بقلم: تاج السر عثمان بابو

«1»
اوضحنا سابقا الدمار الكبير الذي احدثته الحرب التي اندلعت في 15 أبريل الماضي ، فهي مواصلة للانتهاكات ومجازر ما بعد انقلاب (25) أكتوبر التي هي امتداد لمجازر اللجنة الأمنية بعد انقلابها في 11 أبريل 2019 ،مثل مجزرة فض اعتصام القيادة العامة التي مازالت تنتظر القصاص العادل للشهداء، اضافة للمجازر الأخري في اطلاق الرصاص علي المظاهرات السلمية كما حدث في الأبيض وغيرها.


فضلا عن مجازر النظام البائد ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية في دارفور التي تتطلب تسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، التي استمرت بعد الحرب كما حدث في جرائم الابادة الجماعية في الجنينة ، والنجي، نيالا، والابيض، جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق .الخ ، في محاولة لتحويل الحرب الي عرقية واثنية ، وما تبعها من سلب ونهب واغتصاب للنساء.

بالتالي لا يمكن تكرار التسوية مع طرفي الحرب بحيث يتم الافلات من العقاب الذي يشجع على المزيد من ارتكاب الجرائم والانتهاكات كما حدث في تجربة بعد ثور ديسمبر، وتجارب ما بعد الاستقلال.
أشرنا سابقا الي أن الحرب هي نتاج للآزمة العامة التي نتجت بعد الاستقلال ، ودخول البلاد في الحلقة الجهنمية من الانقلابات العسكرية التي أخذت 57 عاما من عمر الاستقلال البالغ 67 عاما، فلم تنعم البلاد بالاستقرار السياسي و الاقتصادي والسلام ، اضافة للقمع الوحشي من تلك الأنظمة الديكتاتورية والمدنية ، وما نتج عنها من انتهاكات ومجازر لم يتم فيها المحاسبة مما أدي لتكرارها مثل:

«2»
أ – في فترة الاستعمار 1989 – 1956 تم الآتي :
– مجازر كرري وأم دبيكرات عام 1898 التي استهل بها الاستعمار البريطاني – المصري حكمه.
– مجازر الحكم الاستعماري التي حدثت أثناء قمعها لانتفاضات قبائل جنوب السودان وجبال النوبا والزعماء الدينيين والوطنيين (ودحبوبة في الحلاوين، السحيني في دارفور. الخ).
– مجازر ثوار 1924.

– مجزرة الجمعية التشريعية في عطبرة 1948.
– مجزرة أحداث مارس 1954 التي قامت بها مليشيات حزب الأمة التي كان ضحاياها أكثر من 300 من البوليس والمواطنين.
– مجازر تمرد جنوب السودان 1955م.
ب – في فترة الديمقراطية الأولي 1956 – 1958 تمت مجزرة عنبر جودة في كوستي عام 1956م التي كان ضحاياها (190) مزارعا اختناقا بعد عملية حبس غير انسانية.
ج – في فترة ديكتاتورية 17 نوفمبر 1958 تمت مجازر بعد اربعة انقلابات عسكرية ضده عام 1959م.
– مجزرة المولد عام 1961 التي راح ضحيتها 12 من المواطنين الانصار التي قامت بها ديكتاورية عبود.
د – بعد ثورة أكتوبر 1964:
– مجزرة حل الحزب وطرد نوابه من البرلمان عام 1965 والهجوم علي دوره التي قام بها حزب الأمة والإخوان المسلمين والحزب الوطني الاتحادي وما نتج عنها من ضحايا وخسائر.
– أحداث جامعة الخرطوم 1968 التي هاجم فيها الإخوان المسلمون معرض الفنون الشعبية التي أدت لجرحي قتلي.
هـ – بعد انقلاب 25 مايو الذي قامت به المخابرات المصرية حسب شهادة رئيس الوزراء السابق محمد أحمد المحجوب في كتابه “الديمقراطية في الميزان” كانت مجزر الجزير أبا في مارس 1970 التي راح ضحيتها الالاف من المواطنين.
– مجزرة قصر الضيافة في يوليو 1971 التي قامت بها قوات الانقلاب المضاد لانقلاب 19 يوليو 1971.
– مجازر 22 يونيو 1971 التي راح ضحيتها ضباط انقلاب 19 يوليو، وقادة الحزب الشيوعي “عبد الخالق محجوب ، جوزيف قرنق ، الشفيع أحمد الشيخ”.
– مجازر 5 سبتمبر 1975 بعد الانقلاب الذي قاده الضابط حسن حسين.
– مجازر 2 يوليو 1976م بعد عملية الغزو المسلح الذي قاده الضابط محمد نور سعد.
– المجازر بعد اندلاع التمرد في 1975 وبشكل أعنف عام 1982.
– اطلاق الرصاص من قوات انقلاب 25 مايو علي المظاهرات السلمية للطلاب والعمال.
و – المجازر العنف والمجازر خلال فترة الديمقراطية الثالثة ، كما في مجزرة الضعين بعد تكوين قوات المراحيل في ظل حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي.
هذا اضافة للمجازر البشعة التي تمت في ظل انقلاب الانقاذ التي اشرنا لها سابقا.

