ما قصة تمكين السعودية لمحافظات جنوب اليمن من الحكم الذاتي ؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
الجديد برس:
تروج السعودية ووسائل اعلامها واتباع اللجنة الخاصة لما يسمونه “مشروع تمكين السلطات المحلية” والذي يتداول في سلسلة أخبار وتغريدات.
– بدأت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الترويج لهذا المشروع يوم الإثنين بعد لقاء مع “بدر باسلمة” رئيس اللجنة الفنية لمشروع تمكين السلطات المحلية.
– يقول باسلمة أن المشروع هو “تمكين السلطات المحلية في المحافظات من إحداث تنمية اقتصادية مستدامة بمشاركة مجتمعية، وإشراك القطاع الخاص بما يخلق فرص عمل، ويحدد العلاقة بين المركز والسلطة المحلية، والقطاع الخاص.
”
– يشير ايضا باسلمة أن :”التطبيق يبدأ في كل من عدن، وحضرموت وتعز مضيفاً أن “المشروع يركز على (المحافظات الثلاث) للاستفادة من الدروس فيها، وتعديل بعض الأمور التي قد نحتاجها لتكون نموذجاً لبقية المحافظات.”
– ويبدو أن المشروع ضمن أفكار وترتيبات السفير السعودي محمد آل جابر الذي يترأس “برنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن” ويدعم إعداد خريطة الطريق لهذا المشروع وترويجه دولياً ايضا.
– شنت السعودية ومعها الامارات الحرب على اليمن منذ ثمان سنوات ولم تصنع أنموذج واحد في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم لتدخلان في صراعات النفوذ عبر وكلائهم المحليين.
– تسعى السعودية بعد سنوات الحرب والحصار الثمانية للانسحاب بما يحفظ ماء وجهها بعد فشلها في تحقيق أهدافها التي اعلنتها بداية حربها على اليمن ولكن دون أن تتخلى عن نفوذها من خلال المليشيات والمجالس والشخصيات السياسية التي أنشأتها وقدمتها الفترة الماضية، بما يضمن تمرير مصالحها وبقائها ولكن هذه المرة كـ”وسيط”.
– والمرجح أن مشروع تمكين السلطات المحلية في اليمن برؤيته السعودية ضمن مساعي ومخطط التفتيت والتقسيم وتوسيع مناطق النفوذ السعودي بما يضمن سيطرتها شرق اليمن.
*أحمد فوزي – المساء برس
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
المدخل الصحيح لحل مشكلة الحكم في السودان هو (..)
المدخل الصحيح لحل مشكلة الحكم في السودان هو مدخل الإصلاح وإعادة بناء الدولة، وليس اقتسام السلطة والثروة.
النموذج الحالي للتعامل مع المشكلة قائم على وجود مركز يحتكر السلطة والثروة، وهامش يطالب بالمشاركة. والنتيجة هي صراع وتنافس على السلطة والثروة بلا إطار مرجعي. وبينما يتلاشى المركز، أصبحت هناك هوامش متعددة تطالب بنصيبها من الكعكة، الأمر الذي يؤدي ب”الكعكة” نفسها إلى التفكك.
الحل هو أن يفكر الجميع في إطار وطني، وأن يكون الهدف هو إصلاح الدولة لا تقاسمها. نحتاج إلى بلورة مفهوم السلطة نفسها، لا كشيء يُقتسم ويُؤكل، وإنما كنظام من مؤسسات وقوانين، كشيء يُبنى ليبقى ويستمر بغض النظر عن الأشخاص والجهات، لا كشيء يتم اقتسامه واستهلاكه.
حقيقةً، نحن نتصور السلطة في أعماقنا كغنيمة؛ عقلنا السياسي ما يزال في هذا الطور من التفكير، إذ يرى السلطة كشيء يُغتنم للجماعة أو العشيرة أو الجهة. بينما السلطة من المفترض أن تكون غايتها خدمية في الأساس. فغاية السلطة هي في النهاية توفير الأمن والقانون والخدمات العامة، لا توجد غنائم هنا.
ما هي غايات السلطة؟ وكيف نجعلها تحقق هذه الغايات؟ وكيف نحدد من يشغلون المناصب بأي معايير وأي طرق؟ وكيف نراقبهم ونحاسبهم؟ وكيف نضمن مشاركة كل الشعب في كل ذلك؟ هذه هي الأسئلة الصحيحة التي يجب طرحها في أفق وطني.
نحتاج إلى مرجعيات ومعايير وأهداف عليا، ونحتاج إلى سياسيين لديهم طموح في الحياة أكبر من الحصول على مناصب أو مكاسب لهم ولجماعتهم أو عشيرتهم.
كسياسي، يمكن أن يكون طموحك تأسيس دولة قوية وعظيمة، ويمكن أن يكون طموحك هو الحصول على وزارات ووظائف وامتيازات لك أو لعشيرتك في دولة أو شبه دولة، أيًا كانت.
كمواطن سوداني، يمكن أن تحلم بمكاسب لقبيلتك (قد لا تصلك شخصيًا، ولكنك ربما تريد أن ترى أبناء عمومتك في السلطة لحاجة نفسية لا معنى لها)، ولكنك أيضًا يمكن أن تحلم بأن تكون مواطنًا في دولة عظيمة ومحترمة، دولة تجعلك تشعر باحترامك لنفسك وبقيمتك كإنسان وتشعرك بالفخر.
المشكلة حاليًا هي أننا نفتقر إلى من يقدم هذا الحلم للمواطن في شكل رؤية أو برنامج. لدينا الكثير من الكيانات التي تطرح نفسها في الإطار القديم للصراع على السلطة كغنيمة يتم اقتسامها بين الأقاليم والقبائل، وهي لا تقدم أي شيء. هي تطرح نفسها كفتوة تصارع للحصول على السلطة، لجلبها إلى المنطقة أو القبيلة وكأنها شيء يُؤكل في حد ذاته. لا تسأل عن أي أفكار أو رؤى ولا عن برامج؛ السلطة هنا هي كل شيء وينتهي الأمر بالحصول عليها.
لابد من تجاوز المدخل القديم لقضية السلطة في السودان كشيء يتم اقتسامه، والتفكير فيها كشيء يتم تصميمه وبناؤه لتحقيق غايات محددة لمصلحة الجميع.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب