الأسبوع:
2024-09-18@02:08:02 GMT

‎العنف ضد الوالدين.. تساؤلات محيرة

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

‎العنف ضد الوالدين.. تساؤلات محيرة

تؤكد الفطرة الإنسانية منذ بدء الخليقة إلى أن تقوم الساعة، على أهمية احترام الوالدين وتقديرهما بالمعنى المتكامل، وأهمية التعامل مع الأبوين بقدر كبير من الرحمة والمودة خاصة في مرحلة الكبر، والتي يكون فيها الوالدين في أشد الحاجة الى اللين والشفقة والود مع الابناء، إلا أن ما يحدث خلال هذه الأيام من ظاهرة التعامل السيىء والذي يصل إلى حد العقوق مع الوالدين هو ما يدفع الى البحث في أسباب هذا التحول في الفطرة الطبيعية، خاصة أن الأمر قد تعدى هذا الجانب ليصل الى حد العنف الجسدي ضد الأبوين، وهو ما يدعو إلى ضرورة الوقوف عند هذا الجانب لتناوله بقدر كبير من الاهتمام.

ولا شك أن جانبا هاما لتلك الإشكالية يتعلق بالتعامل بقدر من الإساءة اللفظية مع الوالدين ويتمثل أهم ملامحه في عدم التفاعل الإيجابي وعدم الإكتراث بحقوق الوالدين خاصة في سنوات الكبر مع مسألة التفضيل للزوجة أو الزوج عن الوالدين وهى كلها أمور تؤدي إلى مشكلات نفسية وإجتماعية بالغة التأثير.

وعند النظر الى الجرائم التي تشهدها المجتمعات هذه الايام، نجد أنها تتناول التعدي بالضرب والإساءة والتجاوزات الجسدية في حق الوالدين وهو ما يجعل القارىء يبدو متحيرا مما يحدث خاصة في ضوء غياب القيم والتعاليم الدينية والتي وضعت الوالدين في منزلة من التقدير والتوقير والإحترام، وهو ما يفرض مساءلة حول الأسباب التي دفعت بالأبناء للوصول الى هذا الحد الذي ينافي تعاليم الدين والفطرة الإنسانية السليمة.

وهنا يبدو أن أهمية التركيز على العودة لتعاليم الدين مرة أخرى والتي حثت الابناء على ضرورة التعامل بإحسان ومودة مع الأبوين خاصة في مراحل الكبر مع ضرورة التأكيد على دور المؤسسات المختلفة بدءا من المؤسسة الإعلامية والتي صارت أحد الركائز الجاذبة لكافة أفراد المجتمع من خلال تناول بعض البرامج بشكل شيق وجذاب للتعاطي مع هذه الظاهرة بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تميل الى النصح والإرشاد والتي قد لا يفضلها الكثير من الأجيال الجديدة، كما يبدو أن المؤسسة الدينية ممثلة في وزارة الاوقاف عليها دور هام في التركيز على هذا الموضوع الهام من خلال تخصيص برامج متلفزة قصيرة المدة لا تتجاوز الخمس دقائق لتوضيح دور الوالدين وتقديم نماذج من التاريخ الإسلامي لتوضيح هذه الرؤى بعيدا عن الأسلوب التلقيني الذي لا يميل اليه الجيل الحالي، مع أهمية تدعيم المقررات الدراسية في المواد المتعلقة باللغة العربية والتربية الدينية بضرورة توقير وإحترام ومحبة الوالدين.

وحتى لا نغفل جانبا هاما في تلك الإشكالية، فتبقى همسة في أذن الوالدين من أهمية التقرب من الأبناء والتحاور معهم وافساح الوقت لإدارة حوار منذ الصغر، بعيدا عن الإنشغال بوسائل التواصل الإجتماعي والتي أدت إلى إعتبار المنازل بمثابة جزر منعزلة نتيجة انشغال كل فرد بعالمه الإفتراضي الخاص وهو ما خلق فجوة بين الاجيال.

