بتهمة التعذيب خلال العشرية السوداء: سويسرا تحاكم وزير الدفاع الجزائري السابق نزّار
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أعلن القضاء السويسري، يوم الثلاثاء، توجيه لائحة اتّهام إلى وزير الدفاع الجزائري السابق خالد نزّار، وتشمل بالأخص تهمًا بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية بشبهة موافقته على عمليات تعذيب خلال الحرب الأهلية في التسعينيات.
وقالت النيابة العامة الفدرالية في بيان إنّ نزّار "باعتباره شخصًا مؤثرًا في الجزائر بصفته وزيرًا للدفاع وعضوًا بالمجلس الأعلى للدولة، وضع أشخاصًا محلّ ثقة لديه في مناصب رئيسية، وأنشأ عن علم وتعمّد هياكل تهدف إلى القضاء على المعارضة الإسلامية".
وأورد البيان أنّه بعد الاستماع إلى 24 شخصًا، قدّمت النيابة العامة لائحة الاتّهام في 28 آب/أغسطس.
بعد اختفاء المالك.. سويسرا تمنح الصليب الأحمر 120 سبيكة ذهبية عُثر عليها داخل قطار"جرائم ضدّ الإنسانية"
وكان نزّار (85 عامًا) أوقف خلال زيارة إلى جنيف في تشرين الأول/أكتوبر 2011 لاستجوابه من جانب النيابة العامة بناءًا على شكوى قدّمتها ضدّه منظمة "ترايل إنترناشيونال" غير الحكومية التي تحارب الإفلات من العقاب على جرائم الحرب. وأُطلق سراحه بعد ذلك وغادر سويسرا.
وفي عام 2017، طوت النيابة العامة السويسرية الملف على أساس أنّ الحرب الأهلية الجزائرية لا تشكّل "نزاعًا مسلحًا داخليًا" وأنّ سويسرا لا تملك تاليًا صلاحية إجراء محاكمات لمتّهمين بارتكاب جرائم حرب محتملة في هذا السياق.
لكنّ المحكمة الجنائية الفدرالية اعتبرت في الطور الاستئنافي عام 2018 أنّ الاشتباكات في الجزائر كانت كثيفة إلى درجة أنّها مشابهة لمفهوم النزاع المسلح على النحو المحدّد في اتفاقيات جنيف والسوابق القضائية الدولية، في قرار ألزم النيابة العامة بإعادة النظر في القضية.
فرنسا تسهّل الوصول إلى أرشيفها السرّي عن الحرب الوحشية في الجزائروأحيلت قضية نزّار إلى المحكمة الجنائية الفدرالية على خلفية "انتهاكات للقانون الإنساني الدولي بالمعنى المقصود في اتفاقيات جنيف بين عامي 1992 و1994 في سياق الحرب الأهليّة في الجزائر، وعلى خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
ويشتبه في أن نزّار "قام على الأقلّ بالموافقة وتنسيق وتشجيع، عن علم وتعمّد، التعذيب وغيره من الأعمال القاسية واللاإنسانية والمهينة، وانتهاكات للسلامة الجسدية والعقلية، واعتقالات وإدانات تعسفية، فضلاً عن عمليات إعدام خارج نطاق القضاء".
وقد وثّقت النيابة العامة 11 حالة وقعت بين عامي 1992 و1994. وأودت الحرب الأهلية بحياة 200 ألف شخص، من بينهم الكثير من المدنيين.
مجموعة "بريكس" تتوسع.. ما هي أسباب استبعاد الجزائر؟الانتصار القانوني التاريخي
من جهتها، قالت منظمة "ترايل إنترناشيونال" في بيان الثلاثاء إنّه "بعد ما يقرب من 12 عامًا من الإجراءات المضطربة، فإن الإعلان عن المحاكمة يجدّد الأمل لضحايا الحرب الأهلية الجزائرية (1991-2002) في الحصول على العدالة أخيرًا. وسيكون نزّار أرفع مسؤول عسكري يحاكم في العالم على أساس الولاية القضائية الدولية". ودعت إلى بدء المحاكمة في أقرب وقت ممكن، مؤكّدة أنّ وزير خالد نزّار "يحتضر".
