العنف ضد الوالدين.. تساؤلات محيرة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تؤكد الفطرة الإنسانية منذ بدء الخليقة إلى أن تقوم الساعة، على أهمية احترام الوالدين وتقديرهما بالمعنى المتكامل، وأهمية التعامل مع الأبوين بقدر كبير من الرحمة والمودة خاصة في مرحلة الكبر، والتي يكون فيها الوالدين في أشد الحاجة الى اللين والشفقة والود مع الابناء، إلا أن ما يحدث خلال هذه الأيام من ظاهرة التعامل السيىء والذي يصل إلى حد العقوق مع الوالدين هو ما يدفع الى البحث في أسباب هذا التحول في الفطرة الطبيعية، خاصة أن الأمر قد تعدى هذا الجانب ليصل الى حد العنف الجسدي ضد الأبوين، وهو ما يدعو إلى ضرورة الوقوف عند هذا الجانب لتناوله بقدر كبير من الاهتمام.
ولا شك أن جانبا هاما لتلك الإشكالية يتعلق بالتعامل بقدر من الإساءة اللفظية مع الوالدين ويتمثل أهم ملامحه في عدم التفاعل الإيجابي وعدم الإكتراث بحقوق الوالدين خاصة في سنوات الكبر مع مسألة التفضيل للزوجة أو الزوج عن الوالدين وهى كلها أمور تؤدي إلى مشكلات نفسية وإجتماعية بالغة التأثير.
وعند النظر الى الجرائم التي تشهدها المجتمعات هذه الايام، نجد أنها تتناول التعدي بالضرب والإساءة والتجاوزات الجسدية في حق الوالدين وهو ما يجعل القارىء يبدو متحيرا مما يحدث خاصة في ضوء غياب القيم والتعاليم الدينية والتي وضعت الوالدين في منزلة من التقدير والتوقير والإحترام، وهو ما يفرض مساءلة حول الأسباب التي دفعت بالأبناء للوصول الى هذا الحد الذي ينافي تعاليم الدين والفطرة الإنسانية السليمة.
وهنا يبدو أن أهمية التركيز على العودة لتعاليم الدين مرة أخرى والتي حثت الابناء على ضرورة التعامل بإحسان ومودة مع الأبوين خاصة في مراحل الكبر مع ضرورة التأكيد على دور المؤسسات المختلفة بدءا من المؤسسة الإعلامية والتي صارت أحد الركائز الجاذبة لكافة أفراد المجتمع من خلال تناول بعض البرامج بشكل شيق وجذاب للتعاطي مع هذه الظاهرة بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تميل الى النصح والإرشاد والتي قد لا يفضلها الكثير من الأجيال الجديدة، كما يبدو أن المؤسسة الدينية ممثلة في وزارة الاوقاف عليها دور هام في التركيز على هذا الموضوع الهام من خلال تخصيص برامج متلفزة قصيرة المدة لا تتجاوز الخمس دقائق لتوضيح دور الوالدين وتقديم نماذج من التاريخ الإسلامي لتوضيح هذه الرؤى بعيدا عن الأسلوب التلقيني الذي لا يميل اليه الجيل الحالي، مع أهمية تدعيم المقررات الدراسية في المواد المتعلقة باللغة العربية والتربية الدينية بضرورة توقير وإحترام ومحبة الوالدين.
وحتى لا نغفل جانبا هاما في تلك الإشكالية، فتبقى همسة في أذن الوالدين من أهمية التقرب من الأبناء والتحاور معهم وافساح الوقت لإدارة حوار منذ الصغر، بعيدا عن الإنشغال بوسائل التواصل الإجتماعي والتي أدت إلى إعتبار المنازل بمثابة جزر منعزلة نتيجة انشغال كل فرد بعالمه الإفتراضي الخاص وهو ما خلق فجوة بين الاجيال.
إلى جانب الحرص على العدالة بين الأبناء وعدم التفضيل وهو أمر يخلق بدوره العديد من المشكلات المجتمعية والنفسية وتعاني الأسر آثاره السلبية المتواصلة.
جملة القول، إن الحاجة إلى التعاطي مع هذه الظاهرة بجدية يتطلب تبني استراتيجية تكاملية لكافة المؤسسات بدءا من الأسرة مرورا بالمؤسسة التعليمية والإعلامية والدينية حتى نستطيع معالجة الأسباب التي أدت الى حدوثها، مع ضرورة الحل المجتمعي والنفسي وأحيانا العقابي مع آثار هذه الظاهرة التي تجانب الفطرة وتدعو الى التفكير العميق في أسباب حدوثها والنتائج المترتبة عليها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الفطرة الإنسانية خاصة فی وهو ما
إقرأ أيضاً:
المحامي أشرف عبدالعزيز يثير تساؤلات هامة أمام المحكمة بقضية أحمد فتوح
شهدت جلسة محاكمة اللاعب أحمد فتوح اليوم تطورات لافتة، حيث أثار محاميه، أشرف عبدالعزيز، عددًا من التساؤلات الجوهرية التي قد تؤثر على مسار القضية.
واستفسر “عبدالعزيز” عن كيفية تحليل عينة اللاعب دون حضور الشاهدين محمد صبحي وأحمد فؤاد، اللذين كانا برفقته في السيارة وقت وقوع الحادث.
وشكك الدفاع في الادعاء بأن السيارة كانت تسير بسرعة 150 كم/س، مشيرًا إلى أن الشاهدين لم يكونا يركزان على عداد السرعة، مما يجعل هذا الرقم غير دقيق مضيفًا تساؤلات حول رواية محمد صبحي، الذي زعم أنه قفز من السيارة أثناء سيرها، ومتسائلًا عن إمكانية حدوث ذلك فعليًا في ظل الظروف المحيطة وسرعة السيارة وقت الحادث.
وظهر أحمد فتوح خلال الجلسة وهو يحاول تجنب عدسات الكاميرات، ما أثار تكهنات حول حالته النفسية ومدى تأثير القضية عليه.
زتأتي هذه الجلسة بعد الإعلان عن تصالح تم بين اللاعب وأسرة الضحية، في وقت يترقب فيه الشارع المصري القرارات الحاسمة التي ستصدرها المحكمة بشأن القضية التي أثارت اهتمامًا واسعًا.