حقوق الإنسان فى الدساتير المصرية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
الدستور هو الوثيقة الأسمى والأعلى فى إطار النظام القانونى الوطنى بحكم الطبيعة القانونية للوثيقة الدستورية كعقد اجتماعى بين السلطات بالدولة والمواطنين، وهو الوثيقة الوحيدة التى تصدر باستفتاء ينتهى بموافقة الشعب عليه - فقد تناولت الدساتير المصرية المتعاقبة والمعاصرة لحركة حقوق الإنسان، مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية المقررة بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان فى نصوصها وهو ما منح تلك المبادئ أعلى مستوى من الحماية باعتبارها نصوصًا دستورية تعلو مرتبة عن أي أدوات تشريعية أخرى الأدنى مرتبة منها.
عقب ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011 مرت البلاد بتطورات وأحداث سياسية مهمة، حيث شهدت البلاد مرحلة انتقالية صدرت خلالها عدة إعلانات دستورية ثم صدر دستور فى 25 ديسمبر 2012، ولم يحظ بعد إصداره بتوافق وطنى لما شابه من ابتعاد عن ثوابت الهوية المصرية وخصوصيتها - ثم قامت ثورة 30 يونيو 2013، حيث أقرب القوى الوطنية فى 3 يونيو خارطة الطريق والتى تم بموجبها تعطيل العمل بدستور 2012، وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد كرئيس مؤقت وتشكيل لجنة وطنية لإعداد الدستور الجديد للبلاد - وقد قامت اللجنة بأعداد الدستور الجديد وطرح فى استفتاء شعبى حظى فيه بموافقة الشعب المصرى بأغلبية كبيرة جاوزت 98%وصدر فى يناير 2014.
تضمنت نصوص الدستور مستجدات جوهرية ومهمة على الهيكل السياسى للبلاد وعلى أوضاع وصلاحيات السلطات الوطنية فيها من أجل تلبية طموحات الشعب المصرى بما يتناسب مع التضحيات التى قدمها وتتماشى مع الأهداف التى قامت من أجلها ثورتا 2011، 2013، ولتحقق آمال المستقبل من خلال إرساء دعائم الديمقراطية والحكم الرشيد وتعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ووضع الحلول الدستورية المناسبة لتلافى الظروف والمعوقات والسلبيات التى عانت منها البلاد.
وقد عبرت ديباجة دستور 2014، التى تشكل من جميع نصوصه عن الاتجاهات والمرتكزات الرئيسية التى سار على هديها المشرع الدستورى فى هذا المجال والتى جاءت مؤكدة للمنزلة الرفيعة لكافة مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ومن خلال هذه المرتكزات العملية والمنطلقات الفكرية والمقدمات المنطقية تبلورت الرؤية الوطنية المصرية لمبادئ حقوق الإنسان فى الحرص على النص عليها بالدستور ومنحها ضمانات خاصة فى حالة المساس بها تكفل معاقبة المسئولية عن ذلك، وكفالة الدولة لتعويض الضحية عنها، فضلًا عن توفير الملاذات الآمنة للمدافعين عن حقوق الإنسان فى جميع أرجاء المعمورة بمنح من تعرض منهم للاضطهاد حق الالتجاء السياسى لمصر.
