اعتقال أكثر من 60 شخصا من (مجتمع الميم) بعد حفل زفاف أحدهم في نيجيريا
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أعلنت الشرطة النيجيرية، عن اعتقال 67 شخصًا علي الأقل كانوا يحتفلون بحفل زفاف مثـ لى الجـ نس، في واحدة من أكبر الاعتقالات الجماعية التي تستهدف المثـ لية الجنـ سية المحظورة في الدولة الواقعة غرب القارة.
وقالت الشرطة، إنها ألقت القبض علي المشتبه بالمثلـ ين، في مدينة بلدة إكبان بولاية دلتا الجنوبية عقب تزوج اثنان منهم، موضحًا بأن المثـ لية الجنـ سية “لن يتم التسامح معها أبدا” في الدولة.
و الشرطة في دلتا، اقتحمت فندقا في إكبان حيث كان يقام حفل زفاف المثـ ليين واعتقلت في البداية 200 شخص،67 منهم اعتقلوا في وقت لاحق بعد تحقيقات أولية.
وأضافت الشرطة، أن الجزء المدهش من الأمر هو أننا رأينا اثنين من المشتبه بهم ، وهناك تسجيل فيديو حيث كانوا يؤدون حفل زفافهم، ونحن في أفريقيا ونحن في نيجيريا، لا يمكننا نسخ العالم الغربي لأننا لا نملك نفس الثقافة".
و ضباط الشرطة في نيجيريا "لا يمكنهم طي أيديهم"، ومشاهدة المثـ ليين يعبرون علنا عن ميولهم الجنـ سية في البلاد.
وهذا ليس شيئا مسموحا به في نيجيريا، مضيفا أنه سيتم توجيه الاتهام إلى المشتبه بهم في المحكمة في نهاية التحقيق.
منظمة العفو الدوليةوأدان مكتب منظمة العفو الدولية في نيجيريا، الاعتقالات ودعا إلى "وضع حد فوري لمطاردة الساحرات هذه".
قال عيسي سنوسي، مدير منظمة العفو الدولية في نيجيريا، إن البلاد تعاني من فساد كبير، ويستخدم قانون المثـ لى الذى يحظر العلاقات الجنـ سية المثـ لية بشكل متزايد لمضايقة الناس وابتزازهم.
الجدير بالذكر أن اعتقالات المثـ ليين منتشرة في نيجيريا، لأنها أكبر البلدان الأفريقية من حيث عدد السكان، حيث يمكن أن يواجه المثليون عقوبة السجن لمدة تصل إلى 14 عاما بموجب قانون حظر زواج المثـ ليين.
ويواجه المتواطئون السجن لمدة 10 سنوات، سن القانون في عام 2013 ، وقد أدين محليا ودوليا على الرغم من أنه مدعوم أيضا من قبل الكثيرين في البلاد.
اتهم نشطاء في الماضي الشرطة النيجيرية باستخدام قانون حظر المثـ ليين لتنفيذ اعتقالات جماعية تشمل أحيانا أشخاصا مستقيمين، بما في ذلك في عام 2017 عندما تم اعتقال أكثر من 40 شخصا بزعم أنهم مثـ ليون.
نيجيريا هي واحدة من قائمة متزايدة من الدول الأفريقية، التي سنت قوانين تجرم العلاقات الجنسية المثـ لية، وآخرها أوغندا التي يحمل قانونها الموقع حديثا عقوبة الإعدام في بعض الحالات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی نیجیریا
إقرأ أيضاً:
القابلية للارتزاق والابتزاز
القابلية للارتزاق والابتزاز
خالد فضل
يكثر إطلاق صفات التخوين والعمالة والارتزاق وسط السودانيين بصورة مَرَضِيّة، وبصورة كثيفة خلال هذه الحرب اللعينة، بما يجعل من الممكن وصف المجتمع السوداني في غالبيته مجتمع شبهات.
ولما كانت شؤون الحكم والإدارة العامة والسياسة والاقتصاد قد ظلت دولة بين بنادق العسكريين خلال 57 سنة من أصل 69 سنة على الاستقلال، يصبح من الضروري لأي نظر موضوعي لتلك الظاهرة أن يفترض وجود علاقة مباشرة بين المسار العسكري في التسلط والحكم وظاهرة نمو وتطور مجتمع الشبهات، وما إذا كان دوران هذه الصفات بكثافة ناجم عن حالة إسقاط، والإسقاط كما هو معلوم في علم النفس واحد من آليات الدفاع الذاتي التلقائية، ولا تعتبر تلك الآليات ظاهرة خلل نفسي إلا في حالة الإكثار منها واستخدامها المستمر كسمة ملازمة لسلوك الأفراد والمجتمعات.
المتابع في أثناء هذه الحرب المدمرة لكثير من الكتابات والحوارات والتعليقات التي ترد على أي مقال رأي أو خبر منشور على لسان أحد رموز القوى المدنية الديمقراطية تحديداً، عدم ورود أي تعليق أو نقد أو تصويب لمعلومة حول المنشور بل يتجه كثير من المعلقين مباشرة إلى إطلاق العبوات الناسفة المعبأة سلفاً، بصفات التخوين العمالة والارتزاق، حتى لو كان المنشور قصيدة مما تجود به أحياناً قريحة الأستاذ ياسر عرمان..
هل تاريخ حكم العسكرية السودانية تعتوره سلوكيات الخيانة، العمالة والارتزاق، هل هناك شواهد على فرضية كهذه؟ ولذلك تتم حالة الإسقاط كآلية دفاع ذاتي تلقائية وتحولها بالتالي إلى خلل نفسي بكثرة الاستخدام؟.
في الواقع هذا الأمر يحتاج إلى بحث علمي في مجال علم النفس السياسي والعسكري والاجتماعي، فليت بعض الباحثين الشباب من ذوي الدربة والتأهيل يفترعون دراسات موثوقة في هذا الحقل حتى تدخل ضمن خطوات إعادة تأسيس وطن جديد معافى.
في الأمثال الشعبية السائدة- على الأقل في وسط السودان- قول (الفيك بدربو وود الناس احقربو) يمكن ترجمته (بادر بطرح حالتك وإسقاطها على الآخر، ثمّ احتقره بها) ومنها القول (أب سنينة إضحك على أب سنينتين) وقديما قال شاعر عربي: لسانك لا تذكر به عورة امرئ.. فكلك عورات وللناس ألسن..
تطرأ على الخاطر بعض الوقائع التي حدثت في تاريخ الحكم العسكري في السودان، تحمل في تقديري شكوكاً معقولة حول مسألة القابلية للخيانة والعمالة والابتزاز.. منها على سبيل المثال وليس الحصر، إغراق منطقة النوبة التاريخية في وادي حلفا، ترحيل اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) إلى إسرائيل، الرضوخ لاقتطاع أجزاء من أرض السودان، الرضوخ لابتزاز وكالة الاستخبارات الأمريكية وطرد وتسليم بعض قادة الحركات الجهادية الإسلامية الذين استجاروا بإخوتهم في التنظيم، العمل على فصل الجنوب، تكوين المليشيات والتخلي عن مسؤولية احتكار السلاح الرسمي، قتل المتظاهرين السلميين وفض اعتصامهم السلمي، إرسال بعض الوحدات العسكرية النظامية للعمل كمرتزقة في حرب خارجية. تجنيد بعض أفراد المليشيات السودانية المسلحة كمرتزقة في حروب إقليمية، تهريب بعض الموارد الثمينة والإتجار بها في أسواق بعض الدول التي يكثر الضجيج حول عمالة بعض السودانيين لها. إشاعة وابل من الإفادات المتناقضة حول طبيعة ومجريات الحرب الراهنة، القيام بالانقلابات العسكرية والإطاحة بالحكومات المدنية المنتخبة أو الانتقالية، إشعال الحرب الراهنة التي تنحصر مسؤوليتها في ثلاث مكونات عسكرية هي القوات المسلحة والدعم السريع وكتائب الحركة الإسلامية، فالمدنيون الديمقراطيون براء من اقتناء سلاح أو تكوين مليشيات مسلحة، اللهم إلا أنْ تكون البراءة من الجرم دليل إتهام كما في حالة الإسقاط، هذه بعض الوقائع تحتاج كما أسلفت إلى بحث وتقصٍّ علمي موثوق ليعلم السودانيون من الأجيال الحاضرة في أي واقع يعيشون وتتعلم الأجيال القادمة أي بلد يرومون.. وأي نمط في الحكم يستحقون والأهم من ذلك أي مجتمع إنساني ينشدون.. مجتمع الشبهات والخيانة والعمالة والارتزاق والدغمسة والغتغيت أم مجتمع الشفافية والمحاسبة والرقابة والتقدم صوب العيش في العصر الحديث.. عندها يصح إطلاق الصفات على الآخرين بسند قوي مشهود..
الوسومالابتزاز الارتزاق الاستقلال الحركة الإسلامية السودان العمالة المليشيات حكم العسكر خالد فضل