حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
اتخذت الإمارات خطوات فعالة لتعزيز الاستثمار في مجال بطاريات التخزين كجزء من رؤيتها لتحقيق تحول استراتيجي في الطاقة والانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة، حسب ديفيد كولرير، نائب رئيس قطاع توليد الطاقة المرن في شركة «إنجي للطاقة».
وأكد كولرير، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن هذه الجهود تأتي استجابة للتحديات المتعددة التي يواجهها العالم، بما في ذلك الطلب المتزايد على الطاقة والحاجة إلى تخزينها بشكل فعال واستدامة التنمية، متوقعاً نمو السوق العالمي للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ %16.

15 إلى 26.08 مليار دولار بحلول العام 2030، حيث تعد البطاريات سوقاً جديداً وواعداً ويمكن لمنطقة الشرق الأوسط الاستفادة من هذه الفرصة المثالية لتصبح رائدة في هذا المجال.

«كوب 28»
ويرى كولرير، أن «كوب 28» سيلعب دوراً هاماً في تعزيز الاستثمار في مجال بطاريات التخزين، والتي تعتبر جزءاً حيوياً من تحول الطاقة العالمي والتحول إلى مصادر طاقة أكثر استدامة، وذلك من خلال تطوير تكنولوجيا بطاريات التخزين وتعزيز فعاليتها، حيث يمكن تحقيق تحسينات مهمة في تخزين وتوزيع الطاقة المتجددة. 
وأضاف، أنه يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الاستفادة من استخدام بطاريات التخزين لترسيخ مكانتها الرائدة في سوق الطاقة المتجددة وتحقيق أهدافها الوطنية على المدى المتوسط، لافتاً إلى أن تطوير البنية التحتية لتخزين البطاريات يعد طريقة مبتكرة ومستدامة لضمان استمرارية توفير الطاقة وموثوقيتها والمساهمة في الوصول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية.
وأوضح كولرير، أنه في حين يتجه العالم بوتيرة متزايدة إلى تبني أنظمة الطاقة المستدامة والمنخفضة الانبعاثات الكربونية، باتت مسألة دمج مصادر الطاقة المتجددة بشبكات الطاقة حاجة ملحة، لا سيما أن التغيرات الحاصلة تترافق مع تطوير تقنية تخزين البطاريات. 
وذكر أنه انطلاقاً من أن مصادر الطاقة المتجددة متقطعة وغير مستقرة بطبيعتها، فإنه يصعب تأمين طاقة ثابتة ومتواصلة، ولكن باستخدام البطاريات القابلة لإعادة الشحن لتخزين الطاقة الكهربائية، يصبح بالإمكان ضمان استمرارية توفير الطاقة في الشبكة عند حدوث تقلبات في مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك الحفاظ على حجم ثابت وجودة عالية للكهرباء، وتالياً ضمان استمرارية التشغيل الذي يعد أمراً ضرورياً للوفاء بالالتزامات العالمية من وجهة نظر مجموعة العشرين، مدللاً على نجاح مشاريع تخزين الطاقة بمشروع تخزين البطاريات في أستراليا، وهو نظام تخزين طاقة البطارية «هازلوود»، بسعة 150 ميجاواط ساعة من الطاقة المرنة، حيث تم تمويل المشروع من قبل شركة «إنجي» ومجموعة «ماكواري» للاستثمار الأخضر، وسيتم بناؤه وتشغيله وصيانته على مدى 20 عاماً من قبل «فلوينس»، المتخصصة عالمياً في منتجات وخدمات تخزين الطاقة.

أخبار ذات صلة مديرو مراكز الشرطة في دبي يلتقون الطلبة شما بنت محمد: «الإماراتية» تنتمي لثقافة أصيلة

