إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد

عودة مدرسية ساخنة تنتظر وزير التربية الفرنسي غابرييل عطال بعدما أعلن الأحد عن قرار يمنع الطالبات في المؤسسات العامة ارتداء ما يسمى بـ"العباءة". 

هذا اللباس الشائع في عديد الدول الإسلامية يتميز بطوله وبلونه الذي غالبا ما يكون أسود، تحول إلى موضوع جدل في فرنسا ونتجت عنه انقسامات داخل الطبقة السياسية.

 

في حين كان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سبق وأن أعلن في يونيو/حزيران الماضي أن هذا اللباس "ليس علامة دينية في حد ذاته". 

يرى وزير التربية الفرنسي حسب تصريحاته الإعلامية "عندما تدخل إلى أحد الفصول، لا يفترض أن تتعرف على ديانة أي تلميذ بمجرد رأيته". وقال لباس "العباءة لا مكان لها في مدارسنا، شأنها شأن الرموز الدينية الأخرى". ووعد غابرييل عطال بمساعدة مدراء المؤسسات التربوية على "تطبيق" هذا القرار الجديد، "وفاء لقيمنا ورفضا للطائفية". 

اقرأ أيضاهل تعتبر العباءة "تهديدا للعلمانية" في المدارس الفرنسية؟

وبهدف تطبيق قرار منع العباءة على أرض الواقع، أعلن عطال تدريب 14 ألف موظف وعامل في قطاع التربية بحلول نهاية السنة الجارية من أجل فهم واستيعاب "رهانات العلمانية"، و300 ألف مسؤول تربوي بحلول 2025. 

ورغم ظهور بوادر الجدل في بعض المدارس الحكومية العام الماضي بخصوص العباءة، لم يتخذ وزير التربية السابق باب ندياي قرارات بهذا الشأن، خلافا لغابرييل عطال الذي أكد "يجب علينا أن نتحدى لنقول بأن العباءة لا مكان لها في المدارس الحكومية الفرنسية".

اليمين واليمين المتطرف يساندان قرار المنع

كتب إيريك سيوتي، رئيس حزب "الجمهوريون" اليميني (اليمين التقليدي) في تغريدة على تويتر "الطائفية عبارة عن جذام يهدد الجمهورية. لقد طالبنا عدة مرات في السابق بمنع ارتداء العباءة في مدارسنا. أحيي قرار وزير التربية الذي أنصفنا". 

إيريك زمور، زعيم حزب "الاسترداد" اليميني المتطرف أكد أن " قرار منع ارتداء العباءة خطوة جيدة في حال تم تطبيقه على أرض الواقع". وأضاف "طالبنا مع أولياء التلاميذ منذ شهور عديدة بمنع ارتداء هذا اللباس بل الذهاب أبعد بفرض زي رسمي موحد على كل التلاميذ لوقف الاستفزازات الإسلامية في المدرسة". 

حزب مارين لوبان اليميني المتطرف "التجمع الوطني"، رغم ترحيبه بقرار وزير التربية، إلا أنه اعتبره غير كاف لحل المشاكل التي تتخبط فيها المدرسة والمجتمع الفرنسي على حد سواء. 

وفي هذا الشأن، قال النائب رومان بوبري من منطقة "بوش دي رون": "لم يكن لنا أن نفرح بقرار منع ارتداء العباءة لو ما كنا نعيش سياسة الهجرة المكثفة. هذا القرار يسير في الاتجاه الصحيح لكنه لن يحل المشكلة الأساسية". 

"حرب دينية جديدة مفتعلة وسخيفة" حسب جان لوك ميلنشون 

أما في معسكر اليسار، وإن كان وافق عليه العديد من نواب الحزبين الاشتراكي والشيوعي باسم العلمانية، فكانت ردود الفعل عموما معارضة للقرار، لا سيما في صفوف نواب الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد. فحذر جان لوك ميلنشون، زعيم هذا التحالف اليساري، من "ظهور حرب دينية جديدة مفتعلة وسخيفة". 

وكتب في تغريدة "متى سنتوصل إلى السلم المدني وإلى علمانية توحد ولا تعصب؟". وأضاف "من المحزن أن نشهد عودة مدرسية مسيسة وسط حرب دينية مفتعلة".  

من ناحيتها، تساءلت كليمونتين أوتان، وهي نائبة عن حزب فرنسا الأبية "إلى أي مدى ستذهب شرطة اللباس؟" في فرنسا، منوهة أن "قرار غابرييل عطال مخالف للدستور وللمبادئ الأساسية للعلمانية" فيما وصفته على أنه "رفض مهووس للمسلمين".

اقرأ أيضاالحكومة الفرنسية: حظر العباءة في المدارس جاء للرد على هجمات تستهدف العلمانية

وأعلن منسق حزب فرنسا الأبية مانويل بومبار أنه سيتم اللجوء إلى مجلس الدولة للطعن في هذا القرار ، مشيرا إلى أن "الجمعيات الإسلامية قالت بأن لباس العباءة ليس لباسا دينيا وبالتالي لا يوجد أي خرق لمبادئ العلمانية". 

وتابع "ننتظر أشياء أخرى من وزير التربية بدل إثارة المخاوف والتخيلات بخصوص لباس تشير بعض الإحصائيات على أنه لا يخص سوى 0.25 بالمئة من المدارس الفرنسية". 

"العباءة شكل من أشكال الموضة وليست لباسا دينيا" 

إلى ذلك، استنكر عبد الله زكري، نائب رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، حظر العباءة في المدارس الفرنسية مطالبا وزارة التربية الفرنسية بإصدار نص يوضح دوافع اتخاذ القرار، نافيا أن يكون هذا الزي رمزا دينيا. 

وقال عبد الله زكري "إن العباءة ليست لباسا دينيا بل شكل من أشكال الموضة" وقال إن عطال كان عليه "التشاور مع المسؤولين السياسيين" في هذا الشأن والاطلاع على آرائهم فيه.

طاهر هاني

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الفرنسي فرنسا حجاب مدارس للمزيد الإسلام البرقع وزیر التربیة فی المدارس قرار منع

إقرأ أيضاً:

عجز وزير التربية الوطنية عن الجواب على أسئلة النواب يخلق جدلاً واسعاً في جلسة المسائلة الأسبوعية

زنقة 20 ا الرباط

ظهر وزير التربية الوظنية والتعليم الأولي والرياضة، عشية اليوم الإثنين، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، مرتبكا ومتلعثما أثناء رده على أسئلة البرلمانيين حول الملفات المرتبطة بوزارته، مما أثار حفيظة العديد من البرلمانيين.

ورغم أن الوزير استعان بورقة تحوي أجوبة بالدارجة ، للرد على أسئلة البرلمانيين، إلا أنه ظهر يتلعثم وهو يتلو ما كتب له في ورقة الأجوبة، بالإضافة إلى عجزه في الرد على تعقيبات البرلمانيين، حيث كرر أكثر من مرة دعوته للنواب البرلمانيين بتلقي الاجوبة كتابة فيما بعد لأنه غير ملم بعدد من المواضيع التي طرحت عليها أسئلة في جلسة اليوم.

هذا الأمر استفز النائب البرلماني عن حزب الإتحاد الإشتراكي سعيد باعزيز، حيث خاطب الوزير قائلا: حين نسمع من الوزير أن الرد سيأتي كتابة، نعتبر هذا غيابا مُقنَّعا.. وأن حضوره هنا غير ذي جدوى ، حضورك في هذه الجلسة ضروري من أجل أن نستمع بشكل مباشر للأجوبة التي يطرحها النواب”.

وخطاب النائب البرلماني الوزير قائلا: “ما وقع مع البرلمانيين الأطفال لا نريده أن يتكرر خلال هذه الجلسة.. نحن نريد أجوبة فورية بدل القول بأنك ستبعثها إلينا”.

يشار إلى أن انتقادات كثيرة طالت عجزَ وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مُحمد سعد برادة، عن تقديم إجابة شفوية واضحة عن تساؤلات طفلة برلمانية، الأربعاء الماضي، بشأن خُططه للحد من التداعيات السلبية لتوظيف الذكاء الاصطناعي من قبل التلاميذ على جودة أدائهم المعرفي وتحصيلهم الدراسي، وتفضيله مدّ المعنية بإجابةٍ كتابية.

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم يشارك في "منتدى أصدقاء التعليم"
  • الجميّل لبّى دعوة وزير الداخلية الفرنسية على مائدة العشاء
  • وزير التربية:تصحيح الاختبارات داخل الأقسام..والتأكد من العلامات قبل حجزها
  • عجز وزير التربية الوطنية عن الجواب على أسئلة النواب يخلق جدلاً واسعاً في جلسة المسائلة الأسبوعية
  • وزير التربية يفتتح اول برنامج استراتيجي بعيد المدى للحفاظ على سلامة التلاميذ
  • هل ستفتح المدارس أبوابها غداً؟ هذا ما أعلنه وزير التربية
  • اليوم.. "تعليم الشيوخ" تناقش عودة اختبارات القدرات لكليات التربية النوعية بالجامعات
  • وزير التربية: تعليق الدروس حضوريا غداً في هذه المناطق
  • التربية تفوض المديريات باتخاذ قرار تعطيل المدارس حسب الحالة الجوية
  • في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعنيف النساء