يمد جسده المنهك قدر استطاعته على السرير، ويُسلم رأسه للوسادة، تتلاشى الأشياء فى محيطه، تختفى أجهزة التنفس والنبض المتصلة بصدره وأطرافه، فيما يتسلل إلى وعيه الحلم الأخير.. يُخيل إليه أن أصوات قياس الوظائف الحيوية هى لماكينة عرض سينمائى كالتى حازها فى مقتبل العمر، تدور يدوياً فتتابع على الحائط ذكريات الماضى البعيد، كفيلم صامت يُوجز قرناً من الزمان فى قصة قصيرة بعنوان «النجيب.
يتلمس الطفل الطريق، فتقيم المشيئة مساره، كان من الممكن أن يصبح نجيب محفوظ لاعباً لكرة القدم، التى كان يعشقها فى طفولته ويحترفها لينافس فى مستقبله «مختار التتش»، أو أن يختار الحقوق ويصبح وكيلاً للنيابة كما أراد له والده، غير أن نجابة الطفل جعلته، على غير رغبة من كل المحيطين به، يتجه إلى دراسة الفلسفة ومعافرة الأدب، وكأن الأيام تحفظ قدره وتهيئه ليصبح أميراً على ناصية الرواية العربية، وكما قوّمت المشيئة مساره، حفظت لنا حياته، فبضعة ملليمترات أو ثوانٍ معدودات كانت كفيلة بأن تكتب المشهد الأخير فى حياة «أديب نوبل»، صاحب «أولاد حارتنا»، التى أثارت من الجدل ما وجد فيه المتطرفون ذريعة لتكفير الأستاذ وإهدار دمه.. لكن كان فى العمر بقية وكان فى المسيرة أحلام غرس «النجيب» آخرها 30 أغسطس 2006، فى مثل هذا اليوم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نجيب محفوظ أديب نوبل
إقرأ أيضاً:
لاعب يقرر الاعتزال في عمر 57 عامًا
ماجد محمد
قرر منصور علي إبراهيم، اللاعب المصري الشهير بـ “منصور الرياضي”، إعلان اعتزاله لعب كرة القدم في عمر 57 عامًا، ليصبح أكبر لاعب كرة قدم في العالم.
وأصبح منصور علي أكبر لاعب كرة قدم مقيد رسميًا في الاتحاد المصري بنادي بئر العبد الرياضي بشمال سيناء في دوري الدرجة الثالثة.
ويقول “منصور الرياضي”، كما يلقب بين زملائه، لـ “العربية”. إنه قرر اللعب حتى عمر 57 عامًا لتوصيل رسالة للجيل الذي يعتزل في عمر 30 عامًا بأن العمر مجرد رقم، مؤكدًا أنه لا يعاني صحيًا ولم تكن لديه أزمة في اللعب حتى هذا السن.
وأضاف اللاعب المعتزل أنه كان يلعب في مركز رأس الحربة ويلتحم مع المدافعين ويؤدي دوره كمهاجم بكفاءة عالية واستمر في الملاعب لعدة سنوات حتى لعب مع نجله الذي كان يبلغ من العمر 29 عامًا في نفس النادي.