يمد جسده المنهك قدر استطاعته على السرير، ويُسلم رأسه للوسادة، تتلاشى الأشياء فى محيطه، تختفى أجهزة التنفس والنبض المتصلة بصدره وأطرافه، فيما يتسلل إلى وعيه الحلم الأخير.. يُخيل إليه أن أصوات قياس الوظائف الحيوية هى لماكينة عرض سينمائى كالتى حازها فى مقتبل العمر، تدور يدوياً فتتابع على الحائط ذكريات الماضى البعيد، كفيلم صامت يُوجز قرناً من الزمان فى قصة قصيرة بعنوان «النجيب.
يتلمس الطفل الطريق، فتقيم المشيئة مساره، كان من الممكن أن يصبح نجيب محفوظ لاعباً لكرة القدم، التى كان يعشقها فى طفولته ويحترفها لينافس فى مستقبله «مختار التتش»، أو أن يختار الحقوق ويصبح وكيلاً للنيابة كما أراد له والده، غير أن نجابة الطفل جعلته، على غير رغبة من كل المحيطين به، يتجه إلى دراسة الفلسفة ومعافرة الأدب، وكأن الأيام تحفظ قدره وتهيئه ليصبح أميراً على ناصية الرواية العربية، وكما قوّمت المشيئة مساره، حفظت لنا حياته، فبضعة ملليمترات أو ثوانٍ معدودات كانت كفيلة بأن تكتب المشهد الأخير فى حياة «أديب نوبل»، صاحب «أولاد حارتنا»، التى أثارت من الجدل ما وجد فيه المتطرفون ذريعة لتكفير الأستاذ وإهدار دمه.. لكن كان فى العمر بقية وكان فى المسيرة أحلام غرس «النجيب» آخرها 30 أغسطس 2006، فى مثل هذا اليوم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نجيب محفوظ أديب نوبل
إقرأ أيضاً:
«تحويشة العمر» تحترق في 20 دقيقة
البلاد ــ وكالات
خسر منتج موسيقي ياباني- في الثلاثينات من عمره- سيارته الفارهة الجديدة من طراز «فيراري 458 سبايدر»، التي اندلعت فيها النيران على طريق سريع في العاصمة طوكيو بعد أقل من ساعة من استلامها، رغم أنه أمضى 10 سنوات في ادخار ثمنها.وقال الشاب المعروف على منصة «إكس» باسم «هونكون»: «ادخرت مبلغ 43 مليون ين ياباني (306 آلاف دولار أمريكي) لشراء سيارة أحلامي، إلا أن الحلم تحول إلى كابوس في أول تجربة قيادة». وأضاف:« كنت أقود السيارة للمرة الأولى على طريق شوتو السريع في طوكيو، عندما لاحظت تصاعد دخان أبيض، في البداية اعتقدت أن مصدره مركبة مجاورة، لكن سرعان ما تبين أنه من محرك السيارة» وتابع:« توقفت على الفور وترجلت من السيارة، ثم اتصلت بخدمات الإطفاء ووقفت أشاهد 10 سنوات من الادخار، وهي تحترق بالكامل خلال 20 دقيقة فقط، ولم يتبق لي منها سوى صورة بقاياها». وبحسب تحقيقات شرطة العاصمة طوكيو، لم تكن هناك أي مؤشرات تدل على وقوع حادث تصادم، مرجحة أن الحريق اندلع من المحرك، ولا تزال التحقيقات جارية؛ لتحديد السبب الدقيق وراء الحريق.