أهم من الأسلحة النووية.. كوريا الشمالية تسدل الستار على الكتيبة 41.. تفاصيل
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
ربما تكون الطائرات بدون طيار الجديدة ذات التقنية العالية والصواريخ النووية الضخمة قد سرقت الأضواء خلال العرض العسكري الأخير لكوريا الشمالية، لكن يقول الخبراء إن هناك وحدة جديدة ظهرت لأول مرة تحت الرادار في نفس الحدث يمكن أن يكون لها آثار أكثر إثارة للقلق على التوترات بين الكوريتين - وهي حرب برمائية. كتيبة هجومية مكلفة بـ "تطهير" "القراصنة" الكوريين الجنوبيين في البحر الأصفر.
أظهرت كوريا الشمالية وحدة عسكرية جديدة في عرض عسكري ضخم، تسمى الكتيبة 41 للهجوم البرمائي. ووفقا لوسائل الإعلام الرسمية، تهدف هذه الكتيبة إلى "تطهير" البحر الأصفر من "القراصنة" الكوريين الجنوبيين. وقد ظهر جنود هذه الكتيبة وهم يحملون بنادق هجومية مزودة بقاذفات قنابل، ويرتدون زيا مارينز ويلون وجوههم بألوان التمويه.
الكتيبة ٤١
قال خبراء، إن هذه الكتيبة تثير تهديدا أكبر لحدوث هجوم مستقبلي على جزر حدودية تابعة لكوريا الجنوبية، خاصة في ضوء التصعيد الأخير في التوترات بين البلدين. ففي 2 نوفمبر 2022، أطلقت كوريا الشمالية أكبر عدد من الصواريخ في يوم واحد - 23 صاروخا على الأقل - بما في ذلك واحد سقط على بعد أقل من 60 كيلومترا من مدينة سوكشو الجنوبية.
وردت كوريا الجنوبية بإطلاق ثلاثة صواريخ جو-أرض من طائرات حربية فوق خط التحديد البحري المتنازع عليه. وفي وقت لاحق، أطلقت كوريا الشمالية ستة صواريخ إضافية ومئة قذيفة مدفعية.
وتقول كوريا الشمالية إن إطلاقاها هو رد على التدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة حاليا، والتي تعتبرها "عدائية واستفزازية".
وفي يوم الثلاثاء، حذرت بيونغ يانغ من أنها ستدفع "أغلى ثمن في التاريخ" إذا استمرت في تنفيذ مناوراتها العسكرية، في إشارة ضمنية إلى استخدام الأسلحة النووية. وعلى الرغم من العقوبات المشلة، أجرت كوريا الشمالية ستة اختبارات نووية بين عامي 2006 و2017، وهناك شائعات عن تخطيطها للاختبار السابع.
وظلت تطور قدراتها العسكرية - مخالفة لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - لتهدد جيرانها وربما تجعل الولايات المتحدة القارية ضمن نطاق الضربة.
ويعتقد بعض المحللين أن كوريا الشمالية تستخدم الكتيبة الجديدة كوسيلة للضغط على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء محادثات نووية، أو لإظهار قوتها العسكرية في ظل العزلة والأزمة الاقتصادية.
ويقول آخرون إن هذه الكتيبة قد تكون جزءا من استراتيجية دفاعية لحماية سواحل كوريا الشمالية من أي تهديد خارجي. وفي كلتا الحالتين، يبدو أن كوريا الشمالية ترفع من مستوى التوتر في المنطقة، وتزيد من خطر اندلاع نزاع عسكري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطائرات بدون طيار البحر الأصفر طائرات حربية طائرات بدون طيار كوريا الجنوبية كوريا الشمالية کوریا الجنوبیة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
أسلحة الاحتلال المحرمة في غزة .. تكنولوجيا التبخر العسكرية.. من يقف وراءها؟
الدفاع المدني شاهد على تلاشي الجثامين عند استخراجها من تحت الأنقاض-
«لم نجد إلا الرماد».. هكذا بدأت أم محمد روايتها بصوت متهدج يحمل من الحزن ما لا تحتمله الكلمات. كانت تجلس وسط أنقاض منزلها في حي الزيتون شرق غزة، تروي اللحظات الأخيرة التي جمعتها بأطفالها الأربعة قبل أن يتبخروا أمام عينيها.
