الجزيرة:
2025-04-26@04:37:22 GMT

الاكتناز الرقمي يهدد صحتك النفسية

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

الاكتناز الرقمي يهدد صحتك النفسية

من منا لم يقع في دوامة عدم القدرة على حذف الرسائل الواردة لصندوق بريده الإلكتروني، أو عانى من ضيق مساحة الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي بسبب تجاوز كمية الصور ومقاطع الفيديو حدود "ذاكرة السحابة" المتاح؟

يتفق معظم المتخصصين في السلوك وعلم النفس على أن هذا لا يمثل مشكلة في حد ذاتها، ولكن عندما يتحول الأمر إلى "اكتناز رقمي"، فإنه يمكن أن يؤثر سلبا على حياة الإنسانK ويجعله عرضة للمعاناة من اضطرابات التوتر والقلق وحتى الاكتئاب.

ما الاكتناز الرقمي؟

الاكتناز في تعريفه النفسي هو اضطراب يتميز بصعوبة انفصال أو تخلي الشخص عن ممتلكاته، وكان يُعدّ في السابق أحد أعراض اضطراب الوسواس القهري، وهو اضطراب عقلي وسلوكي يؤثر على ما يتراوح بين 2% و4% من سكان العالم.

ويعد الاكتناز الرقمي نسخة جديدة من الاضطراب مرتبطة بالأشياء الإلكترونية الخاصة بالشخص، بداية من رسائله النصية، وصولا لروابط الإنترنت والمواد المسجلة والمصورة بأنواعها.

فمع تغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الإنسان، وقدرة ذاكرة الحاسوب والهواتف على تخزين المعلومات دون تكلفة مادية كبيرة، ظهرت نسخة أحدث من النمط النفسي للاكتناز وعدم القدرة على التخلي عن المعلومات، وفقا لموقع "يو سي إل إيه هيلث".

لذلك يقوم المكتنز الرقمي بتجميع رسائل البريد أو الصور أو المقالات أو الملفات الصوتية، أو أي نوع من المحتوى الرقمي الذي يعتقد أنه قد يرغب في حفظه أو استخدامه في المستقبل.

ولكن لا يتحول الأمر لاضطراب نفسي يؤثر على الصحة العقلية إلا عندما يبلغ مستوى حادا يتداخل مع جودة حياة الشخص ويصيبه بالإرهاق.

المكتنز الرقمي المنعزل يشعر بالكثير من الضغط النفسي بسبب حياته الرقمية الفوضوية ويتكاسل عن تنظيمها (شترستوك) أنماط الشخصيات المصابة بالاكتناز الرقمي

هناك العديد من الأسباب التي تدفع الناس للاكتناز في الفضاء الإلكتروني، وبحسب مقال نشره موقع "إس نورتون" تُصنف أنماط الشخصيات المصابة بهذا السلوك كالتالي:

1- المكتنز القلق

لا يحب المكتنز الرقمي القلقُ التخلص من الفوضى الرقمية الخاصة به. وكما يشير اللقب، فإن مسح شيء ما يثير لديه توترا شديدا نحو المستقبل، لذلك يحتفظ بكل شيء لأن هذا يمنحه شعورا بالراحة والسيطرة.

2- المكتنز المطيع

المكتنز الرقمي المطيع ليس مكتنزا للبيانات باختياره، إذ غالبا ما تكون بروتوكولات مكان العمل أو الهياكل التنظيمية التي ينتمي لها هي التي تجعله يحتفظ بالأشياء لإثبات مهامه وإنجازاته.

وعادة، لا يكون للمكتنزين الرقميين المطيعين أي ارتباط عاطفي بالفوضى الرقمية التي يحتفظون بها، ومع ذلك قد تسبب لهم التوتر والضيق.

3- المكتنز المنفصل

المكتنز الرقمي المنعزل أو المنفصل لا يعرف ما يجب فعله بكل الفوضى الرقمية لديه، فهو ليس منظما في المقام الأول، ويشعر بالكثير من الضغط النفسي بسبب حياته الرقمية الفوضوية ويتكاسل عن تنظيمها.