وأضاف المستشار القانوني في منظمة "ترايل إنترناشيونال" بينوا مايستر أنّه "لن يكون من المعقول بالنسبة للضحايا أن يتم حرمانهم الآن من حقّهم في الحصول على العدالة". ونقل البيان عن عبد الوهاب بوقزوحة، أحد المدّعين الخمسة، قوله "أنا لا أناضل من أجل نفسي فقط، بل من أجل جميع ضحايا العشرية السوداء وكذلك من أجل الأجيال الشابة والمقبلة".
اعلانوفي الجزائر، رحّب تجمّع عائلات المفقودين بـ"الانتصار القانوني التاريخي" وأعلن عن تجمّع حاشد الأربعاء في العاصمة "بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري".
السلطات الجزائرية تلاحق باحثا وصحافيا جزائريين وتطالب بسجنهما..فما السبب؟وأضاف التجمّع "بعد سنوات من البحث والنضال من أجل تقديم (نزّار) إلى العدالة، يهنّئ تجمّع عائلات المفقودين جمعية ترايل إنترناشيونال ويشيد بالالتزام الاستثنائي للمدّعين منذ ما يقرب من ثلاثة وعشرين عاما".
وبحسب "ترايل إنترناشيونال"، فقد سحب أحد المدّعين شكواه مؤخرًا بسبب ضغوط، وأغلقت شكوى أخرى في عام 2023 لتعذر التواصل مع صاحبها المقيم في الجزائر، فيما توفي مؤخرًا مدّع ثالث.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: زوار حديقة أميركية يتهافتون لرؤية تفتُّح "زهرة الجثة" التي تفوح منها رائحة النفايات دراسة| تلوث الهواء أكبر تهديد لصحة الإنسان في العالم..وأكبر المخاطر في آسيا وإفريقيا شاهد: كيف تصنع فرنسية تعيش في الولايات المتحدة غيتارات من نبات الفطر؟ محكمة حرب أهلية جنيف سويسرا الجزائر العدالة اعلاناعلاناعلاناعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصين فرنسا فلاديمير بوتين قتل روسيا العراق اليابان نباتات البيئة محكمة الشرق الأوسط Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار الصين فرنسا فلاديمير بوتين قتل روسيا العراق My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: محكمة حرب أهلية جنيف سويسرا الجزائر العدالة الصين فرنسا فلاديمير بوتين قتل روسيا العراق اليابان نباتات البيئة محكمة الشرق الأوسط الصين فرنسا فلاديمير بوتين قتل روسيا العراق النیابة العامة الحرب الأهلیة فی الجزائر من أجل
إقرأ أيضاً:
بـرواية ممنوعة.. كاتب جزائري يفوز بأرفع جائزة أدبية في فرنسا
فاز الروائي الجزائري كامل داود، الإثنين، بجائزة "غونكور" الأدبية، إحدى أرقى الجوائز الأدبية في فرنسا، عن روايته "الحوريات".
وصار داود أول كاتب جزائري يحصل على جائزة العريقة التي تمنح لأفضل رواية مكتوبة باللغة الفرنسية منذ عام 1903 على يد الأكاديمية الفرنسية.
وتتناول رواية "الحوريات" فترة "العشرية السوداء" في الجزائر، وهي الفترة التي شهدت صراعا عنيفا بين الجماعات الإسلامية المتشددة والجيش الجزائري بين عامي 1992 و2002، أسفر عن مقتل الآلاف.
وعلى الرغم من نجاح الرواية في فرنسا، إلا أنها كانت قد مُنعت في الجزائر بسبب اعتبار موضوعاتها مُخالفة للقوانين والتوجهات الرسمية المحددة لقضية "المصالحة الوطنية" التي تبنتها الجزائر لطي صفحة "العشرية السوداء".
