عاد رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان من مصر إلى مدينة بورتسودان بعد إجرائه أول زيارة خارجية له منذ اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي، في حين تواصلت المعارك مخلفة عشرات القتلى في جنوب دارفور وجنوب كردفان.

وكان البرهان قد بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العلمين التطورات وجهود حل الأزمة.

وقال البرهان إن الجيش حريص على وضع حد للحرب في بلاده، وملتزم بإقامة فترة انتقالية حقيقية تفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة.

من جانبها، قالت الرئاسة المصرية -في بيان- إن لقاء السيسي بالبرهان شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور بشأن الجهود الرامية لتسوية الأزمة.

وأضافت الرئاسة المصرية أن السيسي أكد موقف مصر الوقوف إلى جانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، مشيرة إلى أن البرهان أشاد بالمساندة المصرية للحفاظ على سلامة واستقرار السودان.

ورافق البرهان، خلال زيارته إلى مصر وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس سليمان.

وكان البرهان وصل أول أمس الأحد إلى بورتسودان المطلة على البحر الأحمر شرقي السودان، بعد تفقده للمرة الأولى منذ بدء الحرب عددا من المناطق الأخرى خارج الخرطوم حيث لازم لمدة 4 أشهر مقرّ قيادته، الذي كان يتعرّض لحصار وهجمات متتالية من قوات الدعم السريع.

واستبعد البرهان أمس الاثنين خلال تفقده جنودا في قاعدة بحرية في بورتسودان، التي بقيت بمنأى عن الحرب حتى الآن، أي فرصة للمفاوضات مع الدعم السريع.

وقال للجنود ولصحفيين في قاعدة فلامنغو البحرية إن "المجال ليس مجال الكلام الآن، نحن نكرّس كل وقتنا وجهدنا للحرب لإنهاء هذا التمرد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

البرهان (يسار) بحث مع السيسي آخر التطورات وجهود حل الأزمة (الأناضول) تطورات ميدانية

وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل الجزيرة بسماع إطلاق نار متقطع شرقي أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، في المنطقة الفاصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وفي بيان لها، قالت قوات الدعم السريع إن ضابطين و20 من الرتب الأخرى من سلاح المهندسين بمدينة أم درمان، التابع للجيش السوداني، انضموا لقواتها.

وإلى الغرب، اشتدت وتيرة المعارك في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث قُتل 39 شخصا على الأقل جراء قصف طال منازل، بحسب ما أفاد شهود ومصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية.

ونيالا من أكثر المدن التي تتركز فيها المعارك في إقليم دارفور غربي البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.

وفي إقليم جنوب كردفان، قالت مصادر عسكرية في الجيش السوداني للجزيرة إن أكثر من 20 قتيلا من قوات الحركة الشعبية شمال- جناح عبد العزيز الحلو سقطوا في مواجهات مع قوات الجيش.

وأوضحت المصادر نفسها أن المواجهات اندلعت حينما اعترضت قوة من الجيش السوداني تعزيزات عسكرية دفعت بها الحركة الشعبية لحصار مدينة كادوقلي بجنوب كردفان.


الوضع الإنساني

وعلى الصعيد الإنساني، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إنه مع تزايد الاحتياجات الإنسانية في السودان، والتراجع الحاد في التمويل، وافق على مبلغ إضافي بقيمة 20 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع للأمم المتحدة.

وبذلك يصل إجمالي مخصصات الصندوق للسودان إلى 60 مليون دولار هذا العام، حسبما غرد غريفيث في حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقا).

يُذكر أن المواجهات المستمرة بين الجيش والدعم السريع أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية.

كما أجبر القتال أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار، وفق أحدث الإحصاءات التي تنشرها الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان

إقرأ أيضاً:

مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان

أعلنت السلطات السودانية، فجر الاثنين، “مقتل 6 مدنيين وإصابة 36 آخرين بجروح، إثر قصف مدفعي نفذته “قوات الدعم السريع” على مدينة أم درمان غرب الخرطوم”.

وقالت حكومة ولاية الخرطوم في بيان: “قصفت مليشيا الدعم السريع بالمدافع الحارات الغربية بحي الثورة بأم درمان أثناء صلاة التراويح مساء الأحد، وأدت إلى استشهاد 6 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 36 مدنيا بينهم 18 طفلا”.

وأضافت: “كما شمل القصف المدفعي الحارتين 29 و43 بحي الثورة، والحارة 50 بمنطقة المرخيات، أثناء تواجد الأطفال بميدان لكرة القدم، وطال القصف المواطنين داخل منازلهم”.

واستهدف الهجوم الذي وقع، الأحد، “أحياءً سكنية في شمال أم درمان، وأصاب مدنيين داخل منازلهم، وأطفالاً كانوا يلعبون كرة القدم”، حسبما أفاد المكتب الإعلامي لولاية الخرطوم.

وكان أعلن الجيش السوداني “سيطرته على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم، ليضيق الحصار على “الدعم السريع” في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة”.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، “بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق”.

وفي ولاية الخرطوم، المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على “مدينة بحري” شمالا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربا، و75 بالمئة من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال “الدعم السريع” في أحياء شرق المدينة وجنوبها.

ومنذ أبريل 2023 يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت “أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا”.

ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة؛ إذ يمسك الجيش “بالشمال والشرق، واستعاد مؤخراً مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان”، بينما تسيطر “قوات الدعم السريع” على “معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب”.

مقالات مشابهة

  • طوارئ الخرطوم: أرقام صادمة لعدد القتلى المحتجزين من قبل الدعم السريع
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن خيارين أمام الدعم السريع وسط الخرطوم
  • بعد هزائم الدعم السريع.. هل ينجح البرهان في فرض سيطرته؟
  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان
  • الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع بالخرطوم والسلطات تكتشف مقبرة جماعية
  • الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي
  • السودان.. الجيش يقترب من القصر الرئاسي وهروب لقوات الدعم السريع
  • السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
  • الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر أخبار السبت 15 مارس 2025