أشاد سياسيون ومحللون سودانيون بالجهود المصرية المبذولة لمحاولة تهدئة الوضع فى السودان، وآخرها اجتماع وزراء خارجية دول جوار السودان، الذى عُقد أمس فى تشاد، وبحث خلاله الحضور مختلف جوانب الأزمة السودانية بأبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، وتأثيراتها على الشعب السودانى وتداعياتها الإقليمية والدولية، واستهدف المؤتمر وضع مقترحات عملية تُمكّن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرّك الفعّال للتوصّل إلى حلول تضع نهاية للأزمة الحالية، وتحافظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

«المهدى»: الدولة المصرية تسعى لتوحيد الفرقاء السودانيين حول سلطة انتقالية تحقق الاستقرار

وقال مبارك الفاضل المهدى، رئيس حزب الأمة السودانى، إنّ اجتماع وزراء خارجية دول جوار السودان، الذى عُقد فى تشاد، جاء كأحد مخرجات قمة دول جوار السودان التى عُقدت منتصف الشهر الماضى فى القاهرة، مضيفاً أنه ناقش كيفية تنفيذ الجهود المصرية فى تهدئة الأوضاع فى السودان. وأضاف خلال تصريحاته لجريدة «الوطن»، أنّ مصر تضع على قمة أولوياتها الأمن القومى السودانى، لأن استقراره يعنى استقرار الأمن المصرى، معرباً عن ترحيبه بالمبادرات المصرية لجمع وتوحيد الفرقاء السودانيين حول سلطة انتقالية تحقّق الاستقرار وتنقل البلد إلى نظام منتخب عبر انتخابات حرة.

وأوضح أن اجتماع وزراء الخارجية شدّد على توحيد الشعب السودانى بكل فئاته خلف قواته المسلحة، مطالباً القوى السياسية بتوحيد صفوفها فى مؤتمر جامع للتوافق على خريطة طريق العودة للمسار السياسى وتشكيل حكومة وحدة وطنية تنفّذ برنامجاً اقتصادياً لزيادة الإنتاج وإعادة الإعمار.

وأشار إلى أن دور مصر فى حل الأزمة السودانية مفتاحى ومهم، فمصر تُعد أكبر جيران السودان، وأمنها القومى يرتبط بالأمن القومى للسودان، فضلاً عن ارتباطهما بالأرض والمياه، ولذلك منذ بداية الأزمة فى أبريل الماضى، كانت هناك رغبة حقيقية من الفصائل السياسية فى السودان بأن تتحرك مصر لقيادة الموقف، والتصدى لمؤامرات بعض الدول الأجنبية، إضافة إلى أن السودان عُرض عليه خلال الفترات الماضية الكثير من المبادرات، التى لم تستطع أن تحقّق النجاح المأمول منها، بسبب عدم واقعية ما طُرح، وغياب حقيقة أن هناك عنصرين مفقودين، الأول هو غياب المعلومات عن القوى الدولية التى تدعم المبادرات، إضافة إلى الأجندات الخارجية، التى لا تهدف إلى حل أزمة السودان، وإنما تحقيق مصالح بعينها.

«عبدالعزيز»: دوافع «القاهرة» حقيقية وأصيلة بحكم قدرية العلاقة بين البلدين

وقال مجدى عبدالعزيز، المحلل السياسى السودانى، إنّ الدور المصرى تجاه السودان دوافعه حقيقية وأصيلة بحكم قدرية العلاقة بين مصر والسودان شعبياً واستراتيجياً وتاريخياً، وواضح وملموس أن ما يجرى فى مصر يؤثر على السودان، وما يجرى فى السودان يؤثر على مصر، كما أن القيادة المصرية تراقب الأزمة فى السودان منذ البداية، ومصر كانت صادقة فى دعوتها للحوار السودانى - السودانى، وتدخّلت فى التوقيت المناسب دون انحياز لأى طرف، وقدّمت نموذجاً جيداً وصريحاً بحكم علاقاتها بكل الأطراف، وأهم ما يميز الحوار أن جميع الكتل التى شاركت فى مؤتمر القاهرة أصبحت كتلة واحدة.

وأضاف لـ«الوطن» أنّ قمة دول جوار السودان التى عُقدت بالقاهرة، أسست لأمور عدة، أهمها احترام سيادة السودان، وعدم التدخّل فى شأنه الداخلى، إلى جانب الحفاظ على المؤسسات الوطنية، كى تقوم بدورها، موضحاً أن الوصول إلى وقف إطلاق النار دون اختراق، هدف أساسى لحل الأزمة السودانية، مع الوصول إلى حل شامل لجميع المشكلات التى أدت إلى استخدام السلاح وإطلاق النار.

وتابع: «هذه القمة كانت المدخل الصحيح لمناقشة الأزمة، والبيان الختامى لها جدّد الآمال لدى الشعب السودانى فى إنهاء معاناته، كما أن القيادة المصرية استطاعت بقوتها الدبلوماسية أن تجمع دول جوار السودان السبع، بما لديها من خبرة ونظرة ثاقبة ومستقبلية فى الشأن السودانى، مما أسهم فى خلق بيئة جيدة لحوار مفتوح وشفاف بين مختلف القوى السودانية، لوقف العمليات العسكرية وإنشاء سلطة انتقالية تؤدى إلى انتخابات رئاسية، وإنشاء جيش وطنى قوى».

