وكالة الصحافة الفلسطينية:
2025-03-23@19:59:56 GMT

36 عامًا على اغتيال "حنظلة"

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

36 عامًا على اغتيال 'حنظلة'

بيروت - صفا

يوافق اليوم الأحد التاسع والعشرين من آب/أغسطس، الذكرى الـ 36 عامًا، لاستشهاد رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، بعد إصابته برصاصات غادرة.

وتلقى العلي (51 عامًا) عدة رصاصات غادرة من مجهولين في 22 يوليو/تموز 1987، في لندن بالقرب من مقر صحيفة "القبس" الكويتية، ودخل على أثرها في غيبوبة حتى وفاته يوم 29 أغسطس/آب 1987.

ورغم مرور ما يزيد عن ثُلث قرن على استشهاد العلي؛ إلا أن رسومه الكاريكاتيرية ما زالت تتداول بين مستخدمي مواقع التواصل ويُعاد طبع رسوماته في الصحف العربية إلى اليوم.

وتشتهر رسوماته بإثارة القضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية المتشحة بالألم والشجون العاطفي.

ناجي اللاجئ والفنان

ولد ناجي العلي عام 1937 في قرية الشجرة قضاء طبريا قبل أن يهجّر مع عائلته في نكبة فلسطين إلى الجنوب اللبناني، حيث استقر بهم المقام في مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا، وعاش في خيمة لا تزيد مساحتها على عشرة أمتار مربعة، وبدأ منذ صغره التعبير عن ألم اللجوء ومأساة قضيته بالرسم على حيطان المخيم.

وفي عام 1962 قام الأديب والصحافي الفلسطيني غسان كنفاني بنشر أولى لوحات العلي في مجلة "الحرية" بعد أن أعجب بها أثناء زيارة له إلى معرض رسومات أقيم في مخيم عين الحلوة.

واشتهر العلي على النطاق العربي منذ ذلك الحين من خلال شخصية الطفل "حنظلة" التي ابتدعها عام 1969 عندما كان يعمل في صحيفة "السياسة" الكويتية.

و"حنظلة" الطفل ابن العاشرة الذي قال عنه العلي إنه لن يكبر إلاّ بعد عودته إلى فلسطين موطنه الأصلي، والذي يظهر دائما مديرا ظهره عاقدا يديه خلفه، لأنه يرفض التسليم بأي محاولة احتواء أو مساومة على قضيته.

وعام 1963 سافر العلي إلى الكويت، وتلقفته صحيفة "القبس" الكويتية لمدة 11 عامًا يرسم على صحفها اليومية.

وتمكنت عائلته وأصحابه من جمع كتابٍ للعلي بعنوان: "طفل في فلسطين: رسوم ناجي العلي"، حيث قال: "مهمتي التحدث بصوت الناس، شعبي في المخيمات في مصر والجزائر، وباسم العرب البسطاء في المنطقة كلها والذين لا منافذ كثيرة لديهم للتعبير عن وجهة نظرهم".

وحملت رسومات العلي الكثير من الانتقادات للأنظمة العربية وقيادات فلسطينية عاب عليها طريقة تعاملها مع القضية الفلسطينية، وكان ناجي دائما يوقّع أعماله برسم حنظلة.

ويقول معارضو الرسام الفقيد إن رسوماته التي كان يوقعها باسم "حنظلة"، كانت مثيرة للانتقاد لدى الأنظمة العربية الحاكمة، إضافةً إلى بعض القيادات والزعماء الفلسطينيين، من حيث تعاطيهم سلبًا مع القضية الفلسطينية.

حنظلة

وعن حنظلة، فإنها لشخصية وهمية فلسطينية لطفل (10 أعوام) وقد ظهر للمرة الأولى في رسوماته عام 1969 في صحيفة "الجريدة" الكويتية.

وقيل إن شخصية "حنظلة" الرسومية تمثل فترة قاسية في عمر الأوطان، حيث يتطابق عمره وعمر رسامه.

وعلى الرغم من استخدام شخصيات أخرى في رسومات العلي مثل "فاطمة" والجندي الإسرائيلي طويل الأنف، إلا أنها لم تصل لشهرة الطفل "حنظلة".

وقد نجح الرسام ناجي العلي في توظيف فنه الساخر في انتقاد التغيرات السياسية وفضح جرائم الاحتلال لخدمة قضية بلاده.

ولم يكن ليكبر حتى يعود ناجي إلى أرض الوطن، حينها فقط كنا سنشهد هذا الصبي يكبر وربما يظهر بوجهه أمام العالم.

اتخذه العليّ بمثابة توقيع له على لوحاته، وحصدت الشخصية ثناء الجماهير العربية، وصارت رمزًا للصمود الفلسطيني.

قال عنه العلي "ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود لفلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء".

وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول: "كتفته بعد حرب أكتوبر1973، لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة بحلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعا".

وأسهم هذا الموقف في رسوخ "حنظلة"، معبرًا عن موقف كثيرين حول مستجدات القضية الفلسطينية، فالطفل مقيد اليدين حاضر في كل ما يستجد على ساحتها، فظهر معبرًا عن رفضه لكل ما يحدث من حلول التسوية، الاتفاقيات والأنظمة، سياسات الداخل، وسياسات الخارج.

اغتيال العلي

عند الساعة 5:13 بتوقيت غرينتش، يوم الأربعاء 22 يوليو/ تموز 1987، أوقف العلي سيارته على رصيف الجانب الأيمن لشارع "ايفز" جنوب غرب لندن، حيث مقر جريدة القبس الدولية.

لم يكن ناجي يعلم أن قاتلا يترصده، ورغم التهديدات التي تفوق المائة حسب قوله، والتي كانت تنذره بالعقاب على رسوماته، وتلقيه معلومات وافية بأن حياته في خطر نظرا لأن الموساد الإسرائيلي قد جعله هدفا، إلا أن ناجي العلي لم يتخذ لنفسه أية إجراءات للحماية، لإيمانه القدري وفقا لمقولة: "الحذر لا يمنع القدر"، لذلك كان اقتناصه سهلا.

وما أن اقترب ناجي العلي من مخزن "بيتر جونز"، القريب من نقطة الاستهداف حتى اقترب منه القاتل الذي ارتدى سترة من الجينز والذي وصفه الشهود بأنه ذو شعر اسود أشعث وكثيف، وعندما سار في موازاته أخرج مسدسه وأطلق الرصاص باتجاه رأس ناجي العلي، ثم لاذ بالفرار.

نقل ناجي إلى مستشفى "القديس ستيفن"، وهو خاضع لجهاز التنفس الاصطناعي، ثم جرى تحويله إلى مستشفى "الصليب تشارنج" وأدخل إلى قسم جراحة الأعصاب، ثم أعيد مرة أخرى إلى مستشفى القديس ستيفن.

ظل العلي يصارع الموت حتى يوم السبت 29-8-1987، وانتقلت روحه إلى بارئها في تمام الساعة الثانية فجرا، ودفن في مقبرة "بروك وود" الإسلامية في لندن، وحمل قبره رقم (230191).

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: ناجي العلي حنظلة ناجی العلی

إقرأ أيضاً:

شاهد| في الجزائر.. أب يعذب ابنه بالنار

تعرض طفل للتعذيب من والده، شمل حرق يديه بسبب إضاعته لمبلغ مالي بسيط يُقدر بـ100 دينار جزائري، في مقطع فيديو أثار غضباً واسعاً في الجزائر.

ووثق بقّال في الجزائر في مقطع فيديو، الطفل يقول: "أضعت 100 دينار كنت سأشتري بها علبة ألوان  فعاقبني والدي وأحرق يدي بشوكة الأكل الساخنة"، ورداً على سؤال البقال عن والدته، قال:"هي الأخرى في المستشفى".

وقالت وسائل إعلام محلية، إن المبلغ الذي أضاعه الطفل، هو 100 دينار جزائري يعادل أقل من دولار واحد، وأثار الفيديو موجة غضب واسعة ضد الأب، ومطالب بمحاسبته على فعلته، وحماية للطفل وباقي إخوته إن وجدوا منه.

وصَدَمَ تصرف الوالد الجزائريين، الذين عبروا على مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات كثيرة أدانوا فيها وحشية الأب، إذ علق مغرد بالقول "كيف أمكن لهذا الوالد أن يحرق فلذة كبده بهذه الطريقة؟".

وطالب المغردون بتدخل السلطات للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. 

وفي المقابل، أكدت تقارير إعلامية جزائرية، أن الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث في الجزائر، بدأت التحقيق في الحادثة بالفعل، لمعرفة مكانها وتاريخها. 

مقالات مشابهة

  • علامات تشير إلى أن طفلك يعاني من ضعف السمع
  • بعد 9 أيام من إختفائه.. العثور على الطفل “عبد الغني” جثة بخميس الخشنة
  • ناجي ملاعب: إسرائيل تقوم بأعمالها وغاراتها بشكل دائم
  • شاهد| في الجزائر.. أب يعذب ابنه بالنار
  • اسرائيل تعلن اغتيال قيادي في حزب الله
  • «حنظلة» يطل من إفطار هندسة الإسكندرية.. إبداع طلابي يتضامن مع فلسطين
  • عفوية طارق العلي مع هند البلوشي تثير تفاعلاً.. فيديو
  • أحمد ناجي ينتقد استدعاء البلعوطي لقائمة منتخب مصر
  • بين الجرأة والواقع.. كيف تناول "لام شمسية" قضية البيدوفيليا؟
  • للأمهات .. أسباب غير متوقعة لانخفاض لبن الرضاعة