مصر أولى محطات «البرهان» خارج «الزي العسكري»
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
يرى خبير عسكري، أن ارتداء “البرهان” للزي المدني في أولى رحلاته الخارجية يحمل رسائل تؤكد هدوء الأحوال في السودان من جهة ومن جهة أخرى تقول إن كل الأمور تحت السيطرة.
التغيير: أمل محمد الحسن
أثار استبدال” البرهان” لزيه العسكري ببدلة رسمية قبيل مغادرة البلاد في أولى رحلاته الخارجية منذ اندلاع الحرب ضد الدعم السريع في 15 أبريل الماضي؛ الكثير من الاستفهامات، في وقت يحمل فيه الزي دلالات أكبر من مجرد قماش يستر البدن.
وقدم الرئيس المدني الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، مثالا حيا بارتداءه للون واحد أقرب للزي العسكري منذ بدء الحرب في بلاده مع روسيا، حتى حصل زيه على ما يشبه علامة الأزياء العالمية، وعلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي على عدم خلعه للزي الشبيه بالعسكري بـ “ارتداء مثل زعيم العالم الحر، مجموعة زيلينسكي”.
خلع البزة العسكريةوقال أحد الضباط في القوات المسلحة، فضل حجب اسمه، إنه طوال عمله لمدة عامين في حرب الجنوب لم يخلع بزته العسكرية ولا ليوم واحد “لم يكن هناك يوم عطلة أو جمعة”، مؤكدا عدم رؤيته للزي المدني حتى انتهاء فترة انتدابه في الحرب.
وقال لـ (التغيير) إن قضية الزي تأتي في سياق ما يعرف بـ “الأوامر المستديمة”، وسياقات العمل الثابتة التي يعلمها كل جندي بالضرورة.
وأضاف: “الإلتزام بالزي العسكري له دلالته ورمزيته بالنسبة للضباط والجنود”، هذا ما قاله النقيب مهندس المتقاعد الطيب المالكابي، مؤكدا بعدم وجود قانون ملزم بعدم خلع الزي العسكري في ظروف الحرب.
واستدرك: “لكن الالتزام بالزي العسكري عرف داخل القوات المسلحة”.
ضابط في رتبة كبيرة: “طوال عملي لعامين في حرب الجنوب لم اخلع زيي العسكري
وقال المالكابي لـ (التغيير): إن استبدال” البرهان” للبدلة العسكرية بالمدنية يحمل دلالات كونه رجل دولة وهي صورة تناسب مهام رحلاته الخارجية.
من جانبه يرى الخبير العسكري، اللواء أمين اسماعيل مجذوب، إن ارتداء “البرهان” للزي المدني في أولى رحلاته الخارجية يحمل رسائل تؤكد هدوء الأحوال في السودان من جهة ومن جهة أخرى تقول إن كل الأمور تحت السيطرة.
لماذا القاهرة؟بعد استمرار الحرب بين الجيش والدعم السريع لما يقرب الـ 5 أشهر، خرج “البرهان” أخيرا من مركز قيادة الجيش بالقيادة العامة وسط الخرطوم إلى مدينتي عطبرة ثم بورتسودان قبل أن يبدأ رحلاته الخارجية التي ابتدرها بزيارة مصر.
ووفق الخبير الاستراتيجي محمد إبراهيم كباشي، فإن الرحلة الأولى التي توجه بها “البرهان” نحو “العقل المدبر” وفق تعبيره مؤكدا لعبها لأدوار فاعلة منذ انقلاب 25 اكتوبر بعضها معلن والآخر “خفي”.
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن القاهرة لم تكن بعيدة عن ملف الحرب خوفا على أمنها القومي، مشيرا إلى تشكيلها مقرا لمجموعة من الاسلاميين الراغبين في العودة للسلطة.
