بوابة الوفد:
2025-04-18@16:44:03 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (١)

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

يعتبر تجمع البريكس من أكبر التجمعات الاقتصادية عالميًا ويمثل 30% من حجم الاقتصاد العالمي، و 26% من مساحة العالم و 43% من سكان العالم وينتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب فى العالم، وعلى المستوى المحلى فقد سعت مصر منذ عام 2017 إلى الانضمام إلى هذا التجمع لأنه يحمل الكثير من الفرص على صعيد التنمية والاستثمار، هذا الاهتمام من جانب مصر تلخص فى مشاركة الرئيس فى يونيو الماضى فى جلسة الحوار بقمة بريكس فى الصين، وبالتالى فإن موافقة مجموعة بريكس على انضمام مصر إلى هذا التجمع يعزز لمصر فرصة الترويج عن الاستثمار فيها، وأن استفادة مصر ستكون عبر تطوير علاقتها مع باقى دول التجمع بتطوير نظام المدفوعات ونظام المقايضات الذى يبلغ سوقه العالمى أكثر من 6 تريليونات دولار، مع الاعتماد على العملات المحلية للدول وبالتالى التخفيف على ضغط الدولار فى التبادلات التجارية مما يساهم فى حل أزمة الاقتصاد الحقيقي، لذلك فإن تنمية الصادرات والتجارة لا يجب أن يكون الهدف الأهم للانضمام لهذا التكتل، بل الاستثمار.

وعليه فإننا نرى أن قرار القمة الـ 15 لمجموعة «بريكس» دعوة مصر وغيرها، لتصبح عضوا كامل العضوية فى مجموعة البريكس اعتبارًا من 1 يناير 2024، به الكثير من الاعتبارات التى يجب أن ننظر إليها نظرة موضوعية وعقلانية لضمان تحقيق الرشد فى اتخاذ القرارات الاستثمارية المقبلة، وأهم هذه الاعتبارات والتأملات:

أولا: أن مصر تحديدًا تم اختيارها بشكل واضح من أصل 23 دولة، لأنها تحركت بشكل قوى جدا على جميع المستويات سواء داخليا أو خارجيا، يأتى ذلك فى وقت نستهدف فيه زيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2025 كجزء من الخطة لزيادة دور القطاع الخاص فى الاقتصاد. ثانيًا: أنه إذا طبقت المجموعة خطتها فى بدء التبادل التجارى بين الأعضاء بالعملات المحلية فإن ذلك سيخفف من الضغوطات الدولارية على الاقتصاد، خاصة أن حجم التبادل التجارى بين مصر ودول البريكس ارتفع إلى 31.2 مليار دولار عام 2022. والمنتظر أن هذا الرقم سيرتفع حتمًا بمعدل كبير فى 2024 بعد انضمام الدول الست. ثالثًا: أن انضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد «NDB» والخاص بتجمع بريكس يمثل شهادة ثقة فى صلابة الاقتصاد المصرى من دول تجمع بريكس. رابعًا: أن انضمام مصر والسعودية والإمارات، وإيران إلى مجموعة البريكس يوضح مدى كون منطقة الشرق الأوسط حلقة أساسية فى إعادة البناء الحالية للنظام الدولى المرتقب.

وبالتالى فإن اهتمام القوى العالمية الجديدة بإقامة علاقات أوسع من أى وقت مضى، وتجاوز النظام الغربى فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية لصياغة نظام جديد، والذى لا يجب بالضرورة أن يتبع المؤشرات الصينية أو الروسية أصبح مطلبًا ملحًا، وهذا يعنى أنه «يتم تحديد نظام دولى بموجب قواعد جديدة ومواصفات جديدة ويتطلع إلى الشرق الأوسط باعتباره حجر الزاوية المركزى فى الديناميكيات العالمية الجديدة. وبالتالى فإن ما نؤكد عليه أن دخول مصر هذا التحالف يخدمها على جميع المستويات خاصة فى ملف المياه، فغالبية أعضاء التحالف لهم تأثير على صناعة القرار فى إثيوبيا، ويملكون من وسائل الضغط ما قد يجبر أديس بابا، على موقف أكثر مرونة، ومن ناحية أخرى نرى أن انضمام مصر إلى التحالف لا يمثل خطورة على علاقاتها الاقتصادية بالغرب، فالبرازيل وجنوب أفريقيا والهند لها علاقات معهما خاصة فى المجال الاقتصادى.

