سياسيون سودانيون: مصر تعتبر المساس بأمننا القومي خطا أحمر
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أشاد سياسيون ومحللون سودانيون بالجهود المصرية المبذولة لمحاولة تهدئة الوضع فى السودان، وآخرها اجتماع وزراء خارجية دول جوار السودان، الذى عُقد أمس فى تشاد، وبحث خلاله الحضور مختلف جوانب الأزمة السودانية بأبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، وتأثيراتها على الشعب السودانى وتداعياتها الإقليمية والدولية، واستهدف المؤتمر وضع مقترحات عملية تُمكّن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرّك الفعّال للتوصّل إلى حلول تضع نهاية للأزمة الحالية، وتحافظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
وقال مبارك الفاضل المهدى، رئيس حزب الأمة السودانى، إنّ اجتماع وزراء خارجية دول جوار السودان، الذى عُقد فى تشاد، جاء كأحد مخرجات قمة دول جوار السودان التى عُقدت منتصف الشهر الماضى فى القاهرة، مضيفاً أنه ناقش كيفية تنفيذ الجهود المصرية فى تهدئة الأوضاع فى السودان. وأضاف خلال تصريحاته لجريدة «الوطن»، أنّ مصر تضع على قمة أولوياتها الأمن القومى السودانى، لأن استقراره يعنى استقرار الأمن المصرى، معرباً عن ترحيبه بالمبادرات المصرية لجمع وتوحيد الفرقاء السودانيين حول سلطة انتقالية تحقّق الاستقرار وتنقل البلد إلى نظام منتخب عبر انتخابات حرة.
وأوضح أن اجتماع وزراء الخارجية شدّد على توحيد الشعب السودانى بكل فئاته خلف قواته المسلحة، مطالباً القوى السياسية بتوحيد صفوفها فى مؤتمر جامع للتوافق على خريطة طريق العودة للمسار السياسى وتشكيل حكومة وحدة وطنية تنفّذ برنامجاً اقتصادياً لزيادة الإنتاج وإعادة الإعمار.
وأشار إلى أن دور مصر فى حل الأزمة السودانية مفتاحى ومهم، فمصر تُعد أكبر جيران السودان، وأمنها القومى يرتبط بالأمن القومى للسودان، فضلاً عن ارتباطهما بالأرض والمياه، ولذلك منذ بداية الأزمة فى أبريل الماضى، كانت هناك رغبة حقيقية من الفصائل السياسية فى السودان بأن تتحرك مصر لقيادة الموقف، والتصدى لمؤامرات بعض الدول الأجنبية، إضافة إلى أن السودان عُرض عليه خلال الفترات الماضية الكثير من المبادرات، التى لم تستطع أن تحقّق النجاح المأمول منها، بسبب عدم واقعية ما طُرح، وغياب حقيقة أن هناك عنصرين مفقودين، الأول هو غياب المعلومات عن القوى الدولية التى تدعم المبادرات، إضافة إلى الأجندات الخارجية، التى لا تهدف إلى حل أزمة السودان، وإنما تحقيق مصالح بعينها.
«عبدالعزيز»: دوافع «القاهرة» حقيقية وأصيلة بحكم قدرية العلاقة بين البلدينوقال مجدى عبدالعزيز، المحلل السياسى السودانى، إنّ الدور المصرى تجاه السودان دوافعه حقيقية وأصيلة بحكم قدرية العلاقة بين مصر والسودان شعبياً واستراتيجياً وتاريخياً، وواضح وملموس أن ما يجرى فى مصر يؤثر على السودان، وما يجرى فى السودان يؤثر على مصر، كما أن القيادة المصرية تراقب الأزمة فى السودان منذ البداية، ومصر كانت صادقة فى دعوتها للحوار السودانى - السودانى، وتدخّلت فى التوقيت المناسب دون انحياز لأى طرف، وقدّمت نموذجاً جيداً وصريحاً بحكم علاقاتها بكل الأطراف، وأهم ما يميز الحوار أن جميع الكتل التى شاركت فى مؤتمر القاهرة أصبحت كتلة واحدة.
وأضاف لـ«الوطن» أنّ قمة دول جوار السودان التى عُقدت بالقاهرة، أسست لأمور عدة، أهمها احترام سيادة السودان، وعدم التدخّل فى شأنه الداخلى، إلى جانب الحفاظ على المؤسسات الوطنية، كى تقوم بدورها، موضحاً أن الوصول إلى وقف إطلاق النار دون اختراق، هدف أساسى لحل الأزمة السودانية، مع الوصول إلى حل شامل لجميع المشكلات التى أدت إلى استخدام السلاح وإطلاق النار.
وتابع: «هذه القمة كانت المدخل الصحيح لمناقشة الأزمة، والبيان الختامى لها جدّد الآمال لدى الشعب السودانى فى إنهاء معاناته، كما أن القيادة المصرية استطاعت بقوتها الدبلوماسية أن تجمع دول جوار السودان السبع، بما لديها من خبرة ونظرة ثاقبة ومستقبلية فى الشأن السودانى، مما أسهم فى خلق بيئة جيدة لحوار مفتوح وشفاف بين مختلف القوى السودانية، لوقف العمليات العسكرية وإنشاء سلطة انتقالية تؤدى إلى انتخابات رئاسية، وإنشاء جيش وطنى قوى».
«السر»: «السيسى» يشدّد دائماً على بذل أقصى الجهود من أجل وقف الحربوقال حاتم السر على، المستشار السياسى لرئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، إنّ الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يؤكد مواقف مصر واستعدادها لبذل أقصى الجهود من أجل وقف الحرب فى السودان وحقن دماء السودانيين ودفع مسار الحل السلمى للأزمة، معرباً عن تقديره لدور مصر التاريخى فى دعم استقرار وأمن السودان، وسعيها التاريخى للحفاظ على حقوق الشعب السودانى، مشيراً إلى دور مصر فى رعاية الحوارات السودانية - السودانية وإصرارها على لمّ الشمل السودانى.
وشدّد على أهمية دور مصر المحورى فى تحقيق الحل السودانى وعبور الأزمة الحالية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار السودانى، مشيراً إلى أن الشعب السودانى يرفض تعدّد الجيوش، وهناك رفض سياسى واسع لفكرة الميليشيات فى السودان، وبالتالى فإنه محكوم عليها سلفاً بالفشل، ودعا إلى أهمية البدء الفورى فى دمج كل مقاتلى الفصائل المسلحة فى صفوف الجيش السودانى دون استثناء أو مماطلة، على أن يكون ذلك خلال مدة زمنية محدّدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين السيسي البرهان الأزمة السودانية دول جوار السودان الشعب السودانى فى السودان
إقرأ أيضاً:
جهود مصرية سعودية.. هل تنجح في تغيير مسار الأزمة السورية؟
تُكثف مصر جهودها لدعم سوريا والحفاظ على مؤسساتها، وتعمل مع الأطراف المعنية وفقاً لأربع محددات رئيسة، يرتكز عليها موقف القاهرة من الأحداث.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو الشوبكي، مستشار “مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المحددات المصرية الأربع في محلها، لكنها بحاجة إلى خطط وتحركات فعلية على الأرض”.
وأشار إلى الجهود المصرية لإصدار قرار عربي يدين التوغل الإسرائيلي في الجولان، ودعم هذا الموقف بتحركات مماثلة في مجلس الأمن، مشدداً على ضرورة تعزيز هذا التحرك بالتنسيق مع تركيا.
وأوضح الشوبكي أن المحددات المصرية تتماشى بشكل كبير مع الموقف العربي، داعياً إلى “صياغة خطط عملية لتحركات سياسية ودبلوماسية تواكب التطورات في سوريا، وتدعم المسار الانتقالي بناءً على هذه المحددات.
وشهدت الأيام الماضية اتصالات مصرية مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية لبحث تطورات الوضع في سوريا.
وأكدت مصر دعمها لعملية سياسية شاملة بملكية وطنية سورية، تلبّي طموحات الشعب السوري، وتحفظ استقرار سوريا وأمنها وسيادتها على كامل أراضيها.
من جانبه، بحث الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، والأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة، خلال اتصال هاتفي، مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، اتصالا بالتطورات السياسية والميدانية الأخيرة.
وأكد «عبد العاطي» أهمية دعم الدولة السورية، خلال هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ سوريا الشقيقة، وضرورة احترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بدورها، وتبني عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سورية، يشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري لاستعادة الاستقرار في أراضي سوريا كافة.
وتناول الوزيران آخر التطورات في قطاع غزة، واستعرض «عبد العاطي» جهود مصر المكثفة مع الأطراف المعنية، للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى القطاع.
وأكد عبدالعاطي أهمية دعم الدولة السورية خلال هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ سوريا الشقيقة، وضرورة احترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بدورها، وتبني عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سورية يشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري لاستعادة الاستقرار في كافة أراضي سوريا.
كما تناول الوزيران آخر التطورات في قطاع غزة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي جهود مصر المكثفة مع الأطراف المعنية للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى القطاع.
كما تلقى الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الاثنين، اتصالًا هاتفيًا من أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية.
ناقش الوزيران، وفقا لبيان وزارة الخارجية اليوم، أبرز المستجدات على الساحة السورية، حيث استمع وزير الخارجية من نظيره الأردني إلى نتائج الزيارة التي أجراها اليوم إلى سوريا.
وجدد الوزيران التأكيد على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية بهدف دعم سوريا، وجهود الشعب السوري في إعادة بناء وطنه ومؤسساته عبر عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سورية تشارك فيها كل مكونات الشعب السوري وتضمن حقوقهم.
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن استراتيجية مصر في التعامل مع قضايا الإقليم تعتمد بشكل أساسي على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ومع ذلك فإن الممارسات الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة قد أدت إلى تفجر المشهد الإقليمي، مما فتح المجال لصراعات ثنائية ومتعددة الأطراف، وهذه الصراعات بدأت في غزة، ثم انتقلت إلى جنوب لبنان، وصولا إلى سوريا في الفترة الأخيرة.
وأضاف الدكتور طارق فهمي، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كافة الأحداث التي شهدها الإقليم، وما زالت تجري، هي نتاج مباشر لحرب غزة، وتأثيراتها الممتدة.
وأشار فهمي، إلى أن مصر دعت بشكل مستمر إلى ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، كما طالبت الاحتلال بتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للقطاع.
ومن ناحية أخرى تقود جهودا مستمرة لدعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك الوساطة بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، وتعمل على التفاوض لوقف التصعيد مع الكيان الإسرائيلي المتغطرس، ودعم حل الدولتين، وعلى الجانب الآخر الفصائل الليبية المختلفة.
ودور مصر يتسم بالتوازن بين المصلحة الوطنية، ومسؤوليتها كدولة مركزية في المنطقة، ويؤكد على التزامها بدعم الأمن والاستقرار والتنمية في العالم العربي وإفريقيا بل في المنطقة بأكملها.