الأسبوع:
2025-01-19@06:31:17 GMT

‎العنف ضد الوالدين.. تساؤلات محيرة

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

‎العنف ضد الوالدين.. تساؤلات محيرة

تؤكد الفطرة الإنسانية منذ بدء الخليقة إلى أن تقوم الساعة، على أهمية احترام الوالدين وتقديرهما بالمعنى المتكامل، وأهمية التعامل مع الأبوين بقدر كبير من الرحمة والمودة خاصة في مرحلة الكبر، والتي يكون فيها الوالدين في أشد الحاجة الى اللين والشفقة والود مع الابناء، إلا أن ما يحدث خلال هذه الأيام من ظاهرة التعامل السيىء والذي يصل إلى حد العقوق مع الوالدين هو ما يدفع الى البحث في أسباب هذا التحول في الفطرة الطبيعية، خاصة أن الأمر قد تعدى هذا الجانب ليصل الى حد العنف الجسدي ضد الأبوين، وهو ما يدعو إلى ضرورة الوقوف عند هذا الجانب لتناوله بقدر كبير من الاهتمام.

ولا شك أن جانبا هاما لتلك الإشكالية يتعلق بالتعامل بقدر من الإساءة اللفظية مع الوالدين ويتمثل أهم ملامحه في عدم التفاعل الإيجابي وعدم الإكتراث بحقوق الوالدين خاصة في سنوات الكبر مع مسألة التفضيل للزوجة أو الزوج عن الوالدين وهى كلها أمور تؤدي إلى مشكلات نفسية وإجتماعية بالغة التأثير.

وعند النظر الى الجرائم التي تشهدها المجتمعات هذه الايام، نجد أنها تتناول التعدي بالضرب والإساءة والتجاوزات الجسدية في حق الوالدين وهو ما يجعل القارىء يبدو متحيرا مما يحدث خاصة في ضوء غياب القيم والتعاليم الدينية والتي وضعت الوالدين في منزلة من التقدير والتوقير والإحترام، وهو ما يفرض مساءلة حول الأسباب التي دفعت بالأبناء للوصول الى هذا الحد الذي ينافي تعاليم الدين والفطرة الإنسانية السليمة.

وهنا يبدو أن أهمية التركيز على العودة لتعاليم الدين مرة أخرى والتي حثت الابناء على ضرورة التعامل بإحسان ومودة مع الأبوين خاصة في مراحل الكبر مع ضرورة التأكيد على دور المؤسسات المختلفة بدءا من المؤسسة الإعلامية والتي صارت أحد الركائز الجاذبة لكافة أفراد المجتمع من خلال تناول بعض البرامج بشكل شيق وجذاب للتعاطي مع هذه الظاهرة بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تميل الى النصح والإرشاد والتي قد لا يفضلها الكثير من الأجيال الجديدة، كما يبدو أن المؤسسة الدينية ممثلة في وزارة الاوقاف عليها دور هام في التركيز على هذا الموضوع الهام من خلال تخصيص برامج متلفزة قصيرة المدة لا تتجاوز الخمس دقائق لتوضيح دور الوالدين وتقديم نماذج من التاريخ الإسلامي لتوضيح هذه الرؤى بعيدا عن الأسلوب التلقيني الذي لا يميل اليه الجيل الحالي، مع أهمية تدعيم المقررات الدراسية في المواد المتعلقة باللغة العربية والتربية الدينية بضرورة توقير وإحترام ومحبة الوالدين.

وحتى لا نغفل جانبا هاما في تلك الإشكالية، فتبقى همسة في أذن الوالدين من أهمية التقرب من الأبناء والتحاور معهم وافساح الوقت لإدارة حوار منذ الصغر، بعيدا عن الإنشغال بوسائل التواصل الإجتماعي والتي أدت إلى إعتبار المنازل بمثابة جزر منعزلة نتيجة انشغال كل فرد بعالمه الإفتراضي الخاص وهو ما خلق فجوة بين الاجيال.

إلى جانب الحرص على العدالة بين الأبناء وعدم التفضيل وهو أمر يخلق بدوره العديد من المشكلات المجتمعية والنفسية وتعاني الأسر آثاره السلبية المتواصلة.

