صحيفة الاتحاد:
2025-04-08@15:47:59 GMT

كتاب أنطونان أرتو.. رؤية عميقة لفان كوخ

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

محمد نجيم (الرباط)

كان الشاعر والكاتب الفرنسي الشهير أنطونان أرتو (1896-1948) أحد المعجبين بتجربة الرسام الهولندي العالمي فان كوخ، وألّف عنه أحد المراجع المهمة سلَّط فيه الضوء على حياة هذا الفنان الذي شغل الناس وحيّرتهم حياته الخاصة، مثل ما شغلتهم حياة وأعمال بعض عظماء الفن الآخرين مثل سلفادور دالي وبيكاسو ورينوار، وغير هؤلاء من أيقونات الفن الحديث.


فبعد معانقة أرتو للحرية، قام بزيارة أحد المعارض الفنية المخصصة لأعمال فان كوخ، فاندهش بعبقريته، وقدرته الخارقة على استنطاق الطبيعة، ورسمها في لوحات، غاية في العمق والجمالية. ومن هنا بزغت فكرة كتابة هذا الكتاب العميق والخالد «فان كوخ منتحر المجتمع» في رأس أرتو، وقد تطلب الأمر أن يتفرغ له فترة. وهذا الكتاب الذي سمّاه بعض النقاد «المرافعة» بالنظر لأهميته، توج في سنة 1948 بجائزة سانت بوف الشهيرة في فرنسا، ويقول المترجم سعيد كريمي إن هذا الكتاب «أضحى مرجعاً أساسياً في النقد التشكيلي، كما كشف عن قدرات أرتو الكبيرة في رد الاعتبار لفان كوخ الذي عانى كل ألوان الفاقة، والإقصاء، والاستغلال، وهو الفنان التشكيلي الاستثنائي الذي ما زال تأثيره واضحاً حتى الآن في التشكيل العالمي. هذا علاوة على انشغال أرتو بالتشكيل، حيث كان هو الآخر فناناً تشكيلياً، وترك مجموعة متميزة من اللوحات، كما جمعته بعض الأعمال التشكيلية والسينوغرافية بكبار التشكيليين العالميين مثل: بيكاسو، وبالتوس، وهذا ما جسده بشكل واضح هذا الكتاب المشحون بفائض من المعاني، والدلالات الرمزية العميقة. 

النسق الثقافي الغربي
وهذا الكتاب القيم، الصادر مترجماً عن المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة، يؤرخ لتجربة أرتو الشخصية، ومساهمته عن قرب في صناعة التاريخ الثقافي والفني الحديث والمعاصر، حيث كانت له اليد الطولى في تأسيس الحركة السريالية التي صاغ أهم بياناتها، وترأس تحرير مجلتها الشهيرة: «الثورة السريالية». بالإضافة إلى كونه من أهم أعلام الفكر التجريبي، والطليعي، سواء في المسرح أو السينما، أو حتى الشعر. ناهيك عن كون هذا العمل يميط اللثام أيضاً عن تجربة مهمة عاشها أرتو شخصياً، ورسم بروحه، وجسده كل تفاصيلها، وتتجلى في رحلته الأنثروبولوجية التي قادته نحو قبائل التراهوماراس في قِفار المكسيك، لاكتشاف الهندي الأحمر، وثقافة الهنود الحمر التي قلبت مجموعة من المسلّمات التي كانت تؤمن بها الثقافة الغربية.
ويرى المعرّب أن صدور الترجمة العربية لكتابي «فان كوخ منتحر المجتمع»، و«خطابات ثورية» لأنطونان أرتو، يهدف إلى المساهمة في تقريب الفكر «الأرتي» من القارئ العربي، ووضع هذين المتنين رهن إشارته، بغية استثمارهما في إثراء التصورات النقدية المتداولة، وتصحيح مجموعة من المغالطات التي تنسب لأرتو في علاقته بالمسرح، أو السريالية، أو الفن التشكيلي. وإغناء المكتبة العربية التي هي في أمسّ الحاجة إلى أعمالٍ من هذا القبيل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: هذا الکتاب

إقرأ أيضاً:

مكتبة مصر العامة بالدقي تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا

تنظم مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، في الرابعة عصر يوم الأربعاء المقبل، 16 أبريل الجاري، ندوة لمناقشة كتاب «نجيب محفوظ شرقًا وغربًا»، وذلك يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025 في تمام الرابعة عصرًا، بقاعة الندوات بالدور الثالث بمقر المكتبة في الجيزة.

ويشارك في الندوة نخبة من الأدباء والنقاد، من بينهم الدكتور حسين حمودة، والدكتور محمود الشنواني، والروائي ناصر عراق، والناقد مصطفى عبد الله، كما يحضر اللقاء السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة.

تأتي الندوة في إطار حرص مكتبة مصر العامة على دعم الحوار الثقافي وتسليط الضوء على رموز الأدب المصري، حيث يُعد نجيب محفوظ أحد أعلام الرواية العربية الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، ويُناقش الكتاب أبعاد تأثيره الثقافي بين الشرق والغرب.

كتاب «نجيب محفوظ شرقًا وغربًا» يضم عدد من كتابات كتاب ونقاد من مختلف الدول مثل مصر، السعودية، الإمارات، تونس، الجزائر، أمريكا، بريطانيا، فرنسا وسويسرا، وهم: صبري حافظ، حسين حمودة، السيد فضل، رشا صالح، أحمد درويش، أحمد حسن صبرة، شريف مليكة، فوزية العشماوي، عبدالبديع عبدالله، ناصر عراق، أحمد فضل شبلول، أحمد كمال زكي، سامي البحيري، محمود الشنواني، مصطفى عبدالله، روجر ألن، ريموند ستوك، محمد آيت ميهوب، عبدالقادر فيدوح. فمن خلال الكتاب نتعرف على نجيب حفوظ من وجهة نظرهم أو كما يرونه.

ويضم الكتاب، بحسب ماجاء على ظهر الغلاف، مجموعة من الدراسات والشهادات التي تدور حول نجيب محفوظ الكاتب والإنسان، ومنها: كتب الدكتور صبري حافظ دراسة بانورامية عن حركة ترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم وكيف تغير إيقاعها بفضل تتويج “محفوظ” بجائزة نوبل، ويكتب الناقد الأمريكي روجر ألن عن أهمية إبداع محفوظ على المستوى العالمي، وهو يُطلعنا على الرسائل المتبادلة بينهما، بينما يتناول الأمريكي ريموند ستوك تجربته مع ترجمة قصص محفوظ القصيرة إلى الإنجليزية، أما الدكتور حسين حمودة فيتوقف أمام فكرة «العتبة» على المستويين الحرفي والمجازي في روايات نجيب محفوظ.

مقالات مشابهة

  • الأمير عبد القادر في الشام.. من منفى قسري إلى صرح لوحدة الأمة.. كتاب جديد
  • بول مكارثي: محمد صلاح متفوق بفارق كبير في سباق جائزة رابطة الكتاب
  • محمد صلاح الأقرب لحصد جائزة رابطة الكتاب | تفاصيل
  • مكتبة مصر العامة بالدقي تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا
  • مصر وفرنسا.. علاقات ثقافية عميقة ومميزة
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • انتشال جثة مجهولة من بئر عميقة في منطقة المشهد بأمانة العاصمة
  • بمشاركة 350 دار نشر .. اربيل تحتضن معرض الكتاب الدولي بنسخته الـ17
  • «الأسماء الجغرافية».. كتاب موسوعي يحتفي بسيرة الأمكنة
  • تحقيق ما للهند .. كتاب أبو الريحان البيروني عن دار أم الدنيا