شما بنت محمد: «الإماراتية» تنتمي لثقافة أصيلة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
هويدا الحسن (العين)
أخبار ذات صلة مديرو مراكز الشرطة في دبي يلتقون الطلبة «مساحة المشروع» ينطلق بمعرض تفاعلياستضاف بيت محمد بن خليفة بمدينة العين احتفالية «يوم المرأة الإماراتية»، التي أقامها مجلس الشباب بمؤسسات الشيخ محمد بن خالد الثقافية، والتي تم خلالها تكريم قيادات نسائية كانت لهن الريادة في مجالهن، وهن: الدكتورة دلال الشمسي أستاذ الجيولوجيا بجامعة الإمارات، كابتن سحر رستي أول قبطان بحري امرأة من الإمارات، المهندسة المعمارية والفنانة التشكيلية أماني المنصوري.
وافتتحت الندوة بكلمة للشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان التعليمية والثقافية، جاء فيها: تعلمنا من التاريخ أن الحضارة حين تخطط لتبقى لابد أن يكون لكل عنصر فيها دور فعال وحقيقي. والمرأة هي عنصر رئيسي في تكوين المجتمع. وتلك كانت قناعة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي انطلقت منها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، في دعمها للمرأة الإماراتية وقيادة خطواتها لتمكينها من تحقيق دورها الكامل في بناء الحضارة الإماراتية وتحقيق التطور والتنمية. رحلة تمكين المرأة في بناء الحضارة الإماراتية بدأت عند تمكينها من التعليم الذي يبني الوعي والقيم ومن تنمية المعرفة. وكان الرهان على وعيها لدورها في التنمية والتطور وعلى خصوصيتها الثقافية التي تنتمي لثقافة إماراتية أصيلة وموروثة.
وأضافت: إن وعي قيادتنا الرشيدة بدور المرأة يظهر في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قال: «إن المرأة الإماراتية شريكة أساسية في مسيرة نهضتنا وتقدم مجتمعنا». وأضاف سموه: «نقدر عطاءها وتضحياتها ودورها المحوري في المجتمع». وفي ظل هذه الرؤية، استطاعت الإمارات أن تكون في مقدمة الدول التي حققت التوازن بين الجنسين متفوقةً على العديد من دول العالم الكبرى، والتي بدأت مسيرة المرأة فيها منذ زمن بعيد. وفي يوم المرأة الإماراتية أتوجه بالتهنئة لكل المجتمع الإماراتي بنجاحات المرأة الإماراتية، كونها قوةً محركةً في كافة المجالات العلمية والمعرفية والقطاعات الحكومية والخاصة. ورغم كل هذه النجاحات، يجب أن ندرك أنه ما زال هناك العديد من التحديات التي تواجهها المرأة الإماراتية في مسيرتها، وخصوصاً التحديات الاجتماعية والثقافية التي تحتاج للمزيد من العمل والتحليل والقراءة المعمقة لرفع كافة العوائق من طريقها مهما كانت تلك العوائق، وللمزيد من العطاء والدعم والقوة لاستمرارية التنمية وتطور الحضارة الإماراتية الحديثة. وبعدها تحدثت المكرمات عن رحلتهن مع النجاح والتحديات التي واجهتهن كونهن رائدات في مجال أعمالهن، مؤكدات أنه لولا دعم الدولة والقيادة الرشيدة لما حققن أياً من تلك الإنجازات التي يفخرن بها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شما بنت محمد الإمارات المرأة الإماراتية يوم المرأة الإماراتية المرأة الإماراتیة آل نهیان محمد بن
إقرأ أيضاً:
متاحف الإمارات.. جسورٌ بين الحضارات
هزاع أبوالريش
تلعب المتاحف دوراً ثقافياً مهماً في إبراز التراث والمنجز التاريخي للأمم والشعوب، كما تساهم مساهمة كبرى في ترسيخ قيم تواصل الحضارات، ومفهوم غرس ثقافة التعايش مع الآخر، وأهمية التنوع الثقافي. وحسب تعبير المستشارة الثقافية ذكرى والي، مديرة مشروع المرشد الثقافي العربي، فإن «المتاحف لم تعد مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية والفنية، بل هي مؤسسات ثقافية تلعب دوراً جوهرياً في تعزيز فهم الماضي والحاضر، وبناء جسور للتواصل بين الثقافات والحضارات».
