غداً.. القمر العملاق الأزرق يزين سماء المملكة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
يُرصد القمر البدر لشهر "صفر" بسماء المملكة والوطن العربي يوم غد الأربعاء 30 أغسطس، وسيمثّل القمر العملاق الثالث هذه السنة والثاني خلال شهر أغسطس لذلك يطلق عليه القمر الأزرق.
وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهره: "إنه من المعروف أن معظم الأشهر في التقويم الشمسي تضم قمراً بدراً واحدًا فقط ولكن خلال شهر أغسطس هذه السنة هناك اثنان وبحسب التسمية العامة فإن القمر البدر الثاني يطلق عليه (القمر الأزرق) وهي مجرد تسمية فالقمر لن يتحول إلى اللون الأزرق بل سيبقى لونه الرمادي المعتاد الذي يشاهد في كل شهر.
وأشار إلى أن القمر الأزرق يحدث في المتوسط مرة واحدة كل سنتين ونصف عندما يقع القمر في مرحلة البدر في غضون الساعات الأولى من الشهر.
وأضاف: "القمر العملاق الأزرق سيشرق من الأفق الجنوبي الشرقي مع غروب الشمس وقد يكون مكتسياً لوناً برتقالياً نتيجة للغبار وغيره من العوالق في الغلاف الجوي حول الأرض التي تبعثر الضوء الأبيض المنعكس عنه وتتشتت ألوان الطيف الأزرق وتتبقى ألوان الطيف الأحمر الذي نراه ولكن بعد ارتفاعه وابتعاده عن الأفق سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد وسيكون في حالة اقتران مع كوكب زحل - الذي سيظهر كنقطة ذهبية ساطعة بجوار القمر عند رصده بالعين المجردة نظراً لأنه وصل نقطة التقابل وأقرب مسافة إلى الأرض منذ أيام - وسيبقيان في السماء طوال الليل إلى شروق شمس الخميس.
ولفت المهندس أبو زاهرة الانتباه إلى أن الحجم الظاهري للقمر العملاق الأزرق مقارنة مع أغلب أقمار البدور الشهرية (المتوسط) سيكون أكبر بنسبة 7٪ وإضاءته أكثر بنسبة 15% لذلك فإن الاختلاف ليس كبير جداً لذلك فإن معظم الناس لن يلاحظوا اختلاف بين البدر العملاق والأقمار البدر الأخرى وحتى اختلاف إضاءته يمكن تشتيته بسهولة بواسطة الغيوم أو أضواء الشوارع والأهم من ذلك أن القمر عندما يكون عاليًا في السماء لا توجد هناك نقطة مرجعية تجعلنا ندرك الاختلاف في حجمه الظاهري.
وبيّن أن القمر العملاق وصف يطلق على القمر سواء في الاقتران أو البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومترًا، وهو مصطلح يشير إلى أن التسمية العلمية (القمر الحضيض) ويقصد بذلك أن القمر في أقرب مسافة من الأرض، وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357,340 كيلومترًا.
وأوضح أن القمر سيصل لحظة الاكتمال بزاوية 180 درجة من الشمس عند الساعة 04:35 صباح الخميس بتوقيت مكة (01:35 صباحاً بتوقيت غرينتش) وسيكون أكمل نصف مداره حول الأرض خلال الشهر.
يشار إلى أن القمر العملاق الأزرق لن يكون له تأثير ذو أهمية على الكوكب مثل البدور العملاقة التي سبقته باستثناء على ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس وهذا يسبب مدًا وجزرًا واسع المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي و يحدث أخفض جزر على نحو استثنائي ونظرًا إلى أن القمر البدر سيكون قريبًا من نقطة الحضيض سوف يبزر المد في ظاهرة تسمى المد العالي الحضيضي نظرًا لأن الاختلاف الناتج عن القمر العملاق سيكون محدودًا فلن يكون هناك تأثير في توازن طاقة باطن الأرض، لأنه يحدث مدًا وجزرًا كل يوم، لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية, كما أن هذا الوقت من الشهر القمري مثالي لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر مقارنة ببقية التضاريس التي تبدو مسطحة وتكون ظلالها قصيرة جدًا لأن وجه القمر في نور الشمس بالكامل.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المملكة القمر العملاق العملاق الأزرق القمر العملاق القمر البدر أن القمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
الريحان يزين القبور… طقس يعزز الوفاء في حماة
حماة-سانا
“ريحان الجنة يزين قبور الأحبة”، عبارة يرددها بصوت عال في شوارع حماة عشرات الشبان حاملين سلالاً خضراء مليئة بالريحان، وعند ظهيرة أول أيام العيد تحولت مقابر مدينة حماة إلى بقاع مفعمة بالخضرة والعطر، بعد أن توافد مئات الأهالي حاملين سلال الريحان لتزيين قبور أحبائهم المتوفين، هذا الطقس الذي تتوارثه الأجيال عاد بقوة هذا العام بعد النصر والتحرير، ليجمع بين فرحة العيد ووجع الفقدان.
ويُعد وضع الريحان على القبور تقليداً قديماً في العديد من المناطق السورية، وخصوصاً في المناسبات الدينية، فالريحان يرمز إلى الطهارة والخلود، ورائحته العطرة تذكير بنسمات الجنة وفق المعتقدات الشعبية.
تحت أشعة الشمس الدافئة، انتشرت عائلات بكاملها بين القبور، تضع باقات الريحان بجانبها، فيما يردد كبار السن الدعاء لموتاهم، تقول أم محمد، وهي تمسح دموعها أمام قبر ابنها: “الريحان عهد بيننا وبينهم، نزرعه كل عام ليعرفوا أننا ما زلنا هنا نذكرهم”، بينما يشرح الشاب أحمد وهو يُوزع الريحان على القبور المجاورة: “اشتريت غراس الريحان من سوق المرابط بمدينة حماة، وأحمله لأزين به قبر أبي المتوفى”.
وكان إحياء هذا الطقس صعباً مع ارتفاع أسعار الريحان بسبب قلة المنتجين، فانطلقت بعض المبادرات الجماعية التي نظمها شباب المدينة، وقامت بجمع التبرعات وشراء الريحان وتوزيعه على المقابر.
يرى كبار السن أن مثل هذه الطقوس تسهم في معالجة جراح الذاكرة، وخاصةً في مجتمع عانى من فقدان شبابه ورجاله لتحرير بلاده من النظام البائد، وأوضح ياسين العبدالله أن وضع الريحان الذي يحمله الأطفال فعلٌ رمزي يُعيد ربط الأحياء بأمواتهم، ويُحوّل الفقد من حالة سلبية إلى طاقة تُعزز الانتماء والوفاء للأحبة المتوفين.
وفي حماة، حيث يبنى الفرح خطوة بخطوة، لم يعد الريحان مجرد نبتة عابرة، بل أصبح جسرا بين الموت والحياة، ففي كل غرسة توضع على قبر، تختزل قصة مدينة ترفض أن تنفصل عن تاريخها، وتصرّ على أن يكون فرحها مكتملاً بوجود مَن رحلوا.