حدثان مهمان: خروج البرهان وزياراته وتفقده للوحدات العسكرية داخل وخارج العاصمة. وهلاك المليشيات بالجملة في أسوار المدرعات.
هذان الحدثان قلبا المعادلة رأسا على عقب سياسيا وعسكريا.
هذا الأمر أحدث (هضربة) في قيادات قحت لم نر لها مثيل منذ أن ابتلانا الله سبحانه وتعالى بهم. وبعد أن فشلت (كذبة) خروج الرجل بموافقتهم.
فهو القائد السوداني الذي حفظ البلاد والعباد من مؤامرة دولية أحاطت بالوطن إحاطة السوار بالمعصم. فإن كان المهدي قد حرر السودان. والأزهري قد رفع علم الاستقلال. فإن البرهان قد جمع بينهما معا. حرر الوطن من دنس وخيابة ودياثة قحت التي وضعت الإسلام هدفا لتنفيذ مخططها. ورفع علم الحرية عندما أخرج غزاة غرب إفريقيا من الوطن. وقبر ما تبقى منهم. لذا أن (تنبح) قيادات قحت عبر الفضائيات أو الميديا. فتلك مسرحية سمجة القصد منها سماح الرجل لهم بالعودة لداخل الوطن بعد أن تسللوا بليل بهيم بعد فشل إنقلابهم المشؤوم.
والآن قد وعوا درس (العصر) الذي لقنهم له. ولكن نسي هؤلاء بأن قرار العودة ليس عند البرهان. بل عند الشعب الذي قال كلمته بوضوح: (لا وألف لا لعودة عملاء بن زايد).
لأن أرض الطهر والعفاف لا تجمع بين النقيضين: الوطنيون والعملاء. وخلاصة الأمر رسالتنا لهوانات قحت نقولها: (دعوا التاريخ مع الرجل. ولكن ماذا قال التاريخ عنكم؟؟. ليتكم تمتلكون شجاعة الإجابة).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٣/٨/٢٧
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة
تثير التسريبات الأخيرة عن التفاهمات بين الإسلاميين السودانيين وقطر موجة من القلق بين أوساط القوى المدنية، لا سيما في ظل الوضع الراهن الذي يشهد أزمة سياسية معقدة وحربًا دموية متواصلة. هذه المخاوف تعكس تخوفًا حقيقيًا من إعادة تشكيل القيادة العسكرية في السودان بما يخدم أجندات أيديولوجية قد تعيد البلاد إلى مربع الاستبداد الذي ثارت ضده الجماهير في ديسمبر 2018.
رهان البرهان والخطر المؤجل
من الواضح أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان يواجه عزلة سياسية متزايدة، مما دفعه إلى التحالف مع الحركة الإسلامية، التي كانت ذات يوم الخصم الرئيسي لثورة الشعب السوداني. ومع ذلك، فإن هذا التحالف يبدو محفوفًا بالمخاطر، حيث ينظر الإسلاميون إلى البرهان كوسيلة لتحقيق أهدافهم وليس شريكًا موثوقًا.
التحالف بين البرهان والإسلاميين يعزز مخاوف القوى المدنية من أن هذه التفاهمات لن تسهم إلا في تعميق الأزمة السياسية، وربما تمهد الطريق لتحالفات إقليمية ودولية تكرّس عسكرة الدولة وتعرقل أي أفق للتحول الديمقراطي.
التسريب المثير للجدل
أثار حديث عبد الحي يوسف، أحد أبرز رموز الإسلاميين في السودان، جدلاً واسعًا بعد تسريب تسجيل له في ندوة بتركيا، حيث وصف البرهان بصفات تشير إلى عدم ثقة الحركة الإسلامية به. هذا التسريب يعكس انقسامات داخلية في صفوف الإسلاميين ومحاولتهم استغلال البرهان كمرحلة مؤقتة قبل الإطاحة به لصالح قيادات أكثر ولاءً.
هذا التسريب كشف عن خطط الإسلاميين لاستبدال البرهان، وهو ما يزيد من قلق القوى المدنية، التي ترى أن أي إعادة تشكيل للقيادة العسكرية بعيدًا عن مسار التحول المدني سيعني استمرار النزيف السياسي والاقتصادي.
الدور القطري وتعزيز النفوذ
يشكل الدور القطري في هذه التحولات عنصرًا محوريًا، حيث أظهرت التسريبات دعم قطر لعناصر داخل الجيش السوداني، بما في ذلك تمويل صفقات أسلحة ودفع رواتب القوات الموالية للإسلاميين. هذا الدعم يثير تساؤلات حول مدى تأثير التدخلات الإقليمية في الشأن السوداني، خاصة في ظل ضعف القوى المدنية وعدم قدرتها على خلق تحالفات مشابهة.
القوى المدنية بين الخطر والخيارات
تواجه القوى المدنية السودانية تحديات غير مسبوقة في ظل هذه التفاهمات التي تهدد بتقويض أي فرصة للتحول الديمقراطي. الخطر الأكبر يكمن في أن هذه القوى قد تجد نفسها أمام معادلة جديدة تُفرض من قِبل التحالفات العسكرية والإسلامية، ما يضعها في موقف الدفاع عن مكتسبات الثورة في ظروف تفتقر إلى توازن القوى.
لذلك، تُطرح تساؤلات حيوية حول كيفية استجابة القوى المدنية لهذه المخاطر، وهل يمكنها إعادة بناء نفسها ككتلة موحدة قادرة على مواجهة هذه التحديات؟ أم أن الخلافات الداخلية والضغوط الخارجية ستبقيها عاجزة عن استثمار الفرص السياسية لتصحيح مسار الثورة؟
خلاصة القول
إن التسريبات الأخيرة والتفاهمات بين الإسلاميين وقطر تعيد رسم المشهد السياسي في السودان بطريقة تزيد من تعقيد الأزمة. القوى المدنية بحاجة إلى نهج جديد واستراتيجية موحدة لمواجهة هذه التحولات وحماية مسار التحول الديمقراطي، وإلا فإن السودان قد ينزلق إلى دائرة جديدة من الاستبداد والعنف.
zuhair.osman@aol.com