وتضيف ذكرى والي: لقد لمسنا هذا الدور للمتاحف في الإمارات العربية المتحدة وعربياً من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي الذي تم تنفيذه من قبل برنامج السفارة الثقافية الأولى للألكسو، بالتعاون مع المنظمة العالمية للمتاحف والتحالف الدولي للمتاحف، وبمشاركة حوالي 20 دولة عربية من مؤسسات رسمية ومتحفية ومواقع أثرية ومرشدين ثقافيين.
وتؤكد والي: قدمت المتاحف العربية من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي نماذج ناجحة للتواصل من خلال عرضها لأمثلة تاريخية عن التعايش والتعاون بين الحضارات المختلفة، والتفاهم في تحقيق السلام والتنمية، وخاصة من خلال الأنشطة التعليمية والبرامج الموجهة للأطفال والشباب، حيث تعمل المتاحف على غرس قيم التسامح وقبول التنوع في النفوس منذ الصغر، وكسر الصور النمطية عبر تقديم روايات متوازنة عن الثقافات المختلفة.
محور أساسي
من جانبها تقول لمياء راشد النعيمي، مدير إدارة التطوير والتسويق والاتصال في اللوفر أبوظبي: «ننظر في اللوفر أبوظبي إلى مجتمعنا باعتباره المحور الأساسي لكل ما نقوم به. وقد تم تصميم سردية متحفنا ومجموعاته وبرامجه لتعزيز الروابط الثقافية وتقديم تجارب هادفة تعزز التفاهم بين الحضارات، وذلك هو الهدف من تعدد الأصوات والانفتاح اللذين يحددان مجموعتنا التي تمتد من العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا، حيث نقدم عينة عالمية من الفن للجميع، تنعكس في نوعية جمهورنا الذي ينجذب لمتحفنا وأنشطتنا ومبادراتنا، ومن بينهم الطلبة، الذين يبدون اهتماماً بالفنون التي توسّع مداركهم وفهمهم للتاريخ والثقافة».
وتضيف: من أبرز الأمثلة على شموليتنا، هو هذا التناغم والتعايش الذي ينشأ بين الأعمال والمعروضات التي تمثّل فترات ومناطق جغرافية مختلفة، والتي تم وضعها جنباً إلى جنب في صالات العرض، وهو ما يسلّط الضوء على ثانوية عنصري الوقت والتقنية بالنسبة للروح الإنسانية المشتركة، كما يفسّر قدرة الفنون من فترات وأماكن مختلفة على التلاقي خارج حدودها. ومن هنا، يوفر متحفنا بيئة تعليمية حيوية وتفاعلية، تثري خبرات الطلبة ومعارفهم من خلال ربط ما يتعلمونه في الكتب المدرسية بواقعية المعروضات التي تجسد معاً جسراً يربط بين أجيال وحضارات، وفي ذات الوقت تعزز ثقافة الاحترام والتفاهم.
