أثـيـر – مـحـمـد الـعـريـمـي

تشهد سلطنة عُمان خلال الربع الأخير من هذا العام انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، إذ بلغ عدد المرشحين في القوائم الأولية 843 مرشحًا بينهم 32 امرأة.

وخلال هذه الفترة تقوم بعض الولايات بمبادرات التصفيات الداخلية/الفرعية المرتبطة بمجلس الشورى على مستوى الولاية أو القبيلة؛ حيث يتم عقد التجمع الانتخابي لاختيار المرشح من بين المرشحين بعد تنافس واختبارات وتقييم.

وحتى كتابة هذا الموضوع، أعلنت ولايات صلالة وبدية وطاقة عن اختيار مرشحيها بعد التجمع الانتخابي.

في هذا الإطار، تقدم “أثير” موضوعًا خاصًا بهذه المبادرات، وذلك عبر حوار مع عضو سابق في مجلس الشورى حصل على عضوية المجلس بفوزه في التجمع الانتخابي لولايته، بالإضافة إلى حوار مع مختص في علم الاجتماع والسياسات العامة للحديث عن هذه المبادرات وأهميتها وإسهاماتها في اختيار الكفاءات، ومعرفة الرأي القانوني بالتواصل مع رئيس اللجنة التشريعية والقانونية في مجلس الشورى.


عضو سابق في المجلس

أوضح المهندس محمد الغساني عضو مجلس الشورى عن ولاية صلالة في الفترة الثامنة (2015 – 2019) وله تجربة في -التجمع الانتخابي-، بأن مبادرة تجمع صلالة الانتخابي هي من المبادرات الأهلية التي تعد أداة مهمة تسهم في تطوير مسيرة الشورى وتضخ كفاءات وطنية إلى المجالس المنتخبة كي تسهم بدورها في بناء وطنها، وذلك من خلال ما يتبعه التجمع من إجراءات تسودها عدالة الترشيح وشفافية الاختيار ومهنية التقييم لاختيار المرشح لعضوية المجالس المنتخبة.

وأشار الغساني إلى أن التجربة قد أثبتت نجاحها منذ انطلاقها في هيئتها الجديدة في انتخابات الفترة الثامنة لمجلس الشورى (2015-2019) وما تبعه من فترات لمجلسيّ الشورى والبلدي في ولاية صلالة، مضيفًا: بالرغم من اقتناعنا بسلامة إجراءات الاختيار، إلا أن استدامة جودة مخرجات هذه العملية تعتمد بصورة أساسية على اقتناع الشخصيات ذات الكفاءة العالية للترشح. وأكد على أن نجاح هذه التجربة ورسوخ تجربة الشورى في المجتمع، جعلا العديد من ولايات سلطنة عمان تنهج بصورة أو بأخرى المسار نفسه، ومن الممكن أن يُصاحبه إدخال التحسينات على التجربة بما يتواكب مع زيادة الوعي من قبل المجتمع بأهمية كفاءة مخرجاتها.

وأفاد الغساني بأن التجارب السابقة ومنها إجراءات الانتخابات تفرض على المشرّع إدخال التطوير على الأدوات بما يتواكب مع تطور مسيرة الشورى وتلافي السلبيات التي قد تصاحبها، وهذا ما يسعى إليه التشريع لضمان تنظيم العلاقة بين الأطراف، موضحًا: لا أعتقد أن التشريعات الحالية حدّت من تواصل المرشحين مع ناخبيهم وإنما نظمته بصورة أفضل.

وبيّن الغساني قائلًا: لا يوجد في تجربة تجمع صلالة الانتخابي ما يتعارض مع التشريعات ويؤثر على إرادة الناخب بالإكراه أو التهديد للإدلاء بصوته، بل بالعكس فهي مساندة لمسيرة الشورى وتساعد المجتمع من خلال ما تقوم به من إجراءات تساعد على إبراز مهارات المترشحين للمجالس المنتخبة وقدراتهم وخبراتهم؛ مؤكدًا: القرار الأخير للتصويت لمرشح بعينه راجع للناخب وفق ما يمليه عليه اقتناعه وضميره وواجبه الوطني في اختيار الأنسب للدخول لهذه المجالس. ومن خلال قراءتي للقانون وفهمي المتواضع له ليس هناك ما يتعارض مع القانون فيما يقوم به تجمع صلالة الانتخابي.


باحث في علم الاجتماع والسياسات العامة

أوضح مبارك الحمداني -باحث في علم الاجتماع والسياسات العامة- ‏بأن التأطير التشريعي لانتخابات أعضاء مجلس الشورى في سلطنة عُمان يفرض أحقية الخيار الفردي للمواطنين وتحديدًا في المادة الثانية من قانون انتخابات أعضاء مجلس الشورى التي تنص على “الانتخاب حق شخصي للناخب، ولا يجوز الإنابة أو التوكيل فيه”، مؤكدًا بأن المجتمعات عمومًا تطورت وسائلها في اختيار الناخبين بحسب ما يتيحه النظام السياسي والقانوني من وسائل.

‏وأضاف: في سلطنة عمان عمومًا هناك مناقشات (ضمنية) تحصل بين مكونات المجتمع المختلفة سواء داخل حيز (القرى) أو حيز (القبائل) أو حيز المؤسسات المجتمعية كالفرق الأهلية والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني، وهذه المناقشات هدفها تبين الخيار الأمثل الذي من الممكن دعمه والتصويت له في الانتخابات، وتبقى هذه المناقشات ضمن حيز توافقي عام، ولا يمكن بالضرورة أن يتطور ليكون آلية مؤسسية أو منهجية.

‏وذكر: غير أن تجربة بعض الولايات في وضع ما يُعرف بالتصفيات الداخلية/ الفرعية تنبئ عن ممارسة جديدة نشهدها خلال هذه الفترات ونعتقد أنها جيدة؛ حيث إن هناك معايير منهجية محددة، وهناك فسحة متساوية لمختلف المرشحين لعرض رؤاهم. كما أن هناك فرصة للجان القائمة على مثل هذه التصفيات لتشخيص الأسس التي على ضوئها يمكن اختيار المرشح الأمثل. ويمكن اعتبار هذه الممارسات جزءًا من مسار الوعي الانتخابي يتوازى مع تطور مسار وتجربة الانتخابات في ذاتها. كما يمكن البناء عليه.

وقال الحمداني أيضا بأن انتقال هذه الممارسة إلى ولايات أخرى وتعميمها أو ما يشابهها في مختلف المحافظات (بما لا يتعارض) مع الحق الحر في الانتخابات من الممكن أن يفضي إلى تشكيل معايير جديدة ويؤهل أشخاصًا أكثر تناسبًا مع التطلعات المجتمعية من ناحية ومع ما يتطلبه عمل المجلس والممارسة التشريعية من ناحية أخرى.

وعبّر الحمداني عن اعتقاده بأن هناك جملة من المحددات التي يمكن أن تطور هذه التجربة من بينها: مراعاة التنوع الموضوعي في اختيار اللجان التي تقوم بعمل مثل هذه التصفيات فعلى سبيل المثال يمكن أن تمثل هذه اللجان قطاعات (ممثل قطاع الشباب / مختص في قضايا الاقتصاد / مختص في القانون / مختص في شؤون المرأة / مختص في الشؤون الاجتماعية والثقافية) أو مراعاة التنوع المؤسسي من خلال تمثيل القطاع الخاص/ ومؤسسات المجتمع المدني / المؤسسات الشبابية / المؤسسات الثقافية / المؤسسات الأكاديمية ‏ويمكن أن توسع جولات هذه التصفيات إلى عدة جولات.

واختتم الحمداني حديثه لـ “أثير” قائلًا: انتقال هذه التجربة إلى ولايات أخرى من الممكن أن يطور فاعليتها في اختيار المرشحين الأكفاء، كما أن الحدث في ذاته من الممكن أن يسهم في تقريب أعمال المجلس من المواطنين وتعزيز مستويات المشاركة الانتخابية بالإضافة إلى تطوير برامج عمل المرشحين وتعزيزها بالرؤى الأكثر اتساقًا مع التطلعات المجتمعية.

ماذا يقول القانون؟

قال سعادة الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي -رئيس اللجنة التشريعية والقانونية في مجلس الشورى لـ “أثير” بأن تجمع صلالة الانتخابي يمنح الفرصة لمن يريد الترشح فيتم فرز المرشحين واختيار مرشح واحد من خلال إجراءات عدة تفرز الشخص الذي يفترض أن يكون الأكفأ، ولكن نجد أن هناك تجمعات أخرى تختار الشخص على أساس القبلية حيث يكون الدور في كل فترة لقبيلة معينة عضو في التجمع التي بدورها تتيح الفرصة لمن أراد من أبناء القبيلة للترشح ثم تُقدِم واحدًا منهم ليصبح مرشحًا للتجمع المكون من قبائل عدة كما أسلفنا.

وبيّن سعادته بأن المادة الثانية من قانون انتخابات أعضاء مجلس الشورى نصت بـ “الانتخاب حق شخصي للناخب، ولا يجوز الإنابة أو التوكيل فيه”، ولكن عند اختيار المرشح على أساس قبلي فإن المرشحين الآخرين يكونون ضمنًا منسحبين وذلك بالمخالفة للمادة 34 من القانون بحيث تكون المدة المقررة قانونًا للانسحاب قد انتهت، ويندرج ذلك تحت التأثير على إرادة الناخب بحيث يضطر لاختيار الشخص الذي تم اعتماده كمرشح وحيد للتجمع.

كما أن المادة 57 نصت على عقوبات بالسجن لمدة قد تصل إلى 3 سنوات وغرامة تبدأ من 3 – 10 آلاف ريال عماني كل من ارتكب عمدًا أيًا من الأفعال الآتية، ومن بينها التأثير على إرادة الناخب بالإكراه أو التهديد بالتصويت:

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: من الممکن أن فی اختیار من خلال مختص فی

إقرأ أيضاً:

النصر إلى صلالة استعداداً لمباراة ظفار في «أبطال الخليج»


معتصم عبدالله (أبوظبي)

أخبار ذات صلة بني ياس يكسب الجزيرة بهدف الشارقة يستعيد الصدارة بهدف كونراد


تغادر مساء الأحد بعثة النصر لكرة القدم، إلى مدينة صلالة العُمانية، استعداداً لمواجهة مضيفه ظفار يوم الثلاثاء المقبل، على استاد مجمع السعادة، ضمن «الجولة الخامسة» في المجموعة الأولى، لدوري أبطال الخليج للأندية 2024- 2025، والتي تشهد أيضاً مباراة أهلي صنعاء اليمني ودهوك العراقي، على استاد عبدالله بن خليفة في الدوحة.
ويتصدر «العميد»، الذي حجز مقعده مبكراً في نصف النهائي المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط، مقابل 5 نقاط لدهوك العراقي، ويأتي ظفار في المركز الثالث وله 4 نقاط، وأهلي صنعاء «الأخير» بـ3 نقاط.
ويتأهل فريقان من كل مجموعة في «أبطال الخليج»، إلى نصف النهائي، حيث يواجه أول المجموعة الأولى، ثاني المجموعة الثانية، بينما يلتقي أول المجموعة الثانية، مع ثاني المجموعة الأولى، على أن تقام المباراة النهائية 25 أبريل المقبل.
من جهتها، أكملت إدارة ظفار برئاسة الشيخ سعيد بن أحمد الرواس، الترتيبات لاستقبال النصر، حيث تقيم البعثة بفندق الهليتون، على أن يختتم «الأزرق» تحضيراته بأداء حصة تدريبية على ملعب المباراة مساء الاثنين المقبل.
وعلمت «الاتحاد» أن لوائح البطولة، تمنع مشاركة اللاعبين الجدد المنضمين حديثاً خلال «الميركاتو الشتوي» الحالي في «دور المجموعات»، على أن تتاح الفرصة لتعديل القوائم خلال نصف النهائي، وكانت بعض الأندية خاطبت «الاتحاد الخليجي» بشأن قيد لاعبين جدد، قبل أن تتلقى رفضاً من الاتحاد.
وعين الاتحاد الخليجي، طاقم تحكيم سعودياً لإدارة مباراة ظفار والنصر، يقوده ماجد الشمراني «ساحة»، هاشم الرفاعي «مساعد أول»، عمر الجميل «مساعد ثان»، ومحمد إسماعيل «حكم رابع»، سامي الجريس «حكم فيديو»، إبراهيم الدخيل «حكم فيديو مساعد».
ويدخل النصر مباراته المقبلة أمام ظفار، مدفوعاً بمعنويات فوزه الأخير أمام ضيفه العروبة 2-1 في «الجولة الـ14» من «دوري أدنوك للمحترفين»، والتي قفزت بترتيب «الأزرق» إلى المركز الثالث برصيد 25 نقطة، خلف الشارقة المتصدر بـ37 نقطة، وشباب الأهلي «الوصيف» وله 35 نقطة.
ووصف الهولندي ألفريد شرودر مدرب «العميد»، فوز فريقه أمام العروبة «الأخير» بالرائع والمهم، وقال: «حققنا فوزاً رائعاً ومهماً، وتوقعنا صعوبة المباراة، في ظل تغيير الجهاز الفني للمنافس».
وأضاف: «راضٍ عن أداء الفريق، وقدمنا مستوى جيداً، رغم عدم نجاحنا في صنع فرص حقيقية أمام منافس اعتمد على المرتدات، قبل أن تتغير الأوضاع في الشوط الثاني مع مشاركة عدد من البدلاء أمثال هاريس سيفروفيتش».
وتعليقاً على انضمام السويسري هاريس قادماً من الوصل، قال شرودر: «لا نتوقف عن البحث عن لاعبين يشكلون الإضافة للفريق، أعتقد أن هاريس يملك إمكانيات متميزة في صناعة وتسجيل الأهداف، على غرار لاعبنا السابق عادل تعرابت».
وأضاف: «في ميركاتو الشتاء قد يكون من الصعب الحصول على لاعب بإمكانيات هاريس، وانتدابه فرصة جيدة، كونه لاعباً متميزاً داخل منطقة الجزاء، وهو برهن على ذلك من خلال تتويجه بالدوري والكأس مع فريقه السابق». 
وتوقع مدرب «العميد» غياب المهاجم الإيطالي جابياديني لأكثر من أسبوع، بعد تعرضه للإصابة في مباراة العروبة، لافتاً إلى أن تركيزه الحالي على مباراة فريقه في البطولة الخليجية أمام مضيفه ظفار العُماني.
بدوره، عبر السويسري هاريس المنتقل حديثاً لـ«العميد» عن سعادته بخوض مباراته الأولى، وقال: «أعتقد أن الأهم كان الفوز بالنقاط الثلاث، والفرصة متاحة أمام التحسن بشكل أفضل في المباريات المقبلة، وأشكر الجماهير، وآمل أن نحظى بموسم ناجح». 

مقالات مشابهة

  • الندابي يُشارك في اجتماع جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية بالقاهرة
  • مجلس الشورى: استشهاد القادة لا يعني انتهاء المقاومة بل تأكيد على أنها في المسار الصحيح
  • «الشورى» يشارك في اجتماع أمناء البرلمانات العربية بالقاهرة
  • انتهاء المؤتمر الانتخابي للجنة الأولمبية العراقية.. تعرف على الفائزين
  • طيران الشرطة ينقل الإعلاميين لولاية الخرطوم لتوثيق آثار الخراب والدمار لحرب المليشيا المتمردة
  • الفتوى والتشريع: الخبرة أساس اختيار أعضاء هيئة الرقابة الصحية
  • النصر إلى صلالة استعداداً لمباراة ظفار في «أبطال الخليج»
  • وكيل تعليم سوهاج يترأس لجنة اختيار المرشحين للمبادرة الرئاسية ألف مدير مدرسة
  • فودافون تنافس Starlink.. تجربة ناجحة لأول مكالمة فيديو عبر الأقمار الصناعية
  • انتخابات مجلس الأمة.. هذه الحصيلة الأولية لعملية سحب وإيداع التصريح بالترشح