وكانت دار "غاليمار"، التي نشرت الرواية، قد أعلنت "منعها" من المشاركة في معرض الكتاب في الجزائر العاصمة المرتقب تنظيمه ما بين 6 و16 نونبر المقبل. ونقلت وكالة فرانس برس عن ناطق باسم الدار قوله "منعنا من الحضور من دون إعلامنا بالأسباب".
تحكي الرواية قصة شابة تبلغ 26 عاما، تحمل جرحا على شكل ابتسامة حول عنقها، وتوجه حديثها إلى الجنين الذي تحمله في رحمها، مشيرة إلى أنها "لن تلد في بلد أخذ كل شيء منها". ويتمحور السرد حول رحلة إلى القرية التي شهدت مآسي "العشرية السوداء".
C’est votre rêve, payé par vos années de vie. À mon père décédé. À ma mère encore vivante, mais qui ne se souvient plus de rien. Aucun mot n'existe pour dire le vrai merci. pic.twitter.com/y1mYhcnsLZ
— kamel DAOUD (@daoud_kamel) November 4, 2024
في تعليقه على فوزه، قال داود إنه "ممتن لعائلته" وكتب عبر موقع حسابه في "إكس" موجها كلامه لوالديه مرفقا بصورة لهما "إنه حلمك، مدفوعا بسنوات حياتك. لا توجد كلمات تعبر عن الشكر الحقيقي".
كاتب مثير للجدلوكمال داود خريج معهد الآداب الفرنسية من جامعة وهران، سبق له الاشتغال لسنوات طويلة بمجالة الصحافة قبل انتقاله إلى عالم التأليف والرواية باللغة الفرنسية.
وتثير مواقفه الكثير من الجدل بينها ما عبره عنه في لقاء مع "فرنس أنتر" قبل عام بشأن العلاقات الجزائرية الفرنسية على خلفية الحراك السياسي الدائر في باريس حينها حول اتفاقية الهجرة الموقعة بين الطرفين في سنة 1968.
وقال داود في معرض حديثه إن "فرنسا دولة ذات سيادة يحق لها اتخاذ أي قرار يسمح لها بالتحكم في تدفق المهاجرين"، قبل أن يوجه انتقادات إلى سلطات الجزائر ويتهمها بـ"التقصير في التعاون مع باريس بخصوص الملف المذكور".
وتحدث الكاتب الجزائري أيضا عن طبيعة بعض الأنظمة، مثل الجزائر وإيران ووصفها بأنها "ديكتاتورية"، في حين دافع عن النظام السائد في فرنسا، ما أثار جملة من التساؤلات لدى مدونين ومغردين في الجزائر.
#PRIXLITTÉRAIRE ????
Nous avons le plaisir de vous annoncer que le roman « Houris » de Kamel Daoud vient de remporter le Prix Goncourt 2024 ????
Un immense bravo à l’auteur et à toutes les équipes ayant contribué à l'existence et au succès d'un grand livre. pic.twitter.com/xPEXSc5Xaq
— Gallimard (@Gallimard) November 4, 2024
تصريحات داود المثيرة للجدل بخصوص قضايا دينية أثارت سجالا وصل بأحد النشطاء السلفيين المتشددين في الجزائر، سنة 2014، إلى المطالبة بـ "تطبيق الحد" عليه، بعدما اتهمه بـ"العدوان على الله تعالى وكتابه العظيم ومقدسات المسلمين".
ولقي دواد وقتها مساندة من شخصيات دولية ومحلية، من بينها وزير الداخلية الفرنسي الأسبق، مانويل فالس، الذي أطلق حملة على صفحته بفيسبوك من أجل مساندته، غداة إعلان كمال داود انسحابه من النقاش العام عبر الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام الدولية بسبب حملة الانتقادات التي واجهها.
ويلقى داود دعما من فريق كبير من المثقفين، مقابل انتقادات حادة توجه له من أوساط داخل وخارج الجزائر، سيما بعدما اتهمته زوجته الأولى بـ "ضربها"، ورفعت ضده دعوى قضائية، فتحول وقتها إلى مادة دسمة للإعلام في الجزائر وفرنسا.