ويتحدث ماجد المنصوري، المدير التنفيذي لمتحف المستقبل: لطالما كانت المتاحف جسوراً تربط الماضي بالمستقبل، مروراً بالحاضر، وتسهم في حفظ التراث الإنساني وإثراء التفاهم بين الشعوب، ولا يقتصر دورها على استعراض الأعمال الفنية أو التحف التاريخية، بل تمثل منصات ديناميكية تعزز الحوار الثقافي والتبادل الفكري بين الشعوب، كما تؤدي دوراً رئيساً في نشر الوعي بقيم التنوع والانفتاح للتعرف على التراث الثقافي الإنساني بأبعاد مختلفة. موضحاً: وبدوره، يمثل متحف المستقبل نموذجاً عالمياً فريداً في تعزيز قيم تواصل الحضارات وترسيخ ثقافة التعايش والتنوع الثقافي، ويعد مساحة للتسامح والتعايش، من خلال استقطاب وجهات نظر ثقافية وفلسفية واجتماعية متنوعة ومختلفة، كمنصة رائدة لتبادل الآراء والمقترحات ومناقشة الأفكار، حيث نجح المتحف منذ افتتاحه في 22 فبراير 2022، في استقطاب أكثر من 3 ملايين زائر من 177 دولة، ما يعكس رسالته في تقديم منصة للحوار الحضاري والابتكار الإنساني. ويختتم المنصوري بقوله: تسعى رؤية المتحف إلى جعل الابتكار أداة لتحقيق التقارب بين الثقافات، ومركزاً لأهم مصممي المستقبل ومؤسسات استشراف المستقبل الدولية، ليقدم منصة للشراكات العالمية المؤثرة لفتح آفاق جديدة للتعاون والتقدم، تماشياً مع دوره كمركز عالمي للابتكار واستشراف المستقبل.
شاهد حي
ويقول سعيد علي لحة الشحي، إن متحف قرية زايد في غليلة برأس الخيمة، أصبح من أبرز الوجهات التي تُجسّد تاريخ وتراث الإمارات، حيث يجمع بين المعالم التاريخية والتجارب التفاعلية، ما يجعله شاهداً حياً على حياة الأجداد وموروثهم الغني. وتطور المتحف مع الوقت إلى أن أصبح قرية بما يحتويه من تصميم يمزج بين الماضي والطبيعة الإماراتية.
ويتابع الشحي: يعد المتحف - قرية زايد التراثية، منصة تعليمية وثقافية تسعى لتعزيز الهوية الوطنية من حيث التنوع الاجتماعي والمعيشي القديم الذي تحتويه، من مساكن العامة إلى منازل أصحاب الدخل الممتاز الذي يعكس صورة شاملة ودقيقة للحياة في الإمارات قديماً، ما جعل المتحف ليس مجرد وجهة سياحية، بل نافذة على تاريخ غني يجمع بين أصالة الماضي وتنوع الحاضر من نماذج للمنازل بمختلف مستوياتها، إضافةً إلى القاعات المتنوعة، مما يجعل زيارته تجربة فريدة لفهم التراث الإماراتي بكل أبعاده ومقاييسه التاريخية - الثقافية.
مبادرة فريدة
تقول الدكتورة رفيعة غباش، مؤسسة متحف المرأة: المتحف مبادرة ثقافية فريدة من نوعها في الوطن العربي للاحتفاء بالنساء الرائدات، والاعتزاز بإنجازاتهن، وإبراز أعمالهن.
وتضيف: أقيم هذا المشروع من أجل الحفاظ على تاريخ المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتغيير تلك النظرة النمطية غير الحقيقية التي يتبناها البعض. كما يستعرض المتحف دور المرأة الإماراتية المتميز الذي لعبته في تحديد ثقافتها وتنمية مجتمعهما وتعزيز هويتها، متمسكاً برسالة مهمة يتبناها المتحف في التعريف بمكانة المرأة وتاريخها وحاضرها، وإبراز الأدوار المختلفة التي مارستها المرأة قديماً وربطها بحاضرها الجميل، وتعريف ضيوف الإمارات والجيل الناشئ بنمط الحياة اليومية لمجتمع الإمارات في الماضي بكل جوانبها، للاعتزاز بكل ما هو جميل وأصيل فيها، وإيجاد مركز يبرز نشاط المرأة في الثقافة، والفنون، والتراث وكل جوانب عطائها المجتمعي.