«في لحظة واحدة، انقلب الليل نهارًا، لم أعد أسمع سوى الانفجارات، وعندما هدأ الصوت وبدأت أبحث عنهم، لم أجد شيئًا سوى الرماد وبعض الشظايا المعدنية. أين أطفالي؟ لا أصدق أنهم تبخروا هكذا!».
أسلحة محرمة دوليًا.. وأجساد تتلاشى.
كشف د. منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا تُحدث طاقة حرارية هائلة تصهر الأجساد البشرية وتبخرها تمامًا.
وأوضح أن هذا النوع من الأسلحة جديد ولم يُرصد مثيله في الحروب السابقة، مشيرًا إلى أن تأثيرها لا يقتصر فقط على التدمير المادي، بل يمتد ليُحدث أضرارًا صحية وبيئية كارثية على المدى الطويل.
«كأن الأرض ابتلعتهم»..
يتحدث إبراهيم خالد، وهو أحد رجال الدفاع المدني، عن مشاهدته لتبخر أجساد الشهداء أثناء عمله على انتشال الجثث من تحت الأنقاض.
يقول لـ«عُمان»: «في بعض المواقع، لا نجد سوى علامات حرارية على الأرض وجدران محترقة. كان أحد زملائي يبكي وهو يقول: أين الجثث؟ كيف يختفي إنسان بهذه الطريقة؟»
أما المسعف محمود رياض، الذي يعمل منذ سنوات في خدمة الإسعاف الطارئ، فقد وصف المشهد بأنه كابوس يفوق قدرة الإنسان على الفهم.
يقول لـ«عُمان»: «اعتدنا في السابق على رؤية إصابات مروعة نتيجة القصف، لكن ما يحدث الآن مختلف. نصل إلى أماكن القصف ولا نجد شيئًا، لا جثث ولا حتى بقايا أعضاء. فقط الرماد».
تكنولوجيا التبخر العسكرية.. من يقف وراءها؟
تؤكد التقارير الحقوقية أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة غير تقليدية، يُعتقد أنها تعتمد على تقنيات الطاقة الموجهة والذخائر الحرارية عالية الدقة. هذه الأسلحة تسبب انفجارات حرارية شديدة الحرارة تُحدث موجات ضغط هائلة قادرة على تدمير المباني وإذابة المعادن وتبخير الأجساد البشرية.
تشير التحقيقات الميدانية إلى أن هذه الأسلحة ربما تم تطويرها بدعم من جهات عسكرية دولية، حيث يعمل الاحتلال على اختبارها في قطاع غزة كحقل تجارب حي.
في حديث خاص لـ«عُمان» مع أحد الخبراء العسكريين المحليين، أكد أن هذه الأسلحة تستخدم لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية أبعد من مجرد القتل أو التدمير. وقال لـ«عُمان»: «إنها محاولة لبث الرعب وزرع اليأس في قلوب الفلسطينيين، لدرجة تجعلهم يشعرون أن المقاومة لم تعد مجدية».
وأكد الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء المتقاعد يوسف الحلو، أن الاحتلال يستخدم أسلحة جديدة تعتمد على تقنيات متطورة مثل الطاقة الموجهة أو القنابل الحرارية فائقة الدقة. وأوضح أن هذه الأسلحة تُحدث انفجارات ذات حرارة عالية للغاية، قادرة على إذابة المعادن وإبادة الأجساد البشرية بالكامل.
وبيّن الحلو الغرض من استخدام هذه الأسلحة: «ليس فقط القتل، بل تحقيق أهداف استراتيجية على المدى الطويل. إنها تهدف إلى نشر الرعب في صفوف المدنيين، وتشويه معالم العدوان بحيث يصعب توثيق الجرائم لاحقًا. كما أن استخدامها في غزة يعتبر اختبارًا ميدانيًا لهذه التكنولوجيا الجديدة».
منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية أصدرت بيانات تُدين بشدة استخدام الاحتلال لهذه الأسلحة المحرمة، وطالبت بتحقيق دولي عاجل للكشف عن نوعية هذه الأسلحة ومحاسبة المسؤولين عن استخدامها.