وللحديث بقية.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصرى المجال الاقتصادي انضمام مصر

إقرأ أيضاً:

درب الصليب مع البابا فرنسيس.. تأملات في الألم والخلاص ومسؤولية الإنسان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مسار درب الصليب، الذي يترأسه هذا المساء نائب البابا العام لأبرشية روما، الكاردينال بالدو راينا، باسم الحبر الأعظم البابا فرنسيس، ليس مجرد طقس ديني، بل دعوة للتوقف أمام آلام المسيح ومحاسبة الضمير. 

 

ففي تأملات رتبة درب الصليب التقليدية في الكولوسيوم، يُقدم البابا رؤيته الروحية لهذا الدرب كمخرج من ضيق العالم إلى “أرض جديدة”.


الصلب كموقف مسؤول ومصالحة مع الجميع

يرى البابا أن الصليب هو نزول يسوع نحو العالم الذي أحبّه، وهو موقف تحمل للمسؤولية يشمل الجميع، حتى من صلبوه. “الصليب يسقط الجدران، يمحو الديون، ويقيم المصالحة”، يقول البابا في إحدى المراحل، مؤكدًا أن يسوع يريد خلاص “الجميع، بدون استثناء”.


اقتصاد الله مقابل منطق العالم القاسي

يدعو البابا إلى كسر النماذج الفكرية المألوفة، والانفتاح على “اقتصاد الله”، الذي لا يقوم على الحسابات والخوارزميات بل على التواضع والرحمة. اقتصاد يسوع لا يسحق بل يزرع ويُصلح، بخلاف اقتصاد اليوم الذي يعيش “بأنفاس قصيرة”.


السقوط والنهوض.. دروس من آلام المسيح


من سقوط المسيح تحت الصليب لثلاث مرات، يقدّم البابا تعليمًا روحيًا عن حياة الإنسان: التردد، السقوط، والقدرة على النهوض مجددًا. في هذه اللحظات، يُصبح درب الصليب دعوة للعودة، للتوبة، وللحب الذي يعيد الحياة إلى القلب.


 الحرية والاختيار في لحظات الحسم

عند الحكم على يسوع، يدعو البابا للتفكير في “اللعبة المأساويّة لحرياتنا”، محذرًا من التهرب من المسؤولية أو الارتهان للأدوار التقليدية. فالمسيح، حتى وهو على الصليب، يختار أن يمنح الغفران والاهتمام، متجاوزًا الإهانات.


 شخصيات درب الصليب.. نماذج إنسانية حيّة


يركز البابا على شخصيات تمثّل خبرات بشرية مثل سمعان القيرواني، الذي حُمل الصليب فجأة، ووجد نفسه في قلب الخلاص. كما يبرز دور النساء مثل مريم العذراء، فيرونيكا، وبنات أورشليم، اللواتي جسّدن التعاطف العملي والإيمان الحي.


الصليب كمفترق طرق.. التوبة طريق إلى الفرح


 

يشير البابا إلى أن كل خطوة في درب الصليب هي خروج نحو تحوّل جديد، دعوة لرؤية الخير في وسط الألم، وفي العالم الذي “يحسب كل شيء”، يشدد على أن المجانية، رغم ثمنها الباهظ، تُزهِر الحياة وتُعيد الخصب للقلوب.


 من الموت إلى الرجاء والصمت المقدس

في نهاية الدرب، يُسلّم جسد يسوع إلى يوسف الرامي، رمز الرجاء الذي لم يخضع لليأس. ويدخل الجميع في صمت سبت النور، حيث يدعو البابا إلى انتظار القيامة بثقة، مؤمنين أن المسيح “النائم” سيقيم الخليقة بسلام جديد.

 

مقالات مشابهة

  • درب الصليب مع البابا فرنسيس.. تأملات في الألم والخلاص ومسؤولية الإنسان
  • انضمام "شمال الرياض جيوبارك" و"سلمى جيوبارك" للشبكة العالمية باليونسكو
  • النقد الدولي: العالم يواجه اختبارا جديدا بسبب اضطرابات التجارة العالمية
  • تأملات قرآنية
  • رسميًا.. انضمام “شمال الرياض جيوبارك” و”سلمى جيوبارك” إلى شبكة الجيوبارك العالمية باليونسكو
  • رسميًا.. انضمام “شمال الرياض جيوبارك” و”سلمى جيوبارك” إلى شبكة الجيوبارك العالمية لليونسكو
  • انضمام "شمال الرياض جيوبارك" و"سلمى جيوبارك" إلى شبكة الجيوبارك العالمية باليونسكو
  • انضمام "شمال الرياض جيوبارك" و"سلمى جيوبارك" إلى شبكة الجيوبارك العالمية باليونسكو - عاجل
  • منظمة التجارة العالمية تدق ناقوس الخطر: تعرفات ترامب الجمركية تهدد الاقتصاد العالمي
  • ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه