السودان: «برمة ناصر» يرد على سخرية «البرهان» من دعوته لوقف الحرب
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
قال “ناصر” في رده على حديث قائد الجيش، إن “العصر الحالي فتح مساحات واسعة للتعبير، وهذا يحتم علينا أن نكون حريصين، بأن خطابنا يحترم كرامة الآخرين”.
الخرطوم: التغيير
رد الرئيس المُكلف لحزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، على ما وصفها بـ “السخرية” التي قابل بها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، حديث عن إيقاف الحرب.
وبجانب رئاسته بـ “التكليف” لحزب الأمة القومي شغل اللواء المتقاعد من الجيش السوداني “ناصر” منصب وزير الدفاع في آخر حكومة منتخبة في السودان والتي أطاح بها انقلاب المخلوع عمر البشير في العام 1989.
وكان “ناصر” قد نشر الأسبوع الماضي، رسالة مفتوحة لقيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حملت عنوان “نداء من أجل السلام”.
لكن “البرهان” سخر من حديث “ناصر” وذلك خلال خطاب له أمام حشد من جنوده بمدينة بورتسودان شرقي السودان أمس الإثنين.
وقال “ناصر” في رده على حديث قائد الجيش، إن “العصر الحالي فتح مساحات واسعة للتعبير، وهذا يحتم علينا أن نكون حريصين، بأن خطابنا يحترم كرامة الآخرين”.
وأضاف: “العمل المشترك، لإيقاف هذه الحرب، يتطلب مننا أقصى درجات ضبط النفس، والكياسة في التواصل، والمحافظة على الإحترام ، والتفاهم، وخلق طريق ذو اتجاهين من الحوار المفتوح، بدلاً من طريق واحد للإعتداء اللفظي وحرق جسور الثقة التى كانت أحد أسباب هذه الحرب”.
وأوضح “ناصر” أنهم في حزب الامة القومي، يتبنون خطاب المحبة، وزرع ثقافة الإحترام المتبادل، والتعاطف مع جميع أبناء وبنات الوطن.
وتابع: “الإهانات المغطاة بالفكاهة، أو السخرية، تعمل على التقليل من كرامة الفرد، وقيمته وتكسر جسور التفاهم والإحترام”.
واعتبر الرئيس المُكلف لحزب الأمة القومي إن الإستجابة الواعية والمهذبة، ضرورية للحفاظ على كرامة الفرد.
وأن الوقوف ضد الإهانة، أمر ضروري لبناء مجتمع محترم، حيث حرية التعبير الرصين، تنير الطريق نحو السلام الدائم.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع عبد الفتاح البرهان فضل الله برمة ناصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع عبد الفتاح البرهان
إقرأ أيضاً:
السودان .. سيطرة الجيش على الخرطوم بداية لـ «الاستقرار» أم استمرار لـ «الحرب»
و سط الدمار و الدموع استقبلت الحجة رقية و هي سيدة ستينية من سكان العاصمة الخرطوم نبأ سيطرة الجيش السوداني على المدينة بمزيج من الفرح و القلق بعد أشهر من العزلة و الرعب و بدأت هذه اللحظة بالنسبة لها كأنها نهاية كابوس طويل لكنها في الوقت ذاته مثلت بداية لأسئلة جديدة حول المستقبل.
التغيير – فتح الرحمن حمودة
ما عاشته الحجة رقية يعكس مشاعر العديد من سكان الخرطوم الذين وجدوا أنفسهم بين الأمل في استعادة الحياة الطبيعية و الخوف من أن تكون السيطرة العسكرية مجرد فصل آخر من فصول الأزمة المستمرة في البلاد .
و منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 أصبحت البلاد مسرحا لصراع معقد بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع و تحول النزاع إلى حرب استنزاف أرهقت البلاد و أدت إلى دمار واسع النطاق خاصة في العاصمة الخرطوم حيث تسببت المعارك في انهيار مؤسسات الدولة و انهيار البنية التحتية و نزوح الملايين فضلا عن أزمة إنسانية خانقة.
و يقول الصحفي و المحلل السياسي محمد سعيد أن الصراعات الداخلية بين الأطراف المتقاتلة و خاصة داخل الجيش تؤثر بشكل مباشر على الوضع الأمني و يضيف في حديثه لـ ” التغيير” بأن تعدد الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش قد يؤدي إلى توترات داخل العاصمة الخرطوم حيث يسعى كل طرف للحصول على نصيبه من المكاسب السياسة و حصته في السلطة .
