وصفت «هدى» ابنة الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، والدها بالطيب وأنها ورثت منه فضيلة الاعتذار والتسامح، فلا تجد مشكلة فى ذلك، فيما ورثت من أمها حب الرسم وتصميم الأزياء، أما أختها «فاتن» فقد ورثت من أبيها خفة الدم.. وإلى نص الحوار. 

كان هناك حديث مؤخراً عن مشروع لكتابة السيرة الذاتية لنجيب محفوظ إلى أين وصل الأمر؟

- بالفعل تواترت أنباء عن إعداد بعض الكُتاب السيرة الذاتية لنجيب محفوظ، ونُشرت تلك الأخبار دون علمى وموافقتى، وكانت الفكرة موجودة إلا أننا لم نتعاقد مع أحد فى هذا الشأن حتى الآن، فعندما نتحدث عن سيرة ذاتية فلابد من موافقة الأسرة وإلا فمن أين نحصل على المادة اللازمة لكتابتها، وبالتالى كل ما تردد مجرد كلام، ولا يوجد اتفاق بشأنه، كما كان هناك مشروع كتاب عن أبى أسعى من خلاله للرد على بعض ما صدر فى حقه وحق أسرته بعد وفاته، وحتى هذا المشروع توقف مؤخراً نظراً لظروف خاصة بى.

كيف جاء اختياركم لتسلم جائزة نوبل نيابة عن الأستاذ نجيب؟

- كانت ظروف أبى الصحية فى ذلك الوقت لا تسمح بسفره، ورفضت فى بداية الأمر أنا وأختى السفر لتسلمها فنحن لم نعتد على الظهور فى الإعلام، واختيار الكاتب محمد سلماوى لتسلم الجائزة معنا جاء بالصدفة باعتباره أديباً شاباً، وجاء بعدما رفضت الأكاديمية السويدية أن يتسلم السفير المصرى فى السويد الجائزة، لأنه مسئول حكومى.

هل تعمّد نجيب محفوظ إبعاد أسرته عن الإعلام والوسط الفنى والأدبى؟

- إطلاقاً نحن مَن كنا نرفض الظهور، حتى إن والدتى لم تكن تُصرح باسمها بل كانت تقول إنها «مدام محفوظ» ونحن نفس الأمر، فلم نكن نحب الظهور فى الإعلام، وليس للأمر علاقة بأبى، وأذكر أن الناس سبق أن قالوا إن والد «نجيب» هو سى السيد، ثم قالوا إن سى السيد هو نجيب نفسه، فاعتبروا أن الشخصيات التى جسدها فى رواياته هى شخصيات واقعية بكل ما فيها، وسألته ذات مرة لماذا يقول الناس إن الثلاثية قصة حياتك؟ فقال لأن عادة الأديب أن يكتب عن سيرته الذاتية، ولكن عندما ننقل الواقع كما هو إلى القصة أو الرواية، فأين إذن الأدب والأديب، وهناك فيلم تسجيلى للمخرجة سميحة الغنيمى عن حارة نجيب محفوظ، ظهرت فيه والدتى، وقالت إنها تزوجت أبى عن حب، وإنه زوج وأب مثالى، يحترم آراءنا ولا يرفض لنا أى طلب، وهو بعيد كل البعد عن شخصية «سى السيد»، كما أنها أجرت بعض الحوارات البسيطة بعد حصول أبى على جائزة نوبل.

درست الإعلام وعملت بعيداً عنه.. ورفضنا السفر لتسلم الجائزة فى البداية

ولماذا ابتعدت وأختك «فاتن» عن الإعلام رغم اختياركما دراسته فى الجامعة؟

- نحن درسنا الإعلام بالفعل، وأنا اخترت العلاقات العامة وليس الصحافة، واتجهنا للعمل فى شركات أجنبية، بعيداً عن مجال دراستنا، وكذلك شقيقتى.

أحب الرسم وتصميم الأزياء مثل أمى

ماذا ورثت «هدى» من أبيها وما هوايتها؟

- أنا أرسم منذ طفولتى، وأخذت تلك الهواية عن أمى، فقد كانت تحب الرسم، كما أن من هواياتنا تصميم الملابس، وتقوم أمى بتفصيلها لنا ونحن أطفال، وبالنسبة لما ورثناه من أبى، فقد أخذت منه أختى الراحلة «فاتن» خفة الدم، أما أنا فورثت عنه فضيلة الاعتذار والتسامح فليست لدىّ أى مشكلة أن أعتذر إذا شعرت بالتحامل على أحد أو الخطأ فى حقه، وأبى كان طيباً جداً لدرجة تجعلك تعتقد أنه أكثر حناناً من أمى التى كانت تتولى كل أمورنا.

هدى نجيب محفوظ: والدى لم يكن يتوقع الجائزة.. وأكمل نومه بعدما أخبرته أمى بفوزه 

كيف استقبل نجيب محفوظ خبر فوزه بجائزة نوبل؟

- أبى لم يكن يتوقع أن يحصل على الجائزة، ولم يفكر فيها، وفى عام 80 كان هناك أصدقاء لوالدى فى السويد، منهم صحفى تعمل زوجته على ترجمة رواية «زقاق المدق»، وأرادت الاتصال بوالدى تسأله عن بعض التفاصيل، وتنبأ الصحفى وأمى أن يحصل أبى على الجائزة خلال أعوام قليلة، ومن يومها كتبت الصحف عن ترشح والدى للجائزة، ثم انتهى الأمر وتم نسيانه مع الأيام، وعندما حصل أبى على الجائزة بالفعل، كان نائماً، واتصلت جريدة «الشرق الأوسط» تخبرنا بالأمر، فأيقظت أمى لتخبر أبى بالأمر، لكنه تذكر النبوءة والحلم القديم وأن الأمر مجرد كلام فقال لها «انتى بتصحينى علشان كده؟»، وأكمل نومه.

كيف وقعت محاولة اغتيال نجيب محفوظ؟

- قبل الحادث شعرت بالخوف على أبى لا أعلم لماذا، وأذكر أن والدى عندما حصل على جائزة نوبل واجه تهديدات بعد تكفير الإرهابيين له، فتم تخصيص حراسة له، ومع الوقت تم تخفيفها، ثم إلغاؤها، وفى تلك الفترة وقعت محاولة الاغتيال.

بكاء محفوظ 

أبى كان يكتم حزنه، كان حزنه داخلياً لا يظهره، وسمعت أنه بكى عندما توفى سعد زغلول والنحاس باشا زعيما الوفد، وعندما توفيت والدته ونحن أطفال، أذكر وقتها أننا كنا نجلس أمام التليفزيون، وعندما نلتفت إليه نجده شارداً حزيناً، لكنه لم يطلب منا غلق التليفزيون، وكان لوالدى أصدقاء طفولة وحرافيش، وتوفيق الحكيم وثروة أباظة الأقرب إليه. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نجيب محفوظ أديب نوبل نجیب محفوظ

إقرأ أيضاً:

ختام الموسم الثقافي لـ صيدلة عين شمس بحكاية «جائزتي نوبل»

اختتم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الصيدلة، جامعة عين شمس، فعاليات الموسم الثقافي للفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2024/2025 بندوة متميزة تحت عنوان "A Tale of Two Nobel Prizes: Pharmacy Wins".

وجاءت الندوة تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، و الدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، و الدكتورة أماني أسامة كامل، عميد الكلية.

وألقت الدكتورة رانيا محمد حتحوت، أستاذ ورئيس قسم الصيدلانيات والصيدلة الصناعية بالكلية الضوء على قصة جائزتين عالميتين من جوائز نوبل، الأولى في مجال الكيمياء، والثانية في الطب وعلم وظائف الأعضاء.

واستعرضت كيف تُرجمت هذه الاكتشافات الرائدة إلى تطبيقات مبتكرة في مجال الصيدلة، مع التركيز على أبحاث الصيدلانيات المتقدمة، واستخدام الجسيمات النانوية الذكية، والعلاج المناعي النانوي لمواجهة الأورام السرطانية.

تأتي هذه الندوة لتجسد رسالة الكلية في إثراء الوعي العلمي وربط الإنجازات العالمية بتطوير العلوم الصيدلية، والتأكيد على أهمية العلم كجسر يعبر بنا نحو مستقبل أفضل.

مقالات مشابهة

  • محمد أنور السادات.. 106 أعوام على ميلاد رجل الحرب والسلام
  • ختام الموسم الثقافي لـ صيدلة عين شمس بحكاية «جائزتي نوبل»
  • ما الذي يكشفه طعن نجيب محفوظ عن السلطة في مصر ؟
  • مع الشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل في أعماله الكاملة
  • ماس محمد رحيم ترثي والدها بكلمات مؤثرة: «عدى شهر ولسه مش مصدقة»
  • «المنفي» يتلقى برقية تهنئة من ملك السويد
  • عدى شهر ولسة مش مصدقة.. رسالة مؤثرة من ابنة محمد رحيم
  • شايبي: “مرحلة التصفيات كانت مثالية بالنسبة لنا”
  • ???? من علياءها تبتسم روح محمد صديق والمليشيا تقتل بعضها بعضا
  • ذكرى محفوظ وجاهين في مكتبة مصر الجديدة والمستقبل