جملة القول، إن الحاجة إلى التعاطي مع هذه الظاهرة بجدية يتطلب تبني استراتيجية تكاملية لكافة المؤسسات بدءا من الأسرة مرورا بالمؤسسة التعليمية والإعلامية والدينية حتى نستطيع معالجة الأسباب التي أدت الى حدوثها، مع ضرورة الحل المجتمعي والنفسي وأحيانا العقابي مع آثار هذه الظاهرة التي تجانب الفطرة وتدعو الى التفكير العميق في أسباب حدوثها والنتائج المترتبة عليها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفطرة الإنسانية خاصة فی وهو ما

إقرأ أيضاً:

97 عامًا من التضليل.. كيف اتخذت جماعة الإخوان الشائعات أداة لنشر الفوضى؟

اعتمدت التنظيمات الإرهابية على الشائعات والدعوات التحريضية كوسيلة رئيسية لتعزيز أهدافها الظلامية، واستقطاب الأتباع، وزرع الفوضى في المجتمعات، تُعتبر هذه الوسائل جزءًا لا يتجزأ من أدواتها لتحقيق أهدافها التخريبية وإضعاف الاستقرار الأمني والاجتماعي. 

 شائعات الإخوان 

لطالما استغل التنظيم الإرهابي الأكاذيب والشائعات لتشويه الحقائق وبث الانقسام بين الشعوب.

من أبرز الشائعات التي روج لها: 

- كان آخر الشائعات التي نشرتها الجماعة الإرهابية في محاولة لإثارة الأزمات إذ نشرت فيديو مفبرك على السوشيال ميديا يقول بأن قوات الشرطة المصرية تقتل المواطنين في الصعيد وكالعادة لجان الجماعة الإرهابية عملت على ذلك الفيديو ونشرته على كل صفحاتهم، تلك المقطع معلقين عليه تأكيد تلك الشائعة لسرعة الانتشار، ومن جانبها قامت وزارة الداخلية بنفي تلك  الشائعة.

- مع إعلان الدولة المصرية انطلاق مشروع قناة السويس بثت جماعة الإخوان الإرهابية العديد من الشائعات حول عدم قدرة الدولة على افتتاحها في الوقت المعلن وفشل الشركات المسؤولة في تنفيذه، ليأتي رد الدولة عليها فعليا حينما تم افتتاحها في الوقت المحدد.

- كما تداولت الجماعة رسائل صوتية على تطبيق «واتس آب» تزعم إصدار شركة المياه منشور تحذيري بعدم استخدام المياه لأغراض الشرب بدءاً من الساعة 3 صباحاً حتى الساعة 10 مساءً نتيجة لتلوثها بميكروب سام، ليخرج مجلس الوزراء وينفي تلك الشائعة مُؤكدا أنه لا صحة لإصدار شركة المياه منشور تحذيري بعدم استخدام المياه لأغراض الشرب، وأن الرسائل الصوتية المتداولة لا أساس لها من الصحة.

 تحريض الجماعة على الكراهية والتفرقة في المجتمعات

لم تقتصر دعاوى التنظيم الإرهابي على العنف المباشر والشائعات، بل امتدت إلى التحريض على الكراهية والتفرقة منها: 

- نشر خطاب الكراهية بين الدول لتفكيك نسيج المجتمعات. 

- دعوة الشباب إلى الانضمام لصفوفه وممارسة الإرهاب باسم الدين أو الإيديولوجيا. 

- التحريض على التمرد والانقلابات من خلال وسائل الإعلام والمنصات الرقمية. 

تاريخ جماعة الإخوان يشهد على استخدامها العنف

ومن جانبه أكد منير أديب، خبير شؤون الجماعات الإسلامية، أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين يشهد على استخدام العنف كجزء من استراتيجياتها منذ نشأتها في عام 1928، مشيرا إلى أن هذا العنف لم يقتصر فقط على السلوك الفردي لأعضاء الجماعة، بل كان مرتبطًا بفكر مؤسسها حسن البنا، الذي ارتبطت دعوته بالقوة العسكرية لتحقيق الأهداف.

وأضاف في تصريحات لـ«الوطن» أن الشعار الذي رفعته الجماعة منذ البداية، والذي يتضمن سيفين ومصحفًا، يعكس هذه الفكرة التي ترى أن إقامة الدولة الإسلامية وتحقيق الأهداف لا يتم إلا من خلال القوة والعنف.

مقالات مشابهة

  • خريطة العنف الكبيرة
  • تساؤلات حول مصير اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.. مسار هش للسلام وسط انقسامات عميقة.. الدماء والأرض والسياسة على المحك بعد أكثر الصفقات تعقيداً فى التاريخ
  • جمع الدنيا والقلعة.. أسئلة محيرة بامتحان اللغة العربية لطلاب الإعدادية
  • ساقية الدم السودانية
  • 97 عامًا من التضليل.. كيف اتخذت جماعة الإخوان الشائعات أداة لنشر الفوضى؟
  • إسبانيا تعيد تقييم نظام مكافحة العنف المنزلي
  • 7.8 مليون مستخدم لهذا التطبيق في تركيا
  • الدكتور محمد مهنا: الإسلام أمرنا ببر الوالدين مهما كان تصرفهما
  • عنف اللغة!
  • ليون يراجع «مشاهد العنف» في «وداع الكأس»