الأوبرا السلطانية.. منارة ثقافية عالمية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
يعرف العالم سلطنة عُمان بأنها دولة عريقة تهتم وترعى تراثها الثقافي، كما تحترم الفنون العالمية وتقدرها بوصفها أحد المنجزات الإنسانية التي أثثت الحضارة الإنسانية عبر التاريخ.
والمتأمل في العقود الخمسة الماضية سيعرف الدور الكبير الذي قامت به سلطنة عمان في حفظ تراثها وتاريخها بما في ذلك التراث الموسيقي العماني الذي نجحت الدولة في بناء أرشيف وطني له وحفظته بذلك من الاندثار.
ونظر العالم إلى افتتاح دار الأوبرا السلطانية في سلطنة عمان بوصفها الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط على أنه ذروة الاهتمام بالثقافة والفنون.. ولذلك اعتبر العالم سلطنة عمان أنها «نصيرة الفن والفنون الإنسانية».
وأمس كشفت دار الأوبرا السلطانية عن تفاصيل موسمها الجديد الذي جاء ثريا ومتنوعا بما حمله من عروض أوبرالية عالمية وحفلات غنائية لنجوم الفن العربي إضافة إلى حفلات الأداء الحركي والاحتفاء بالمنجز الموسيقي العربي عبر الاحتفاء بالموسيقار المصري الراحل محمد عبدالوهاب. والمطلع على روزنامة الدار في موسمها الجديد يصل إلى قناعة بالتزام الدار بالتقاليد الراسخة لدور الأوبرا الكبرى في العالم، لكنها في الوقت نفسه متناغمة مع فكرة الابتكار عبر عروض جديدة ومثيرة من شأنها أن تزيد من جماهيرية الفنون الموسيقية ليس فقط على مستوى الجمهور العماني ولكن أيضا على مستوى المنطقة حيث كشفت الأرقام المعلنة سابقا أن هناك جمهورا عربيا وعالميا يحضر لسلطنة عمان خصيصا من أجل حضور فعاليات الدار.
إن العروض الأوبرالية، بعظمتها وقوتها العاطفية، تربط الجمهور بالقصص الخالدة والتجارب الإنسانية، وهذا الشكل من الفنون يربط بين الثقافات والأجيال، ويتجاوز حواجز اللغة ويتردد صداه مع المشاعر العالمية التي تربطنا جميعًا.
إن الاهتمام بالفنون ودعمها على اختلافها من شأنه دائما أن يعزز فكرة الهوية الوطنية، وعبر الفنون والمفردات الثقافية يمكن تجاوز الانقسامات السياسية والاجتماعية وتوفير أرضية مشتركة يمكن لأشخاص من مختلف التوجهات السياسية والأيديولوجية التواصل عبرها والتعلم منها والرقي بها.
ولا شك أن جهود دار الأوبرا السلطانية منذ افتتاحها تسير إلى جوار اتجاه عالمي يعترف بقوة الثقافة في الدبلوماسية والعلاقات الدولية وبهذا يمكن النظر إلى دار الأوبرا السلطانية بوصفها أحد أذرع القوة الناعمة في سلطنة عمان، سواء كانت تلك القوة مستمدة من ذاتها وبرامجها السنوية أو مستمدة من الوعي العالمي بمكانة الثقافة والفنون في سلطنة عمان. إن التبادل الثقافي يبني جسور التفاهم ويتحدى الصور النمطية ويتجاوزها ويعزز السلام بين الشعوب، والتزام سلطنة عُمان بإبراز التنوع الثقافي الذي تملكه يمكن أن يكون نموذجا لكيفية تفاعل الدول مع بعضها البعض من خلال التجارب الفنية المشتركة.
وبمناسبة الإعلان عن تفاصيل الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانية يمكن التذكير بأن الفنون ليست مجرد انعكاس لتاريخ سلطنة عمان فحسب، إنها تشكل مسارا من مسارات المستقبل، ومن خلال استمرار دعم الفنون والآداب في هذا البلد العريق ترسخ سلطنة عمان نفسها بوصفها منارة من منارات الثقافة، وبيئة يزدهر فيها الإبداع وتزدهر فيها روح الانسجام والتقدير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دار الأوبرا السلطانیة سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
"نماء لتوزيع الكهرباء" تختتم مشاركتها في "مؤتمر كهرباء الخليج" بالبحرين
مسقط- الرؤية
اختتمت شركة نماء لتوزيع الكهرباء مشاركتها الفاعلة في مؤتمر ومعرض كهرباء الخليج 2024، الذي أقيم في مملكة البحرين خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر الجاري، بمشاركة عدد من أبرز الخبراء وصناع القرار في قطاع الكهرباء.
وقدم المهندس أحمد بن زايد الشقصي، مدير عام الاستراتيجيات والاستدامة بشركة نماء لتوزيع الكهرباء، ورقة بحثية بعنوان "تقييم سياسات تخزين الطاقة"، والتي استعرضت تحليلاً معمقاً لسياسات وتقنيات تخزين الطاقة في سلطنة عمان.
وركّزت الورقة على أربعة محاور رئيسية: الأهداف الاستراتيجية، الدعم المالي، الإطار التنظيمي، وتقييم الأثر البيئي والاقتصادي لتقنيات تخزين الطاقة، بهدف تحقيق التحول المستدام وتعزيز كفاءة استخدام الموارد.
وأكد المهندس علاء بن حسن اللواتي الرئيس التنفيذي لشركة نماء لتوزيع الكهرباء، أن هذه المشاركة تأتي في إطار تعزيز التعاون مع الشركاء في قطاع الطاقة على المستويين الخليجي والدولي، ودعماً لرؤيتنا الاستراتيجية في بناء شراكات فعالة تسهم في تحقيق أهداف الشركة المستقبلية وتأكيد دورها الريادي في تطوير قطاع الطاقة المستدامة في سلطنة عمان.