الناشطة الحقوقية الفلسطينية ليلى النحال أكدت أن ما يحدث في غزة هو جريمة إبادة منظمة تهدف إلى محو أي دليل على جرائم الاحتلال.
وقالت الشرفا لـ«عُمان»: «هذه الأسلحة المحرمة دوليًا تنتهك كل المواثيق الإنسانية. نحن أمام مجازر تُرتكب بدم بارد، والمجتمع الدولي يصمت وكأن هذا الشعب لا حق له في الحياة».
وطالبت الناشطة الفلسطينية بتشكيل لجان تحقيق دولية على الفور، للكشف عن نوعية هذه الأسلحة ومحاسبة المسؤولين عن استخدامها.
أثر صحي ونفسي طويل الأمد
إلى جانب الأثر الفوري لهذه الأسلحة على أجساد الضحايا، فإن الناجين يعانون من مشاكل صحية معقدة، منها الحروق العميقة، ومشاكل التنفس الناتجة عن استنشاق الغازات السامة، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية العميقة، يتحدث الدكتور محمد سالم، استشاري الصحة العامة الفلسطيني، عن الآثار الصحية الكارثية لاستخدام هذه الأسلحة.
ويشير الطبيب الفلسطيني إلى التلوث البيئي الذي تخلفه هذه الأسلحة المحرمة دوليًا في قطاع غزة: «سيكون له أثر طويل الأمد على صحة السكان، إذ سيؤدي استنشاق الغازات السامة والجزيئات الدقيقة المنطلقة في الهواء، مثل أكاسيد الكربون والمركبات العضوية السامة، إلى الإصابة بأمراض تنفسية حادة ومزمنة للسكان، خاصة الأطفال وكبار السن».
وأوضح خلال حديثه لـ«عُمان» إن استخدام تلك الأسلحة سيحدث تأثيرات ضارة، على المدى الطويل، على المناخ والتربة والمياه في قطاع غزة، إذ ستؤدي إلى تفاقم ظاهرة تغير المناخ محليًا وعالميًا، بالإضافة إلى تلوث التربة وعرقلة نمو النباتات بشكل طبيعي، وإصابة السكان -متناولو هذه النباتات- بالأمراض السرطانية.
وأضاف أنه في الوقت الذي يعتمد فيه قطاع غزة على المياه الجوفية كمصدر أساسي للمياه، فإن تسرب المواد الكيمائية الناتجة عن انفجارات الأسلحة المحرمة دوليًا سيؤدي إلى تلوث المياه، ويجعلها غير صالحة للشرب أو الزراعة أو البناء لفترات طويلة.
أما عن الأثر النفسي لاستخدام هذه الأسلحة شديدة الخطورة، أوضح أحد الأطباء في مستشفى الشفاء في غزة، فضل عدم ذكر اسمه: «حتى الناجون من هذه الهجمات يعيشون في حالة من الصدمة المستمرة، فهم يشعرون بالعجز والخوف من أن يكونوا الضحية التالية».
«رائحة الموت لا تفارقنا»..
يتحدث سكان غزة عن إحساسهم بأن الموت يحيط بهم في كل لحظة، ليس فقط بسبب القصف المباشر، ولكن بسبب الخوف من هذا السلاح الذي لا يترك وراءه سوى الخراب والرماد.
يقول علاء الملك أحد سكان حي الشجاعية لـ«عُمان»: «كل ليلة أنام وأنا أفكر، هل سأبقى غدًا؟ هل سأتحول إلى رماد كغيري؟ هذا الشعور يقتلنا كل يوم».
دعوات للتحرك الدولي
في مواجهة هذه المأساة، يطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي بالخروج من صمته والعمل على محاسبة الاحتلال وإيقاف الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
هل تَبَقى أثر للشهداء؟
في كل مرة تُقصف فيها غزة، يحمل الناس قصصًا عن صمودهم ومعاناتهم. لكن هذه المرة، يبدو أن الاحتلال يريد محو كل أثر للشهداء، حتى لا تبقى قصة تُروى أو شاهد على الجريمة.
«لكننا لن نصمت»، تقول أم محمد صقر، وهي تحمل صورة قديمة لأطفالها: «سيبقى رمادهم شاهدًا على ظلم الاحتلال وعلى حقنا في الحياة».