الاكتناز الرقمي يهدد صحتك النفسية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
من منا لم يقع في دوامة عدم القدرة على حذف الرسائل الواردة لصندوق بريده الإلكتروني، أو عانى من ضيق مساحة الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي بسبب تجاوز كمية الصور ومقاطع الفيديو حدود "ذاكرة السحابة" المتاح؟
يتفق معظم المتخصصين في السلوك وعلم النفس على أن هذا لا يمثل مشكلة في حد ذاتها، ولكن عندما يتحول الأمر إلى "اكتناز رقمي"، فإنه يمكن أن يؤثر سلبا على حياة الإنسانK ويجعله عرضة للمعاناة من اضطرابات التوتر والقلق وحتى الاكتئاب.
الاكتناز في تعريفه النفسي هو اضطراب يتميز بصعوبة انفصال أو تخلي الشخص عن ممتلكاته، وكان يُعدّ في السابق أحد أعراض اضطراب الوسواس القهري، وهو اضطراب عقلي وسلوكي يؤثر على ما يتراوح بين 2% و4% من سكان العالم.
ويعد الاكتناز الرقمي نسخة جديدة من الاضطراب مرتبطة بالأشياء الإلكترونية الخاصة بالشخص، بداية من رسائله النصية، وصولا لروابط الإنترنت والمواد المسجلة والمصورة بأنواعها.
فمع تغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الإنسان، وقدرة ذاكرة الحاسوب والهواتف على تخزين المعلومات دون تكلفة مادية كبيرة، ظهرت نسخة أحدث من النمط النفسي للاكتناز وعدم القدرة على التخلي عن المعلومات، وفقا لموقع "يو سي إل إيه هيلث".
لذلك يقوم المكتنز الرقمي بتجميع رسائل البريد أو الصور أو المقالات أو الملفات الصوتية، أو أي نوع من المحتوى الرقمي الذي يعتقد أنه قد يرغب في حفظه أو استخدامه في المستقبل.
ولكن لا يتحول الأمر لاضطراب نفسي يؤثر على الصحة العقلية إلا عندما يبلغ مستوى حادا يتداخل مع جودة حياة الشخص ويصيبه بالإرهاق.
المكتنز الرقمي المنعزل يشعر بالكثير من الضغط النفسي بسبب حياته الرقمية الفوضوية ويتكاسل عن تنظيمها (شترستوك) أنماط الشخصيات المصابة بالاكتناز الرقميهناك العديد من الأسباب التي تدفع الناس للاكتناز في الفضاء الإلكتروني، وبحسب مقال نشره موقع "إس نورتون" تُصنف أنماط الشخصيات المصابة بهذا السلوك كالتالي:
1- المكتنز القلقلا يحب المكتنز الرقمي القلقُ التخلص من الفوضى الرقمية الخاصة به. وكما يشير اللقب، فإن مسح شيء ما يثير لديه توترا شديدا نحو المستقبل، لذلك يحتفظ بكل شيء لأن هذا يمنحه شعورا بالراحة والسيطرة.
2- المكتنز المطيعالمكتنز الرقمي المطيع ليس مكتنزا للبيانات باختياره، إذ غالبا ما تكون بروتوكولات مكان العمل أو الهياكل التنظيمية التي ينتمي لها هي التي تجعله يحتفظ بالأشياء لإثبات مهامه وإنجازاته.
وعادة، لا يكون للمكتنزين الرقميين المطيعين أي ارتباط عاطفي بالفوضى الرقمية التي يحتفظون بها، ومع ذلك قد تسبب لهم التوتر والضيق.
3- المكتنز المنفصلالمكتنز الرقمي المنعزل أو المنفصل لا يعرف ما يجب فعله بكل الفوضى الرقمية لديه، فهو ليس منظما في المقام الأول، ويشعر بالكثير من الضغط النفسي بسبب حياته الرقمية الفوضوية ويتكاسل عن تنظيمها.
التأثير السلبي للاكتناز الرقميوذكر موقع إس نورتون بعض التأثيرات السلبية للاكتناز الرقمية، ومنها:
تقليل كفاءة الأجهزة: كلما زاد عدد البيانات التي يتعين على حاسوبك أو هاتفك الذكي إدارتها، زادت صعوبة استخدامه، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء أجهزتنا. وهذا بدوره يجعلنا أقل إنتاجية وأكثر استثارة وقابلية للانفعال بسبب بطء تلك الأدوات عند الاستخدام. ارتفاع المخاطر الأمنية: كلما زاد عدد البيانات التي نحتفظ بها، زاد احتمال التعرض للخطر في حالة وقوع حادث يتعلق بالأمن السيبراني عند اختراق أجهزتنا الذكية، أو حتى وقوعنا ضحية للسرقة نتيجة لتراكم المعلومات الحساسة والمحتوى الشخصي عليها. تقليل الإنتاجية والتأثير على النشاط الذهني: يمكن أن يصبح التخزين الرقمي أمرا سهلا، لأن الإنترنت وخوارزمياته تسهل علينا العثور على الأشياء. كل ما يتعين علينا فعله هو إدخال ما نريده في شريط البحث، وتحميل ما نرغب من محتوى، ومع ذلك ليس من السهل تحديد موقع جميع بياناتنا الرقمية. لذا فإن غربلة وتصنيف هذه الفوضى أمر غير منتج، وعندما يتعلق الأمر بمكان العمل، فهو مضيعة للوقت والجهد النفسي والعقلي. التوتر والضغط العصبي: كلما زاد عدد البيانات المخزنة عند الشخص، زادت حاجته للتحكم فيها. وإذا كان الشخص غير منظم، فمن المحتمل أنه سيفقد السيطرة بسرعة ويُعاني من التوتر، مما يؤثر سلبا على الصحة النفسية والعقلية.ولا يقتصر الأمر على أن سطح المكتب الفوضوي يثير أنماط التوتر نفسها التي تثيرها المساحة المادية غير المرتبة فحسب، بل يمكن أن يسبب التوتر عند البحث في آلاف الملفات للعثور على ما نريد.
وتقدر إحدى الدراسات أننا نضيع 55 دقيقة يوميا في البحث عن الأشياء المفقودة في الفوضى الرقمية. هذا المستوى المستمر من التوتر يهدد الصحة العقلية والنفسية، وفق موقع "هاربرس بازار".
كلما زادت البيانات المخزنة عند الشخص، يفقد السيطرة عليها مما يجعله يعاني من التوتر (شترستوك) التنظيف الرقمي الموسمي لتعزيز السلامة النفسيةومثلما هناك مواسم يفضل فيها الكثيرون إعادة ترتيب مقتنياتهم أو مستلزماتهم المنزلية لكي يبدؤوا فترة جديدة بنفس منتعشة وشعور أخف، هناك عملية مماثلة للمقتنيات الرقمية لا تقل أهمية في تحقيق السلام النفسي والصفاء العقلي، أي يمكن أن يكون للتنظيف الرقمي تأثير حقيقي وإيجابي عندما يتعلق الأمر برفاهية الإنسان.
وأبلغ 59% من المشاركين في دراسة علمية أميركية عن شعورهم بالإيجابية نتيجة للقيام بإعادة ترتيب ملفاتهم الرقمية، ووصفوا أنفسهم بأنهم يشعرون بأنهم "منتجون" و"منجزون" و"مرتاحون" بعد التخفيف مما اكتنزوه رقميا في أجهزتهم الذكية المختلفة.
وأظهرت الأبحاث أنه نظرا لأن الاكتناز غالبا ما يرتبط بالقلق وانعدام الأمن، فإن معالجة مصدر هذه المشاعر السلبية قد تخفف من المشكلة، وفق مجلة "كوزموبوليتان".
خطوات لتنظيم الفوضى الإلكترونيةواقترح مقال نشره موقع هاربرس بازار خطوات عملية لتنظيم الفوضى الإلكترونية، تشمل:
صنع نسخة احتياطية من صور وفيديوهات الهاتف باستخدام خدمات مثل "فليكر" و"صور غوغل"، للاحتفاظ بالمحتوى بأمان وإتاحة فرصة مسحه من الهاتف. حذف التطبيقات الذكية غير المستخدمة بصورة دورية. إلغاء الاشتراك من رسائل البريد الإلكتروني غير المفيدة لمنع تراكمها. إلغاء متابعة الأشخاص غير المفيدين عبر المنصات المختلفة. إيقاف تشغيل جميع الإشعارات عبر الأجهزة الذكية لتخفيف عبء المتابعة. تنقيح المحتوى المصور والمسجل، والاحتفاظ بالنسخ الأفضل فقط. الحفاظ على سطح مكتب الحاسوب نظيفا وخاليا من الملفات غير المستخدمة. اختيار خلفية تجعلك تشعر بالهدوء والسعادة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة بنها يتفقد المدينة الجامعية بكفر سعد: حريصون على تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطلاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تفقد الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، المدينة الجامعية بكفر سعد للاطمئنان على الخدمات المقدمة للطلاب، ورافقه خلال الجولة الدكتور عوض الله سليمان، مدير عام المدن الجامعية والتغذية.
وخلال الجولة تفقد رئيس الجامعة عددًا من الغرف للتأكد من مستوى النظافة وتوفير جميع الاحتياجات اللازمة للطلاب المقيمين بها ، كما التقى ببعض طلاب المدينة واستمع لآرائهم حول الخدمات المقدمة لهم ومدى رضاهم عنها.
وأكد الدكتور ناصر الجيزاوي أن قطاع المدن الجامعية بالجامعة حريص على العمل على راحة الطلاب ، وتقديم الدعم المعنوي، والنفسي لهم خاصة فى فترة الامتحانات ، وذلك من خلال تقديم خدمة متميزة ذات جودة عالية للطلاب المغتربين المقيمين بالمدن الجامعية ، لافتا إلي أن إدارة الجامعة تعمل بصفة مستمرة على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للطلاب المغتربين المقيمين بها.