تنتهج مصر قيادة وشعباً موقفت ثابتا تجاه الأزمة في السودان يتمثل في دعم الدولة الوطنية واستقرارها والوقوف ضد الفوضى والانقسامات وضرورة التوصل لوقف إطلاق النار بشكل دائم وعودة الهدوء في البلد العربي الشقيق، الذي يعد امتدادا للأمن القومي المصري.

وتحركت القاهرة، على كافة الاتجاهات سواء دولية أو الإقليمية أو العربية العربية؛ لبحث الأزمة في السودان منذ تطور الوضع في 15 أبريل الماضي، ولم تترك باباً إلا وطرقته، مؤكدة أهمية وقف إطلاق النار داخل السودان وعودة الهدوء والاستقرار إلى البلاد من أجل مصلحة الشعب السوداني محذرة من تداعيات الأوضاع.

الأزمة في السودان 

في هذا السياق، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادي الانتقالي السوداني، بمطار مدينة العلمين الدولي، في أول زيارة خارجية له منذ بداية الصراع في السودان، والتي تأتي زيارته، في مستهل جولة خارجية أولى منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بالبلاد منتصف أبريل الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومن المقرر أن يطلع الفريق البرهان الرئيس السيسي على آخر مستجدات الوضع في الساحة السودانية على المستوى الميداني والإنساني.

وسيتطرق اللقاء إلى مناقشة الجهود الرامية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة بين طرفي الصراع، والسماح بتنفيذ عمليات الإغاثة الإنسانية، والتطرق لجهود القاهرة إقليميا ودوليا وخاصة مع آلية دول جوار السودان؛ لوقف الصراع واستعادة الأمن والاستقرار، حسبما أفادت مصادر سياسية ودبلوماسية.

في هذا الصدد، وجه الكاتب الصحفي السماني عوض الله، رئيس تحرير الحاكم نيوز، التحية لمصر حكومة وشعبا على ما تقدمه للسودان وشعب السودان قبل وأثناء وبعد هذه الحرب اللعينة التي شهدها السودان، على حد وصفه.

وقال السماني خلال مداخلة هاتفية بشاشة "القاهرة الإخبارية"، إن الحكومة المصرية ظلت تقوم بدور كبير جدا تجاه هذه الأزمة، كما أن الزيارة التي خصصها رئيس مجلس السيادة لمصر كأول زيارة له إلى خارج السودان بعد اندلاع هذه الحرب دليل على أن الجهود التي قامت بها مصر تجاه السودان تسعى إلى مصلحة السودان، والحفاظ على مؤسساته الوطنية دون التدخل في شؤونه الداخلية.

وأضاف أن الزيارة أتت نتيجة ما ظلت تقوم به مصر وخاصة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي ظل يقوم بجهود كبيرة جدا منذ اندلاع هذه الحرب والاتصالات التي أجراها على المستوى الإقليمي والدولي وابتعاثه لوزير الخارجية لدول الجوار واستضافة مصر لقمة القاهرة لدول جوار السودان.

وتابع أن كل هذه جهود كان نتاجها أن يخصص رئيس مجلس السيادة أولى زياراته الخارجية ليقول لمصر شكرا على ما قدمتموه للشعب السوداني، واستضافتكم للأعداد الكبيرة الفارين من الحرب، ودخلوا مصر آمنين سالمين ودخلوا دون أي قيود.

مصر وإنهاء أزمة السودان 

وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها البرهان  منذ بدء الصراع مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 من أبريل، بعدما عرضت مصر التوسط بين الفصائل المتحاربة في السودان، في سلسلة من الجهود الدولية لمنع حرب أهلية طويلة الأمد وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وتناول اللقاء أوجه التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات، وتطورات الأوضاع فى السودان والجهود المبذولة لتسوية الأزمة في السودان بما يحفظ استقراره و سيادته.

وأشاد البرهان بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل الأزمة الراهنة.

عبر البرهان عن تقدير السودان للدور الفعال لمصر بالمنطقة والقارة الإفريقية تحت قيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأشاد أيضا بالاستقبال الذي وجده السودانيون في مصر والذي يؤكد على الروابط العميقة التي تربط شعبي البلدين.

و أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي موقف مصر الثابت و الداعم للسودان ووحدته وسلامة أراضيه لاسيما في ظل الظروف الصعبة التى يمر بها، واضعا فى الاعتبار الروابط والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين.

وأشار الرئيس السيسي خلال اللقاء إلى اعتزاز وتقدير مصر بما يربطها بالسودان من علاقات على المستويين الرسمي و الشعبي، كما تشاور كلا من البرهان والرئيس السيسي حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة بما يحافظ على سلامة وأمن الشعب السوداني، وفي الوقت ذاته بما يحمي سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية.

كما ناقش اللقاء سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني المتضرر من الصراع، لاسيما عن طريق إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها لمستحقيها.

دور مصر في دعم السودان

قال الدكتور أكرم بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر وقفت مع السودان فى موقف عصيب حينما حاولت بعض الدول استغلال بيئة الحرب، حيث لم تقف مصر مكتوفة الأيدى وكان ذكاء الدبلوماسية المصرية فى جمع دول جوار السودان صاحبة المصلحة الأولى فى تحقيق أمن واستقرار السودان، مشيرا إلى أن زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى مصر تحمل الكثير من الدلالات سواء للداخل السوداني أو المجتمع الدولي.

وأضاف بدر الدين في تصريحات خاصة لـ صدى البلد،  أن مصر هي الدولة المعنية الأولى بالأزمة السودانية، نتيجة عدة عوامل يأتي على رأسها عوامل الدم والجغرافيا والتاريخ، وعلاقات قوية وراسخة تربط بين مصر والأشقاء في السودان، وتسعى الدولة المصرية ومن خلال قيامها بالكثير من الإجراءات وتحركاتها الدولية للعمل على إيجاد حل شامل للأزمة السودانية، مؤكدا أن دلالة هذه الزيارة للداخل السوداني هي استقرار الأوضاع نسبيا داخل السودان، وأن هناك استقرار نوعي حدث بعد الزيارات الأخيرة التي قام بها البرهان سواء لمدينة بورتسودان أو قاعدة فلمنجو البحرية العسكرية، وتحمل الزيارة الكثير من المعاني ودلالة واضحة على الأهمية الاستراتيجية للدولة المصرية.

وتابع: زيارة البرهان إلى مصر اليوم لبحث سبل وقف إطلاق النار مع الرئيس السيسي، مشيرا إلى دور مصر في استضافة الكثير من الأشقاء والضيوف على أراضيها، وقدمت لهم الدولة المصرية كل أوجه المساعدات، ويدل ذلك على أن مصر والسودان نسيج واحد".

لقاء البرهان والرئيس السيسي

ونشر المتحدث العسكري باسم الجيش السوداني، ملخص ما ورد في كلمة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، عقب لقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تركزت على:

ـ نؤكد أن لا وجود لجماعات إسلامية داخل الجيش السوداني تقاتل في هذه الحرب.

ـ القوات المسلحة السودانية ليس لديها أي نزعة للاستمرار في السلطة.

ـ نواجه حربا مدمرة قامت بها مجموعات متمردة لتدمير الشعب السوداني.

ـ المجموعات المتمردة مارست جرائم حرب في الخرطوم والجنينة ونيالا وبمختلف بقاع السودان.

ـ نطلب من العالم أن ينظر إلى الحرب في السودان نظرة موضوعية صحيحة.

ـ القوات المسلحة السودانية حريصة على وضع حد لهذه الحرب لإنهاء مأساة الشعب السوداني.

ـ نسعى إلى فترة انتقالية حقيقية يستطيع بعدها الشعب السوداني تأسيس دولته بانتخابات حرة نزيهة.

ـ نطمئن أصدقاء وجيران السودان أننا ماضون في السعي لإيقاف الحرب واستكمال المسار الديمقراطي.

ـ نسعى إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في نهاية المسار الانتقالي حتى يختار السودانيون من يحكمهم.

ـ أحيي الرئيس السيسي والشعب المصري على استضافتهم الكريمة للشعب السوداني.

ـ نشكر كل من وقف مع الشعب السوداني ودعمه في أزمته.

في يوليو الماضي، استضافت مصر مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.

وجاءت القمة، في ظل الأزمة الراهنة في السودان، وحرصاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السودان أحداث السودان أزمة السودان أمن السودان استقرار السودان البرهان الأزمة فی السودان رئیس مجلس السیادة دول جوار السودان الشعب السودانی الرئیس السیسی لتسویة الأزمة الفتاح السیسی إطلاق النار الرئیس عبد دول الجوار عبد الفتاح هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا تصف تصريحات وزير الخارجية النمساوي بشأن الأزمة في أوكرانيا بالأكاذيب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ بأن الصراع في أوكرانيا استمر ألف عام، بالأكاذيب.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال شالنبرغ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا في فيينا، إنهم اجتمعوا في "موعد حزين للغاية، وكأن ألف عام بالضبط قد مرت بالأمس منذ بداية الغزو الروسي ​​واسع النطاق لأوكرانيا".

وكتبت زاخاروفا في قناتها على "تلغرام": "المزيد من الأكاذيب، القليل من الأكاذيب - الجميع معتادون على ذلك".

يذكر أن يوم الأربعاء كان اليوم الألف من العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

وفي المؤتمر الصحفي ذاته، قال وزير الخارجية النمساوي إن حل الصراع في أوكرانيا يتطلب دعم الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأطلقت روسيا العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، لحماية الأشخاص الذين تعرضوا للانتهاكات والإبادة الجماعية على يد نظام كييف.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن العملية الخاصة كانت إجراء قسريا، ولم تُترك لروسيا "أي فرصة لفعل خلاف ذلك، ونشأت مخاطر أمنية لدرجة أنه كان من المستحيل الرد بوسائل أخرى".

وأكد أن روسيا تحاول منذ 30 عاما التوصل إلى اتفاق مع حلف شمال الأطلسي بشأن مبادئ الأمن في أوروبا، لكنها واجهت ردا على ذلك إما الخداع والأكاذيب الساخرة، أو محاولات الضغط والابتزاز، في حين أن الحلف وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من احتجاجات موسكو، يتوسع بشكل مطرد ويقترب من حدود روسيا الاتحادية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية ينقل رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره الكونغولى
  • وزير الخارجية ينقل رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره الكونغولي
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث من نظيره الاماراتي الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في السودان
  • زاخاروفا تصف تصريحات وزير الخارجية النمساوي بشأن الأزمة في أوكرانيا بالأكاذيب
  • على خلفية اشتداد المعارك بالسودان.. نزوح الآلاف من مدينة الفاشر
  • البرهان يؤكد عزمه تسليم السلطة بعد "تنظيف السودان" من المتمردين قربياً
  • تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع
  • السودان.. هبوط أول رحلة تجارية منذ اندلاع الحرب في مطار كسلا
  • “بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
  • شاهد بالفيديو .. أهم ما ورد في خطاب البرهان أمام المؤتمر الاقتصادي