دبي:«الخليج»

تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بتنويع مصادر الطاقة، لإيمانها بأهمية الطاقة النظيفة والمتجددة في الحفاظ على حق الأجيال القادمة في التمتع ببيئة نظيفة وصحية وآمنة، وفي هذا الإطار، تعمل «هيئة كهرباء ومياه دبي» على تحقيق هذه الرؤية عبر مسارات عدة، تشمل إطلاق المبادرات الهادفة إلى رفع كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه، وتقليل البصمة الكربونية، وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر في دبي.

ولا تقتصر جهود الهيئة في هذا الإطار على تنفيذ المشاريع الكبرى في الطاقة النظيفة والمتجددة، وإنما تمتد إلى إشراك سكان إمارة دبي في إنتاج الطاقة النظيفة عبر مبادرة «شمس دبي»، التي تتيح لأصحاب المنازل والمباني تركيب أنظمة الألواح الكهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الكهرباء، حيث تستهلك الطاقة المُنتَجة داخل المبنى مع تصدير الفائض إلى شبكة الهيئة.

وتدعم «شمس دبي»، التي أطلقتها الهيئة عام 2014، مبادرة «دبي الذكية» الهادفة إلى جعل دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم. كما تدعم تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، ما يسهم في ترسيخ صدارة دولة الإمارات في الطاقة المتجددة.

وتنسجم أهداف المبادرة مع محور «الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي أطلقتها، تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر«كوب 28».

ويستعرض محور «الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي» ضمن الحملة جهود دولة الإمارات في مواجهة التغير المناخي من أجل تحقيق أهداف الحياد المناخي، والإضاءة على المبادرات وقصص النجاح الوطنية في الاستدامة، حيث تحظى دولة الإمارات بسجل حافل في هذا المجال، عبر مبادرات ومشاريع رائدة تعكس القيم الراسخة للحفاظ على البيئة والتقاليد المجتمعية، وغيرها من القيم التراثية الأصيلة.

وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة «تحرص الهيئة على تعزيز مكانة الدولة العالمية في إيجاد حلول فاعلة، تتصدى للتغير المناخي، عبر خفض الانبعاثات الكربونية، حيث كانت أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تطلق مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، كما أن دولة الإمارات ضمن أكبر دول العالم استثماراً في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة. وفي «عام الاستدامة»، نكثف تعاوننا مع الجهات المعنية لدعم المبادرات الوطنية وتحقيق الاستراتيجيات والخطط الاستباقية التي أطلقتها الدولة لحماية الموارد الطبيعية للدولة وتعزيز استدامتها، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد أخضر قادر على التكيف مع التغير المناخي، ويرفع من جودة الحياة».

وأضاف «في إطار خطط دعم خطة دبي الحضرية 2040 التي ترسم خريطة متكاملة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة، تطلق الهيئة المبادرات والبرامج المبتكرة لتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة وتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر».

إجراءات مُيسّرة

وضعت الهيئة إجراءات مبسطة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل والمباني، حيث تبدأ أولى خطوات تركيب أنظمة الألواح الكهروضوئية، باستعانة المتعامل بأحد الاستشاريين أو المقاولين المعتمدين لدى الهيئة، لدراسة إمكانية تركيب نظام الطاقة الشمسية، واقتراح أفضل الحلول الملائمة التي تناسب المكان.

ويتولى الحصول على الموافقات اللازمة من الهيئة وتشمل: شهادة عدم ممانعة لتركيب نظام الطاقة الشمسية وربطه بشبكة الهيئة، وتصميم نظام الطاقة الشمسية. ثم ينفذ الأعمال الفنية للموقع، ثم يقدم إخطاراً للهيئة لإجراء الفحص الفني للموقع، وتركيب العداد وإتمام عملية الربط.

حاسبة شمس دبي للطاقة

وأطلقت الهيئة عبر موقعها الإلكتروني خدمة «حاسبة شمس دبي» عام 2017، أداة إرشادية، تعمل على مساعدة المتعاملين في اتخاذ قرارهم بتركيب الألواح الشمسية فوق أسطح المباني، بتوفير مقارنات تقديرية ومعلومات إضافية بسهولة ويسر.

وهي أداة مبتكرة تقدمها الهيئة للمتعاملين الراغبين في إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الكهروضوئية.

نتائج إيجابية

وحققت «شمس دبي» نجاحاً كبيراً، حيث وصل إجمالي القدرة المركّبة للمبادرة إلى نحو 540 ميغاوات بحلول الربع الثاني من عام 2023، فيما أنجزت إعادة تأهيل نحو 8 آلاف مبنى قائم في دبي خلال المرحلة الأخيرة. ويقدر إجمالي الاستثمارات في المبادرة حتى الآن ب 1.5 مليار درهم، منها 10% من لمشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مبانيها مثل المحطة «إم» في مجمع محطات جبل علي، ومصنع «ماي دبي»، ومبادرة 5 آلاف فيلا تابعة لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان، وتزويدها مجاناً بأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

فوائد متعددة

ويعد تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني، استثماراً طويل الأمد، حيث يعود بكثير من الفوائد على أصحاب المنازل والشركات طوال دورة حياة النظام الكهروضوئي الشمسي التي تمتد 25 عاماً وأكثر، على الرغم من أن تركيب نظام للطاقة الشمسية الكهروضوئية يستلزم استثمارات أولية. كما تسهم الأنظمة الشمسية في رفع قيمة العقار، وفي الحد من البصمة الكربونية للمتعامل، وتدعم اقتصاد الدولة، وتسهم في ضمان مستقبل مستدام للدولة عبر إتاحة المجال لإنتاج الطاقة الشمسية محلياً.

تدريب الاستشاريين والمقاولين

توفر الهيئة برامج تدريبية لاعتماد الاستشاريين والمقاولين المختصين بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المباني، وتتضمن مواد دراسية وتطبيقات عملية تغطي الجوانب الفنية المتعلقة بتركيب الوحدات الشمسية الكهروضوئية، وتعريفهم بالمتطلبات الفنية ومعايير السلامة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الطاقة أنظمة الطاقة الشمسیة الشمسیة الکهروضوئیة الحیاد المناخی الطاقة النظیفة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

لبنان.. انفجارات بأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية

كشفت وكالة الأنباء اللبنانية عن وقوع انفجارات بأنظمة الطاقة الشمسية في عدد من المنازل تزامنا مع انفجار الأجهزة اللاسلكية، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.

فيما أفاد الصليب الأحمر اللبناني مشاركة 30 فريق إسعاف في نقل المصابين جراء الانفجارات المتعددة في مناطق مختلفة بما في ذلك جنوب لبنان والبقاع.

مصدر أمني: أجهزة الاتصالات المنفجرة اليوم اشتراها حزب الله قبل 5 أشهر

فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن الأجهزة ذات الاستخدام المدني يجب ألا تتحول إلى أسلحة.

وفجرت إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية الشخصية التي يستخدمها عناصر في "حزب الله" في لبنان في موجة ثانية من عملية استخباراتية بدأت يوم الثلاثاء بتفجير أجهزة النداء، وفق مصدرين.

وأوضح موقع "أكسيوس" أن مصدرين مطلعين على العملية، أكدوا له هذه المعلومات.

ووفقا لـ"أكسيوس"، فإن "الموجة الثانية من الهجمات السرية هي خرق أمني خطير آخر في صفوف حزب الله وتزيد من الضغوط عليه".

وقالت المصادر للموقع إن "أجهزة الاتصال اللاسلكية (ووكي توكي) تم تفخيخها مسبقا من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قبل تسليمها إلى "حزب الله" كجزء من نظام الاتصالات الطارئة للحزب، والذي كان من المفترض استخدامه أثناء الحرب مع إسرائيل.

وكانت "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد فجرت يوم الثلاثاء آلاف أجهزة النداء التي يستخدمها أعضاء الوحدات والمؤسسات العسكرية لحزب الله"، حسبما جاء في "أكسيوس".

وعصر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، أثناء تشييع جنازات بعض عناصر "حزب الله" الذين قتلوا في الهجوم الأول، وقعت موجة ثانية من الانفجارات، في الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من المناطق اللبنانية.

ونقل "أكسيوس" عن أحد المصادر قوله: "نظرا لأنها كانت مخصصة للاستخدام فقط أثناء الحرب مع إسرائيل، فإن عددا كبيرا من أجهزة الاتصال اللاسلكية كانت مخزنة في مستودعات حزب الله".
وأوضح المصدران أن "هدف إسرائيل في الموجة الثانية من الهجمات كان زيادة جنون العظمة والخوف في صفوف حزب الله، في محاولة للضغط على قيادة الحزب لتغيير سياسته فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل".

وصرح مصدر بالقول: "كان الهدف إقناع حزب الله بأن من مصلحته قطع علاقته بحماس وإبرام صفقة منفصلة لإنهاء القتال مع إسرائيل بغض النظر عن وقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف المصدران أن "قرار تنفيذ الهجوم الثاني كان مدفوعا أيضا بالتقييم بأن تحقيق حزب الله في انفجارات أجهزة النداء من المرجح أن يكشف عن الخرق الأمني ​​في أجهزة الاتصال اللاسلكية".

مقالات مشابهة

  • لبنان.. انفجارات بأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية
  • وزير الكهرباء يوجه بنصب منظومات الطاقة الشمسية في المباني الحكومية
  • "صناعات الطاقة": استثمارات الإمارات في الطاقة النظيفة تعزز ريادتها عالمياً
  • اصابة فتاة في المروانية جراء انفجار نظام الطاقة الشمسية
  • الحويج يبحث مع السفير الياباني سُبل تطوير العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة النظيفة والمناطق الصناعية
  • الولايات المتحدة والهند تعقدان اجتماعًا وزاريًا للشراكة الاستراتيجية حول الطاقة النظيفة
  • بعد البيجر.. هل يُمكن اختراق أنظمة الطاقة الشمسية؟
  • «الطاقة» و«الاتحاد للماء والكهرباء» تطلقان مبادرة أنظمة الطاقة الشمسية
  • التمويل المناخي وتخزين الطاقة.. الإعلان عن أهداف "كوب29"
  • إنيرجي كابتل آند باور: ليبيا تعبد طريقها نحو التحول إلى الطاقة النظيفة