اللواء أمين سماعيل: ارتداء البرهان للزي المدني يعكس هدوء الأوضاع وأن كل الأمور تحت السيطرة
وحول هذه الجماعة الاسلامية قال الخبير الاستراتيجي، إنهم مجموعة إسلامية تدعي إنها “براغماتية” وليست “راديكالية” تتخذ تعظيم المصالح المصرية طريقا للعودة للسلطة.
واتهم “كباشي” هذه الجماعات بالضلوع في دفع الأوضاع نحو حافة الهاوية وتفجير الحرب، قاطعا بمساهمتهم بمستويات متفاوتة في انقلاب 25 أكتوبر.
وقال الخبير الاستراتيجي لـ (التغيير) إن قراءة المشهد مع الوجود العسكري المصري في قاعدة مروي الذي اعتبره أحد عوامل تفجر الحرب تفرض على “البرهان” أن تكون مصر وجهته الأولى.
وقطع “كباشي” بتغير الموقف المصري الداعي للحسم العسكري في بداية الحرب إلى دولة تسعى لوقف الحرب عبر الحوار معللا هذ التحول بتأثر مصر بتبعات الحرب على رأسها أعداد اللاجئين الكبيرة لأراضيها.
هذا التغير كان واضحا وفق “كباشي” بـ “عقدها لقمة دول الجوار ومشاركتها في إجتماعات دول (الإيقاد) والاتحاد الافريقي الساعية لحل أزمة السودان”.
وقطع الخبير الاستراتيجي بأن القاهرة ستشكل البوصلة الموجهة لتحركات “البرهان” حربا وسلما.
مصر والسودانيينبالنسبة للخبير العسكري اللواء أمين مجذوب، تعود أسباب توجه “البرهان” لمصر في أولى زياراته الخارجية نسبة لأنها الدولة الوحيدة التي فتحت حدودها للسودانيين، حد قوله.
وأضاف: “حتى التجارة الخارجية ما زالت مستمرة إلى الآن بين البلدين”.
وقال بأن” البرهان” توجه لمصر ليقدم لها الشكر لدورها في جمع دول الجوار التي أكد انها مبادرة “ممتازة” من وجهة نظر الحكومة السودانية.
وقطع الخبير العسكري بأن “البرهان” لن يطلب مساعدات عسكرية من القاهرة، قاطعا بعدم حوجة السودان للمساعدات نسبة لأن امكانياته العسكرية والتقنية وصناعاته العسكرية تكفيه.
وأضاف: “مصر أعلنت الحياد ولن توافق على دعم أي طرف من الأطراف”.
خبير استراتيجي: مصر “العقل المدبر” التي تمثل بوصلة البرهان حربا وسلما
تناقض خطابات “البرهان” بين قوله: “حريصين في أننا نسعى لنضع حد لهذه الحرب”، وهذا ما قاله “البرهان” في كلمته بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وهو حديث يحمل تناقضا كبيراً مع ما قاله في قاعدة فلمنقو العسكرية البحرية في البحر الأحمر، حيث أكد مواصلة القتال حتى نهاية آخر عسكري.
الا أن الخبير العسكري اللواء أمين اسماعيل، نفي وجود تناقض في حديث” البرهان” مؤكدا أن حديثه في القاعدة العسكرية كان في إطار مخاطبة الشعب في الداخل ولا علاقة له بأجندة زياراته الخارجية
وقال: “هذا الحديث لا تأثير له في أجندة الزيارات الخارجية”.
الوسومالحكم العسكري حرب الجيش والدعم السريع عبد الفتاح البرهان عبد الفتاح السيسي مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحكم العسكري حرب الجيش والدعم السريع عبد الفتاح البرهان عبد الفتاح السيسي مصر اللواء أمین فی أولى من جهة
إقرأ أيضاً:
غارديان: أطباء غزة يروون فظائع الأسبوع الأول بعد عودة الحرب
قالت صحيفة غارديان إن غرفة الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة امتلأت بعد دقائق من موجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي خرقت وقف إطلاق النار، وإن حوالي ثلث المصابين كانوا دون سن 14.
وقال مارك بيرلماتر، وهو جراح عظام متطوع قادم من الولايات المتحدة ويعمل في المستشفى ذلك الصباح، "لم يكن هناك في أي لحظة أقل من 65 شخصا في قسم الطوارئ، جميعهم مصابون بجروح مفتوحة، ومعظمهم من النساء والأطفال". وأضاف "كانت الأرضية غارقة بالدماء".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: هل تنتقل إسرائيل من حرب غزة إلى الحرب الأهلية؟list 2 of 2لوباريزيان: ترامب يمنع بايدن وهاريس وبلينكن من الاطلاع على المعلومات السريةend of listوعلى بعد كيلومترات قليلة -حسب تقرير جيسون بيرك للصحيفة- كانت هناك مشاهد مماثلة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، وقالت تانيا حاج حسن طبيبة العناية المركزة للأطفال "كانت هناك موجات متتالية، وبمجرد وفاة المرضى أو نقلهم إلى مكان آخر، يتوافد المزيد. كانت الفوضى عارمة".
وأشار مسؤولون طبيون فلسطينيون إلى أن أكثر من 200 شخص قتلوا صباح الثلاثاء وحده وجرح مئات، في الوقت الذي تقول فيه إسرائيل إنها قصفت 80 هدفا "إرهابيا" في غضون 10 دقائق صباح الثلاثاء، من بينها قادة وبنية تحتية عسكرية رئيسية.
ومع استمرار المزيد من الغارات الجوية والقصف، وصل إجمالي عدد القتلى في القطاع الفلسطيني المدمر في الحرب المستمرة منذ 18 شهرا إلى أكثر من 50 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 113 ألف جريح، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
إعلانووصفت فيروز سيدهوا (43 عاما) وهي جراحة صدمات من كاليفورنيا، تعمل في خان يونس كمتطوعة، كيف أخبرت والد فتاة في الرابعة أن ابنته لن تعيش أكثر من بضع دقائق، وطلبت منه "أن يأخذها إلى الخارج ويصلي معها ففعل".
الناس مرعوبونوقال أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال والتوليد، إن 300 نُقلوا إلى مستشفى ناصر يوم الثلاثاء، لم ينج منهم إلا القليل، إذ توفي حوالي 85 شخصًا، من بينهم نحو 40 طفلا، تراوح أعمارهم بين عام واحد و17 عاما.
وكان من بين الضحايا صبي يبلغ من العمر 10 سنوات مصاب بقطع في الحبل الشوكي، وأصيب بالشلل التام أسفل الرقبة، ولم يكن قادرا على التنفس من دون مساعدة، وطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات بها إصابات متعددة بالشظايا، ومن غير المرجح أن تتكلم في المستقبل.
ورغم كل هذا -كما تقول الصحيفة- قال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إنه ملتزم بتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين أثناء العمليات، وإنه "يلتزم التزاما تاما باحترام جميع الالتزامات القانونية الدولية المعمول بها، بما فيها قانون النزاعات المسلحة".
ومع أن 22 مرفقا صحيا رئيسيا من أصل 35 لا يزال يعمل في غزة، فإنها لا تقدم سوى جزء ضئيل من الخدمات التي كانت تقدمها قبل الحرب. وصرحت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، بأن جميع هذه المرافق "مُثقلة" وتعاني من نقص في الإمدادات الأساسية.
وقال الدكتور خميس الإيسي، وهو طبيب أعصاب واختصاصي ألم في مستشفى الأهلي بمدينة غزة، إنه لا يملك مسكنات ألم كافية لمئات مرضى السرطان. وأضاف "لدينا مئات الآلاف في غزة يعانون من أمراض مزمنة. إنهم بحاجة إلى الرعاية المناسبة، لكن الظروف مزرية. لا توجد مياه شرب نظيفة، وأنظمة الصرف الصحي مدمرة بالكامل. الناس مرعوبون".