الأزهر للفتوى يعقد صالونه الثقافي والفكري بمقره في مشيخة الأزهر
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
عقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، صالونه الثقافي والفكري الشهري، بمشيخة الأزهر، تحت عنوان: "التمييز بين الأبناء وأثره في السلوك المجتمعي".
حاضر في الصالون الثقافي الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، والدكتور محمد الجبة، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة مروة لطفي عبد الهادي، الأخصائية النفسية، وأدار الحوار الشيخ محمد عماد أبوالهدى، مشرف قسم بنك الفتاوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بمشاركة متدربي برنامج مركز الأزهر العالمي للفتوى لتأهيل المقبلين على الزواج في دورته لـ 71.
قال الدكتور محمد المهدي، إن التمييز بين الأبناء ينتج عنه الكثير من الاضطرابات السلوكية لدى الأبناء، مثل الكذب والعدوانية والغيرة، وإن العدالة والمساواة بينهم هي بمثابة العلاج والوقاية من هذه السلوكيات المضطربة، مشددًا على ضرورة أن يساوي أولياء الأمور بين أبنائهم في مدح صفاتهم الحسنة، حيث إن لكل طفل ذكاءه الخاص، فمنهم من يتميز بالذكاء اللغوي، وآخر يتميز بالذكاء الاجتماعي، وثالث يتميز بالذكاء الوجداني، وعلى الآباء إدراك نقاط القوة لدى أبنائهم والمساواة بينهم في المدح لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي لديهم.
وأوضح "المهدي" أنه، وفي حال، ما لو كان هناك تفضيل من الآباء لأحد أبنائهم لتميزه عن إخوته، فمن الواجب عليهم السيطرة على تلك المشاعر وعدم إظهارها، لمنع أي غيرة أو ضغينة بينهم، مشيرًا إلى أن المساواة بينهم في العطايا والهدايا هي أيضا من أهم طرق العلاج التي تمنع الإحساس بالتمييز، لافتًا إلى أن الاهتمام الزائد من قبل الآباء بأبنائهم، وتلبية جميع متطلباتهم، قد تكون سببًا في ظهور بعض السلوكيات المرفوضة لديهم مثل الطمع والأنانية، وهو ما يجب الحرص على تجنبه.
الجبة: جميع الأدلة الشرعية تشير إلى وجوب تحقيق العدل بين الأبناءومن جانبه، قال الدكتور محمد الجبة، إن للإسلام موقفًا واضحًا من التمييز، حيث تشير جميع الأدلة الشرعية إلى وجوب تحقيق العدل بين الأبناء، وعدم التمييز بينهم، ومن ذلك قوله تعالى: "يوصيكم الله في أولادكم"، ولم يقل في أبنائكم، في دلالة واضحة على العدالة بين الإناث والذكور، ومنه أيضا قصة عمرة بنت رواحة مع زوجها بشير بن سعد، حين أعطى أحد أولادها عطية، فقالت: لا أرضى حتى تشهد رسول الله ﷺ على ما وهبت لابني، فأتى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله ﷺ: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم، فقال: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذًا، فإني لا أشهد على جور، وقال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.
وشدد “الجبة” على أن التمييز ليس مسوغًا لعقوق الوالدين، موصيًا الآباء بضرورة الاهتمام الشديد بتحقيق العدالة بين أبنائهم منعًا لأي كراهية من أبنائهم تجاههم أو تجاه إخوتهم، مؤكدًا ضرورة أن لا يكون الآباء سببًا في عقوق أبنائهم لهم، وأن العدالة والمساواة هي المنهج القويم والأساس للتربية السليمة، طبقًا لتعاليم ديننا الحنيف.
مروة لطفي: الأسرة هي النواة الأساسية لتربية الأبناء بالشكل السليم والصحيوفي السياق ذاته أكدت الدكتورة مروة لطفي عبدالهادي، الأخصائية النفسية، أن الأسرة هي النواة الأساسية لتربية الأبناء بالشكل السليم والصحي، عبر الاعتماد على الطرق التربوية السليمة البعيدة عن التمييز، مضيفة أن التمييز نوعان، سلبي وإيجابي، وأن له الكثير من الأسس التي يقوم عليها، والصور التي يجب على جميع الآباء الوعي بها ومعرفة التعامل الأمثل حيالها.
وأضافت الدكتورة مروة لطفي أن التمييز كثيرًا ما ينتج عنه اضطرابات وأمراض نفسية مثل "الانطواء" و"الوسواس القهري" وغيرهما، والتي قد ينتج عنها لجوء الأبناء للسلوكيات السيئة والمرفوضة، بالإضافة لتسببه في الكثير من المشكلات الاجتماعية والاضطرابات السلوكية، مشيرة إلى أن شخصية الطفل تتكون وهو في عمر 2-5 سنوات، وعلى الأهل في هذه المرحلة العمرية دور كبير في أن تتكون لدى أبنائهم شخصيات سوية.