التأثير السلبي للاكتناز الرقمي

وذكر موقع إس نورتون بعض التأثيرات السلبية للاكتناز الرقمية، ومنها:

تقليل كفاءة الأجهزة: كلما زاد عدد البيانات التي يتعين على حاسوبك أو هاتفك الذكي إدارتها، زادت صعوبة استخدامه، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء أجهزتنا. وهذا بدوره يجعلنا أقل إنتاجية وأكثر استثارة وقابلية للانفعال بسبب بطء تلك الأدوات عند الاستخدام. ارتفاع المخاطر الأمنية: كلما زاد عدد البيانات التي نحتفظ بها، زاد احتمال التعرض للخطر في حالة وقوع حادث يتعلق بالأمن السيبراني عند اختراق أجهزتنا الذكية، أو حتى وقوعنا ضحية للسرقة نتيجة لتراكم المعلومات الحساسة والمحتوى الشخصي عليها. تقليل الإنتاجية والتأثير على النشاط الذهني: يمكن أن يصبح التخزين الرقمي أمرا سهلا، لأن الإنترنت وخوارزمياته تسهل علينا العثور على الأشياء. كل ما يتعين علينا فعله هو إدخال ما نريده في شريط البحث، وتحميل ما نرغب من محتوى، ومع ذلك ليس من السهل تحديد موقع جميع بياناتنا الرقمية. لذا فإن غربلة وتصنيف هذه الفوضى أمر غير منتج، وعندما يتعلق الأمر بمكان العمل، فهو مضيعة للوقت والجهد النفسي والعقلي. التوتر والضغط العصبي: كلما زاد عدد البيانات المخزنة عند الشخص، زادت حاجته للتحكم فيها. وإذا كان الشخص غير منظم، فمن المحتمل أنه سيفقد السيطرة بسرعة ويُعاني من التوتر، مما يؤثر سلبا على الصحة النفسية والعقلية.

ولا يقتصر الأمر على أن سطح المكتب الفوضوي يثير أنماط التوتر نفسها التي تثيرها المساحة المادية غير المرتبة فحسب، بل يمكن أن يسبب التوتر عند البحث في آلاف الملفات للعثور على ما نريد.

وتقدر إحدى الدراسات أننا نضيع 55 دقيقة يوميا في البحث عن الأشياء المفقودة في الفوضى الرقمية. هذا المستوى المستمر من التوتر يهدد الصحة العقلية والنفسية، وفق موقع "هاربرس بازار".

كلما زادت البيانات المخزنة عند الشخص، يفقد السيطرة عليها مما يجعله يعاني من التوتر (شترستوك) التنظيف الرقمي الموسمي لتعزيز السلامة النفسية

ومثلما هناك مواسم يفضل فيها الكثيرون إعادة ترتيب مقتنياتهم أو مستلزماتهم المنزلية لكي يبدؤوا فترة جديدة بنفس منتعشة وشعور أخف، هناك عملية مماثلة للمقتنيات الرقمية لا تقل أهمية في تحقيق السلام النفسي والصفاء العقلي، أي يمكن أن يكون للتنظيف الرقمي تأثير حقيقي وإيجابي عندما يتعلق الأمر برفاهية الإنسان.

وأبلغ 59% من المشاركين في دراسة علمية أميركية عن شعورهم بالإيجابية نتيجة للقيام بإعادة ترتيب ملفاتهم الرقمية، ووصفوا أنفسهم بأنهم يشعرون بأنهم "منتجون" و"منجزون" و"مرتاحون" بعد التخفيف مما اكتنزوه رقميا في أجهزتهم الذكية المختلفة.

وأظهرت الأبحاث أنه نظرا لأن الاكتناز غالبا ما يرتبط بالقلق وانعدام الأمن، فإن معالجة مصدر هذه المشاعر السلبية قد تخفف من المشكلة، وفق مجلة "كوزموبوليتان".

خطوات لتنظيم الفوضى الإلكترونية

واقترح مقال نشره موقع هاربرس بازار خطوات عملية لتنظيم الفوضى الإلكترونية، تشمل:

صنع نسخة احتياطية من صور وفيديوهات الهاتف باستخدام خدمات مثل "فليكر" و"صور غوغل"، للاحتفاظ بالمحتوى بأمان وإتاحة فرصة مسحه من الهاتف. حذف التطبيقات الذكية غير المستخدمة بصورة دورية. إلغاء الاشتراك من رسائل البريد الإلكتروني غير المفيدة لمنع تراكمها. إلغاء متابعة الأشخاص غير المفيدين عبر المنصات المختلفة. إيقاف تشغيل جميع الإشعارات عبر الأجهزة الذكية لتخفيف عبء المتابعة. تنقيح المحتوى المصور والمسجل، والاحتفاظ بالنسخ الأفضل فقط. الحفاظ على سطح مكتب الحاسوب نظيفا وخاليا من الملفات غير المستخدمة. اختيار خلفية تجعلك تشعر بالهدوء والسعادة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الحرب النفسية وتداعياتها

 

ضمن سلسلة الحروب التي تناولناها في كتاباتنا؛ نتطرق هذه المرة لحرب جداً مهمة ومدمرة إن لم يتم التترس لها بما يحجمها ويدحرها،

إنها الحرب النفسية، الحرب النفسية مصطلح «يشير إلى أي فعل يمارَس وفق أساليب نفسية لاستثارة رد فعل نفسي مخطَّط في الآخرين، تُستعمَل فيها أساليب عديدة، وتَستهدف التأثير في نفسية الهدف الموجهة إليه ويستخدم فيها عدة طرق.