إلى جانب الحرص على العدالة بين الأبناء وعدم التفضيل وهو أمر يخلق بدوره العديد من المشكلات المجتمعية والنفسية وتعاني الأسر آثاره السلبية المتواصلة.

جملة القول، إن الحاجة إلى التعاطي مع هذه الظاهرة بجدية يتطلب تبني استراتيجية تكاملية لكافة المؤسسات بدءا من الأسرة مرورا بالمؤسسة التعليمية والإعلامية والدينية حتى نستطيع معالجة الأسباب التي أدت الى حدوثها، مع ضرورة الحل المجتمعي والنفسي وأحيانا العقابي مع آثار هذه الظاهرة التي تجانب الفطرة وتدعو الى التفكير العميق في أسباب حدوثها والنتائج المترتبة عليها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفطرة الإنسانية خاصة فی وهو ما

إقرأ أيضاً:

ريفي: ظاهرة المخدرات هي حرب على طرابلس

عقد "اللقاء النيابي الطرابلسي" المؤلف من النواب اللواء أشرف ريفي والدكتور إيهاب مطر وإيلي خوري، ومنسق اللقاء الدكتور رامي فنج، اجتماعاً استثنائياً في مكتب ريفي للبحث في الأوضاع الأمنية في طرابلس.

وصدر عن المجتمعين بيان تلاه مطر وجاء فيه: "يا أبناء شعبنا في طرابلس الفيحاء، كما سبق وعاهدناكم كنواب وممثلين عن المدينة وفي إطار متابعة قضايا طرابلس والشؤون الحياتية والإقتصادية لأبناء المدينة وتدارس الأوضاع المحلية من مختلف جوانبها واتخاذ القرارات والإجراءات بخصوص مطالب المدينة مع المعنيين وقد نجحنا في هذا الإطار وتمكنا من إيجاد الحلول للعديد من المشاكل والإشكالات المشكو منها.

أضاف: "وقد آلمنا مؤخرا ازدياد أعمال التعدي على الناس والمواطنين واستخدام السلاح بأنواعه من قِبل بعض الموتورين الذين استسهلوا العنف مستخدمين كافة أنواع الأسلحة بما في ذلك السكاكين والآلات الحادة وسواها لإخافة الناس من جهة وتهديدهم أحيانا كثيرة بقوة السلاح للحصول على ما في جيوبهم من مال أو التخلي عن مركباتهم ودراجاتهم الهوائية والنارية".

تابع البيان: "نسمع كثيرا عن تعرّض عمال (الدليفري) لهذه التعديات وغالباً ما يقع هؤلاء المساكين ضحايا هذه الأعمال الشنيعة فيخسرون مرتين من جهة يفقدون وسيلة النقل التي غالبا ما تكون ملكا لهم ومن جهة ثانية يضطرون إلى دفع ما خسروه من مال وهو يعود لصالح رب العمل".

وأردف: "هذا وقد تطورت أعمال العنف هذه وبتنا جميعا كما سائر عائلات طرابلس وسكانها نخشى من تعرّض أبنائنا لمختلف أنواع العنف خلال ساعات الليل وأثناء تنقلاتهم سواء بواسطة السيارة أو سيرا على الاقدام، وقد سمعنا جميعا عن أحداث مماثلة وراجعَنا العديد من أبناء المدينة يشكون انتشار حالات العنف هذه التي باتت تتعرض لها الدكاكين والمخازن في العديد من المناطق وذهب ضحيتها العديد من المواطنين ومن مختلف الأعمار وكذلك التجار. وجميعنا يسمع ويتابع عمليات السطو والاحتيال والعنف بشكل يومي ونُدرك ايضا خطورة استفحال هذا "الفلتان" وما يُلحقه من أضرار وضحايا بحيث أن عدد المراجعين قد تضاعف والأمر بات يتطلب إجراءات من قِبل المؤسسات الأمنية بصورة خاصة. من هنا لا بد لنا من عقد لقاءات مع الجهات المعنية لبحث الموضوع وطرح مسألة الإجراءات المطلوبة بكثير من الجدية وبسرعة لا تتحمل التأجيل".

وأشار البيان إلى "أننا نطالب بتعزيز دور السلطات الأمنية ورفع درجة ملاحقة أصحاب السوابق وتفعيل دوريات المراقبة وخاصة في الأسواق وأماكن تجمع المارة.

- تسيير دوريات راجلة وأخرى مؤلّلة عند تقاطع الطرقات والأحياء وتفعيل ذلك خصوصا اثناء ساعات الليل.

- عدم التهاون والتعامل بجدية مع المخلين بالأمن والإبلاغ فورا عن أيّ حدث يتم الإعداد له من قِبل مشبوهين.

- التعامل بجدية مع رخص حمل الأسلحة".

وختم: "لا بد من مناشدة قيادة الجيش لبسط سلطتها على مختلف المناطق وبشكل خاص في طرابلس لوضع حد نهائي للتفلّت الأمني من جهة وبسط سلطتها ومراقبة مناطق الدخول والخروج وكشف حقيقة بعض جرائم الإخلال بالأمن ومن يقف وراءها ويدعمها سيما بعد تزايد أعمال العنف هذه وضبط مفتعلي هذه الأحداث وأهدافهم، وخاصة ما تردد مؤخراً عن تدخل جهات فاعلة في الحكم لتغذية ونشر أعمال العنف المغلّف بالسرقات في عاصمة الشمال، إضافة إلى وجوب ضبط وقمع عمليات توزيع وترويج مختلف أنواع المخدرات وإحالة تجارها ومروجيها على القضاء".


وردا على سؤال قال ريفي: "بعد قصة الطعن قسمنا الى مجموعتين نيابتين في طرابلس، الاولى تميل لقوى ١٤ آذار والثانية الى ٨ آذار بالمعنى السياسي، ناشدنا واليوم نجدد المناشدة للفريق الاخر وان كنا مختلفين سياسيا ونقول ان مصلحة المدينة اكبر منا جميعا وعلينا ان نضع خلافاتنا السياسية على الطاولة، لنكون كفريق خدم للمدينة لمتابعة قضاياها، واؤكد في هذه المناسبة ان الوضع يوجب علينا ان نترفع ونلتقي على الطاولة نفسها وبشكل دوري بلا رئيس، واليوم نعلم جميعنا من حصل على نسبة اصوات اكثر من الاخر في الانتخابات النيابية الا اننا من جهتنا سنترفع عن كل الامور واناشد من جديد ان ظروف المدينة تتطلب منا ان نجتمع بعيدا عن خلافاتنا السياسية لملاحقة قضاياها، ولنبدأ من حيث تريدون وتكون الاجتماعات بشكل دوري عند الجميع دون استثناء، لان مصلحة المدينة لا تحتمل ان ننقسم على جنس الملائكة كانوا ذكورا ام اناثا".

وتابع: "نحن لا نعيش خارج اطار الواقعية، ولكن هناك ظروف صعبة وثمة نقص في عديد رجال قوى الامن والجيش وهناك ازمات متعاقبة اقتصادية، ولكن حقنا ان نشك ان هناك من يريد شيطنة المدينة واخذها الى الفلتان الامني واغراقها بالمخدرات على انواعها، لذلك نقول يمكن ان يكون هناك مصلحة او شك كبير جدا ان هناك من يريد ان يتفلت الوضع الامني في طرابلس ، سواء كان من خلال الاكاذيب والتحريض الاعلامي على المدينة ، او من انتشار ظاهرة المخدرات ، فالمخدرات اما ان نكون امام تجار او امام حرب مخدرات ، فحين تباع حبة الكابتغون باقل من كلفتها وهي تخرج من يد المنتج  للمهرب ثم للمروج هذا يعني انها مرت على ثلاثة اشخاص ومازالت تباع بابخس الاثمان لذلك نحن نشك ان هناك فريق الذي ينتج المخدرات يحاول ان يضرب مجتمعاتنا لنصل الى ما وصلنا اليه اليوم".