«السر»: «السيسى» يشدّد دائماً على بذل أقصى الجهود من أجل وقف الحرب

وقال حاتم السر على، المستشار السياسى لرئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، إنّ الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يؤكد مواقف مصر واستعدادها لبذل أقصى الجهود من أجل وقف الحرب فى السودان وحقن دماء السودانيين ودفع مسار الحل السلمى للأزمة، معرباً عن تقديره لدور مصر التاريخى فى دعم استقرار وأمن السودان، وسعيها التاريخى للحفاظ على حقوق الشعب السودانى، مشيراً إلى دور مصر فى رعاية الحوارات السودانية - السودانية وإصرارها على لمّ الشمل السودانى.

وشدّد على أهمية دور مصر المحورى فى تحقيق الحل السودانى وعبور الأزمة الحالية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار السودانى، مشيراً إلى أن الشعب السودانى يرفض تعدّد الجيوش، وهناك رفض سياسى واسع لفكرة الميليشيات فى السودان، وبالتالى فإنه محكوم عليها سلفاً بالفشل، ودعا إلى أهمية البدء الفورى فى دمج كل مقاتلى الفصائل المسلحة فى صفوف الجيش السودانى دون استثناء أو مماطلة، على أن يكون ذلك خلال مدة زمنية محدّدة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلمين السيسي البرهان الأزمة السودانية دول جوار السودان الشعب السودانى فى السودان

إقرأ أيضاً:

الخارجية المصرية: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري

البحرين – أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على موقف بلاده الثابت تجاه حماية أمن الخليج باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري مع نظيره البحريني عبداللطيف الزياني في العاصمة البحرينية المنامة في إطار الزيارة التي يقوم بها الوزير المصري لمملكة البحرين.

وأكد عبد العاطي على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر ومملكة البحرين، مشيرا إلى وجود توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية مع مملكة البحرين بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

وشدد وزير الخارجية المصري على الوقوف بجانب مملكة البحرين والتأكيد على أهمية حماية أمن الخليج باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مثنيًا على التنسيق المستمر بين الجانبين إزاء مختلف القضايا الإقليمية.

وتناول عبد العاطي إمكانية الاستفادة من المنصة الالكترونية التي انشأتها وزارة العمل المصرية لتسهيل استقدام العمالة المصرية الماهرة والمدربة الراغبة في العمل في الخارج طبقًا لاحتياجات السوق البحريني.

وأشار وزير الخارجية إلى حرص مصر على تعزيز العلاقات التجارية والاستثماريّة مع مملكة البحرين، مؤكدا على أهمية تعزيز التعاون والتكامل بين الدول العربية في مجالات التصنيع المشترك.

وشدد على الاهتمام المصري بتعضيد مبادرات التكامل الصناعي والاقتصادي العربية والاهتمام بتعزيز تواجدها في سوق الطاقة النظيفة العالمي.

كما تبادل الوزيران الرؤى والتقديرات إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية، بالإضافة الى استعراض آخر المستجدات حول التطورات في سوريا.

وأوضح بيان للخارجية المصرية أن عبد العاطي تفقد خلال زيارته مقر وزارة الخارجية البحرينية مركز “مدار” بالوزارة، “غرفة العمليات السياسية بوزارة الخارجية”، واستمع من كبار مسئولي الخارجية البحرينية إلى شرح حول أسلوب العمل داخل مختلف قطاعات الوزارة، وسبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين وزارتي خارجية البلدين.

واستعرض وزير الخارجية المصري تجربة وزارة الخارجية في العمل على تطوير منظومة الخدمات القنصلية والجهود المبذولة حاليا لرقمنة كافة المعاملات القنصلية بما يخدم مصالح واحتياجات المواطنين المصريين بالخارج.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السودانى السفير علي يوسف في ضيافة القنصل العام المصري السابق في السودان اللواء حاتم باشات بمكتبه
  • الخارجية المصرية: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري
  • «مصطفى بكري»: الجيش المصري متأهب.. ولن يسمح بتنفيذ مخطط التهجير أو المساس بالأمن القومي المصري
  • اشتباكات في السفارة السودانية بجوبا بسبب أزمة وثائق السفر
  • البراءة من الدماء ورفض الوحشية- الحرب السودانية وصراع المصالح
  • حزب الأمة القومي: نطالب قوات الدعم السريع بوقف هذه الهجمات
  • المستشار العام لسفارة السودان “فعاليات الخرج” رسمت الفرح على الجالية السودانية
  • مركز ديرب نجم: تهجير الفلسطينيين لدول الجوار خط أحمر
  • برعاية سفارة السودان بالقاهرة ومبادرة من كُلِّيتي الإمام الهادي وأمدرمان للصحافة انعقاد ورشة إعادة إعمار الجامعات السودانية
  • رئيس "دفاع النواب": الأمن القومي المصري خط أحمر ولا تهاون في حمايته