جرى خلال اللقاء مناقشة أوضاع الطلاب اليمنيين العائدين من السودان بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت منذ عدة أشهر والآليات المقترحة لمعالجة أوضاعهم الدراسية .

واستعرض وكيل قطاع البعثات الإجراءات التي قامت بها الوزارة في سبيل تذليل أي صعوبات تعترض تحويل ونقل الطلاب من السودان إلى الجامعات اليمنية، سواء طلبة الجامعات أو الدراسات العليا وتعريفهم باستمارات النماذج اليدوية التي ستستخدم لتبسيط عملية النقل والتحويل إلى الجامعات المحلية .

وأكد أن هذه الإجراءات تأتي استجابة لتوجيهات فخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني وجهود الوزارة المستمرة لحل مشاكل الطلاب العائدين من السودان وتعمد حكومة الفنادق تركهم للحرب والموت والحصار والتخلي عنهم في أشد الظروف .

وأشار عز الدين، إلى أن الوزارة قامت بمعالجة هذا الموضوع بشكل استثنائي وأنه لا صحة لما تتناقله بعض المواقع والقنوات من أنه تم اهمال الطلبة العائدين من السودان

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العائدین من السودان

إقرأ أيضاً:

التعليم في السودان: قصة مجد وتحديات

في قلب كل سوداني تجاوز العقد السادس من عمره، ينبض حب خاص للعلم؛ قصة متجددة تروي أيامًا كان فيها التعليم في السودان مصدر فخر وإلهام، ورمزًا لصناعة النخبة التي حملت اسم السودان عاليًا في المحافل الإقليمية والدولية.
في عام 2014، وخلال عملي كممثل لمنظمة الصحة العالمية في لبنان، تلقيت رسالة عاجلة من المكتب الإقليمي في القاهرة بضرورة استقبال شخصية دولية مرموقة مهتمة بأوضاع اللاجئين السوريين. كان المسؤول في طريق عودته إلى جنيف بعد زيارة لسوريا والأردن، وكان هدف اللقاء عرض دور مكتبنا في خدمة اللاجئين السوريين. ونظرًا لضيق وقت زيارته، أعددت تقريرًا مفصلًا لتسليمه له مباشرة.
عندما التقيت المسؤول الأممي، لاحظت منذ لحظة دخوله مكتبي نظرة مليئة بالتساؤلات. تصفح التقرير سريعًا، ثم قال: "هذا التقرير أجاب عن كل ما كنت أنوي سؤالك عنه، لكن هناك سؤال واحد أرجو أن تحدثني عنه." وعندما استفسرت عن سؤاله، أجاب بدهشة: "خلال زيارتي لدمشق وعمان، التقيت عددًا كبيرًا من المسؤولين الأمميين، ولاحظت أن معظمهم من السودانيين. جميعهم يتقلدون مناصب رفيعة بكفاءة واقتدار. حدثني عن التعليم في السودان، كيف استطاع بلد بإمكانات بسيطة أن يخرج كل هذه النخبة اللامعة؟" ظل يلاحقني بالأسئلة عن التعليم لمدة ساعة ونصف، دون أن يتطرق إلى شؤون اللاجئين التي جاء من أجلها. شعرت حينها بمزيج من الفخر والخوف من الحسد، واستعذت بالله، وأخبرته أن تعليمنا كان بسيطًا في مبناه، لكنه عظيم في رسالته. جلسنا على الأرض، كتبنا على الرمل وعلى ألواح الأردواز، لكن عقولنا كانت تعانق السماء. معلمونا كانوا قدوة في الإخلاص للعلم وحب الحقيقة، وجامعاتنا كانت منارات علمية حقيقية تعد الإنسان للعالم، لا لمجرد وظيفة.
هذه ليست الحكاية الوحيدة. فقد سألتني طبيبة سعودية ذات مرة بدهشة بعد مشاهدتها برنامجًا وثائقيًا عن التعليم في السودان: "كيف خرج من هذه المدارس البسيطة كل هؤلاء العلماء الذين درسونا في الجامعات؟" فأجبتها: "ليس المبنى ما يصنع الإنسان، بل الرسالة التي يحملها المعلم."
لقد غزا خريجو الجامعات السودانية، خاصة جامعة الخرطوم، العالم العربي والأفريقي بكفاءاتهم. تميزوا بإتقان اللغتين العربية والإنجليزية، وبالتفوق العلمي والمهني، حتى أن دول الخليج استعانت بهم لبناء نهضتها التعليمية والأكاديمية في السبعينيات والثمانينيات. لم يكونوا مجرد موظفين، بل صناع نهضة حقيقية.
ولكن، مع مرور الزمن، بدأت ملامح التراجع تظهر. ففي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، أثرت الأزمات الاقتصادية على التعليم. وتصاعدت المشكلات مع الحرب الأهلية والصراع السياسي. وفي التسعينيات، جاءت سياسات التوسع الجامعي والتعريب للمناهج لتضعف الجودة الأكاديمية. ومع العقوبات الدولية عام 1997، تدهورت البحوث العلمية، وعانت الجامعات من العزلة. أما الحرب الأخيرة (2023)، فقد دمرت البنية التحتية للجامعات، وأوقفت الدراسة في كثير منها. لقد عايشت بنفسي أثراهتمام الدولة بالتعليم السوداني، فبفضل دعم الدولة وقتها، تمكنت من متابعة دراستي العليا في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، رغم بساطة دخل والدي، الموظف البسيط في بريد الأبيض.
فهناك مؤشرات خطيرة تهدد مستقبل التعليم في السودان منها تدهور مهارات القراءة والكتابة وتفشي الأخطاء الإملائية والنحوية و ضعف الخط اليدوي فالمعلمون يؤكدون أن خط الطلاب بات غير مقروء بسبب الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية و انهيار دور المكتبات المدرسية فالمدارس الحكومية تفتقر لمكتبات مجهزة أو أن المكتبات مغلقة و تراجع إتقان اللغات إذ قلت نسبة طلاب الثانويات يستطيعون التحدث بالإنجليزية بطلاقة بصورة ملحوظة و ضعف تدريب المعلمين خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاعات لم يتلقوا تدريبًا مستمرًا منذ خمس سنوات و تردي البنية التحتية المدرسية فالمدارس تفتقر إلى الكراسي والمكاتب والمعدات الأساسية و ارتفاع معدلات التسرب المدرسي خاصة في المناطق الريفية و ندرة الأنشطة اللاصفية بانتظام كالأنشطة الرياضية أو الثقافية أو الفنية.
التعليم السوداني، رغم تاريخه العريق، يمر بمنعطف خطير. إذا أردنا إعادة بناء نهضتنا، فعلينا أن نعيد الاعتبار للمعلم، ونوفر الدعم الحقيقي للبحث العلمي، ونربط مدراسنا و جامعاتنا بالعالم الأكاديمي الدولي، ونغرس حب العلم والعمل الجاد في أبنائنا. و لنعلم أن التغييرات المطلوبة قد تحتاج لزهاء عقدين من الزمان لتؤتي أكلها بإذن الله إذا أحدثنا التغيير اليوم.
مضى زمانٌ وكنا سادة العلم نشرِي الهدى ونضيء الدروبا
تغير الحال وانحسر الضياء وأصبح العلم في أرضي غريبا
بقلم: الدكتور حسن المهدي البشري الغبشاوي

hassanemelbushra@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يُلقي الكلمة الختامية لقمة كيو إس بالكويت
  • وزير التعليم العالي: بنك المعرفة المصري نموذج إقليمي يعزز الشمول المعرفي
  • وزير التعليم العالي يستعرض إنجازات الجامعات المصرية في قمة كيو إس 2025 بالكويت
  • التعليم في السودان: قصة مجد وتحديات
  • المغرب..وزارة التعليم العالي تدرس صرف المنح الجامعية شهريًا لدعم الطلبة المعوزين
  • قواعد قبول الطلاب العائدين من روسيا والسودان للالتحاق بالعام الجامعي الجديد
  • وزير التعليم العالي يغادر إلى الكويت للمشاركة في قمة كيو إس
  • هآرتس: التعليم العالي الأميركي يدمر باسم اليهود
  • خبراء التعليم العالي يبحثون أفضل ممارسات دعم جاهزية الطلبة لسوق العمل
  • خبراء التعليم العالي يبحثون دعم جاهزية الطلبة لسوق العمل