«3»

الشاهد من السرد أعلاه أن الأنظمة الاستعمارية والديكتاتورية كان لها نصيب الأسد في تلك المجازر التي لم يتم تحقيق جدي فيها والمحاسبة مما أدي لتكرارها علي طريقة “عفا الله عما سلف “، مما يتطلب وضع حد للانقلابات العسكرية التي دمرت البلاد ، ومواصلة وتوسيع المقاومة لوقف الحرب، قيام الحكم المدني الديمقراطي ، والقصاص للشهداء ، وحل مليشيات الدعم السريع وجيوش الحركات ومليشيات الإسلامويين من كتائب الظل وغيرها، وقيام الجيش القومي المهني ، وضم شركات الأمن والجيش والدعم السريع للدولة ، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، تسليم البشير ومن معه للحكمة الجنائية الدولية، والمحاكمة لمرتكبي الجرائم ضد الانسانية والحرب ، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، و تعزيز السيادة الوطنية ، وقيام علاقات خارجية متوازنة بعيدا عن المحاور.

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

محمد سامي عن تكرار عمله مع مي عمر: تعاون صحي طالما ناجح

تدخل الفنانة مي عمر تحدى جديد مع زوجها المخرج محمد سامي من خلال مسلسل إش إش، والذي يعرض خلال موسم رمضان المقبل، وتدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي تشويقي ويرصد العالم المخفي لهذه المهنة وكيف انتقلت من جيل إلى آخر وفي الوقت ذاته يغوص في حياة "إش إش" التي كانت تنتظر حياة أخرى، فهل هي فعلاً ضحية للظروف والأزمات أم هي مُخطئة وتستحق كل ما يحدث لها.

مي عمر

توضح مي عُمر انها تقدم مثل هذه الشخصية للمرة الأولى في مسيرتها الفنية،  وتضيف: "عندما قرأت النص وقعت في غرام الشخصية وفي الوقت ذاته تعاطفت معها". مشيرةً إلى أن هذا العالم جديد بالنسبة لها وهناك الكثير من الخفايا والاسرار التي يرصدها العمل، فأبناء هذا العالم لديهم الكثير من القصص والحكايات والأزمات، فيما يتعرف معظم المشاهدين على هذا العالم من الخارج فقط ولكن هناك في داخله بشر لديهم حكايات ونقاط قوة وضعف وأزمات ويحتاجوا في كثير من الأحيان إلى من يُساندهم ويدعمهم نفسياً. 

وحول دورها في المسلسل، تقول مي عمر: "أودي شخصية شروق وهي راقصة ولكنها ترفض هذا العالم وتُحاول تطوير شخصيتها والابتعاد عن هذا المجال، لكن الظروف تكون أقوى منها وتضطرها للقيام بأعمال ترفضها ضمنياً. تتوقف مي عمر عند مشهد تصفه بأنه من أصعب المشاهد، وهو المواجهة مع ماجد المصري في ذروة الأحداث.


المخرج محمد سامي

أوضح المخرج محمد سامي أنه لطالما كان راغباً بالغوص في خفايا هذا العالم الذي لا يعرف عنه أحد الكثير، وأضاف: "منذ زمن طويل جداً لم تُقدم السينما أو الدراما مثل هذه الأجواء، وقد اخترتُ تقديمها بطريقة مختلفة لتظهر الشخصيات للمُشاهدين على طبيعتها كمزيج بين الخير والشر." 

على جانب آخر يلفت محمد سامي إلى أنه يحاول الغوص في خبايا شخصية إش إش وأعماقها النفسية، وذلك في موازاة الشخصيات المُحيطة بها، لافتاً إلى أن فريق العمل استقبلوا مُلاحظاته بصدر رحب على الرغم من أنه كان أحياناً يضغط على المُمثلين في بعض المشاهد للوصول إلي تعبيرات مُعينة، ناهيك عن فترات التصوير الطويلة.. ويشدد محمد سامي على أن حالة الثقة المُتبادلة بينه وبين كل النجوم جعلت الجميع متعاوناً لأقصى درجة، وهو ما سيراه المُشاهدون واضحاً على الشاشة. 

وحول تكرار تعاونه مع مي عمر، يقول محمد سامي: "هذا التعاون صحي ما دمنا نقدم أعمالاً مميزة، وطالما أن تجاربنا السابقة كانت ناجحة والتفّ حولها الجمهور فما المانع من تكرار التعاون في أعمال أخرى؟!" وختم محمد سامي متمنياً أن يلتف الجمهور حول المُسلسل ففيه جميع العناصر الجذابة والشيقة، إلى جانب الحبكة الدرامية السليمة.

مقالات مشابهة

  • من يوليو المقبل.. التموين توضح حقيقة إلغاء دعم الخبز بعد تطبيق النقدي
  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • الاحتلال يواصل خروقاته و يرتكب مجزرة جديدة في غزة / شاهد
  • موعد صرف معاشات مارس لأكثر من 11 مليون مستفيد.. وزيادة جديدة في يوليو
  • «دماء على الأسفلت».. إصابة 6 أشخاص في حادث مروري أعلى محور 26 يوليو
  • لماذا التحذير من تكرار السيناريو الليبي في سوريا؟
  • محمود عباس: لاجئو فلسطين بين 50 مجزرة وصمود مستمر رغم التهجير القسري
  • محمد سامي عن تكرار عمله مع مي عمر: تعاون صحي طالما ناجح
  • في مجزرة جديدة ..إغتيال طبيب واثنين من أبنائه برصاص الدعم السريع
  • سلام زار ضريح الحريري: لا استقرار ولا أمان في ظل الإفلات من العقاب