بمساندة مصرية خالصة.. الرئيس السيسي يستقبل “البرهان” في العلمين الجديد
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
منذ اللحظة الأولى لتفجير النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولم تتخلى مصر عن أشقائها، فمنذ إشعال الشرارة وتعاملت مصر بحكمة وثبات مع الأزمة، بل والأكثر من ذلك أنها فتحت أبوابها للشعب السوداني للفرار من نار الحرب دون الانحياز لأحد طرفي الصراع على حساب الآخر، واليوم جاء قائد الجيش السوداني ليزور مصر لأول مرة منذ بداية الحرب.
وفي السياق ذاته، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بمدينة العلمين الجديدة، وهذه اول زيارة من بدء الحرب.
وفي وقت سابق ذكر مجلس السيادة الانتقالي السوداني، أن البرهان توجه إلى زيارة مصر لبحث تطورات الأوضاع في السودان، وقال المجلس في بيان أن البرهان سوف يتحدث مع السيسي في العلاقات الثنائية بينهما، وطرق دعمها، إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ورافق البرهان خلال زيارته إلى مصر، علي الصادق وزير الخارجية المكلف، وأحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات، وميرغني إدريس سليمان المدير العام للمنظمة الدفاعية، وتعد هذه هي المرة الأولى الذي يغادر فيها البرهان السودان منذ بدء الحرب والصدام مع قوات الجيش السريع في إبريل الماضي.
واستطاع البرهان الأسبوع الماضي مغادرة مقر قيادة الجيش الذي اتخذه مقرًا له منذ بداية الصراع، وتفقد منشأة عسكرية في ام درمان وعطبرة وبورتسودان، واستبعد البرهان خلال تفقده جنودًا في قاعدة بحرية في بوردتسوان على البحر الأحمر والتي بقيت بمنأى عن الحرب حتى هذه اللحظة أي فرصة للمفاوضات، حسب سكاي نيوز عربية.
وذكر للجنود في قاعدة فلامنغو البحرية، المجال ليس مجال الكلام الآن، نحن نكرس الوقت من أجل إنهاء هذا التمرد، وذلك في إشارة لقوات الدعم السريع، حيث اندلع الصراع بينهما في إبريل المنصرم، واسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، إلى جانب تجبار ملايين الأشخاص على الفرار من بلادهم تجنبًا للصراع الدائر.
جهود مصرية لحلحلة الأزمة السودانيةومنذ بداية الأزمة وتعمل الدولة المصرية على قدم وساق من أجل حل الأزمة السودانية، إلى جانب التحركات الدبلوماسية التي قامت بها وزارة الخارجية بقيادة الوزير سامح شكري في محاولة لإحتواء الأزمة، وذلك في إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمي في القارة، وتمسكها بمبادرة إسكات البنادق.
وتبذل مصر الكثير من الجهد لإحتواء الأزمة السودانية، والحيلولو دون الدخول على خط الحرب، ودعى الرئيس عبد الفتاح السيسي طرفي الصراع إلى إعلاء لغة الحوار والتوافق الوطني، والمصالح العليا للشعب السوداني.
ولم يقف الأمر عند الجهود الرئاسية للحلول الدبلوماسية، وانما امتد الأمر إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي قامت من خلال جمعية الهلال الأحمر بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان بتقديم كافة المساعدات واشكال الإغاثة الإنسانية والطبية للشعب السوداني.
وأقامت جمعية الهلال الأحمر المصري مركز إغاثي إنساني في معبر أرقين الحدودي مع السودان، وذلك من أجل مساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم في استكمال رحلاتهم للوصول بسلام إلى أرض الوطن.
إشادة دولية للريادة المصريةوحظى الدور المصري الفعال في هذه الأزمة بإشادة دولية كبيرة، حيث وجه أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي الشكر لمصر لاستقبالها عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين الوافدين عبر الحدود.
ومن جانبه، أعرب كريستيان بيرجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة، عن امتنانه لدور مصر الفعال في مساعدة المواطنين الأوروبيين الذين عبروا الحدود، هربا من الحرب.
وأظهرت مصر الدعم الكامل للحكومة السودانية منذ اندلاع أحداث ديسمبر 2018 في سعيها إلى تحقيق تطلعات الشعب السوداني مع استمرار الازمة السياسية، وأكدت مصر على احترام خيارات الشعب السوداني، فكانت مصر دائمًا حاضرة في المفاوضات بين الحكومة الانتقالية السودانية، كما أنها إنه ا بادرت باستضافة قمة تشاورية للشركاء الاقليميين 2019، بهدف حلحلة الخلافات بين كافة الاطراف السودانية بشقيها المدني والعسكري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الرئيس السيسي مساعدة الانتقال مساعدات العلمين وزارة التضامن الجيش السوداني علاقات الحكومة قوات الجيش الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية العلمين الجديدة قاعدة بحرية العلاقات الثنائية
إقرأ أيضاً:
تداعيات الفيتو الروسي وأسبابه
يعتقد الكثير من المراقبين أن استخدام روسيا لحق الفيتو لإجهاض قرار المنظمة الدولية الخاص بمساعدة السودان جاء بسبب الحرب الروسية الاكرانية ورغبة الدب الروسي المستعرة فى منع الغرب من ممارسة أي تأثير ملموس علي المسرح الدولي خاصة منطقة البحر الاحمر والقرن الافريقي، وهذا صحيح ولكن جزئيا فقط.
الملاحظ أن دولا مثل الصين والجزائر مساندة للجيش ومليشياته وافقت علي القرار وذلك بعد إجراء عدد من التعديلات في صياغته، مما يؤكد أن القرار لم يكن في صالح قوات الدعم السريع علي الإطلاق وهو في صيغته التي تم التصويت عليها كانت بمثابة الحد الادني المعقول الذي يمكن عمله لمصلحة السودان وشعبه المشرد بسبب الحرب.
في إعتقادى أن روسيا تراهن علي استراتيجية قوامها التحالف مع الإسلام السياسي بغرض تنفيذ اجندة إقليمية وعالمية وهو تحالف يشمل إيران وكذلك الصين إلى حد ما. وتحاول روسيا أن تستفيد من تجربة الولايات المتحدة حينما استخدمت الإسلام السياسي لصالح أجندتها في الحرب الباردة وتجربة هتلر الذي كان أول من استخدمهم وفقا للمؤرخ كلاوس جينسك في كتابه " النازيون ومفتي القدس أمين الحسيني" وامين الحسيني هذا كان يحسن إستخدام ادبيات الجهاد لحسن البنا، استطاع الفوهرر بمعاونته من تشكيل فرقة عسكرية من مسلمين القوقاز والبلقان الذين إستمعوا إلى نداء اوفي أصدقاء هتلر ، مفتي القدس أمين الحسيني، بالانخراط في الجهاد بالجيش الالماني تحت قوات النخبة النازية بوحدة هانشر التي ضمت ٢٠ الف مقاتل.
في تقديري كذلك أن المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت أمر إعتقال في حق نيتنياهو وغلانت لن تتردد في إصدار أمر مشابه للبرهان بسبب الحرب ورفضه للجلوس والتفاوض من أجل إنهائها ووضع حد لمأساة شعبه.
ربما كانت مبادرة البرهان الأخيرة محاولة منه لتجنب مثل ذلك المصير ولا علاقة لها البتة بوقف الحرب أو شعب السودان المنكوب ويظهر ذلك جليا في محتواها الوصائي.
البرهان رجل ضعيف ومتردد وضيق الافق وقد كان خصما بأفعاله علي أهل السودان منذ ارتكابه لجريمة فض الاعتصام وإنقلابه علي الوثيقة الدستورية في اكتوبر ٢٠٢١م.
أنا أؤمن بأن هناك العديد من القادة العسكريين في السودان من ذوي المعرفة والتأهيل وسعة الافق لقيادة المؤسسة العسكرية ولكن هذا البرهان غير مؤهل للقيادة وقد دخل حياتنا فقط بسبب جريمة "التمكين" فهو عاطل تماما عن المواهب والقدرات.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
talaat1706@gmail.com