وكالة الصحافة الفلسطينية:
2025-01-06@12:24:24 GMT

36 عامًا على اغتيال "حنظلة"

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

36 عامًا على اغتيال 'حنظلة'

بيروت - صفا

يوافق اليوم الأحد التاسع والعشرين من آب/أغسطس، الذكرى الـ 36 عامًا، لاستشهاد رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، بعد إصابته برصاصات غادرة.

وتلقى العلي (51 عامًا) عدة رصاصات غادرة من مجهولين في 22 يوليو/تموز 1987، في لندن بالقرب من مقر صحيفة "القبس" الكويتية، ودخل على أثرها في غيبوبة حتى وفاته يوم 29 أغسطس/آب 1987.

ورغم مرور ما يزيد عن ثُلث قرن على استشهاد العلي؛ إلا أن رسومه الكاريكاتيرية ما زالت تتداول بين مستخدمي مواقع التواصل ويُعاد طبع رسوماته في الصحف العربية إلى اليوم.

وتشتهر رسوماته بإثارة القضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية المتشحة بالألم والشجون العاطفي.

ناجي اللاجئ والفنان

ولد ناجي العلي عام 1937 في قرية الشجرة قضاء طبريا قبل أن يهجّر مع عائلته في نكبة فلسطين إلى الجنوب اللبناني، حيث استقر بهم المقام في مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا، وعاش في خيمة لا تزيد مساحتها على عشرة أمتار مربعة، وبدأ منذ صغره التعبير عن ألم اللجوء ومأساة قضيته بالرسم على حيطان المخيم.

وفي عام 1962 قام الأديب والصحافي الفلسطيني غسان كنفاني بنشر أولى لوحات العلي في مجلة "الحرية" بعد أن أعجب بها أثناء زيارة له إلى معرض رسومات أقيم في مخيم عين الحلوة.

واشتهر العلي على النطاق العربي منذ ذلك الحين من خلال شخصية الطفل "حنظلة" التي ابتدعها عام 1969 عندما كان يعمل في صحيفة "السياسة" الكويتية.

و"حنظلة" الطفل ابن العاشرة الذي قال عنه العلي إنه لن يكبر إلاّ بعد عودته إلى فلسطين موطنه الأصلي، والذي يظهر دائما مديرا ظهره عاقدا يديه خلفه، لأنه يرفض التسليم بأي محاولة احتواء أو مساومة على قضيته.

وعام 1963 سافر العلي إلى الكويت، وتلقفته صحيفة "القبس" الكويتية لمدة 11 عامًا يرسم على صحفها اليومية.

وتمكنت عائلته وأصحابه من جمع كتابٍ للعلي بعنوان: "طفل في فلسطين: رسوم ناجي العلي"، حيث قال: "مهمتي التحدث بصوت الناس، شعبي في المخيمات في مصر والجزائر، وباسم العرب البسطاء في المنطقة كلها والذين لا منافذ كثيرة لديهم للتعبير عن وجهة نظرهم".

وحملت رسومات العلي الكثير من الانتقادات للأنظمة العربية وقيادات فلسطينية عاب عليها طريقة تعاملها مع القضية الفلسطينية، وكان ناجي دائما يوقّع أعماله برسم حنظلة.

ويقول معارضو الرسام الفقيد إن رسوماته التي كان يوقعها باسم "حنظلة"، كانت مثيرة للانتقاد لدى الأنظمة العربية الحاكمة، إضافةً إلى بعض القيادات والزعماء الفلسطينيين، من حيث تعاطيهم سلبًا مع القضية الفلسطينية.

حنظلة

وعن حنظلة، فإنها لشخصية وهمية فلسطينية لطفل (10 أعوام) وقد ظهر للمرة الأولى في رسوماته عام 1969 في صحيفة "الجريدة" الكويتية.

وقيل إن شخصية "حنظلة" الرسومية تمثل فترة قاسية في عمر الأوطان، حيث يتطابق عمره وعمر رسامه.

وعلى الرغم من استخدام شخصيات أخرى في رسومات العلي مثل "فاطمة" والجندي الإسرائيلي طويل الأنف، إلا أنها لم تصل لشهرة الطفل "حنظلة".

وقد نجح الرسام ناجي العلي في توظيف فنه الساخر في انتقاد التغيرات السياسية وفضح جرائم الاحتلال لخدمة قضية بلاده.

ولم يكن ليكبر حتى يعود ناجي إلى أرض الوطن، حينها فقط كنا سنشهد هذا الصبي يكبر وربما يظهر بوجهه أمام العالم.

اتخذه العليّ بمثابة توقيع له على لوحاته، وحصدت الشخصية ثناء الجماهير العربية، وصارت رمزًا للصمود الفلسطيني.

قال عنه العلي "ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود لفلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء".

وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول: "كتفته بعد حرب أكتوبر1973، لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة بحلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعا".

وأسهم هذا الموقف في رسوخ "حنظلة"، معبرًا عن موقف كثيرين حول مستجدات القضية الفلسطينية، فالطفل مقيد اليدين حاضر في كل ما يستجد على ساحتها، فظهر معبرًا عن رفضه لكل ما يحدث من حلول التسوية، الاتفاقيات والأنظمة، سياسات الداخل، وسياسات الخارج.

اغتيال العلي

عند الساعة 5:13 بتوقيت غرينتش، يوم الأربعاء 22 يوليو/ تموز 1987، أوقف العلي سيارته على رصيف الجانب الأيمن لشارع "ايفز" جنوب غرب لندن، حيث مقر جريدة القبس الدولية.

لم يكن ناجي يعلم أن قاتلا يترصده، ورغم التهديدات التي تفوق المائة حسب قوله، والتي كانت تنذره بالعقاب على رسوماته، وتلقيه معلومات وافية بأن حياته في خطر نظرا لأن الموساد الإسرائيلي قد جعله هدفا، إلا أن ناجي العلي لم يتخذ لنفسه أية إجراءات للحماية، لإيمانه القدري وفقا لمقولة: "الحذر لا يمنع القدر"، لذلك كان اقتناصه سهلا.

وما أن اقترب ناجي العلي من مخزن "بيتر جونز"، القريب من نقطة الاستهداف حتى اقترب منه القاتل الذي ارتدى سترة من الجينز والذي وصفه الشهود بأنه ذو شعر اسود أشعث وكثيف، وعندما سار في موازاته أخرج مسدسه وأطلق الرصاص باتجاه رأس ناجي العلي، ثم لاذ بالفرار.

نقل ناجي إلى مستشفى "القديس ستيفن"، وهو خاضع لجهاز التنفس الاصطناعي، ثم جرى تحويله إلى مستشفى "الصليب تشارنج" وأدخل إلى قسم جراحة الأعصاب، ثم أعيد مرة أخرى إلى مستشفى القديس ستيفن.

ظل العلي يصارع الموت حتى يوم السبت 29-8-1987، وانتقلت روحه إلى بارئها في تمام الساعة الثانية فجرا، ودفن في مقبرة "بروك وود" الإسلامية في لندن، وحمل قبره رقم (230191).

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: ناجي العلي حنظلة ناجی العلی

إقرأ أيضاً:

محاولة اغتيال فاشلة.. القصة الكاملة لتسمم بشار الأسد

تسمم بشار الأسد.. أعلنت صحيفة ذا صن البريطانية أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بتناوله مادة سامة يوم الأحد الماضي.

أفادت تقارير صحفية، أن محاولة اغتيال طالت الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وصرح أحد كبار الجاسوسين السابقين في روسيا، إن بشار الأسد قد أصيب بالتعب يوم الأحد الماضي.

الرئيس بشار الأسد

وأكد أن الأسد ذات الـ 59 عاما، طلب المساعدة الطبية ثم بدأ على الفور تقريبا في السعال بعنف والاختناق، نقلا على لسان مصدر أن هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن محاولة اغتيال قد حدثت، وعولج الأسد في شقته ومن المفترض أن حالته استقرت يوم الاثنين.

وكان الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وهو الجيل الثاني من سلالة عائلية استبدادية احتفظت بالسلطة لأكثر من 5 عقود، ويعرف بشار الأسد بحكمه الوحشي لسوريا، التي دمرتها منذ عام 2011 حرب أهلية وحولتها إلى أرض خصبة لتنظيم داعش الإرهابي.

الرئيس السوري بشار الأسد

وبدأت الحرب داخل سوريا، وذلك بعد أن رفض نظام الأسد الرضوخ للاحتجاجات الجماهيرية المؤيدة للديمقراطية في عام 2011، خلال الربيع العربي، وأعلن الأسد حملة قمع وحشية على الحركة السلمية، مما أسفر عن مقتل وسجن الآلاف في الأشهر القليلة الأولى من الاحتجاجات.

اقرأ أيضاًهل تعرض بشار الأسد فعلاً لمحاولة «اغتيال» في موسكو؟

«لم أساوم على شعبي بعروض وإغراءات».. بشار الأسد يكشف اللحظات الأخيرة قبل سقوط دمشق

«الاستخبارات الروسية» ترد على سؤال توفير الحماية الحكومية لبشار الأسد

مقالات مشابهة

  • موقع عبري يكشف تفاصيل دقيقة عن عملية اغتيال نصر الله
  • عاجل - إسرائيل تكشف خطة اغتيال حسن نصر الله: استهداف القيادات وشل قدرات حزب الله
  • إسرائيل تكشف تفاصيل دقيقة عن اغتيال نصر الله.. 10 ثوان دمرت كل شيء
  • “درع الوطن” تنفي مزاعم اغتيال أحد أفرادها في حضرموت
  • مسئول في حزب الله اللبناني يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصر الله
  • 18 عاماً من التحضير: إسرائيل تكشف تفاصيل اغتيال نصر الله
  • «استغرق 10 ثوانٍ فقط».. إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال «نصر الله»
  • بالتفاصيل.. هذا ما جرى في إسرائيل قبل اغتيال نصرالله.. تقرير إسرائيلي يكشف
  • محاولة اغتيال فاشلة.. القصة الكاملة لتسمم بشار الأسد
  • ما حقيقة اغتيال بشار الأسد في موسكو؟