المونيتور: اهتمام الاطراف المتصارعة باليمن بمصالحها الخاصة يفاقم معاناة اليمنيين
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
قالت مصادر غربية لموقع "المونيتور" الامريكي، إن المحادثات بين الحوثيين والسعوديين فشلت في تحقيق انفراجة نحو تحقيق السلام باليمن بسبب مطالبة الحوثيين استخدام عائدات النفط والغاز الحكومية لدفع الرواتب العامة في مناطقهم.
ويعتقد المراقبون والمحللون أن إنهاء الحرب في اليمن، سيتطلب إجراء محادثات سلام بين مختلف الفصائل اليمنية.
وحثت الولايات المتحدة الأربعاء الماضي الحوثيين على التفاوض مع الحكومة اليمنية لوضع حد للحرب التي دامت لعقد تقريبا.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الذي عاد مؤخراً من رحلة إلى المنطقة، إن التسوية الدائمة يجب أن تعالج مخاوف مجموعة واسعة من اليمنيين.
واضاف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف: "نحن وآخرون في المجتمع الدولي نحث الحوثيين بالذات على اغتنام هذه الفرصة غير المسبوقة للجلوس مع الحكومة اليمنية لرسم مستقبل أكثر إشراقا لليمن".
وتسببت الحرب في قتل مئات الآلاف من الأشخاص (سواء بشكل مباشر أو بسبب سوء التغذية والأمراض)، وقادت اليمن إلى حافة المجاعة وخلقت ما تصفه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ولا يزال الوضع الإنساني في أفقر دولة في العالم العربي مأساويا للغاية. وتقول للأمم المتحدة، إن أكثر من 21 مليون شخص – حوالي ثلثي سكان اليمن – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. وفي الوقت نفسه، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن فجوات التمويل قد تجبر وكالة الأمم المتحدة على تقليص مساعداتها الغذائية لليمنيين في الأشهر المقبلة.
من جانبه، قال مدير المناصرة والإعلام في منظمة أوكسفام الخيرية في اليمن، عبد الواسع محمد: "صحيح أن الهدنة نجحت في وقف إراقة الدماء، لكنها لم تفعل الكثير لتحسين الوضع الإنساني".
واضاف محمد في حديثه لموقع "المونيتور": "يشعر اليمنيون الآن بالقلق أكثر من أي وقت مضى من أن الأطراف مهتمة فقط بمصالحها الخاصة (..) ويخشى الناس أنه بدون تأمين السلام، هناك احتمال كبير أن يستأنف القتال وتفاقم الأوضاع سوءاً".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
تخوفات إسرائيلية من دخول حرب استنزاف مع الحوثيين في اليمن..ما القصة؟
في الوقت الذي يهاجم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي اليمن للمرة الرابعة بزعم ضرب أهداف الحوثيين، فمن الواضح أن أمامه حملة عسكرية طويلة، على رأسها ضرب طرق إمدادهم، وتدميرها، بجانب إمكانية فرض حصار حقيقي عليهم، من خلال "خلع القفازات"، والقضاء على قياداتهم السياسية والعسكرية، مع إمكانية توجيه ضربة لمرجعيتهم الأساسية المتمثلة في إيران.
تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر أن "سلاح الجو دأب مؤخرا على مهاجمة اليمن لاستهداف الحوثيين، الذين لم يعودوا منظمة مسلحة فقط، بل جيش يسيطر على جزء كبير من البلد، يمتلك عناصر أكثر استقلالية من جميع أذرع إيران، لأن مفتاح تشغيله أو إيقافه لا يكون دائمًا فيها، وتظهر التجارب السابقة أنهم يحبون دائمًا استخدام القوة، وعندما يبدأون لا ينتهي الأمر بهذه السرعة".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21"، أن "المطلوب من الاحتلال في هذه المرحلة مواصلة القيام بما فعله في الجبهات الأربع حتى الآن، مع التركيز على إلحاق الضرر بطرق إمداد الحوثيين، خاصة وأن هذا يعدّ أمرًا بسيطًا نسبيًا، فلا يوجد سوى طريقين للتهريب: الجوي والبحري، وهنا يجب تدميرها بالكامل، وما يقوم به الاحتلال اليوم جزء من هذا المكون".
وزعم أن "الحصار الاقتصادي للحوثيين سيساعد إلى حدّ كبير، من خلال مشاركة أكثر نشاطًا للبحرية في هذه الحرب، وهي مشاركة بالغة الأهمية لما يجب القيام به، ولم يتم حتى الآن، وهو القضاء على قيادات الحوثيين، ومن أجل تنفيذ تدابير مضادة مستهدفة، هناك حاجة لمعلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي بشأن أهداف أصغر بكثير من أهداف البنية التحتية التي يتم ضربها اليوم، رغم أنه من الصعب جدًا القيام بذلك من مسافة ألفي كيلومتر بسلاح الجو، مما يستدعي تفعيل القوة البحرية".
وأشار إلى أن "الخطوة الثالثة المطلوبة هي مهاجمة إيران، في ظل الجدل الدائر في الأيام الماضية حول المفاضلة بين ضرب اليمن أو إيران، لكن الواضح أنه يجب القيام بالأمرين معاً، حيث نفذ الاحتلال في الماضي عمليات فعالة ومؤلمة على الأراضي الإيرانية، دون تبنّيها، صحيح أن ضربها لن يوقف الحوثيين، لكن هذا لا ينبغي أن يمنع الاحتلال من جباية الفاتورة لمن يزودهم بالذخيرة، ويقف خلفهم".
حياة الملايين معطله
أما أفرايم غانور الخبير الاستراتيجي في صحيفة معاريف، أكد أن "الفشل في شن الحرب ضد الحوثيين يثير أسئلة جوهرية داخل الاحتلال، حول الوسائل التي لا يستخدمها ضدهم، مما أوقعنا في حرب استنزاف ليس مستعداً لها، تسببت بإرهاقنا بـ"قطرات" مستمرة من الصواريخ بعيدة المدى التي تنجح بتعطيل حياة مئات الآلاف من الإسرائيليين، دون أن يكون الجيش وسلاح الجو والموساد مستعدين لحرب استنزاف كهذه ضد عدو يقيم على بعد ألفي كيلومتر من حدود الدولة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "العدوان الإسرائيلي ضد الحوثيين تركز حتى الآن على أربع ضربات نفذها سلاح الجو في اليمن منذ اندلاع الحرب، مما يتطلب إعادة حساب المسار في ظل استمرارهم بإطلاق الصواريخ الباليستية، وتهديدهم بتكثيفها، مما يثير عدة أسئلة أساسية ربما تتبادر لأذهان الإسرائيليين، أهمها أين هو "الأسطول السابع" من الغواصات البحرية المجهز بأكبر عدد منها".
ونقل عن "موقع مشروع ويسكونسن، أن الصواريخ الأكثر تقدما في أيدي الاحتلال قادرة على وصول ما يزيد عن عشرة آلاف كم، وحمل متفجرات يزيد وزنها عن 1300 كغم لـ14 طائرة تحلق ست ساعات تقريبا ذهابًا وإيابًا، مما يتطلب التزود بالوقود جوًا، وتنسيقًا مع الجيوش الأخرى في المنطقة، ونشرًا صعبًا للقوات، في حين أن إطلاق صاروخ دقيق قد يوفر استجابة كافية للمهمة دون تعريض الطيارين أو الطائرات للخطر، لكن الواقع يقول إن عدم استخدام هذه الصواريخ جاء مخيباً للآمال".