نجحت الخدمات الصحية بوزارة الدفاع -ممثلةً بمستشفى الملك سلمان للقوات المسلحة بالشمالية الغربية- في إنجاز يضاف إلى سلسلة الإبداعات السعودية في مجال التقنية وفي تجربة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم- “في إنشاء أول جهاز آلي لصرف الأدوية إلكترونيّاً دون الحاجة إلى زيارة المستشفى.
ويتكون الجهاز من محطة عمل تتعامل بباركود الوصفة الطبية، وشاشة يتعامل معها المستفيد، ونظام تشغيل خاص بـ(الروبوت)، ومنصة رسائل تشعر المستفيد بجاهزية الوصفة عند تعبئتها، ويخدم الجهاز المستفيدين على مدار الساعة بسعة تخزينية تبلغ 102 – 700 وصفة طبية، وقدرتها على التعامل مع الوصفات بمختلف الأحجام، وبحماية عالية جدّاً من التلف أو التخريب أو السرقة، ويوفر الجهاز إحصائية للأدوية المصروفة للمستفيد بشكل يومي أو شهري أو سنوي.


وأفاد مدير إدارة الصيدلية بمستشفى الملك سلمان الرائد عليان العطوي أن الجهاز الذي يُعد الأول من نوعه في العالم يعمل بطلب الخدمة عبر مسح الباركود المرفق في الوصفة الطبية، وتعبئة البيانات المطلوبة، واختيار جهاز الصرف الأقرب إلى مقر السكن، قبل أن يتحقق الصيدلي من خلال نظام الوصفة الإلكترونية من بيانات وصفة المستفيد، وفي حال قبول الوصفة وعدم وجود أي ملحوظات، تصل رسالة نصية إلى المستفيد برمز خاص والموقع الجغرافي للجهاز، بالإضافة إلى حالة الطلب؛ مما يتيح له التوجه إلى الجهاز؛ لصرف الوصفة الطبية خلال 48 ساعة، وذلك من خلال إدخال المستفيد سجله المدني ورمز التحقق المرسل إلى هاتفه، ومن ثم استلام الدواء.
وأضاف: “تأتي هذه الخدمة وغيرها من الخدمات الصحية تجسيداً لاهتمام القيادة الرشيدة بصحة المواطن وتلمسها جميع احتياجاته؛ من أجل توفير سبل الراحة له والتسهيل عليه لوصول الدواء بأيسر الطرق وأفضلها، ومنها هذه الطريقة الإبداعية التي انتهجها مستشفى الملك سلمان للقوات المسلحة في إيصال الخدمات ومن ضمنها الأدوية، مشيراً إلى أن ذلك يعكس التطور والتقدم، الذي وصل إليه وطننا العظيم وعن الأدوية التي يتم صرفها في هذا الجهاز.
وأكد العطوي أن الجهاز يقوم بصرف جميع الأدوية التي يتم وصفها لأي مريض ماعدا تلك الأدوية التي تحتاج إلى درجات حرارة متدنية جدّاً، وهو متاح على مدار الساعة،ويمكن للمستفيد صرف أدويته في أي وقت، حيث قلل الجهاز مدة الانتظار سابقاً للمريض من أربع ساعات أمام الصيدلية إلى أقل من دقيقة أمام هذه الخدمة، مشيراً إلى وجود مساعٍ في الوقت الحالي لإنشاء جهاز آخر بعد شهر من الآن بعد نجاح التجربة الحالية.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟

هندسة المشهد- بين العودة العسكرية لحكومة الأمر الواقع والتحدي السياسي للقوى المدنية
بعد أشهر من سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم، تسعى حكومة الأمر الواقع (المجلس العسكري والحكومة الموالية له) لاستعادة السيطرة بعمليات عسكرية وأمنية مدروسة، إلى جانب تحركات سياسية لمواجهة القوى المدنية المعارضة التي تطمح إلى العودة كبديل سياسي عن هيمنة العسكر. فكيف يتم هندسة هذا المشهد؟ وما هي الأدوات المتاحة لكل طرف؟
أولاً: الاستراتيجية العسكرية لاستعادة الخرطوم
أعتمد حكومة الأمر الواقع على نهج متعدد الأبعاد، يجمع بين القوة الصلبة (العمليات العسكرية) والقوة الناعمة (الحرب النفسية والاستخبارات)، وذلك عبر:
العمليات العسكرية النوعية
حرب الشوارع المحدودة: استهداف معاقل الدعم السريع في مناطق استراتيجية مثل كافوري، شرق النيل، وأم درمان.
تطهير المحاور الرئيسية: تأمين جسر المك نمر، شارع الستين، ومطار الخرطوم.
استخدام وحدات النخبة: تنفيذ عمليات خاصة للقوات الخاصة والمظلات لضرب نقاط الارتكاز دون معارك طويلة الأمد.
حرب الاستنزاف اللوجستي - قطع خطوط الإمداد بين الخرطوم وولايات دارفور وكردفان.
استهداف مخازن الذخيرة والأسلحة بغارات جوية أو عمليات كوماندوز.
تعطيل الاتصالات لشل التنسيق بين عناصر الدعم السريع.

التغطية الجوية والمدفعية -إن أمكن، استخدام الطيران الحربي لقصف مواقع الدعم السريع.
الاعتماد على المدفعية بعيدة المدى لضرب التجمعات العسكرية دون خسائر مباشرة.

الأدوات الأمنية والاستخباراتية
الحرب النفسية والإعلامية - نشر أخبار عن انهيار معنويات الدعم السريع، وتسليط الضوء على الفظائع المنسوبة له لتبرير العمليات العسكرية.
الاستخبارات والتجسس- اختراق صفوف الدعم السريع، تجنيد عناصر منه، ونشر الشائعات لزعزعة التحالفات الداخلية.
التحالفات المجتمعية- استمالة القبائل والعائلات المتضررة، وتشكيل لجان مقاومة موالية للحكومة لتعويض نقص القوات.
ثانيًا: القوى المدنية والتحدي السياسي
في المقابل، تسعى القوى المدنية المعارضة لإعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي، لكنها تواجه معضلة العمل وسط مشهد عسكري معقد. استراتيجياتها تشمل:
أدوات المواجهة المدنية
الضغط الشعبي والمقاومة المدنية:
تنظيم التظاهرات والإضرابات لاستعادة زخم الحراك الثوري.
تشكيل لجان مقاومة موحدة على مستوى الأحياء.
تنظيم حملات عصيان مدني (إضرابات عامة، مقاطعة مؤسسات النظام).
البناء المؤسسي البديل- تعزيز دور تجمع المهنيين السودانيين كإطار سياسي تمثيلي.
تفعيل دور النقابات والاتحادات المستقلة.
إنشاء هياكل حكم محلي بديلة في المناطق غير الخاضعة للسلطة العسكرية.
كسب الدعم الإقليمي والدولي -
تعزيز العلاقات مع الدول الداعمة للديمقراطية.
الضغط على المنظمات الدولية لعزل النظام.
توثيق الانتهاكات لكسب الرأي العام العالمي.

المعضلات الرئيسية أمام القوى المدنية
الشرعية مقابل القوة: تمتلك الشرعية الثورية لكنها تفتقر للأدوات التنفيذية.
الوحدة مقابل الانقسامات: تعاني من تشرذم داخلي بين مكوناتها المختلفة.
المشاركة السياسية مقابل المقاطعة: جدل مستمر حول الانخراط في أي عملية تفاوضية تحت إشراف العسكر.

ثالثًا: السيناريوهات المحتملة
سيناريو الحسم العسكري
إذا نجحت القوات الحكومية في عزل الدعم السريع واستعادة الخرطوم بالقوة، فقد يؤدي ذلك إلى فرض واقع سياسي جديد، لكنه سيكون مكلفًا بشريًا واقتصاديًا.

سيناريو حرب الاستنزاف
قد تتحول المعركة إلى مواجهة طويلة الأمد، تعتمد فيها الحكومة على الحصار والتجويع الاقتصادي، بينما يواصل الدعم السريع حرب العصابات.

سيناريو التسوية السياسية
قد تسفر العمليات العسكرية عن استعادة جزئية للعاصمة بسبب امدرمان وبعض المناطق خارج سيطرة الجيش ، مما يفتح الباب لمفاوضات مشروطة، خاصة إذا تعرضت البلاد لضغوط إقليمية ودولية.

سيناريو انهيار القوى المدنية
إذا استمرت الخلافات بين القوى المدنية، فقد تتحول إلى معارضة رمزية غير مؤثرة، مما يسمح باستمرار الهيمنة العسكرية.
معركة الإرادات بين العسكر والمدنيين
أن الصراع على الخرطوم ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة إرادات بين القوى العسكرية والقوى المدنية. في حين تعتمد الحكومة على مزيج من القوة الصلبة والأدوات الأمنية، تواجه المعارضة المدنية تحديات
تتطلب إعادة ترتيب صفوفها واستراتيجية متماسكة. في النهاية، يبقى مستقبل السودان مرهونًا بقدرة كل طرف على فرض رؤيته أو الوصول إلى تسوية تضمن استقرارًا طويل الأمد دون إعادة إنتاج الحكم العسكري.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يتابع الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين في أول أيام عيد الفطر بمستشفى المنيرة العام
  • جهاز الأمن الداخلي يوقف «أسّو الورفلي» بتهمة «خدش الحياء ونشر الرذيلة»
  • ضخ 2.1 مليار جنيه لدعم مشروعات المرأة خلال 2024
  • باسل رحمي: خطة لتشجيع السيدات على بدء مشروعات جديدة غير نمطية
  • باسل رحمي: جهاز المشروعات يدعم أنشطة المرأة ويشجع على ريادة الأعمال
  • إحباط مخطط إرهابي ضد مواقع عسكرية حساسة
  • استشاري جهاز هضمي وكبد يحذر من 3 مخاطر صحية في عيد الفطر
  • وزير الإسكان: طوارئ لمنع مخالفات البناء ومتابعة المرافق العامة بالمدن الجديدة خلال العيد
  • الإسكان: فرق طوارئ لمنع مخالفات البناء ومتابعة المرافق العامة بالمدن الجديدة خلال إجازة عيد الفطر
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