ثلاث تجارب يطلق عليها «خدمات إلكترونية» خضتها في ثلاث مؤسسات خدمية لم تتمكن أي واحدة منها في إثبات أننا بدأنا في المراحل المتقدمة من عمليات التحول الرقمي للحكومة الإلكترونية، وسأسرد باقتضاب تلك التجارب الثلاث حسب تسلسلها التاريخي.
الأولى منذ ما يربو عن العام ونصف، كانت الخدمة تنص على أن يتم إدخال البيانات إلكترونيا من مكتب البريد تحول بعدها ورقيا للجهة الطالبة وانتظار إشعارات الرسائل النصية لإنهاء المعاملات، لم يفلح التحول الرقمي ولا الرسائل النصية ولا المراجعات الشخصية في إنهاء إجراءات تلك المعاملة ويبقى الأمر مرهونا بـ«المعرفة» كي يسيل الماء الراكد.
تعمدت عدم البوح بأسماء التجارب الشخصية الثلاث ولكنني أجزم أن بعضها واضح أو يتشابه مع مؤسسات أخرى تحاول تقديم خدمات تحول رقمي للجمهور، وهنا أيضا كي لا يساء فهمي أحاول إيضاح أن بعضًا من الجهات الخدمية قد قطعت شوطًا كبيرًا في مجالات التحول الرقمي للخدمات وحازت على رضا الجمهور، غير أنني هنا أتحدث عن تجارب شخصية مررت بها، وشعرت بعدم جدية ما يسمى بالتحول الرقمي والانتقال إلى مجتمع الأعمال المتمدن الذي يمكن أن تنهي فيه أعمالك من أي مكان في العالم وبضغطة زر كما يقال.
الإحصاءات الحديثة والصادرة من الجهة المسند إليها مراقبة التحول الرقمي تقول إن متوسط الأداء العام لتحقيق متطلبات التحول الرقمي الحكومي في المؤسسات الحكومية في سلطنة عمان بلغ 62% بنهاية العام الفائت وأن 9 مؤسسات من بين 49 مؤسسة حكومية، حققت مستوى فوق المتوسط (المستوى الأخضر) والباقي يتوزع بين المستوى الأصفر والأحمر، ويمكن الرجوع إلى التقرير بشكل مفصل منشورا، وقد تكون هذه النسبة مقبولة بعض الشيء باعتبار أن أكثر من خمسين بالمائة من التحول قد تم إنجازه لكنها في الوقت ذاته تعد نسبة غير مقبولة إذا ما عرفنا أن شرارة التحول الرقمي والدعوات إلى أتمتة العمليات والخدمات قد بدأت منذ ما يربو على العشرين عاما، ولم تتجاوز النسبة الخمسين بالمائة إلا قليلا، كما أن عمليات الأتمتة والتحول في العالم تسير بسرعات كبيرة جدا إذا ما قارناها بالمعدل الموجود لدينا هنا مع الكثير من مؤسساتنا الخدمية.
قد أعزو بطء عمليات هذا التحول إلى عدة أسباب، منها عدم الجدية في رقمنة الخدمات الحكومية مع وجود جيل لا يزال يؤمن بالطرق التقليدية الورقية في إنجاز وتخليص المعاملات وعدم الشعور باحتياجات العملاء والمستثمرين والمراجعين في وجود خدمات تساعدهم على إنهاء خدماتهم بالسرعة المناسبة إضافة إلى عدم وجود جدول زمني محدد للإنجاز، وقد تدخل عوامل أخرى، كالكلفة العالية في عمليات التحول وعدم وجود الكفاءات المناسبة لقيادة هذه العمليات وغيرها من الصعوبات التي تعترض طريق تسريع وتيرة الرقمنة.
بينما أكتب هذا العمود فكرت في حال من يريد الاستثمار والتجارة وتخليص معاملاته مع الجهات الخدمية وهو غير متواجد في أراضي سلطنة عمان كيف سيكون وضعه، وقارنت هذا الوضع مع وضعي الذي لم يستطع وهو داخل بلده إنهاء إجراءات خدماته الإلكترونية.
عبدالله الشعيلي رئيس تحرير جريدة «عمان» أوبزيرفر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التحول الرقمی أن یتم
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 40 شابًا.. ندوة بكفر الشيخ تناقش الذكاء الاصطناعي ودور التحول الرقمي
نظمت مديرية الشباب والرياضة بكفر الشيخ ندوة عن أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي ودور التحول الرقمي، بمشاركة 40 شابًا من أعضاء النادي، ضمن فعاليات النادي الثقافي، برعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة واللواء الدكتور علاء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ.
أكد الدكتور عزت محروس وكيل وزارة الشباب والرياضة بكفر الشيخ أن عام 2024 شهد طفرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت متاحة للعامة. وعرّفه بعض الخبراء بأنه مجموعة المعلومات والتقنيات التي تحاكي العقل البشري، ويعد "شات جي بي تي" من أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي ويستخدم التطبيق في مجالات مختلفة، بدءًا من التعليم وصولًا إلى تقديم النصائح والإرشادات العامة. مشيرًا إلى دور وزارة الشباب والرياضة في تناول إيجابيات وتحديات استخداماته وأثر كل منهما.
أدار الندوة المهندس حسام حسن، بالنادي الثقافي، بإشراف الدكتورة نجوى صلاح رئيس الإدارة المركزية لتنمية الشباب وعلاء الدسوقي مدير عام البرامج الثقافية والفنية بالوزارة، وبإشراف مصطفى غريب وكيل المديرية للشباب ومتابعة صبحي عبد العزيز مدير الإدارة العامة للشباب والدكتور فوزي حسيب مدير إدارة المشروعات بالمديرية، ومحمد السماحي مدير إدارة شباب بيلا ومصطفى الخطيب منسق النادي الثقافي وماهر أحمد المنسق بشباب بيلا.