وقد خطت مصر فى القرن الماضى، وفى الوقت الحاضر، خطوات فعالة للمحافظة على حقوق الإنسان وذلك من خلال إنشاء الدساتير المتعاقبة، بدءًا بدستور 1923، ومرورًا بدستور 1956، ثم دستور الجمهورية العربية المتحدة 1958، بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا، ودستور 1971، وانتهاء بدستور 2014، فقد حظيت هذه الدساتير بضمانة خاصة ونصوص ومواد تعمل على الحفاظ على حقوق الإنسان وفقاً للاتفاقيات الدولية والإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان واتخذت مصر العديد من الخطوات والإصلاحيات، وأقامت العديد من وسائل الإنصاف الوطنية الداخلية والمسئولة عن إرساء مبادئ حقوق الإنسان، وقد أعطى النظام القانونى المصرى مكانة خاصة لمبادئ حقوق الإنسان وذلك على المستوى الدستورى والقانونى، كما قام القضاء المصرى بدوره فى إسباغ الحماية القضائية لحقوق المصريين وحرياتهم، وأولها الحق فى الحياة، وفى الاعتقاد، وفى التعبير، وفى الملكية الخاصة، واللجوء إلى القضاء وقد أنشأت الدولة المصرية وسائل وآليات فعالة لتحقيق العدالة للأفراد والوصول إلى أعلى مستويات لحقوق الإنسان، كما بذلت الدولة جهودًا مكثفة من أجل نشر واحترام حقوق الإنسان، والعمل على تنفيذ الاتفاقيات الدولية والإقليمية التى انضمت إليها مصر، وفى سبيلها لذلك أنشأت الدولة العديد من الآليات الوطنية مثل المجلس القومى للمرأة، الإدارة العامة لشئون حقوق الإنسان بوزارة العدل، إدارة شئون حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، ولجنة أخرى بوزارة الداخلية ووزارة الشئون الاجتماعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الخارجية وزارة الداخلية وزارة العدل حقوق الإنسان فى
إقرأ أيضاً:
تطوير قواعد القيد للتيسير على الشركات المقيدة للتصرف فى أصولها
تدرس الهيئة العامة للرقابة المالية إدخال تعديلات على قواعد قيد وشطب واستمرار قيد الأوراق المالية لتنظيم عملية تصرف الشركات المقيدة فى اصولها ومنها العقارات أو الأصول الثابتة الأخرى، وذلك استكمالا لجهود الهيئة المستمرة للتيسير على الشركات المقيدة عبر اتخاذ كل ما يلزم نحو توفير بيئة أعمال مواتية بالقطاع المالى غير المصرفى توفر فرص استثمارية للشركات فى إطار سعيها الدائم نحو التأكد من استقرار الأسواق وحماية حقوق المتعاملين.
تهدف التعديلات المرتقبة إلى إزالة عدم الوضوح فى تحديد نوع القوائم المالية التى يتم الاعتماد عليها فى قيمة حقوق الملكية التى تحتسب نسبة القيمة التقديرية للأصل أو الشركة محل التصرف اليها، وذلك بما يسمح ان تكون تلك القوائم اخر قوائم مالية سنوية أو دورية سواء المنفردة أو المجمعة حسب الأحوال، حيث يتم الزام الشركات المقيدة بإعداد دراسة قيمة عادلة من مستشار مالى مستقل فى حال تخطى قيمة الأصل أو الشركة التقديرية محل التصرف نحو ١٠٪ من حقوق ملكية الشركة المقيدة الراغبة فى التصرف.
كما أن التعديل المقترح يساعد المستثمر على تقدير موقف الشركة، وفى نفس الوقت يعطى مرونه لمجلس إدارات الشركات المقيدة ويخفف أعباء والتكاليف المرتبطة بالتصرف.
تأتى هذه التعديلات استكمالا للجهود المستمرة وخطة الإصلاح والتطوير الشاملة التى تقودها ادارة الهيئة العامة للرقابة المالية تحت قيادة الدكتور محمد فريد صالح، لتعزيز دور القطاع المالى غير المصرفى فى دعم الاقتصاد القومى لتحقيق مستهدفات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فى إطار رؤية واستراتيجية تراعى كافة المستجدات والتطورات البيئية والتكنولوجية وتتكامل مع الأولويات التنموية للدولة المصرية، حيث فم تقف حدود التطوير عند الأسواق المتاحة فقط والمتمثلة فى سوق رأس المال وأنشطة التأمين والتمويل، بل قدمت الهيئة أطر تنظيمية مرنة ومبتكرة لإتمام التحول الرقمى بالقطاع وكذلك إطلاق أول سوق كربون طوعى منظم.