‏إستقبال بارد وغياب كلي للمستقبلين من قيادات السلطة المحلية في عدن ورئيس الإنتقالي ، يكشف عمق التباعد بين الزبيدي ورئيس مجلس القيادة ، ومتلازمة مشاعر المنبوذ التي يعيشها العليمي من قبل كل جماهير عدن والجنوب.
رسالة عدم الإستقبال تكشف أقصى درجات الإفتراق ،وغياب مشتركات العمل تحت سقف مؤسسة واحدة برؤوس متعددة ، ما يستوجب -هذا الفشل -إعادة تقييم حصاد سنوات التأسيس وإصدار شهادة صلاحية إستمرار المجلس الرئاسي من عدمه.


هذا التشكيل الذي كان يؤمل منه صياغة إطاراً لوحدة الإرادة السياسية ،وتنظيم الأداء وإدارة تباينات المشاريع السياسية بأكبر قدر من المسؤولية والإنضباط ، لم يترك مجالاً للرهان عليه ، في تجنب الإنجرار إلى الصدام السياسي، وعدم الإنخراط بصراعات جانبية خارج المواجهة المركزية مع الحوثي، حدٍ فشل فيه بإمتياز ،ناهيك عن الخيبات في ملفات الأمن والإقتصاد ومكافحة الفساد، وحل أزمات الخدمات المتتالية بل الوصول حد توظيفها سياسياً.
يبدو أن الخلاف والقطيعة قد وصلا إلى نقطة اللاعودة بين الإنتقالي ومكونات مجلس القيادة، ليتخطي البروتوكول ، من إستقبال وتوديع وتقبيل وجنات صاحب الفخامة ، الذي أصاب دروانية حركته المجتمع المحلي بالملل وعدم الإكتراث ، وبات غياب رشاد العليمي يشبه الحضور ، وحضوره الفقير في المصداقية والإنجاز لم يعد يثير حماسة أي أحد .
إزاء هذه التركيبة الرئاسية الشوهاء برؤوسها المتعددة ، حان الوقت للإقرار بفشلها وإزاحتها جانباً، وبالتالي التفكير ببدائل أكثر فعالية وتوافقية ، كالعودة لجسم قيادي من رأسين الرئيس والنائب، موزعة بلا تغول أو الغاء بين الشمال والجنوب، لإدارة مرحلة الإعداد للمفاوضات النهائية، قبل أن يتحدد موقع القضية الجنوبية في شكل الحل القادم.
عودة العليمي بلا حفاوة إستقبال ، أزاح الستار عن أن الخصومة تعدت الشخصنة إلى جوهر القضايا ، و بما يوحي بموقف رئيس مجلس الرئاسة وجُل مكوناته، من القضية المفتاحية القضية الجنوبية ، وفي أقل توصيف سوداوي لهذه المواقف ، أنها رؤية غير متوازنة منحازة ،تتنصل من سابق إلتزاماتها آخرها الشراكة مناصفة بالوفد التفاوضي ، وتشكيل الإطار الخاص للقضية الجنوبية ، مواقف ترتقي إلى حد العدائية.
عدم إستقبال عيدروس وكل أجهزة عدن للعليمي، يشبه فك الإرتباط عن سلطة الشمال ، وصياغة أولية لمسودة البيان رقم واحد.
ماحدث يوم أمس رسالة تحمل بدلالاتها هذا المعنى:
من الإقليم الى العليمي لا أحد أكبر من قضية الجنوب العادلة .

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

مطاردة درامية استمرت ساعتين بين يخت و12 زورقًا قرب عدن.. وإعلان بريطاني بشأن الحادثة

مطاردة درامية استمرت ساعتين بين يخت و12 زورقًا قرب عدن.. وإعلان بريطاني بشأن الحادثة

مقالات مشابهة

  • القبض على مئات اليمنيين في السعودية.. وإعلان رسمي بشأنهم
  • جوبا: رهق سلفاكير وغياب الأفق
  • الحكومة العراقية تدفع تعويضات لمتضررى أهالى سنجار من تخريب داعش الإرهابى
  • الفريق جابر يلتقي رئيس كيان مسار الشمال باتفاق سلام جوبا
  • لقاء وفد من الإصلاح مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي لمناقشة القضايا الحيوية
  • عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا
  • مطاردة درامية استمرت ساعتين بين يخت و12 زورقًا قرب عدن.. وإعلان بريطاني بشأن الحادثة
  • محافظ سوهاج ورئيس المنطقة الأزهرية يفتتحان مجمع المعاهد الأزهرية بقرية "الديانات" بأخميم
  • الزبيدي يبحث مع السفير السعودي الجهود السياسية والأوضاع الاقتصادية في اليمن
  • دولة غربية تعلن تقديم الدعم العسكري لقوات الشرعية والرئيس العليمي ”يثمن عاليا” هذا الدعم