دور محوري
وحول أهمية الاستثمار في تخزين البطاريات، قال كولرير: إن الاستثمار في تخزين البطاريات يُعد أمراً حيوياً لنجاح مسيرة التحول إلى الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، لأنه يسمح بتحقيق الفوائد الكاملة منها، داعياً الحكومات والمصنعين والمستثمرين لإدراك الدور المحوري لتكنولوجيا تخزين البطاريات، واتخاذ خطوات جريئة نحو تطويرها وتنفيذها، لأنها تمثل فرصة مهمة للمنطقة لتحقيق أهدافها الوطنية الخاصة بالطاقة المتجددة على المدى المتوسط، حيث تتطلع الإمارات إلى تحقيق صافي صفر بحلول العام 2050 2060، ومنبهاً في الوقت ذاته إلى أن مسألة ضمان الوصول إلى الطاقة الثابتة والموثوقة تعتبر أولوية قصوى للحكومات في الشرق الأوسط، وتأتي البطاريات كعامل تمكين يضمن توفير الطاقة باستمرار عند الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة.
وتابع كولرير، أن تقنية تخزين البطارية تمنح فرصاً واعدة للشركات والمؤسسات التي تستخدم الطاقة بكثافة مثل المستشفيات لتلبية احتياجاتها في حالة الطوارئ، وتساعد الصناعات عالية الانبعاثات مثل قطاعي التصنيع أو البناء على تحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، مشدداً على أهمية اعتماد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأنظمة تخزين طاقة البطارية بسرعة في شبكات الطاقة الخاصة بهم إذا أرادوا تحقيق أهدافهم الوطنية للطاقة المتجددة. 
وكشف كولرير، أنه وفقاً للتقارير الصادرة، يوجد30 مشروعاً من أنظمة تخزين طاقة البطارية مخططاً له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 2021 و2025 بسعة وطاقة إجمالية تبلغ 653 ميجاواط/ 3382 ميجاواط ساعة، متوقعاً أن ترتفع حصة البطاريات من إجمالي مساحة تخزين الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 7% إلى 45% بحلول عام 2025.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الطاقة المتجددة الطاقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا مصادر الطاقة المتجددة الاستثمار فی تخزین الطاقة فی تخزین

إقرأ أيضاً:

رئيس «طاقة النواب» يكشف أبرز الملفات على مائدة وزير البترول: التحديات كبيرة

أكد طلعت السويدي رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أهمية التغيير الوزاري في هذا التوقيت، لضخ دماء وفكر جديد، إضافة إلى وجود كفاءات وطنية كبرى ذات خبرات كبيرة تستطيع مواجهة التحديات وبداية مرحلة جديدة.

تحديات كبيرة أمام وزير البترول

قال السويدي، لـ«الوطن»، إن وزير البترول السابق أدى دوره بشكل كبير والوزير الجديد في حقيقة الأمر يواجه تحديات كبيرة داخلية وخارجية، وتوجد العديد من الملفات والتحديات التي ناقشتها اللجنة خلال الفترة الماضية، أبرزها تعديل الاستراتيجية الوطنية للطاقة وزيادة إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وتنشيط الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتحقق نسبة مقبولة مقارنة بالطاقة التقليدية في ظل الارتباك العالمي يسوق الطاقة منذ الأزمة الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار الطاقة وتوقف خطوط الإمداد الدولية.

تطوير الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات

أضاف السويدي، أن وزير البترول كريم بدوي من الخبرات والكفاءات الوطنية، خاصة في التكنولوجيا والطاقة المتجددة، ومن الملفات المهمة أيضا، التي تواجهه استراتيجية تطوير الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات، بالإضافة إلى العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية للبحث والتنقيب عن الزيت والغاز، وتوفير الغاز الطبيعي، لإنهاء أزمة تخفيف الأحمال.

تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية

أشار السويدي، إلى أن كل الملفات تمثل تحدي كبير، ومنها أيضا تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية، من خلال تطوير والتوسع في تكرير البترول ومحطات التكرير «مصافي البترول»، وزيادة الإنتاج المحلي من المنتجات البترولية، من خلال تطوير وزيادة إنتاج المصافي الحالية، وإنشاء مصافي جديدة من خلال استراتيجية واضحة.

وأوضح السويدي، أن من الملفات المهمة أيضا، تحويل السيارات للغاز الطبيعي وإنشاء محطات تموين جديدة بالغاز، ومن الملفات التي تهتم بها القيادة السياسية، التوجه نحو الاقتصاد الأخضر ومشروعات الطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتحول مصر لمركز إقليمي للطاقة في الشرق الأوسط وإلى دول العالم.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان تنافس بقوة فى قطاع الهيدروجين والطاقة النظيفة عالميًّا
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة نقاش بشأن خيارات أوروبا بمنطقة الشرق الأوسط
  • الرئيس تبون يستقبل نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • وزارة “البيئة” ترعى مذكرة تعاون لإنشاء وتشغيل بيوت محمية وإدخال أنظمة جديدة تطبق لأول مرة في الشرق الأوسط
  • قياديو قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط يناقشون مستقبل معايير وسياسات الأمن السيبراني
  • مدبولي: تكليفات رئاسية بإدخال قدرات كبيرة من الطاقة المتجددة إلى شبكة الكهرباء
  • حشيشي يستقبل نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
  • حشيشي يستقبل ائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
  • «الكهرباء»: نعمل على قدم وساق للانتهاء من الأزمة في أقرب وقت
  • رئيس «طاقة النواب» يكشف أبرز الملفات على مائدة وزير البترول: التحديات كبيرة