و يرى سعيد أن المتغيرات أصبحت تصب في مصلحة الجيش ما يمنحه موقفا تفاوضيا اقوى خاصة بعد إحكام سيطرته الميدانية على العاصمة و ويرى أن الجيش نجح في إيصال الحرب إلى مرحلة التفاوض و هو الهدف الذي يسعى إليه منذ البداية بحسب رائه .
و طوال الفترات الماضية حاولت وساطات إقليمية و دولية مثل منبر جدة التوصل إلى حلول سلمية لكنها باءت بالفشل بسبب تمسك كل طرف بمطالبه و سعيه لتعزيز مواقعه الميدانية قبل الدخول في أي تفاوض جاد .
ويرى الصحفي و المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ أن الجيش قد يجد نفسه في موقف أقوى للتفاوض و يشير إلى أن هناك تعقيدات داخلية قائلا في حديثه لـ ” التغيير ” أن هناك تيارات مختلفة داخل الجيش و التحالفات التي تدعمه بدءا من الإسلاميين الذين يسعون لاستعادة نفوذهم بالكامل مرورا بالحركات المسلحة التي تبحث عن مكاسب سياسية وصولا إلى القيادة العسكرية التي تريد السلطة المطلقة و يقول إن هذه التباينات قد تعرقل أي مسار سياسي حقيقي .
و يضيف أبو الجوخ أن الاستقرار في الخرطوم لا يعني نهاية الحرب حيث لا تزال هناك تهديدات قائمة مثل القصف المدفعي و الطائرات المسيرة فضلا عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تجعل أي استقرار حقيقي مرهونا بوقف شامل للحرب .
و إلى جانب التحديات السياسية تواجه الخرطوم واقعا امنيا معقدا بسبب الانقسامات داخل القوات التي قاتلت إلى جانب الجيش فهناك فصائل مسلحة متعددة بعضها ينتمي إلى حركات دارفور و أخرى مرتبطة بالإسلاميين بالإضافة إلى مليشيات محلية مثل “درع السودان” و كل منها له أجندته الخاصة .
و يعتقد المحلل السياسي عبدالله رزق أن الجيش لن يتخلى عن الحكم بسهولة قائلا في حديثه لـ ” التغيير ” إن الجيش يسعى للهيمنة على المرحلة الإنتقالية حتى تسليم السلطة لحكومة منتخبة وفق شروطه و يقول بأنه أمر قد يعطل أي تسوية سياسية شاملة، في المقابل قوات الدعم السريع تسعى لفرض واقع أشبه بحل الدولتين حيث تبني مناطق نفوذ خاصة بها مما يزيد من تعقيدات المشهد .
و لكن يقول الصحفي و المحلل السياسي شوقي عبدالعظيم لـ ” التغيير” أنه بعد تحقيق الجيش لأي تقدم عسكري سيجد نفسه أمام تحديات سياسية و اقتصادية لأن الحركات المسلحة التي تقاتل معه لديها مطالبها و الأسلاميون الذين دعموا الجيش لديهم أجنداتهم أيضا، و يضيف بأن هذا قد يؤدي إلى صراعات داخلية بين الفصائل نفسها مما قد يعرقل أي استقرار دائم .
و ينظر بعض المحللين السياسين إلى أن السيطرة العسكرية على الخرطوم تمثل انتصارا سياسيا و معنويا كبيرا للجيش و لكنها لا تعني بالضرورة نهاية الحرب أو بداية الحل السياسي بين الاطراف المتقاتلة معتقدين أن التصعيد العسكري يقلل فرص الحلول السياسية لأن كل طرف يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي من خلال تحقيق مكاسب ميدانية .
و يجد سكان الخرطوم أنفسهم في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث، وفي الوقت الذي يعلن فيه الجيش عن استعادة السيطرة و عودة الحياة لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق تحقيق الاستقرار الحقيقي أبرزها استمرار النزاع و الانقسامات الداخلية و الأوضاع الأقتصادية المتدهورة كما لا يزال السؤال مطروحا هل تعني السيطرة على الخرطوم بداية الاستقرار أم مجرد محطة في حرب لم تنتهِ بعد ؟.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السيطرة