جدير بالذكر أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بدأ فعاليات صالونه الثقافي والفكري لمناقشة مشكلات الأسرة المصرية في سبتمبر من عام 2021م، والذي يعتبر معالجة ميدانية وفكرية لما رصده المركز من مشكلات أسرية وظواهر مجتمعية سلبية، وتعزيزا لتعاونه مع كافة المؤسسات والمراكز المتخصصة والهيئات الفاعلة في المجتمع المصري؛ لتحقيق استقرار الأسرة المصرية، بما يسهم في استقرار المجتمع وتقدمه، ويسهم في تحقيق أهداف رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030م.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر للفتوى مشيخة الأزهر الصالون الثقافي التربية تربية الأبناء مرکز الأزهر العالمی للفتوى الإلکترونیة التمییز بین بین الأبناء الکثیر من رسول الله
إقرأ أيضاً:
لن يشارك أي مسؤول أمريكي.. ترامب يقاطع قمة العشرين في جنوب أفريقيا بذريعة التمييز ضد البيض
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ بلاده ستقاطع قمة مجموعة العشرين المقررة في جنوب أفريقيا في 22 و23 تشرين الثاني/ نوفمبر، مبررًا القرار بما وصفه "سوء معاملة المزارعين البيض" في البلاد.
قال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال": "من العار أن تُعقد قمة العشرين في جنوب أفريقيا"، مؤكدًا أنّ الولايات المتحدة "لن تشارك في القمة طالما استمرت هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان".
وأضاف في مناسبة اقتصادية في ميامي أنّ "جنوب أفريقيا يجب ألاّ تكون أصلًا ضمن مجموعة العشرين، وما يحدث هناك أمر سيئ ولا يليق بعضوية الاقتصادات الكبرى".
وذكرت وكالة "رويترز" أنّ نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الذي كان من المقرر أن يمثل واشنطن في القمة، لن يشارك أيضًا، ولا يخطط لأي رحلات خارجية في المدى القريب.
مزاعم "إبادة جماعية" ضد البيضيُعدّ موقف ترامب امتدادًا لخطابه التصعيدي تجاه بريتوريا منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير الماضي، إذ سبق أن زعم أن الأقلية البيضاء تتعرض لما سماه "عمليات قتل منظمة"، و"إبادة جماعية" متهمًا حكومة بريتوريا بالعجز عن حماية المواطنين من أصول أوروبية.
وخلال لقائه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا في واشنطن مطلع العام الجاري، عرض ترامب مقاطع مصوّرة قال إنها توثّق اعتداءات وأعمال عنف استهدفت مزارعين بيضًا بعد سقوط نظام الفصل العنصري، معتبرًا أنها دليل على "فشل الحكومة في معالجة التمييز".
وقد أعلنت واشنطن الأسبوع الماضي عن منح أولوية خاصة لقبول اللاجئين البيض القادمين من جنوب أفريقيا، مبرّرة القرار بـ"دواعٍ إنسانية ملحّة".
بريتوريا تنفي الاتهاماتسارعت حكومة جنوب أفريقيا إلى نفي الاتهامات الأمريكية، مؤكدة أنه لا وجود لأي سياسة تستهدف البيض في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الجنوب أفريقية في بيان رسمي إنّ تصريحات الرئيس الأمريكي "مؤسفة"، مشددة على أن بلادها مستعدة لاستضافة قمة العشرين وتعمل على ضمان نجاحها.
وأضاف البيان أنّ "الحديث عن الأفريكانرز كمجموعة بيضاء خالصة يناقض الحقائق التاريخية"، وأنّ "الادعاءات حول تعرّضهم للاضطهاد لا تستند إلى أي دليل"، مؤكدة أنّ جنوب أفريقيا "ستواصل التركيز على دورها الإيجابي ومساهماتها البنّاءة في الشؤون الدولية، بعيدًا عن الخطابات التي تسعى لتشويه صورتها".
Related واشنطن تستعد لاستقبال مجموعة طالبي لجوء من السكان البيض في جنوب أفريقياجنوب أفريقيا للعدل الدولية: "غزة تحوّلت إلى جحيم مفتوح" وتدعو لمحاسبة إسرائيلبسبب زيارة إيران.. قائد الجيش في جنوب أفريقيا يضع بلاده في أزمة دبلوماسية خلافات تعمّق الأزمةتعمّق الخلاف بين واشنطن وبريتوريا بعد أن تقدّمت جنوب أفريقيا بدعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وهو ما اعتبرته إدارة ترامب "عداءً غير مبرر" تجاه حليفها الإسرائيلي.
وتفاقمت الأزمة بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 30% على الواردات الجنوب أفريقية.
ومن المقرر أن تتسلّم الولايات المتحدة رئاسة مجموعة العشرين بعد قمة هذا العام، على أن يعقد ترامب القمة المقبلة في منتجعه للغولف في ميامي، وهو الموقع ذاته الذي كان قد اقترحه في ولايته الأولى لاستضافة قمة مجموعة السبع عام 2020.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة قمة جنوب أفريقيا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إبادة حقوق الإنسان
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم