الثلاثاء, 29 أغسطس 2023 6:56 م
بقلم : احمد خالد توفيق
عندما جربت السفر الى الخارج بعد التخرج – عام 1990 – تعثر تصريح السفر، وقيل لي إن علي أن آخذه من جهاز أمن الدولة. هناك كارثة ما.
المخبر الذي يجلس في مكتب الاستقبال كالح الوجه، يتعامل مع الناس بوقاحة مستفزة من شخص جلف يعرف أنك عاجز عن أن تضره. يسخر من لقب كل شخص (أحمد حسنين ؟ هع هع .
أجلس في غيظ – لرابع يوم – أصغي لهرائه والقصص السخيفة التي يحكيها لأحد معارفه:
ـ”العقيد (فلان بيه) يثق بي تمامًا .. لا يخرج لأي مأمورية من دون أن يقول لي: تعال معي يا إبراهيم بيه فأنا بحاجة لك !!!”
أتماسك حتى لا أنفجر ضحكًا. أحداث رائعة يوسف إدريس (#جمهورية_فرحات) لا تفارق ذهني.
سخريات الحياة أن يصير هذا الجلف متحكمًا في مستقبلك ومصيرك، وهو بالفعل قادر على ألا تقابل #الضابط_المسئول للأبد. في النهاية عندما قابلت الضابط نفسه – الشهادة لله – كان في غاية التهذيب والأدب، وقال لي وهو يناولني لفافة تبغ ويشعلها:
ـ”ملفك يتحدث عن #نشاط_شيوعي أيام الكلية يا دكتور، لهذا حدث هذا الخلط.. لاتقلق . سأنهي المشكلة حالاً”
كما قلت لك: #لست_ناشطًا كما إنني لست شيوعيًا، لكن هذا ليس موضوعنا على كل حال. مرة أخرى بعد أعوام تكرر الموقف ذاته، وجئت لأمن الدولة لأجد مخبرًا غير خصمي القديم، لكنه هو نفسه بطباعه وغروره وقلة أدبه. بعد ما تكرر #الكعب_الدائر مرتين، خرجت لكابينة هاتف واتصلت بصديق حميم له قريب ذو منصب مهم في جهاز أمن الدولة. عدت لمكتب الاستقبال لأسمع #سخرية_المخبر السخيفة وكلامه التافه. عندما دق جرس الهاتف، رفع السماعة وبدت معالم البلاهة والغباوة على وجهه:
ـ”نعم يا باشا .. هو امامي الآن .. ماذا ؟ أوصله بنفسي لمكتبك ؟ أمرك”
وسرعان ما راح #يركض_كالأرنب وأنا وراءه عبر أروقة الجهاز الكئيبة، ليوصلني للضابط الكبير الذي أنهى المشكلة في نصف دقيقة وهو يبتسم. وعندما خرجت من الباب للشارع نهض المخبر محييًا في توقير كأنني صرت باشا آخر.
عندما يتملك السلطة شخص #جاهل_غبي لم تهذبه الثقافة ولم يعلمه الدين شيئًا، فإنه يصير من زبانية جهنم، وتصير رسالته في الحياة هي أن يحيل حياة البسطاء الذين لا خطر منهم جحيمًا.
هناك كذلك (عقدة ممرض الطبيب الناجح) التي يعرفها الأطباء جيدًا.
هناك دومًا #الطبيب_الناجح الذي يتزاحم المرضى على عيادته. هؤلاء – كي يقابلوا آمون – يجب أن يظهروا الخضوع والتبتل للكاهن الأعظم. وهذا الكاهن الأعظم يجلس إلى مكتب (#إيديال) صغير شاعرًا بتضخم أهميته، يرنو لهم بتنطع وغرور يتناسبان مع جهله. مع الوقت يوقن أنه مهم جدًا .. إن الناس تتزاحم أمامه طالبة رضاه .. البعض ينتحون به جانبًا، والبعض يبرزون له بطاقات تدل على أنهم #مهمون_مثله. إنه يملك لهم كل شيء.. يملك أن يسمح لهم بمقابلة آمون داخل المحراب، أو يمنعهم من ذلك فهو إذن الهلاك الأبدي لأرواحهم..
مع الوقت يشعر بأنه أهم من الطبيب بكثير.. #يتصرف_بغرور فج لا يختلف عن غرور مخبر أمن الدولة الذي حكيت عنه. وأعتقد انه يتحول إلى وحش يسيطر عليه الطبيب بصعوبة.
منذ أعوام زرت طبيب أمراض جلدية شهيرًا في مدينتي، فأعطاني الممرض الرقم 71 في الحجز اليومي !.. وهو يحدد لك الموعد بالدقيقة.. 8:10 مساء مثلاً .. السبب هو منع الازدحام الذي يثير شهوات #مفتشي_الضرائب، لو تأخرت خمس دقائق لضاع دورك. ثم عرفت أنه يتقاضى سبعة جنيهات عن كل كشف. لو افترضنا أن الطبيب يفحص مئة مريض يوميًا – والكل يؤكد أن هذا ممكن لأن الرجل يقضي مع كل حالة ثلاث دقائق – فإن الممرض يحصل على 700 جنيه يوميًا تقريبًا، أي اننا نتكلم هنا عن 18 ألف جنيه شهريًا على الأقل، مقابل (لسه قدامك اتنين يا حاج .. #اتفضلي_يامدام عزة .. الحجز بالتليفون يا كابتن).. هذه وظيفة تغريني انا نفسي، فلا غرابة في ان يفقد الممرض أي سيطرة له على نفسه ..
القاعدة واحدة وسارية في كل مكان. هات #شخصًا_جاهلاً غبيًا من أصل منحط – ولا أعني الثراء أو الفقر طبعًا – واعطه سلطة ، حتى لو كانت حراسة باب مبولة عمومية، ولسوف تطلق أقذر مكونات نفسه للخارج. إنه يصير الشيطان ذاته.
ينطبق هذا على الجميع . ينطبق على مخبر يحرس بوابة أو #تومرجي_في_عيادة .. ينطبق على مسئول كبير أو أستاذ جامعي .. ينطبق على ضابط شرطة صار (باشا) يهابه الجميع .. ينطبق على مذيع يحتل ساعات مهمة في الفضائيات ولا يصدق أنه صار بهذه الأهمية ..
على الجانب الآخر تكتشف أن ذوي الأصول الكريمة – مهما كان فقر جذورهم – يزدادون رفقًا ونبلاً كلما ترقوا في سلم الحياة. وتجدهم يحرصون على أن يقوا من هم أصغر منهم #أشواك_الرحلة وغبارها. المؤسف ان فرصة السيطرة والنفوذ قلما تتاح لهؤلاء. الأحجار الكريمة نادرة في هذا العالم، لذا هي ثمينة عالية القيمة.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: ینطبق على
إقرأ أيضاً:
تحذير من خطر “الميكروبلاستيك” على صحة الإنسان
أميرة خالد
تحدث تقرير علمي حديث عن خطر يشكله البلاستيك الدقيق على صحة الإنسان، حيث تنتشر هذه الجزيئات الدقيقة التي لا يتجاوز قطرها خمسة ميكرونات في المياه والأغذية، وحتى الهواء الذي نتنفسه.
وأفاد التقرير أن البلاستيك الدقيق يدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق أو تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة، ويُعتقد أنه يتراكم في الأنسجة الحيوية، ما يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة مثل الالتهابات، واضطرابات في وظائف الأعضاء، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
وذكرت مختصة الأبحاث في مجال التغذية وعمليات الأيض، الدكتورة ألاء آل مسعود، أن الميكروبلاستيك يُعرف بأنه جسيمات بلاستيكية صغيرة تقل عن 5 ملم، وهي منتشرة بشكل واسع في البيئة، حيث تتسلل إلى الهواء والماء والتربة وحتى مصادر الغذاء، وقد كشفت دراسات حديثة عن وجود الميكروبلاستيك في أنسجة وسوائل بشرية، بما في ذلك الدم والرئتين وحليب الأم، ما أثار القلق بشأن تأثيراتها المحتملة على صحة الإنسان.
وأشارت إلى أنها قد تسبب تلف الخلايا، فقد أظهرت الأبحاث أن الميكروبلاستيك يمكن أن يتسبب في تلف الخلايا، بما في ذلك الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وقد وجدت دراسة من جامعة برشلونة المستقلة أن أكياس الشاي تطلق كميات كبيرة من النانو والبلاستيك الدقيق، الذي يمكن امتصاصه بواسطة الخلايا المعوية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الخلايا، بحسب “العربية.نت”.