التي تم رصدها في لوس أنجلوس، فإن إدراك جميع القادة وسكان العالم أن أزمة المناخ التي تسبب فيها الإنسان تهدد ظروف الحياة على الأرض لا يبدو أمرا مطروحا على جدول أعمالنا. ومع ذلك، فإن هذا الأمر ضروري وعاجل، وإلا فإن التكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري سوف يصبح مستحيلا جزئيا. الجميع سوف يخسرون، ولكن الخاسرين الرئيسيين سيكونون الأكثر ضعفًا، من هم اقل تحملا للمسؤولية عن الوضع. وهو ما يعني انه لن تكون هناك نهاية سعيدة.