كتب / أكرم علي مقداد

 

 

تألق غنائياً بأنغامه الجميلة وصوته العذب وأبدع موسيقياً بمصاحبة فرقته النابهة الحية متنقلاً بين الدول ومدن وقرى وأرياف وبوادي حضرموت فاليوم يغرد في شباب وسيئون وتريم وغداً في المكلا والشحر والغيل وبعد غد في الحامي  والديس الشرقية والريده وقصير وبعدها في المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان.

هذه هي الحركة الفنية النشطة التي يرصدها المتابع لفن سلطان الاغنية الحضرمية الفنان القدير عمر محمد الهدار والتي تعبر عن النجاحات الكبيرة التي حققها فناننا في مستهل مشوارة الفني بأصالة وتميز تسنده في ذلك موهبة كبيرة وخبرة عريقة وذائقة فنية أصيلة.

والفنان عمر محمد الهدار من مواليد مدينة شبام بحضرموت، مدينة شبام هي قصيدة حية ومنبع المبدعين عرفت بجمهورها الفني ذي الاحساس المرهفة والذوق الفني الرفيع.. نشأ وترعرع فناننا فيها، بدأ حياته الفنية محباً للطرب وهاوياً للغناء، وكان يردد في السر أغنيات الدان الحضرمي وتأثرت أذنه بروح وأداء الفنان جوهرة الطرب بدوي زبير، وحظيت أغنياته بمكانة متميزة في وجدانه ربما لأنه وجد فيها التعبير الصادق عن عواطفه وتجاربه وأحاسيسه في الحياة.

تفتقت موهبته الغنائية منذ نعومه اظافرة صقلت موهبته بالمران فقدم الأغنيات ذات الأوزان الطويلة التي تحتاج إلى مجهود عند الغناء بالإضافة إلى تلك الأغنيات ذات الأوزان والألحان الخفيفة، ذاع صيته وطارت سمعته فاحتضن جمهور مدينتة صوته وتقبل أداءه بالاستجادة والاستحسان والتشجيع، وأمسى يشارك في سهرات الاعراس والجلسات الخاصة والأمسيات العامة في مختلف المناسبات.

قدم الفنان عمر محمد الهدار خلال مشواره الفني باقات غنائية عطرة تنفس بها شعراء محليون ملهمون منهم أبوبكر بن شهاب، حداد بن حسن الكاف، حسين المحضار، صالح المفلحي وغيرهم.. كما قدم أغنيات من روائع الشعر والفن العربي.

يعد صوت الفنان الهدار من أجمل الأصوات في ساحتنا الفنية ومن أروعها المحببة إلى النفس وأثبت بموهبته وقدراته الفنية في سهراتة وجلساتة الفنية وهذه شهادة لكل المتابعين لفناننا تؤكد تميزه وأصالته الفنية.

إنه فنان صقلته الأغنيات الأصيلة والتجارب حتى أضحت الأغنيات المحضارية جزءاً أصيلاً من نسيج الهدار الفني في جميع حفلاته الغنائية.

إن الاختيارات الغنائية للفناننا هي تعبير عن ذائقته الفنية وطبيعته ووسيلته الخاصة في إظهار مكنون مشاعره في جميع حفلاتة والجهد المبذول في التنقيب عن الروائع الغنائية وتقديمها على أصالتها يضفي على تلك الأغنيات حضوراً مميزاً وشموخاً معاصراً ويكسبها بأدائه أناقة وجمالاً يجعلها حاضرة في أذهان جيل اليوم وأكثر رسوخاً في ذاكرة جيل الأمس، واستطاع بذلك أن يرسم بصمته الخاصة في حفلاته ويحتل مكانته الفنية المتقدمة ويحقق النجاحات التي جعلت الجماهير تهب إلى مسارح حفلاته الغنائية في مختلف المناسبات مهما بعدت مسافاتها بل وتنتقل معه من منطقة إلى أخرى منتشية بجمال أنغامه وروعة أدائه تميزاً وامتيازاً لتضيء ظلام أمسياتها بنور فنه الأصيل وإشراقات المتعة الفنية والجمالية والنفسية الرفيعة.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

إفطارهم فى الجنة.. عمر منازع شهيد خلد اسمه فى سماء الشجاعة والتضحية

في صباح كل يوم، كان يذهب أمين الشرطة عمر منازع إلى عمله كأنه يحمل على عاتقه أمل وطن بأسره، لم يكن مجرد رجل في زيه، بل كان أسطورةً تسير على قدميه في شوارع الوطن، يجسد المعنى الحقيقي للتضحية والشجاعة. عمر، ذلك الشاب الذي نشأ في قلب سوهاج، في قرية "شطورة"، كان محبوبًا من الجميع عاش ببساطة وهدوء لكنه حمل في قلبه عزيمة لا تعرف التراجع.

عمل عمر بقطاع الحماية المدنية في مديرية أمن سوهاج، وكانت محطات عمله شاهدة على تفانيه في تقديم الخدمة للوطن، ولكن عندما كان نداء الواجب يدعوه، لم يتردد في أن يخطو خطوة نحو التحدي الأكبر، انتدب إلى شمال سيناء، ليكون جزءًا من كتيبة الأبطال التي تصدّت بعزم لا يلين للإرهاب، تواجه الرصاص بشجاعة تساوي شرف الأرض.

"دماؤهم لن تذهب هدراً" كان يردد عمر دائمًا عن زملائه الذين سبقوه إلى الشهادة، وفي حديثه كان يربط بين التضحيات وبين الأمل في غدٍ أفضل، لكن القدر كان له موعد مع عمر، ليتحقق شرف الشهادة في لحظة من لحظات الحياة الحاسمة، لتصعد روحه إلى بارئها، وتظلّ ذكراه خالدة في ذاكرة الوطن.

في يوم وداعه، ودعته قريته "شطورة" بحزن، لكنهم كانوا يعلمون أن هذا البطل سيظل حيًا في قلوبهم، وأن تاريخه لن يتبدد مع مرور الزمن.

وكانت جنازته مهيبة، مليئة بالفخر والاعتزاز، ودموع أهالي قريته الذين فقدوا واحدًا من أخلص أبناءهم، ولكنهم في نفس الوقت فخورون بما قدمه للوطن. كان عمر منازع لا يبحث عن المجد، بل كان رجلًا من رجال الواجب الذين لا يطلبون جزاءً ولا شكورًا.

اليوم، وعلى الرغم من رحيله، تظل روح عمر منازع ترفرف في سماء الوطن، بطلًا في الذاكرة، واسمًا لا يغيب عن الأذهان، ففي كل زاوية من زوايا هذا الوطن، هناك شهيد مثل عمر، يروي قصة التضحية والعطاء، ويظل شعاع الأمل في قلب كل من يؤمن أن الوفاء للوطن لا ينتهي، حتى وإن غابت الأجساد.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.

في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.

ومع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • ” قطايف” سامح حسين تحصد الترند الفني
  • أصالة نصري تكشف سرها وطقوسها قبل الحفلات الغنائية
  • التشكيلي علي الطائي: رحلتي في مصر صنعت هويتي الفنية
  • شاهيناز: أخبار الانفصال كاذبة.. وهذه الأغنية تجعلني أرقص
  • الزبيدي يهاجم المكونات الحضرمية ويعترف أن الصراع حول "النفط والنفوذ"
  • "تعليم الشرقية" يحتفل بيوم اليتيم لطلاب التعليم الفني الزراعي
  • سماء المملكة تشهد اقتران القمر الأحدب لشهر رمضان بالنجم السماك الأعزل
  • المدير الفني للزمالك يطير إلى البرتغال .. لهذا السبب
  • شاهيناز: هذه الأغنية تدفعني للرقص دون تفكير .. فيديو
  • إفطارهم فى الجنة.. عمر منازع شهيد خلد اسمه فى سماء الشجاعة والتضحية