تعد الحرب النفسية من أخطر أنواع الحروب التي تواجه الثورات والحركات الإصلاحية في كل زمان ومكان؛ إذ تحاول أن تصيب الأفكار والتعاليم والمبادئ الناهضة، وتزعزع الثقة أنه لا يمكن لهذه الثورة أن تنجح أو لهذه الحرب أن تنتهي بالانتصار، خصوصا إذا كان هناك فارق كبير في القوة والاستعدادات الحربية بين المتحاربين وهو ما يستخدمه الآن العدو الأمريكي في محاولة إظهار هيلمان كاذب لم يجن فيه سوى قتل الأبرياء من المدنيين في محاولة منه لتحقيق هزيمة نفسية تلحق بالمجتمع وأنه لاطاقة لأحد بمواجهته وأن يده ستطال كل شيء وأي شيء، وقد تنطلي مثل هذه الأساليب على البعض ممن يرهف سمعه للمرجفين المثبطين للهمم.

أما من هم على ثقة أن النصر من عند الله وأنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ومنهم على بينة من تاريخ أمريكا الحافل بالهزائم بكل بلد دخلته ومن هو على معرفة بتارخ اليمن التليد والذي ليس فيه صفحة واحدة، خرج منها اليمن منهزما بل على العكس اليمن يعتبر البلد الوحيد الذي أجمع العالم كله على أنه مقبرة الغزاة على مر التاريخ.

نقول من كان لديهم مثل هذه الخلفية الإيمانية والتاريخية هم يعلمون أن الأمريكي يلوذ بالحرب النفسية ليخفي أنه في حالة فشل عسكري كبير وأنه في عدوانه على اليمن لم يحقق حتى واحد بالمئة من أي انتصار عسكري.

ولكن ورغم هزيمته العسكرية فإن علينا الحذر كل الحذر والتصدي بوعي ضد الحرب النفسية التي يسعى العدو جاهداً لتوسِتعها حتى تتخلخل الجبهة الداخلية ويساعدهم على هذا مع الأسف من باعوا أنفسهم وإيمانهم بالدولار والريال والدرهم وهم أشد خطراً من الصواريخ وحاملات الطائرات والقنابل والقوة الكهورمغناطيسية وكل ما حشدته أمريكا لتضرب به اليمن، لايعد بخطورة ولا بقوة الحرب النفسية التي يسعي فيها السعي الحثيث.

وهنا نورد بعضاً مما أورده

الدكتور« سمير محمود » القيادي في حركة فتح والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية،/4 مايو 2015م إن الحرب النفسية هي أكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة ، إذ توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم ، وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها ، ومن ثم لا يحتاطون لها، فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها ، ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون أن تدري، وكذلك فإن جبهتها أكثر شمولا واتساعا من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء .

ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية، وكما يراها خبراء علم النفس العسكري، هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة، انتهى كلام الدكتور قديح.

مما مر نفهم أن أهم وسيلة للتصدي لهذه الحرب اللعينة هي الوعي والمعرفة المتصلة بالله سبحانه وتعالى وبكتابه العزيز الذي أرشدنا بطريقة لا تدع للعدو مجالاً أن يتسلل إلى نفسياتنا والآيات في كتاب الله كثيرة وكلها تبعث على الأمان والطمأنينة.

ولعدم الإطالة سوف نورد آية عظيمة من فهمها حق الفهم فقد فهم المغزى ومن لم يفهمها فلا جدوى من الإطالة يقول تعالى:

« الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)

فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَـمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)

إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)»

وليس لنا بعد كلام الله من كلام.

مقالات مشابهة

  • مختصون:رائحتك الطيبة قد تكلّفك صحتك
  • سد النهضة.. إعلان سياسي إثيوبي يهدد بتأجيج التوتر مع مصر والسودان
  • فرنسا تفتح ملف "تيك توك"... هل يهدد التطبيق الصحة النفسية للشباب؟
  • لا تبشر بالخير.. تفاصيل مجزرة جامو وكشمير التي دفعت مودي لقطع زيارة السعودية وأوصلت التوتر لأوجه بين دولتين نوويتين
  • السمك والزبادي في مواجهة الكافيين والسكريات.. معركة غذائية لصحتك النفسية
  • قصة التوتر التي تحدث الآن بين الهند وباكستان
  • الحرب النفسية وتداعياتها
  • تحذيرات من موجات الحر الشديد خلال الصيف تهدد صحتك
  • استشاري يوضح متى يجب زيارة الطبيب النفسي عند الشعور بالقلق .. فيديو
  • صحتك النفسية في العصر الرقمي.. ندوة بكلية التربية جامعة بني سويف