وتوجه ريفي الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قائلا: "دولة الرئيس هذه مدينتك وعليك ان تعطيها اهتماما خاصا جدا ، ونتوجه ايضا لمعالي وزير الداخلية لنقول له هذه ايضا مدينتك ويمكن ان تدعو الى عقد اجتماعات متتالية لمجلس الامني الفرعي في المدينة لنتمكن من اجتياز هذه المرحلة الصعبة، فكلنا نعلم ازمة التوقيفات سواء في النظارات او في السجون في موقع غير انساني ، فليس هناك نظارة تستطيع ان تستقبل موقوفا جديدا ، وسبق ان ناسدنا وقمنا باقتراح قانون في مجلس النواب ، لاصدار قانون للعفو العام او لاطلاق سراح الموقوفين بتهم الجنح والبسيطة، لان النظارات لا بد ان تفرغ بطريقة معينة ولنتخذ اجراءات استثنائية".

اضاف: "فالقانون ينص انه يمكن في الجنحة ان نوقف المتهم اشهر معدودة ثم يتم اخلاء سبيله ، وكذلك الامر في القضايا الجنائية هناك فترة توقيف اطول تتجدد مرة واحدة استثنائية ، كما ان قضاة التحقيق ليس لديها الامكانية حتى لاستجواب موقوف واحد لفترة زمنية طويلة ، لان الاقتظاظ في السجون بات لا يحتمل، ولا يمكن ان يعطي نتجية ايجابية للمسجونين لان خروجهم بعد ذلك وخصوصا اذا كان المتهم بريئا سيخرج مضغوط النفس وثمة خوف من ان يتحول الى مجرم حقيقي بسبب الظلم الذي لحق به".

وتابع: "لذلك ان ابقاء الموقوفين في مختلف دول العالم نسبتهم لا تتجاوز الثلث في المقابل المحكومين تكون نسبتهم الثلثين الا ان في لبنان الامر معكوس فالثلثين موقوفين والثلث تم محاكمته لذلك لا بد من افراغ السجون من الموقوفين بجرم الجنح والمظلومين ، ليبقى هناك مكان في السجون للمجرم الحقيقي ، فكل الذي يحصل اليوم هو عبارة عن ظواهر غير طبيعية وغير مقبولة، واؤكد اننا نشك ان ظاهرة المخدرات هي حرب على طرابلس وهي لا تعتبر تجارة مخدرات نهائيا، وفي المقابل اكرر واناشد وزير الداخلية ان طرابلس مدينته ونعلم حجم محبته لها وعليه ان يعقد جلسة للمجلس الامن الفرعي في اسرع وقت ممكن لاتخاذ الاجراءات الصارمة بحق الخارجين عن القانون ونحن بدورنا لن نتدخل وسترفع ايدينا على هذه الفئة من الناس".

مقالات مشابهة

  • “إسرائيل” تواجه تساؤلات صعبة بعد فشل الدفاعات الجوية في اعتراض الصاروخ اليمني
  • مجلس التعاون الخليجي... تساؤلات مشروعة
  • هل العنف السياسي غريب على الولايات المتحدة؟
  • غموض الأيام الأخيرة.. تحقيقات الغواصة تيتان تصطدم بألغاز محيرة
  • «التنمية المحلية» تشكل لجنة للرد على تساؤلات التصالح في مخالفات البناء
  • ريفي: ظاهرة المخدرات هي حرب على طرابلس
  • الشؤون الإسلامية توجه بتخصيص خطبة الجمعة عن نعمة الأمن في المملكة وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، اليوم الاثنين، خطباء الجوامع بعموم مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة يوم 17 ربيع الأول 144
  • إعلام إسرائيلي: تساؤلات عن فشل منظومة الدفاع الجوي ومخاوف من قدرات الحوثيين
  • انتشار أمني مكثّف في صنعاء وعمران يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية
  • حزب الإصلاح اليمني يحيي ذكرى تأسيسه وسط تساؤلات عن وضعه وأدائه